بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك اما بعد فهذه متابعة في سلسلة ما لا يسع جهل بحلقتها العاشرة موضوع هذه الحلقة حقائق حول توحيد الطاعة والانقياد الله جل جلاله تفرد بخلق هذا الخلق تتفرد ايضا بحق هدايته وحق توجيه الخطاب الملزم اليهم ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ما هدى الذي خلقني وهو يهديل تبه اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى لقد تمهد في بديهيات العقائد واصول الايمان ان الحجة القاطعة وان الحكم الاعلى والشرع وحده فلا حلال الا ما احله الله ورسوله ولا حرام الا ما حرمه الله ورسوله ولا دين الا ما شرعه الله ورسوله فنؤمن كذلك ان ما تنازع فيه المسلمون من شيء فان مرده الى الله ورسوله فاذا قضى الله ورسوله امرا فليس لاحد في هذا القضاء من خيرة وانه لا تثبت العصمة لاحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم الا لمجموع الامة فهي التي عصمها الله جل جلاله من ان تجمع على ضلاله على ضلالة ولابد ان يكون لهذا الاجماع مستند شرعي قد انعقد اليه ايضا نؤمن بان نقل مصدرية الاحكام من الوحي الى الهوى من الكتاب والسنة الى اهواء البشر على النحو الذي يروج له دعاة العلمانية وضلال الفصل بين الدين والحياة يعد راقن بالله كفرا بوحده تعالوا بنا نتأمل الايات القرآنية الداعمة لهذه المعاني نبدأ بقول الله جل جلاله يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم لا تقدموا بين يدي الله ورسوله نهوا ان يتكلموا بين يدي كلامه اي قبل كلامه او ان يفتاتوا فيه بشيء حتى يقضي الله على لسانه فهذه اداب ادب الله بها عباده المؤمنين فيما يعاملون به نبيهم الكريم صلوات ربي وسلامه عليه من التوقير والاحترام والتبجيل والاعظام لا تسرعوا في الاشياء بين يديه بل كونوا تبعا له في جميع الامور يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون لا يرتفع صوت على صوته في حياته ولا يرتفع صوت على هديه وسنته وشريعته وطريقته بعد مماته صلوات ربي وسلامه عليه ايضا يقول الله جل جلاله يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا لاحظوا في سياق الاية اطيعوا الله واطيعوا الرسول فكرا لفز الطاعة مع الرسول لان لرسول الله طاعة مستقلة فما حرم رسول الله مثل ما حرم الله النبي صلى الله عليه وسلم يقول الا اني حرمت اشياء ليست في كتاب الله هي كحرمتها في كتاب الله او اشد كالجمع بين المرأة وعمتها والجمع بين المرأة وخالتها وتحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير هذه رماة ثبتت في السنة ولم تأتي في كتاب الله عز وجل. اطيعوا الله واطيعوا الرسول لكن عندما كان الحديث عن اولي الامر قال واولي الامر منكم لم يقل واطيعوا اولي الامر منكم انما قال واولي الامر منكم لكي يبين ان طاعة الامر تبع ان طاعة اولي الامر تبع لطاعتهم هم لله ورسوله فليست لهم طاعة مستقيمة ومن ثم اذا حدث تنازع فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول فقط ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. فدل هذا على ان من لم يرد الامور المتنازعة فيها الى الله ورسوله لم يكن مؤمنا بالله ولا باليوم الاخر وقال تعالى وما اختلفتم فيه من شيء وحكمه الى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت واليه انيب وقال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا فاذا حكم الله ورسوله بشيء فليس لاحد مخالفته ولا اختيار لاحد فيه ولا رأي ولا بل يجب على المؤمنين كافة ان يجعلوا رأيهم واختيارهم تبعا لهديه وقضائه صلوات ربه وسلامه عليه وقال تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لوزا فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم كانوا يخاطبونه يا محمد يا ابا القاسم باسمه فنهاهم الله تعالى ان يخاطبوا رسول الله باسمه لا اتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. خاطبوه بوصف الرسالة او بوصف النبوة يا نبي الله يا رسول الله. لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. ثم ختم الاية فقال فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة خالفون عن امره اي عن سبيله ومنهاجه وسنته وشريعته فتوزن الاقوال والاعمال باقواله واعماله صلوات ربي وسلامه عليه. فما وافق ذلك قبل وما خالف ذلك فهو مردود فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم والفتنة المحظورة ما يقع في قلوب هؤلاء المخالفين من الكفر والنفاق والبدعة مرة الامام مالك ده اله واحد الناس سؤال قال له يا امام احرمت من المسجد ميقات اهل المدينة التنعيم كما تعلمون آآ ابيار علي وبين ابيار علي وبين المسجد النبوي مسافة مسافة صغيرة فقال له اخاف عليك الفتنة اي فتنة فيها ده انا احرمت مبكرا والزمت نفسي مبكرا بمحظورات الاحرام قبل ان يأتي ميقاتها يعني انا عندي مزيد من الاحتياط مزيد من التورع مزيد من التنسك اخاف عليك الفتنة فقال واي فتنة في هذا يا فقال واي فتنة اعظم من ان يقع في نفسك انك ادركت فضيلة لم يدركها رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي احرمه من المكان ده. انت حبيت يعني تزايد وتحرم من قبل هذا فاي فتنة اعظم من ان يقع في نفسك انك حصلت او ادركت فضيلة لم يدركها رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم وقال تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لكم قضي بينهم وان الظالمين لهم عذاب اليم فالله جل وعلا انكر ونعى على الذين لا يتبعون ما شرع الله لنبيه من الدين القيم والحلال والحرام اتبعوا ما شرع شياطينهم وطواغيتهم من تحريم الحلال وتحليل الحرام كان في شرائع في الجاهلية في بهيمة الانعام وفي الحرث قال تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وسيلة ولا حام. لهم طقوس معينة شرائع معينة في بهيمة انعام يحلون هذا ويحرمون هذا ايضا في حروفهم وفي زروعهم وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصلوا الى الله. وما كان لله فهو يصل الى شركائهم ساء ما يحكم ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون قال تعالى قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حلالا وحراما قل لكم ام على الله تفترون التحليل والتحريم حق خالص لله جل جلاله وحده ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم لولا ما سبق في علم الله من الى يوم القيامة لعوجلوا بالعقوبة قصة نبي الله يوسف اه قول الله جل جلاله ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. الحكم لله جل جلاله الحكم تحليل والتحريم المطلق الامر والنهي التشريعي المطلق الى الله جل جلاله تم الشرعية خمسة تكليفية الواجبات المندوبات المحرمات المكروهات المباحات لا يملك احد ان يوجب واجبا ولا ان يندب مندوبا ولا ان يحرم محرما ولا ان يكره مكروها. هذه الاحكام مصدرها الشر مصدرها الوحي اصدرها ما جاء من الله ورسوله ولهذا في تعريف الاصوليين للحكم يقولون الحكم الشرعي خطاب الشارع المتعلق بافعال المكلفين على سبيل الاقتضاء او التخيير او الوضع اقتضاء الطلب والطلب اما طلب فعل واما طلب ترك وكل ذلك اما ان يكون جازما او غير جازم. فهذه الكلمة انتظمت احكاما اربعة. الايجاب والندب والتحريم والكرامة او التخيير حكمه ليه لكن هو خطاب الشارع فالذي يحل الحلال ويحرم الحرام ويفصل الشرائع هو الله جل جلاله. انا باؤكد على هذا المعنى هنا لاننا في زمن العبث بالمحرمات اذ تجدد العبث بالمحرمات المروانة كانت حرام اصبحت حلال بدون الجنسي كان ممنوعا اصبح مشروعا. العبث بالتحليل والتحريم نقل مصدرية الاحكام من الشرع الى الهوى من الوحي المعصوم الى يعني الى الطواغيت والى اهواء البشر هذا تنديد في باب الحكم تنديد في باب التوحيد وتشريك بالله سبحانه وتعالى في اخص خصائصه ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فالحجة القاطعة والحكم الاعلى هو الشرع وحده والحكم بغير ما انزل الله من المحرمات القطعية في الشريعة وهو سبيل الى الكفر والظلم والفسق بلا نزاع والاصل هو وجوب التحاكم الى الشرع المطهر فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويل اذا وتحكيم الشريعة عند القدرة على ذلك احد معاقل التفرقة بين الايمان والنفاق الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون دون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا ثم تمضي الايات حتى تبلو قول الله جل جلاله فلا وربك فلا وربك يقسم بذاته المقدسة لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما اذا لم يكن سبيل الى التحكيم الملزم للشريعة على مستوى الدول والحكومات فان هذا لا يسقط وجوبته تقييمها على مستوى الافراد والتجمعات فان الميسور لا يسقط بالمعسور وفي التحكيم والصلح ونحوه بدائل من اللجوء الى التحاكم الى القضاء الوضعي القائم على خلاف الشريعة ازا وقعت خصومة بين زوجين او بين شريكين في مشروع ما لي ينبغي ان يكون لجوئهم اولا الى التحكيم الشرعي. ينبغي ان ينص في عقد الشركة ان ازا حدس المنازعات ينبغي ان تحال الى كيت وكيت الى جهة شرعية تفصل في على وفاق الشرع المطهر طب هل يمكن اللجوء الى القضاء الوضع في بعض الاحوال؟ قال نعم يرخص في اللجوء الى القضاء الى القضاء الوضعي عند انعدام البديل الشرعي القادر على رد الحقوق واستخلاص المزالم عندما يتعين سبيلا لاستخلاص حق او دفع مظلمة في بلد لا تحكمه الشريعة. لانعدام البديل الشرع القادر على ذلك وكان هذا داخل بلاد الاسلام ام كان خارجا لكن لهذا قيود انتبه قال يقيد ذلك بما يلي يقيد ذلك بما يليه. تعذر استخلاص الحقوق او دفع المظالم عن طريق القضاء او الشرعي اما لغيابه او للعجز عن تنفيز احكامه اه طيب رقم اتنين اللجوء اولا الى بعض حملة الشريعة لتحديد الحكم شرع الواجب التطبيق في موضوع النازلة والاقتصار على المطالبة به والسعي في تنفيذه لان ما زاد على ذلك ابتداء او انتهاء خروج على الحق حكم بغير ما انزل الله ويبقى انكار القلب للتحاكم الى القضاء الوضع المناقض للشريعة وبقاء هذا الترخص في دائرة الضرورة ونختم بان من دخل على اموال الناس مستحلا لها باحلال هذا ينقل المسألة من باب اكل الحرام الى استحلال اكل الحرام والاستحلال كفر المعصية بتزل معصية ابو المعاصي في خطر المشيئة ان شاء الله عذبهم وان شاء الله غفر لهم اما المستحلون للمعاصي المستبيحون لها الذين لا يرون حريجة دينية في انفسهم عند اجتراحها وارتفاعها بها فهؤلاء انتقلوا من فسطاط المعاصي الى فسطاط الكفر عيادا بالله من الخذلان الحديث موصول في هذه القضية في حلقة الغد ان شاء الله حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته