الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور. اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر. فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة. اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك فلا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر. لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد فهذه متابعة في سلسلة ما لا يسع المسلم جهله في حلقتها الحادية عشرة وموضوعها اوجه نقضي العلمانية لاصل الدين اوجه نقض العلمانية لاصل الدين لقد سبق احبتي في الله عز وجل ان بينا ان الله جل وعلا تفرد بالخلق كله وتفرد بالامر كله الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين من تفرد بخلق هذا الكون تفرد بحق هدايته وحق توجيه الخطاب الملزم اليه فلو طلبنا مثلا من واقعنا المعاصر اذا اشتريت جهازا الكترونيا من اي جهة منتجة له فان معه وهي طريقة تشغيل هذا الجهاد. الطريقة المثلى لتشغيل هذا الجهاز. لم يزعم احد من الناس ان جهة غير الجهة الصانعة او المنشأة اولى ببيان كيفية تشغيل هذا الجهاز واولى كيفية اصلاح ما يطرأ عليه من عطب وخلل من هذه الجهة الله جل وعلا له المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. تفرد بخلق الانسان تفرد بحق هدايته وحق توجيه الخطاب الملزم اليه الحلال ما احل والحرام ما حرمه والدين ما شرع. ما قضية العلمانية وما وجه دخولها في هذه المنزومة العقدية العلمانية تعبير محدث لم يرد له ذكر في المعاجم العربية القديمة ولقد ورد هذا التعبير لاول مرة في قاموس ثنائي اللغة اه فرنسي عربي الفه احد تراجمة الحملة الفرنسية لويس بقطر المصري وطبع جزءه الاول مارس الف تسعمية تمانية وعشرين. ثم دخلت الكلمة بعد ذلك الى اللغة العربية اول معجم في اللغة العربية ورد فيه هذا التعبير المعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة لقد جاء في طبعته الاولى تأملوا معي جيدا في النهاية التدرج في التعريف بالمصطلح له دلالة بالغة العلماني خلي بالك بالفتح وليس بالكسر العلماني نسبة الى العلم بمعنى العالم. وهو خلاف الدين او الكهنوتي وبقي الامر كذلك في الطبعات الثانية الف تسعمية تسعة وسبعين. في الطبعة التالتة الف تسعمية خمسة وثمانين وردت هذه الكلمة مكسورة العين العلمانية. وما بين الفتح والكسر فرق كبير ومعارك فقهية كبيرة جدا فيا بعد الشقة ما بين الفتح والكسر في هذا تنمو الصلاة. بعد ان زلت مفتوحة مفتوحة في الطبعتين الماضيتين سنة ستين وسنة تسعة وسبعين العلماني بالفتح كما قلنا نسبة الى العلم اي العالم اي الخلق. العلماني نسبة الى العلم التجريبي الذي انتصر على الكنيسة بعد صراع نبيل سالت فيه دماء وازهقت فيه ارواح. لان الكنيسة كانت مرصاد لكل رأي علمي يعارض التفسير الديني للكتاب المقدس لكن استعمال هذا المصطلح بالكسر ينطوي على كثير من المغالطة والمجازفة والتلبيس طلوعه على الخطأ فان جذور هذه القيمة وانتم تعيشون في هذا البلد وتعرفون لغته لا علاقة لها بالعلم هذه الكلمة باللغة الانجليزية سكروريزم هذه الكلمة هذا التعبير لا صلة له بالعلم. العلم في اللغة الانجليزية والنسبة اليه فاذا اردت ان تقول علمانية تقول لا تقول فهي اللادينية او الدنيوية فنسبتها الى العلم نسبة خاطئة. الانبتات الصلة العلم وهذا التعبير في جذوره الاوروبية. اما انطوائه على التلبيس والايهام. فلان في هذا في النسبة الى العلم ما يحجب حقيقة المعنى الذي يتضمنه هذا المصطلح ويدخله في دائرة القبول العام خاصة ان مجرد الانحياز الى العلم لا يعني بالضرورة نبذل الايمان واستبعاد الدين ازا لابد لتمرير هذا المعنى من اه اسأل الذي رأيتموه. وعلى هذا فان المعنى الصحيح لهذا التعبير الفصل بين الدين دولة بل بتعبير ادق الفصل بين الدين والحياة وعدم المبالاة بالدين والاعتبارات الدينية ها تستطيع ان توجزه في كلمة نزع القداسة العلمانية نزع القداسة عن المقررات الدينية والتعامل معها كمواريث بشرية بحتة كانوا ينظرون الى القرآن الكريم وهم يدرسونه مجرد نص ادبي نص تاريخي حطه بالضبط تم معلقة امرئ القيس وجنب اي مقطوعة ادبية نيشكسبير او لاي واحد من قادة الادب او قادة الشعر اللهم اهدنا سواء السبيل يا رب العالمين. يبقى العلمانية نزعة اتجاه مذهب اعتنقوا جماعة في اوروبا مقابل ما كان سائدا فيها من العصور المظلمة التي تسلط فيها رجال الدين على كل الانشطة الحياتية مما تسبب عنه ركود وتخلف حضاري مقارنة بما كان عليه الحال عند المسلمين من تقدم في كل المجالات فهؤلاء دعاة لهذا المذهب وقفوا من الدين موقفا لا مبالاة وتركوا سلطانه يعيش في دائرة الخاصة في القرن التاسع عشر المواجهة كانت عنيفة بين العلمانية والدين لتغلغل المادية في نفوس ممن فتنوا بالعلم التجريبي وبلغ بهم الحال مبلغ انكار الاديان وما جاءت به من من قيم والشرائع واتهموها بتهم كثيرة كرد فعل المعاناة التي عانوها من رجال الدين وسلطان في زمن التخلف الذي نسبوه الى الدين. لم يكن الصراع بين الدين والعلم نقطة مهمة. لم يكن صراعا بين دين صحيح تنزل من علم الله العلم لان الدين الصحيح لا يتعارض مع العلم الصحيح. الدين الصحيح كلام الله عز وجل والعلم الصحية انما هو سنن الله في كونه فحديث الله عن خلقه حديث الخالق عن من خلق الا يعلم من خلق؟ اذا تحدث القرآن عن الكون حديث الخالق عن خلقه الا يعلم من خلق ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. لكن المشكلة يعني كان النزاع والصراع بين دين مبدل محرف صنعته ايدي الاحبار رهبان بايديهم ونصبوه زورا الى الله عز وجل. فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا. فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون فكان النزاع بين جزازات مهيهلة صاغتها ايدي الاحبار والرهبان ونسبوها زورا الى الله عز وجل. فوقع الصراع بينها وبين حقائقه. العلم لكن العقل الصريح والعلم الصريح لا ينازع الدين الصحيح بحال من الاحوال حديث الله عن كونه حديث الخالق عن خلقه جل جلاله ان الله يعلم وانتم لا تعلمون ولقد ظهر او صدر قرار عن المجمع الفقهي الدولي حول قضية العلمانية اسوقه لحضراتكم مع الفقه الاسلامي الدولي سنة الف تسعمية تمانية وتسعين منز ما يزيد على عشرين انهم يقول ان العلمانية وهي الفصل بين الدين والحياة نشأة بصفتها رد فعل للتصرفات التعسفية التي ارتكبتها الكنيسة انتشرت العلمانية في ديار المسلمين بقوة الاستعمار واعوانه. فهي بصمة ووصمة الاستعماري في بلاد المسلمين. عندما جلى الاستعمار العسكري وفارق البلاد خلف وراءه الاستعمار التشريعي والاستعمار الثقافي والاستعمار الحضاري اقصاء الشريعة عن الحاكمية والمرجعية واحلال القوانين الفرنسية والانجليزية وبقيت تحكم بلاد الاسلام الى يوم الناس هذا. بقي الزنا مباحا في اطار القاعدة القانونية وان جاء في القرآن ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا بقي الربا مباحا في اطار القاعدة القانونية. وان قال الله جل جلاله واحل الله البيع وحرم الربا وحتى يرسم هذا المعنى لابد من من التأثير على شرعية القوانين. معناها لا عقوبة ولا جريمة الا بنص. يعني لو اتفقت لو اتفق الاسلام واليهودية والنصرانية والملل كلها الا تجريم سب الاديان وسب الانبياء والمرسلين. ما لم يوجد نص قانوني صريح يجرم هذا فهو على اصل الاباحة القانونية لكي يضرب بهذا كل مرجعية للشريعة وكل بقايا من تأثير ومن حرمة لها في قلوب الناس او على قل على مستوى انزمتهم ولوائحهم وقوانينهم الحاكمة في بلاد المسلمين. رحل الاستعمار العسكري وبقي الاستعمار الثقافي والاستعمار التشريعي والاستعمار الفكري والحضاري فهي بصمة ووصمة للاستعمار في بلاد المسلمين. انتشرت العلمانية في الديار الاسلامية بقوة الاستعمار واعوانه وتأثيره استشراق فانها وقد قادت الى تفكك في الامة الاسلامية اي وربي وتشكيك في العقيدة الصحيحة وتشويه تاريخ امتنا الناصحة وايهام الجيل بان هناك تناقضا بين العقل والنصوص الشرعية. واقسم لكم بالله جل جلاله. انه لا يوجد قط ما بين نص صحيح وعقل صريح. وكتب شيخ الاسلام كتابا كاملا طفل كبير من بضع مجلدات درء تناقض يعني درء تناقض العقل والنقل. لا يوجد تناقض ما بين العقل الصريح والنقل الصحيح وعملت على احلال النزم الوضعية محل الشريعة الغراء والترويج للاباحية والتحلل الخلقي وانهيار القيم السامية. انبثقت عن العلمانية معظم الافكار الهدامة التي غزت بلادنا كمسميات مختلفة كالعنصرية والشيوعية والصهيونية والماسونية نعم اه والحداثة مما ادى الى ضياع ثروات الامة وتردي الاوضاع الاوضاع الاقتصادية وساعدت على احتلال بعض فلسطين والقطب مما يدل على فشلها في تحقيق اي خير لهذه الامة. العلمانية نظام وضعي يقوم على اساس من الحاد يناقض الاسلام في جملته وتفصيله. وتلتقي مع الصهيونية العالمية والدعوات الاباحية والهدامة فهي مذهب الحادي يأباه الله ورسوله والمؤمنون الاسلام هو دين ودولة ومنهج حياة متكامل وهو الصالح لكل والصالح لكل زمان ومكان. ولا يقر فصل الدين عن الحياة. وانما يوجب ان تصدر جميع الاحكام مني وصبر الحياة العملية الفعلية بصبغة الاسلام سواء في السياسة او الاقتصاد او الاجتماع او تربية او الاعلام وغيرها. ثم صدر عنه جملة من التوصيات على ولاة امر المسلمين صب اساليب العلمانية عن المسلمين وعن بلادهم واخذ التدابير اللازمة لوقاية منها على العلماء نشر جهودهم دعوية بكشف العلمانية والتحذير منها وضع خطة تربوية اسلامية شاملة في المدارس والجامعات ومراكز البحوث وشبكات المعلومات من اجل صياغة واحدة وخطاب تربوي تربوي واحد وضرورة الاهتمام باحياء باحياء رسالة المسجد والعناية بالخطابة والوعظ والارشاد وتأهيل القائمين عليها تأهيلا يستجيب مقتضيات العصر والرد على الشبهات والحفاظ على مقاصد الشريعة الغراء نعم كان هذا هو الجزء الاول من حديثنا عن اوجه نقض العلمانية لاصل الدين تحدثنا فيه عن التعريف بالعلمانية وعن نشأة مصطلحها وعن قرار المجمع الفقهي بشأنها وسوف نواصل في الغد ان شاء الله حديثا مفصلا تانيا رقم اتنين حول اوجه نقض العلمانية لاصل الدين وفقني الله واياكم لما يحب ويرضى وشكى الله لكم وجزاكم الله خيرا