المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الاية. ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. الى قوله سميعا بصيرا. ويضع ابهاميه على اذنيه والتي تليهما على عينيه. رواه ابو داوود وابن حبان وابن ابي حاتم. انما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبعيه على اذنيه وعلى عينيه تحقيقا لاثبات سمع الله وبصره وذلك ان كل اسم من اسماء الله الحسنى يشتق له صفة من صفاته ويترتب على ذلك حكم تلك الصفة. فالسميع البصير من اسمائه الحسنى ويدلان على سمع الله وبصره. وعلى انه تعالى يسمع جميع مسموعات السر والاعلان والخفي والجلي. ويبصر تعالى جميع المبصرات وان دقت وصغرت. كما قال بعضهم يا من يرى مد البعوض جناح في ظلمة الليل البهيم الاليل. ويرى نياط عروقها في نحرها. والمخ من بين العظام النحل. امن علي بتوبة تمحى بها ما كان مني في الزمان الاول. فقوله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. يشمل هذا امانات فيجب الا يولى الولاية كبيرة او صغيرة الا الامناء اهل الكفاية والمعرفة بتلك الولاية. وكذلك امانات الاموال يجب على من هي بيده ان يحفظها والا يسلمها الا الى صاحبها او نائبه. وقوله واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل. وهذا يشمل القاضي والامير وكل من يتولى الحكم بين اثنين او جماعتين من الناس. فعليه العدل في حكمه. والا يراعي قريبا ولا صديقا ولا يحمله عداوة شخص على الحكم عليه بالهواء. ولما امر باداء الامانات الى اهلها الذي هو وظيفة المؤتمنين. وبالحكم بالعدل الذي هو وظيفة الحاكمين وكانت هذه الاحكام والاصول العظيمة قد بلغت نهاية الحسن والصلاح والاصلاح. واثمرت كل خير وبركة وفلاح. اثنى تعالى على احكامه ومواعظه الجليلة فقال ان الله نعم ما يعظكم به اي نعم ما يعظكم به ويرشدكم اليه من اصول الرشد والخيرات المنافقين للشرور والهلكات. وختمها سبحانه بهذين الاسمين الكريمين. ان الله كان سميعا بصيرا. ليعرفنا بنفسه ويرغبنا في مواعظه ونصائحه ويرهبنا من الاعراض عنها ويحثنا على اصلاح النية فيما نأتي ونذر فان النية الصالحة روح الاعمال وبها لا يتحقق كل خير وكمال