المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وله عنه رضي الله عنه مرفوعا ان الله ليرضى عن العبد يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها هذا الحديث فيه ان الله عز وجل يرضى عن عبده اذا عمل ما يحبه اما عبادات مستقلة كالصلاة والصيام والصدقة ونحوها وبر الوالدين وصلة الارحام والاحسان الى الخلق وتوابع ذلك. فان الاعمال الصالحة هي موضوع مراضيه. فمن فعل منها ما يرضيه رضي الله عنه ولهذا لما كمل المؤمنون مراتب الخير كلها اخبر عنهم بالرضا المطلق منه ومنهم. فقال سبحانه رضي الله عنهم ورضوا عنه وقال لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة الاية وقال والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين تبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. الاية فقد اخبر عن جميع طبقات المؤمنين انهم نالوا رضا ربهم لما قاموا بما يحبه فيرضاه هذا النوع اشرف انواع ما ينال به رضا الله. النوع الثاني العادات وتناول الطيبات من اكل وشرب وتوابعها اذا تناولها العبد لقصد الاستعانة بها على طاعة الله واقامة البنية والقيام بالواجب والمستحب له ولعائلته. ثم حمد الله عز وجل فان الله عز وجل يرضى عنه وتنقلب عاداته عبادات. وتكون الطيبات له خالصة يوم القيامة. فيجمع الله عز وجل له بين نعيم الدنيا وطيبها وبين نعيم الاخرة. فسبحان من لا يحصي احد ثناء عليه ولا تعد نعمه والاءه. وفي هذا الحديث اثبات الرضا لله عز وجل. كما في بقية النصوص من الكتاب والسنة. وواصفة من صفات الله. وفيه اثبات الافعال الاختيارية المتعلقة الثقة بمشيئة الله وقدرته. وانها لا تزال في كل وقت فالله في كل وقت ويوم له شأن من الشؤون يبديها ويبتديها. ولم يزل لا يزال فعالا لما يريد مما تقتضيه حكمته وحمده تبارك وتعالى