المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وله عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته احد. وللبخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا الجنة اقرب الى احدكم من شراك نعله. والنار مثل ذلك. هذان الحديث ان يوجبان للعبد ان يكون بين الخوف والرجاء نظر الى رحمة الله العامة والخاصة رجا وطمع. وان نظر الى عدل الله وعقوبته للعاصين خاف وخشي. وكذلك في حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان الجنة والنار اقرب الى العبد من شراك نعله. لان مدار ذلك على صحة الايمان والتوحيد او عدمه. فمن كان مؤمنا لا يشرك بالله شيئا في ان فهو من اهل الجنة. ومن كان مشركا فهو من اهل النار. ومن قرب الجنة والنار ان العبد قد يعمل بطاعة الله في كل عمره ثم يزيغ عن الحق الحق في اخر حياته فيكون من اهل النار. وقد يعمل بعمل اهل النار ثم يوفقه الله عز وجل اخر حياته للانابة اليه. فيختم له بعمل اهل الجنة. ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ان العبد يتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن ان تبلغ ما بلغت فيكتب الله عز وجل له رضوانا ويتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن ان تبلغ ما بلغت فيكتب الله عز وجل له سخطه ومن ذلك ان بغيا سقت كلبا يلهث من العطش ورحمته فرحمها الله عز وجل وغفر لها. وان امرأة عذبت في هرة ربطتها حتى ما اتت جوعا وعطشا. ومن ذلك ان من وصل رحمه وصله الله. ومن قطعها قطعه الله. ومن ذلك ان من علم الله عز وجل من نيته وقصده اتباع الهدى وفقه الله عز وجل اليه. وحبب اليه الايمان وزينه في قلبه. وكره اليه الكفر والفسوق والعصيان. ومن رد الحق ورأى طريقه فزهد فيه ولاه الله عز وجل ما تولى. وخذله وضل عن الصراط المستقيم. ومن اقبل على الله اقبل الله عليه ومن اعرض عن الله اعرض عنه. وهكذا وما اشبه هذا من الامثلة. وكذلك الاعمال تابعة لنياتها. وانما لكل امرئ ما نوى في هذا ذكر الشيخ بعده هذا الحديث