المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله مقدمة تشتمل على صفوة عقيدة اهل السنة وخلاصتها المستمدة من الكتاب والسنة وذلك انهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره يشهدون ان الله هو الرب الاله المعبود المتفرد بكل كمال فيعبدونه وحده مخلصين له الدين فيقولون ان الله هو الخالق البارئ المصور الرازق المعطي المانع المدبر لجميع الامور وانه المألوه المعبود الموحد المقصود وانه الاول الذي ليس قبله شيء الاخر الذي ليس بعده شيء الظاهر الذي ليس فوقه شيء الباطن الذي ليس دونه شيء وانه العلي الاعلى بكل معنى واعتبار علو الذاتي وعلو القدر وعلو القهر وانه على العرش استوى استواء يليق بعظمته وجلاله ومع علوه المطلق وفوقيته فعلمه محيط بالظواهر والبواطن. والعالم العلوي والسفلي وهو مع العباد بعلمه يعلم جميع احوالهم وهو القريب المجيب وانه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته والكل اليه مفتقرون في ايجادهم وايجاد ما يحتاجون اليه في جميع الاوقات ولا غنى لاحد عنه طرفة عين وهو الرحمن الرحيم الذي ما بالعباد من نعمة دينية ولا دنيوية ولا دفع نقمة الا من الله وهو الجالب للنعم الدافع للنقم ومن رحمته انه ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا. يستعرض حاجات العباد حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول لا اسأل عن عبادي غيري من ذا الذي يدعوني فاستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فاعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فاغفر له؟ حتى يطلع الفجر وهو ينزل كما يشاء ويفعل ما يريد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويعتقدون انه الحكيم الذي له الحكمة التامة في شرعه وقدره فما خلق شيئا عبثا ولا شرع الشرائع الا للمصالح والحكم وانه التواب العفو الغفور يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويغفر الذنوب العظيمة للتائبين والمستغفرين والمنيبين وهو الشكور الذي يشكر القليل من العمل ويزيد الشاكرين من فضله ويصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات الذاتية في الحياة الكاملة والسمع والبصر وكمال القدرة والعظمة والكبرياء والمجد والجلال والجمال والحمد ومن صفات الافعال المتعلقة بمشيئته وقدرته. كالرحمة والرضا والسخط والكلام. وانه يتكلم بما يشاء كيف يشاء وكلماته لا تنفد ولا تبيد وان القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ واليه يعود انه لم يزل ولا يزال موصوفا بانه يفعل ما يريد. ويتكلم بما يشاء ويحكم على عباده باحكامه القدرية واحكامه الشرعية واحكامه الجزائية وهو الحاكم المالك ومن سواه مملوك محكوم عليه فلا خروج للعباد عن ملكه ولا عن حكمه ويؤمنون بما جاء به الكتاب وتواترت به السنة ان المؤمنين يرون ربهم تعالى عيانا جهرا ان نعيم رؤيته والفوز برضوانه اكبر النعيم واللذة وان من مات على غير الايمان والتوحيد فهو مخلد في نار جهنم ابدا ان ارباب الكبائر اذا ماتوا على غير توبة ولا حصل لهم مكفر لذنوبهم ولا شفاعة فانهم وان دخلوا النار لا يخلدون فيها ولا يبقى في النار احد في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان الا خرج منها ان الايمان يشمل عقائد القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان فمن قام بها على الوجه الاكمل فهو المؤمن حقا. الذي استحق الثواب وسلم من العقاب ومن انتقص منها شيئا نقص من ايمانه بقدر ذلك ولذلك كان الايمان يزيد بالطاعة وفعل الخير وينقص بالمعصية والشر ومن اصولهم السعي والجد فيما ينفع من امور الدين والدنيا مع الاستعانة بالله وهم يحرصون على ما ينفعهم ويستعينون بالله كذلك يحققون الاخلاص لله في جميع حركاتهم ويتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول والنصيحة للمؤمنين طريقهم فصل ويشهدون ان محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ارسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وانه اولى بالمؤمنين من انفسهم هو خاتم النبيين ارسل الى الانس والجن بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا ارسله بصلاح الدين وصلاح الدنيا. وليقوم الخلق بعبادة الله. ويستعينوا برزقه على ذلك ويعلمون انه اعلم الخلق اصدقهم وانصحهم واعظمهم بيانا. فيعظمونه ويحبونه ويقدمون محبته على محبة الخلق كلهم ويتبعونه في اصول دينهم وفروعه ويقدمون قوله وهديه على قول كل احد وهديه ويعتقدون ان الله جمع له من الفضائل والخصائص والكمالات ما لم يجمعه لاحد وهو اعلى الخلق مقاما واعظمهم جاها واكملهم في كل فضيلة لم يبق خير الا دل امته عليه ولا شر الا حذرهم عنه وكذلك يؤمنون بكل كتاب انزله الله وكل رسول ارسله الله لا يفرقون بين احد من رسله ويؤمنون بالقدر كله ان جميع اعمال العباد خيرها وشرها قد احاط بها علم الله وجرى بها قلمه ونفذت فيها مشيئته وتعلقت بها حكمته حيث خلق للعباد قدرة وارادة تقع بها اقوالهم وافعالهم بحسب مشيئتهم. لم يجبرهم على شيء منها بل جعلهم مختارين لها وخص المؤمنين بان حبب اليهم الايمان وزينه في قلوبهم. وكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان بعدله وحكمته ومن اصول اهل السنة انهم يدينون بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله. ولائمة المسلمين وعامتهم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام والاحسان الى الجيران والمماليك والمعاملين ومن له حق بالاحسان الى الخلق اجمعين ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسنها وينهون عن مساوئ الاخلاق واردلها ويعتقدون ان اكمل المؤمنين ايمانا ويقينا احسنهم اعمالا واخلاقا اصدقهم اقوالا واهداهم الى كل خير وفضيلة وابعدهم من كل رذيلة ويأمرون بالقيام بشرائع الدين على ما جاء عن نبيهم صلى الله عليه وسلم فيها وفي صفاتها ومكملاتها. والتحذير عن مفسدات ومنقصاتها ويرون الجهاد في سبيل الله ماضيا مع البر والفاجر انه ذروة سنام الدين جهاد العلم والحجة وجهاد السلاح وانه فرض على كل مسلم ان يدافع عن الدين بكل ممكن ومستطاع ومن اصولهم الحث على جمع كلمة المسلمين والسعي في تقريب قلوبهم وتأليفها والتحذير من التفرق والتعادي والتباغض والعمل بكل وسيلة توصل الى هذا ومن اصولهم النهي عن اذية الخلق في دمائهم واموالهم واعراضهم وجميع حقوقهم والامر بالعدل والانصاف في جميع المعاملات والندب الى الاحسان والفضل فيها ويؤمنون بان افضل الامم امة محمد صلى الله عليه وسلم افضلهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصا الخلفاء الراشدين. والعشرة المشهود لهم بالجنة واهل بدر وبيعة الرضوان والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار ويحبون الصحابة ويدينون لله بذلك وينشرون محاسنهم ويسكتون عما قيل عن مساوئهم ويدينون لله باحترام العلماء الهداة وائمة العدل ومن لهم المقامات العالية في الدين والفضل المتنوع على المسلمين ويسألون الله ان يعيذهم من الشك والشرك والشقاق والنفاق وسوء الاخلاق وان يثبتهم على دين نبيهم صلى الله عليه وسلم الى الممات فهذه الاصول الكلية بها يؤمنون. ولها يعتقدون واليها يدعون