المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب وقول الله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا. ولم يك من المشركين وقال والذين هم بربهم لا يشركون عن حصين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت انا ثم قلت اما اني لم اكن في صلاة ولكني لدغت قال فما صنعت قلت ارتقيت قال فما حملك على ذلك؟ قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم؟ قلت حدثنا عن بريدة بن الحصيب انه قال لا رقية الا من عين او حمى قال قد احسن من انتهى الى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عرضت علي الامم فرأيت النبي ومعه الرهط النبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه احد اذ رفع لي سواد عظيم. فظننت انهم امتي فقيل لي هذا موسى وقومه فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لي هذه امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله. فخاض الناس في اولئك وقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الاسلام فلم يشركوا بالله شيئا. وذكروا اشياء وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبروه فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون. ولا يتطيرون. وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله ان يجعلني منهم قال انت منهم ثم قام رجل اخر فقال ادع الله ان يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة فيه مسائل الاولى معرفة مراتب الناس في التوحيد الثانية ما معنى تحقيقه؟ الثالثة ثناؤه سبحانه على ابراهيم بكونه لم يك من المشركين الرابعة ثناؤه على سادات الاولياء بسلامتهم من الشرك الخامسة كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد السادسة كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل السابعة عمق علم الصحابة بمعرفتهم انهم لم ينالوا ذلك الا بعمل الثامنة حرصهم على الخير التاسعة فضيلة هذه الامة بالكمية والكيفية العاشرة فضيلة اصحاب موسى عليه السلام الحادية عشرة عرض الامم عليه صلى الله عليه وسلم الثانية عشرة ان كل امة تحشر وحدها مع نبيها الثالثة عشرة قلة من استجاب للانبياء الرابعة عشرة ان من لم يجبه احد ياتي وحده الخامسة عشرة ثمرة هذا العلم وهو عدم الاغترار بالكثرة وعدم الزهد في القلة السادسة عشرة الرخصة في الرقية من العين والحمى السابعة عشرة عمق علم السلف قوله قد احسن من انتهى الى ما سمع. ولكن كذا وكذا وعلم ان الحديث الاول لا يخالف الثاني الثامنة عشرة بعد السلف عن مدح الانسان بما ليس فيه التاسعة عشرة قوله صلى الله عليه وسلم انت منهم علم من اعلام النبوة العشرون فضيلة عكاشة رضي الله عنه الحادية والعشرون استعمال المعاريض الثانية والعشرون حسن خلقه صلى الله عليه وسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب وهذا الباب تكميل للباب الذي قبله وتابع له فان تحقيق التوحيد تهذيبه وتصفيته من الشرك الاكبر والاصغر. ومن البدع القولية الاعتقادية والبدع الفعلية العملية ومن المعاصي وذلك بكمال الاخلاص لله في الاقوال والافعال والارادات بالسلامة من الشرك الاكبر المناقض لاصل التوحيد ومن الشرك الاصغر المنافي لكماله وبالسلامة من البدع والمعاصي التي تكدر التوحيد وتمنع كماله وتعوقه عن حصول اثاره فمن حقق توحيده بان امتلأ قلبه من الايمان والتوحيد والاخلاص صدقته الاعمال بان انقادت لاوامر الله طائعة منيبة مخبتة الى الله ولم يجرح ذلك بالاصرار على شيء من المعاصي فهذا الذي يدخل الجنة بغير حساب ويكون من السابقين الى دخولها. والى تبوء المنازل منها ومن اخص ما يدخل في تحقيقه كمال القنوت لله وقوة التوكل على الله بحيث لا يلتفت القلب الى المخلوقين في شأن من شؤونه ولا يستشرف اليهم بقلبه ولا يسألهم بلسان مقاله او حاله فليكون ظاهره وباطنه واقواله وافعاله. وحبه وبغضه وجميع احواله كلها مقصودا بها وجه الله متبعا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في هذا المقام العظيم درجات ولكل درجات مما عملوا وليس تحقيق التوحيد بالتمني. ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق ولا بالحلل عاطلة وانما ذلك بما وقر في القلوب من عقائد الايمان وحقائق الاحسان وصدقته الاخلاق الجميلة والاعمال الصالحة الجليلة فمن حقق التوحيد على هذا الوجه حصلت له جميع الفضائل المشار اليها في الباب السابق باكملها والله اعلم