وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله. والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور. اللهم انا اصبحنا من ففي نعمة وعافية وستر. فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك. اما بعد فهذه متابعة في سلسلة ولا يسع المسلم جهله في حلقتها السابعة عشرة وموضوعها مرجعية الشريعة عند التنازع فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا الحجة القاطعة الحكم الاعلى هو الشرع وحده لا حلال الا ما احل لا حرام الا ما حرمه لا دين الا ما شرع من احل الحرام المجمع عليه او حرم الحلال المجمع عليه او بدل الشرع المجنى عليه يخلعوا بذلك رفقة الدين من عنقه اذا تواطأ اهل مجتمع على اباحة الشذوذ الجنسي وزواج المثليين هذا تواطؤ على استباحة ما حرم الله عز وجل اذا تواطأ اهل مجتمع من المجتمعات على اباحة الزنا في اطار القاعدة القانونية استباحة لما حرم الله عز وجل اذا توضأ اهل مجتمع على اباحة الربا الزيادة المشترطة في الدين من ابرز واجمل صور الربا الاستباحة لما حرم الله وخروج على مرجعية الشرع المطهر اذا تواطأها المجتمع يعني على اباحة مروان او الحشيش او غيرها وقد كانت محرمة وممنوعة في اطار القاعدة قانونية من قبل هذا استباحة لما حرم الله. انا ادعو الى التفريق ما بين المعصية واستباحة معصية تقنين المعصية واستباحتها وتسويقها وتطهيرها بين الناس وتطبيع الحس الانساني والبشري في التعامل معها. واعتبارها جزءا من مألوفات الحياة ومن امورها الطبيعية التي لا ينبغي ان تستنكر ولا ان تستهجن وليستنكر من يحاول النهي عنها وتحذير الناس منها ولفت انظارهم اليها. تماما كما كان قوم لوط بعد ان استباحوا الفاحشة تواصوا فيما بينهم فقالوا اخرجوا ال لوط من قريتكم. السبب سبب انهم اناس يتطهرون فعندما يصبح استباحة المنكر الذي لم يسبق اليه من احد من العالمين هو الاصل وعندما يصبح الانكار عليه جريمة تستحق النفي والابعاد خارج حدود البلاد هذا هو الذي نتحدث عنه مرجعية الوحي الاعلى عنده ادى التنازع والتخاصم الله تفرد بالخلق تفرد بحق الامر والهداية والتشريع الديني. ان الرسول اهو ان الناس لهم في دنياهم تشريعات ابتدائية على التشريع الديني يعني ترد اليه وتستنبط منه تلك قضية اخرى للاجتهادات البشرية في زل تعية الشريعة وحاكميتها. اما اجتهادات تخرق حرم الشريعة وتهتك ثوابتها وقواعدها فهذا هو خلع لربقة الاسلام من الاعماق. الله جل جلاله جعل ايمان الناس مجرد دعم ما داموا يريدون التحاكم الى غير ما انزل الله. الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا ما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت. وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا. فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا. اولئك الذين يعلم الله وما في قلوبهم فاعرض عنهم وانهم وقل لهم في انفسهم قولا بليرا. وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن لا ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون. حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم ولا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. ان الله جل جلاله لم يجعل لاحد من خلقه طاعة مطلقة بعد بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم الوالدان وقد جاء الامر بالبر بهما والاحسان اليهما في مواضع شتى في تضاعيف هذا الكتاب يقول الله جل جلاله وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا. فلا تطعهما. ان جاهداك على ان تشرك بي. ما ليس لك هي علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا. الزوجة تعبدها الله بطاعة زوجها. وجعل طاعة بها سبيلا قاصدا لها الى جنة ربها. لكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ان راودها عن نفسها وهي حائض او نفساء او صائمة صيام فريضة فلا يحل لها ان تجيبه الى ذلك. اذا صامت تشتهي له الخمرة ونحوها من المحرمات لا تطيعه الى ذلك. لانه لا طاعة لبشر في معصية الله عز وجل على المرء المسلم السمع والطاعة فيما لم يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. نفس الامر بالنسبة للولاة الحكام السلاطين الملوك الامراء الرؤساء. الله جل وعلا قل يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. وقلنا مرارا لم يكرر فعل الطاعة مع اولي الامر. قرره مع الرسول. اطيعوا الله واطيعوا الرسول. لم يقل واطيعوا اولي الامر منكم. انما قال واولي للامر منكم لكي يدل على ان طاعة اولي الامر تبع لطاعتهم هم لله ورسوله. فان تنازعتم في شيء وبين الولاة او بينكم وبين غيرهم فردوه الى الله والرسول. الرد الى الله رد الى كتابه ردوا الى الرسول رد الى سنتي. ذلك خير واحسن تأويلا. على المرء المسلم. السمع ضاع فيما احب وكره ولم يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ولا طاعة. الامام البخاري في الصحيح يقول وكانت الائمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم يستشيرون الامناء من اهل العلم في الامور المباحة هاتني يأخذوا باسهلها فاذا وضح الكتاب والسنة لم يتعدوه الى غيره ان الله جل جلاله لم يجعل مقابلا لما انزله على رسوله الا الهواء. فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. ومن اضل ممن اتبع هواهم بغير هدى من الله. لم يجعل مقابلا لشريعته الا اهواء الذين لا يعلمون. ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها. ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. لم يجعل مقابلا لحكمه الا احكام الجاهلية. افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن من الله حكما لقوم يوقنون. وامر الجاهل بسؤال اهل العلم فقال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون بالبينات والزمر فجعل اتباعهم من جهة علمهم بالكتاب والسنة العلم انما لا يطاعون لذواتهم. بل باعتبارهم وسائل وذرائع نتعرف من خلال احكام الله عز وجل. نحن لا نطيع مالك الا انه مالك. ولا الشافعية لانه الشافعي ولا احاديث لانه ابو حنيفة ولا احمد بن حنبل لانه لا لانهم هؤلاء وسائل نتعرف ومن خلالهم حكم الله وحكم رسوله فهم اعلم بالكتاب والسنة منا في الجملة. فالذي يذهب الى الفقيه يقول له دلني كيف اعبد ربي. دلني كيف ارضي سيدي. دلني كيف اطيع مولاي. فالمقصود المطاع انما هو الله ورسوله وتصبح منازل الناس منا بحسب منازلهم من ذلك. وبهذا يصبح الدين خالصا لله الدين الخالص فالحكم بغير ما انزل الله من المحرمات القطعية بلا نزاع. سبيل الى الكفر والظلم والفسق ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون فاولئك هم الظالمون فاولئك هم الفاسقون الاصل هو هو وجوب التحاكم للشرع حيثما كنت فوق اي ارض وتحت اي سماء. احكام تخاطب المسلم حيثما كان اتق الله حيثما كنت. ليس في الشرق وحده ولا في الغرب وحده حيثما كنت تحكيم الشريعة عند القدرة على ذلك احد معاقد التفرقة بين الايمان والنفاق سؤال اذا لم يكن سبيل الى التحكيم الملزم للشريعة على مستوى الدول والحكومات. ما فيش حاجة يعني لن تتمنى دولة من الدول احكام الشريعة. لم تتبنى حكومة من الحكومات احكام الشريعة. اخترقت من خلالي السقافات الوافدة فاحلت القوانين الوضعية محل الشريعة الاسلامية. ان هذا لا يسقط تطبيقها على مستوى الافراد والتجمعات فيما بينهم. لان الميسور لا يسقط بالمعسور. وفي التحكيم والصلح ونحوه بدائل من اللجوء الى التحاكم الى القضاء الوضعي القائم على خلاف الشرع. طب هل هناك رخصة في الى القضاء الوضعي. احيانا توجد. عندما يتعين معنى يتعين يعني لا يوجد غيره. سبيلا وحيدا لاستخلاص حق او دفع مظلمة في بلد لا تحكمه الشريعة لانعدام البديل الشرعي القادر على ذلك سواء اكان هذا داخل بلاد الاسلام ام كان خارجها. لكن لذلك ضوابط تعذر استخلاص الحقوق عن طريق القضاء او التحكيم الشرعي. اما لنيابه او للعجز عن تنفيز احكامه امرأة خاصمها زوجها منع بها النفقة امسكها ضرارا. جاءت الى المسجد فعدد عن الزامه او اقناعه ولم يكن امامه من بديل الا ان تلجأ الى القضاء المدني هنا تبدأ الرخصة الخطوة الثانية ان تلجأ الى بعض حملة الشريعة واهل العلم لتحديد الحكم الشرعي الواجب ضيق احيانا المحاكم والقوانين الوضعية تحكي تقضي لها بابعد مما انزل الله عز وجل ولا تستحل اموال الناس باحلال القوانين. ولا باحلال السلاطين وما الحكام اذكرهم بما بدأنا به الحلال ما احله الله ورسوله. الحرام ما حرمه الله ورسوله الدين ما شرعه الله ورسوله. يبقى اللجوء الى بعض اهل العلم وحملة الشريعة لتحديد الحكم الشرعي الواجب التطبيق في موضوع النازلة والاقتصار على المطالبة به. والسعي في تنفيزه لان ما زاد على ذلك ابتداء او انتهاء خروج على الحق وحكم بغير ما عند الله. ان يبقى انكار القلب احكام الشريعة وراء الظهور الذي الجئ اليه. وآآ الحكم او التحاكم الى غير ما انزل الله حزاء مضطر ينبغي ان يظل في القلب انكار له. لان من هذا الانكار تبدأ شراوة التغيير والسعي مع الساعين الى اقامة الدين وتحكيم شريعته. فيبقى هذا الترخص في دائرة الضرورة والاستسناء والبغض. وضرب احد الدعاة المعاصين مسال جميل. نختم به. قال قد تعيش في دولة من الدول في واقع في ظرف معين من الزروف تلجأ الى اكل الميتة. اذ جاء اوقات لحم الخنزير ان شاء لتسد به الرمق لتحفظ نفسك من الهلك من الجوع لكن يبقى تناوله في اطار الضرورة والاستسناء الضرورة تقدر بقدرها. فتاخذ ما يحفز عليك ويسد رمقك وانت كاره ومنكر ومبغض. لكن ان تسترخي وان تتعامل بتلقائية وباريحية مع هذه المحرمات. وتتفنن في طهيها وشيها وتتبيلها ووضع المقبلات لها. كده تجاوزنا مرحلة الضرورة. والنفرة النفسية الى حط القائية والاريحية في التعامل مع المحرمات. وفق الاستسناء استسناء ووفق المنكر منكرا ويبقى سعي النفس جازما للخروج من هذا المنكر عند اول القدرة على ذلك اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة على امل اللقاء بكم في حلقة الغد ان شاء الله حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله