المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله وقول الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. الاية وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وفي رواية الى ان يوحدوا الله فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم فانهم اطاعوك لذلك فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم. فانه ليس بينها وبين الله حجاب اخرجه ولهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فبات الناس يدوقون ليلتهم. ايهم يعطاها؟ فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها فقال اين علي بن ابي طالب فقيل هو يشتكي عينيه فارسلوا اليه فاوتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع اعطاه الراية فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم يدوقون اي يخوضون فيه مسائل الاولى الدعوة الى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم الثانية التنبيه على الاخلاص. لان كثيرا لو دعا الى الحق فهو يدعو الى نفسه الثالثة ان البصيرة من الفرائض الرابعة من دلائل حسن التوحيد انه تنزيه لله تعالى عن المسبة الخامسة ان من قبح الشرك كونه مسبة لله السادسة وهي من اهمها ابعاد المسلم عن المشركين لئلا يصير منهم ولو لم يشرك السابعة كون التوحيد اول واجب الثامنة انه يبدأ به قبل كل شيء حتى الصلاة التاسعة ان معنى يوحد الله معنى شهادة ان لا اله الا الله العاشرة ان الانسان قد يكون من اهل الكتاب وهو لا يعرفها. او يعرفها ولا يعمل بها الحادية عشرة التنبيه على التعليم بالتدريج الثانية عشرة البداءة بالاهم فالاهم الثالثة عشرة مصرف الزكاة الرابعة عشرة كشف العالم الشبهة عن المتعلم الخامسة عشرة النهي عن كرائم الاموال السادسة عشرة اتقاء دعوة المظلوم السابعة عشرة الاخبار بانها لا تحجب الثامنة عشرة من ادلة التوحيد ما جرى على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وسادات الاولياء من المشقة والجوع والوباء التاسعة عشرة قوله لاعطين الراية الى اخره علم من اعلام النبوة العشرون طفله صلى الله عليه وسلم في عينيه علم من اعلامها ايضا الحادية والعشرون فضيلة علي رضي الله عنه الثانية والعشرون فضل الصحابة في دوكهم تلك الليلة وشغلهم عن بشارة الفتح الثالثة والعشرون الايمان بالقدر لحصولها لمن لم يسعى ومنعها عمن سعى الرابعة والعشرون الادب في قوله صلى الله عليه وسلم على رسلك الخامسة والعشرون الدعوة الى الاسلام قبل القتال السادسة والعشرون انه مشروع لمن دعوا قبل ذلك وقتلوا السابعة والعشرون الدعوة بالحكمة قوله صلى الله عليه وسلم اخبرهم بما يجب عليهم الثامنة والعشرون المعرفة بحق الله في الاسلام التاسعة والعشرون ثواب من اهتدى على يديه رجل واحد الثلاثون الحلف على الفتيا قال الشيخ السعدي رحمه الله باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله وهذا الترتيب الذي صنعه المؤلف في هذه الابواب في غاية المناسبة فانه ذكر في الابواب السابقة وجوب التوحيد وفضله والحث عليه وعلى تكميله والتحقق به ظاهرا وباطنا والخوف من ضده وبذلك يكمل العبد في نفسه ثم ذكر في هذا الباب تكميله لغيره بالدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله فانه لا يتم التوحيد حتى يكمل العبد جميع مراتبه ثم يسعى في تكميل غيره وهذا هو طريق جميع الانبياء انهم اول ما يدعون قومهم الى عبادة الله وحده لا شريك له وهي طريقة سيدهم وامامهم صلى الله عليه وسلم لانه قام بهذه الدعوة اعظم قيام ودعا الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن لم يفتر ولم يضعف حتى اقام الله به الدين وهدى به الخلق العظيم ووصل دينه ببركة دعوته الى مشارق الارض ومغاربها وكان يدعو بنفسه ويأمر رسله واتباعه ان يدعو الى الله والى توحيده قبل كل شيء لان جميع الاعمال متوقفة في صحتها وقبولها على التوحيد فكما ان على العبد ان يقوم بتوحيد الله فعليه ان يدعو العباد الى الله بالتي هي احسن وكل من اهتدى على يديه فله مثل اجورهم من غير ان ينقص من اجورهم شيء واذا كانت الدعوة الى الله والى شهادة ان لا اله الا الله فرضا على كل احد كان الواجب على كل احد بحسب مقدوره فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والارشاد والهداية اعظم مما على غيره ممن ليس بعالم وعلى القادر ببدنه ويده او ماله او جاهه وقوله اعظم مما على من ليست له تلك القدرة قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم ورحم الله من اعان على الدين ولو بشطر كلمة وانما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة الى هذا الدين