المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله وقول الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. الاية وقوله واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني. الاية وقوله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. الاية وقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. الاية وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الابواب فيه اكبر المسائل واهمها وهي تفسير التوحيد وتفسير الشهادة وبينها بامور واضحة منها اية الاسراء بين فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين وفيها بيان ان هذا هو الشرك الاكبر ومنها اية براءة بين فيها ان اهل الكتاب اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وبين انهم لم يؤمروا الا بان يعبدوا الها واحدا مع ان تفسيرها الذي لا اشكال فيه طاعة العلماء والعباد في المعصية. لا دعاؤهم اياهم ومنها قول خليل عليه السلام للكفار انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني استثنى من المعبودين ربه ذكر سبحانه ان هذه البراءة وهذه الموالاة هي شهادة ان لا اله الا الله قال وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ومنها اية البقرة في الكفار الذين قال الله فيهم وما هم بخارجين من النار ذكر انهم يحبون اندادهم كحب الله فدل على انهم يحبون الله حبا عظيما. ولم يدخلهم في الاسلام فكيف بمن احب الند حبا اكبر من حب الله وكيف بمن لم يحب الا الند وحده ولم يحب الله ومنها قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وهذا من اعظم ما يبين معنى لا اله الا الله فانه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال بل ولا معرفة معناها مع لفظها بل ولا الاقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعو الا الله وحده لا شريك له من لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف الى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله فان شك او توقف لم يحرم ما له ودمه فيا لها من مسألة ما اجلها ويا له من بيان ما اوضحه وحجة ما اقطعها للمنازع قال الشيخ السعدي رحمه الله باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله هما بمعنى واحد وهو من باب عطف المترادفين وهذه المسألة اكبر المسائل واهمها كما قال المصنف رحمه الله وحقيقة تفسير التوحيد العلم والاعتراف بتفرد الرب بجميع صفات الكمال واخلاص العبادة له وذلك يرجع الى امرين نفي الالوهية كلها عن غير الله بان يعلم ويعتقد انه لا يستحق الالهية ولا شيئا من العبودية احد من الخلق لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما وانه ليس لاحد من الخلق في ذلك حظ ولا نصيب الامر الثاني اثبات الالوهية لله تعالى وحده لا شريك له وتفرده بمعاني الالوهية كلها. وهي نعوت الكمال كلها ولا يكفي هذا الاعتقاد وحده حتى يحققه العبد باخلاص الدين كله لله ويقوم بالاسلام والايمان والاحسان وبحقوق الله وحقوق خلقه قاصدا بذلك وجه الله وطالبا رضوانه وثوابه ويعلم ان من تمام تفسيرها وتحقيقها البراءة من عبادة غير الله وان اتخاذ انداد يحبهم كحب الله او يطيعهم كطاعة الله او يعمل لهم كما يعمل لله ينافي معنى لا اله الا الله اشد المنافاة وبين المصنف رحمه الله ان من اعظم ما يبين معنى لا اله الا الله. قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه. وحسابه على الله فلم يجعل مجرد التلفظ بها عاصما للدم والمال بل ولا معرفة معناها مع لفظها بل ولا الاقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعو الا الله وحده لا شريك له من لا يحرم ماله ولا دمه حتى يضيف الى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله فان شك او توقف لم يحرم ما له ولا دمه فتبين بذلك انه لا بد من اعتقاد وجوب عبادة الله وحده لا شريك له ومن الاقرار بذلك اعتقادا ونطقا. ولابد من القيام بعبودية الله وحده طاعة لله وانقيادا ولابد من البراءة مما ينافي ذلك عقدا وقولا وفعلا ولا يتم ذلك الا بمحبة القائمين بتوحيد الله وموالاتهم ونصرتهم وبغض اهل الكفر والشرك ومعاداتهم لا تغني في هذا المقام الالفاظ المجردة ولا الدعاوى الخالية من الحقيقة بل لابد ان يتطابق العلم والاعتقاد والقول والعمل فان هذه الاشياء متلازمة متى تخلف واحد منها تخلفت البقية والله اعلم