المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه وقول الله تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره الاية وعن عمران بن حصين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال ما هذه؟ قال من الواهنة فقال انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا رواه احمد بسند لا بأس به وله عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه مرفوعا من تعلق تميمة فلا اتم الله له من تعلق ودعة فلا ودع الله له وفي رواية من تعلق تميمة فقد اشرك لابن ابي حاتم عن حذيفة رضي الله عنه انه رأى رجلا في يده خيط من الحمى. فقطعه وتلا قوله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فيه مسائل الاولى التغليظ في لبس الحلقة والخيط ونحوهما لمثل ذلك الثانية ان الصحابي لو مات وهي عليهما افلح فيه شاهد لكلام الصحابة ان الشرك الاصغر اكبر من الكبائر الثالثة انه لم يعذر بالجهالة الرابعة انها لا تنفع في العاجلة بل تضر بقوله لا تزيدك الا وهنا الخامسة الانكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك السادسة التصريح بان من تعلق شيئا وكل اليه السابعة التصريح بان من تعلق تميمة فقد اشرك الثامنة ان تعليق الخيط من الحمى من ذلك التاسعة تلاوة حذيفة الاية دليل على ان الصحابة يستدلون بالايات التي في الاكبر على الاصغر كما ذكر ابن عباس رضي الله عنهما في اية البقرة العاشرة ان تعليق الودع من العين من ذلك الحادية عشرة الدعاء على من تعلق تميمة ان الله لا يتم له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له اي ترك الله له قال الشيخ السعدي رحمه الله باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه وهذا الباب يتوقف فهمه على معرفة احكام الاسباب وتفصيل القول فيها انه يجب على العبد ان يعرف في الاسباب ثلاثة امور احدها الا يجعل منها سببا الا ما ثبت انه سبب شرعا او قدرا ثانيها الا يعتمد العبد عليها بل يعتمد على مسببها ومقدرها. مع قيامه بالمشروع منها وحرصه على النافع منها ثالثها ان يعلم ان الاسباب مهما عظمت وقويت فانها مرتبطة بقضاء الله وقدره لا خروج لها عنه ان الله تعالى يتصرف فيها كيف يشاء انشاء ابقى سببيتها جارية على مقتضى حكمته. ليقوم بها العباد ويعرفوا بذلك تمام حكمته. حيث ربط المسببات باسباب بها والمعلولات بعللها وان شاء غيرها كيف يشاء الا يعتمد عليها العباد وليعلموا كمال قدرته ان التصرف المطلق والارادة المطلقة لله وحده فهذا هو الواجب على العبد في نظره وعمله بجميع الاسباب اذا علم ذلك فمن لبس الحلقة او الخيط او نحوهما قاصدا بذلك رفع البلاء بعد نزوله او دفعه قبل نزوله فقد اشرك لانه ان اعتقد انها هي الدافعة الرافعة. فهذا الشرك الاكبر وهو شرك في الربوبية. حيث اعتقد شريكا مع الله في الخلق والتدبير وشرك في العبودية حيث تأله لذلك وعلق به قلبه طمعا ورجاء لنفعه وان اعتقد ان الله هو الدافع الرافع وحده ولكن اعتقدها سببا يستدفع بها البلاء فقد جعل ما ليس سببا شرعيا ولا قدريا سببا وهذا محرم وكذب على الشرع وعلى القدر اما الشرع فانه ينهى عن ذلك اشد النهي وما نهى عنه فليس من الاسباب النافعة واما القدر فليس هذا من الاسباب المعهودة ولا غير المعهودة التي يحصل بها المقصود ولا من الادوية المباحة النافعة وكذلك هو من جملة وسائل الشرك فانه لا بد ان يتعلق قلب متعلقها بها. وذلك نوع شرك ووسيلة اليه فاذا كانت هذه الامور ليست من الاسباب الشرعية التي شرعها على لسان نبيه التي يتوسل بها الى رضا الله وثوابه ولا من الاسباب القدرية التي قد علم او جرب نفعها مثل الادوية المباحة كان المتعلق بها متعلقا قلبه بها راجيا لنفعها فيتعين على المؤمن تركها. يتم ايمانه وتوحيده فانه لو تم توحيده لم يتعلق قلبه بما ينافيه وذلك ايضا نقص في العقل. حيث تعلق بغير متعلق ولا نافع بوجه من الوجوه بل هو ضرر محض والشرع مبناه على تكميل اديان الخلق. بنبذ الوثنيات والتعلق بالمخلوقين. وعلى تكميل عقولهم بنبذ الخرافات والجد في الامور النافعة المرقية للعقول. المزكية للنفوس المصلحة للاحوال كلها. دينيها ودنيويها والله اعلم