المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت. الاية وفي الصحيح عن ابن المسيب عن ابيه قال لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبدالله بن ابي امية وابو جهل فقال له يا عمي قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله وقال له اترغب عن ملة عبدالمطلب فاعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاعاد وكان اخر ما قال هو على ملة عبدالمطلب وابى ان يقول لا اله الا الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انهى عنك فانزل الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين وانزل الله في ابي طالب انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فيه مسائل الاولى تفسير قوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء الثانية تفسير قوله ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين. الاية الثالثة وهي المسألة الكبيرة تفسير قوله قل لا اله الا الله بخلاف ما عليه من يدعي العلم الرابعة ابا جهل ومن معه يعرفون مراد النبي صلى الله عليه وسلم اذ قال للرجل قل لا اله الا الله فقبح الله من ابو جهل اعلم منه باصل الاسلام الخامسة جده صلى الله عليه وسلم ومبالغته في اسلام عمه السادسة الرد على من زعم اسلام عبد المطلب واسلافه السابعة قوله صلى الله عليه وسلم استغفر له فلم يغفر له. بل نهي عن ذلك الثامنة مضرة اصحاب السوء على الانسان التاسعة مضرة تعظيم الاسلاف والاكابر العاشرة الشبهة للمبطلين في ذلك استدلال ابي جهل بذلك الحادية عشرة شاهدوا لكون الاعمال بالخواتيم لانه لو قالها لنفعته الثانية عشرة التأمل في كبر هذه الشبهة في قلوب الضالين لان في القصة انهم لم يجادلوه الا بها. مع مبالغته صلى الله عليه وسلم وتكريره ولاجل عظمتها ووضوحها عندهم اقتصروا عليها قال الشيخ السعدي رحمه الله باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت وهذا الباب ايضا نظير الباب الذي قبله ذلك انه اذا كان صلى الله عليه وسلم وهو افضل الخلق على الاطلاق. واعظمهم عند الله جاه واقربهم اليه وسيلة لا يقدر على هداية من احب هداية التوفيق وانما الهداية كلها بيد الله وهو الذي تفرد بهداية القلوب كما تفرد بخلق المخلوقات فتبين انه الاله الحق واما قوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فالمراد بالهداية هنا هداية البيان وهو صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله وحيه الذي اهتدى به الخلق