المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح. فكيف اذا عبده في الصحيح عن عائشة ان ام سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بارض الحبشة وما فيها من الصور وقال صلى الله عليه وسلم اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله فهؤلاء جمعوا بين فتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل ولهما عنها قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم يطرح خميصة له على وجهه فاذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا. ولولا ذلك ابرز قبره غير انه خشي ان يتخذ مسجدا. اخرجه ولمسلم عن جندب بن عبدالله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل فان الله قد اتخذني خليلا. كما اتخذ ابراهيم خليلا ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا الاوان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد اني انهاكم عن ذلك فقد نهى عنه في اخر حياته ثم انه لعن وهو في السياق من فعله الصلاة عندها من ذلك وان لم يبنى مسجد وهو معنى قولها خشي ان يتخذ مسجدا فان الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا الكل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا. كما قال صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا ولاحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنهما مرفوعا ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون القبور مساجد ورواه ابو حاتم في صحيحه فيه مسائل الاولى ما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في من بنى مسجدا يعبد الله فيه على قبر رجل صالح ولو صحت نية الفاعل الثانية النهي عن التماثيل فاذا اجتمع الامران تغلظ الامر الثالثة العبرة في مبالغته صلى الله عليه وسلم في ذلك كيف بين لهم هذا اولا ثم قبل موته صلى الله عليه وسلم قال ما قال ثم لما كان في النزع لم يكتفي بما تقدم الرابعة نهيه عن فعله عند قبره قبل ان يوجد القبر الخامسة انه من سنن اليهود والنصارى في قبور انبيائهم السادسة لعنه اياهم على ذلك السابعة ان مراده تحذيرنا عن قبره الثامنة العلة في عدم ابراز قبره التاسعة في معنى اتخاذه مسجدا العاشرة انه قارن بين من اتخذها مسجدا. وبين من تقوم عليهم الساعة. فذكر الذريعة الى الشرك قبل وقوعه مع خاتمته الحادية عشرة ذكره في خطبته قبل موته بخمس الرد على الطائفتين اللتين هما شر اهل البدع بل اخرجهم بعض السلف من الثنتين والسبعين فرقة وهما الرافضة والجهمية وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور وهم اول من بنى عليها المساجد الثانية عشرة بلي به صلى الله عليه وسلم من شدة النزع الثالثة عشرة ما اكرم به من الخلة الرابعة عشرة التصريح بانها اعلى من المحبة الخامسة عشرة التصريح بان الصديق رضي الله عنه افضل الصحابة السادسة عشرة الاشارة الى خلافته رضي الله عنه باب ما جاء ان الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوثانا تعبد من دون الله روى مالك في الموطأ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد افرأيتم اللات والعزى قال كان يلت لهم السويق فما تفعكفوا على قبره وكذا قال ابو الجوزاء عن ابن عباس كان يلت السويق للحاج وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج رواه اهل السنن فيه مسائل الاولى تفسير الاوثان الثانية تفسير العبادة الثالثة انه صلى الله عليه وسلم لم يستعد الا مما يخاف وقوعه الرابعة قرنه بهذا اتخاذ قبور الانبياء مساجد الخامسة ذكر شدة الغضب من الله السادسة وهي من اهمها معرفة صفة عبادة اللات التي هي اكبر الاوثان السابعة معرفة انه قبر رجل صالح الثامنة انه اسم صاحب القبر وذكر معنى التسمية التاسعة لأنه زوارات القبور العاشرة لعنه من اسرجها قال الشيخ السعدي رحمه الله باب ما جاء ان الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوثانا تعبد من دون الله ما ذكر المصنف في البابين يتضح بذكر تفصيل القول فيما يفعل عند قبور الصالحين وغيرهم وذلك ان ما يفعل عندها نوعان مشروع وممنوع اما المشروع فهو ما شرعه الشارع من زيارة القبور على الوجه الشرعي من غير شد رحل يزورها المسلم متبعا للسنة فيدعو لاهلها عموما ولاقاربه ومعارفه خصوصا. فيكون محسنا اليهم بالدعاء لهم. وطلب العفو والمغفرة والرحمة لهم محسنا الى نفسه باتباع السنة وتذكر الاخرة والاعتبار بها والاتعاظ واما الممنوع فانه نوعان احدهما محرم ووسيلة للشرك كالتمسح بها التوسل الى الله باهلها والصلاة عندها. وكاسراجها والبناء عليها والغلو فيها وفي اهلها اذا لم يبلغ رتبة والنوع الثاني شرك اكبر. كدعاء اهل القبور والاستغاثة بهم وطلب الحوائج الدنيوية والاخروية منهم فهذا شرك اكبر. وهو عين ما يفعله عباد الاصنام مع اصنامهم ولا فرق في هذا بين ان يعتقد الفاعل لذلك انهم مستقلون في تحصيل مطالبه او متوسطون الى الله فان المشركين يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فمن زعم انه لا يكفر من دعا اهل القبور حتى يعتقد انهم مستقلون بالنفع ودفع الضرر وان من اعتقد ان الله هو الفاعل وانهم وسائط بين الله وبين من دعاهم واستغاث بهم فلا يكفر من زعم ذلك فقد كذب ما جاء به الكتاب والسنة. واجمعت عليه الامة من ان من دعا غير الله فهو مشرك كافر في الحالين المذكورين سواء اعتقدهم مستقلين او متوسطين وهذا معلوم بالضرورة من دين الاسلام فعليك بهذا التفصيل الذي يحصل به الفرقان في هذا الباب المهم الذي حصل به من الاضطراب والفتنة ما حصل ولم ينج من فتنته الا من عرف الحق واتبعه