المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة السابعة عشرة بعض الاسماء الواردة في القرآن الكريم اذا افرد دل على المعنى المناسب له. واذا قرن مع غيره دل على بعض المعنى. ودل ما قرن معه على باقيه. ولهذه القاعدة امثلة كثيرة هذا مر معنا كثيرا والكلمة لو افردت عمت واذا قرن معها غيرها خصت فيقال اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا. منها الايمان افرد وحده في ايات كثيرة. وقرن مع العمل الصالح في ايات كثيرة فالايات التي افرد فيها يدخل فيها جميع عقائد الدين وشرائعه الظاهرة والباطنة. ولهذا يرتب الله عليه حصول الثواب والنجاة من العقاب. ولولا دخول المذكورات ما حصلت اثاره. وهو عند السلف قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح والايات التي قرن الايمان فيها بالعمل الصالح كقوله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يفسر الايمان فيها بما في القلوب من المعارف والتصديق. والاعتقاد والانابة والعمل الصالح بجميع الشرائع القولية والفعلية. وكذلك لفظ البر والتقوى فحيث ولد البر دخل فيه امتثال الاوامر واجتناب النوايا. وكذلك اذا افردت التقوى. ولهذا يرتب الله على البر وعلى التقوى عند الاطلاق ثواب مطلق والنجاة مطلقة. كما يرتبه على الايمان وتارة يفسر اعمال البر بما يتناول افعال الخير وترك المعاصي. وكذلك في بعض الايات تفسير خصال التقوى كما في قوله تعالى وسارعوا الى ما مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء. الى اخر ما ذكره من الاوصاف التي تتم بها التقوى. واذا جمع بين البر والتقوى ومثل قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى كان البر اسما جامعا لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة وكانت تقوى أسما جامعا يتناول ترك جميع المحرمات وكذلك لفظ الاثم والعدوان. اذا قرن فسر الاثم بالمعاصي التي بين العبد وبين ربه والعدوان بالتجرؤ على الناس في دمائهم واعراضهم واذا افرد الاثم دخل فيه كل المعاصي التي تؤثم صاحبها. سواء كانت بينه وبين ربه او بينه وبين الخلق. وكذلك اذا افرد العدوان وكذلك لفظ العبادة والتوكل ولفظ العبادة والاستعانة. اذا افردت العبادة في القرآن تناولت جميع ما يحبه الله ويرضاه ظاهرا وباطنا. ومن اول واهم ما يدخل فيها التوكل والاستعانة. واذا جمع بينها وبين التوكل والاستعانة نحو اياك نعبد اياك نستعين ونحو فاعبده وتوكل عليه فسرت العبادة بجميع المأمورات الباطنة والظاهرة وفسر التوكل باعتماد القلب على الله في حصولها وحصول جميع المنافع ودفع المضار مع الثقة التامة بالله في حصولها. وكذلك لفظ الفقير والمسكين اذا افرد احدهما دخل فيه الاخر كما في اكثر الايات. واذا جمع بينهما كما في اية الصدقات وهي قوله انما الصدقات للفقراء المساكين فسر الفقير بمن اشتدت حاجته وكان لا يجد شيئا او من يجد شيئا لا يقع منه موقعا. وفسر المسكين المسكين لمن حاجته دون ذلك ومثل ذلك الالفاظ الدالة على على تلاوة الكتاب والتمسك به واتباعه. ويشمل ذلك القيام بالدين كله. فاذا قرن معه الصلاة كما في قوله اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقيم الصلاة. وقوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة. كان ذكر الصلاة تعظيما لهم وتأكيدا لشأنها وحثا عليها. والا فهي داخلة في الاسم العام وهو التلاوة والتمسك به. وما اشبه ذلك من الاسماء