الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله. والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور. اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر. فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله. لا اله الا انت وحدك لا شريك لك. وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد فهذه متابعة في سلسلة ما لا يسع المسلم جهل في حلقتها الثلاثين في حلقتها الثلاثين موضوع هذه الحلقة الايمان بالكتب الجزء الاول من حلقة الايمان بالكتب. نؤمن بجميع ما انزل الله على رسله من الكتب جملة وعلى الغيب ما عرفناه منها وما لم نعرفه ما اخبرنا الله به جل جلاله عنه تفصيلا وما لم يخبرنا عنه ونؤمن على التخصيص وعلى التفصيل بما سماه الله تعالى منها سمى لنا التوراة سمى لنا الانجيل سمى لنا الزبور سمى لنا صحف ابراهيم وموسى نعتقد ان اصل هذه الكتب جميعا منزل من عند الله عز وجل وانها اتفقت جميعا في الدعوة الى التوحيد وان تفاوتت في بعض فروع الشرائع وان الكتاب الذي حفظه الله ان الكتاب السماوي الوحيد الذي حفظه الله جل جلاله هو القرآن الكريم ان لا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. وان يد التحريف والعبث قد امتدت الى الكتب السماوية السابقة فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم. ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما كانوا يكسبون فالايمان بكتب الله عز وجل المنزلة على انبيائه عليهم السلام ركن من اركان الايمان اصل من اصوله التي يبنى عليها لا يصح اسلام احد ولا يثبت ايمانه حتى يؤمن الايمان الجازم ان هذه الكتب منزلة من عند الله ان الله تكلم بها على الوجه الذي يليق بجلاله وكبريائه وعظمته سبحانه. وان ما تضمنته من وحي الى انبيائه حق لا مرية فيه ذلك الكتاب. لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. والذين يؤمنون بما اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون سورة البقرة قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم نحن له مسلمون. ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر الملائكة والكتاب والنبيين سورة النساء يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل والكتاب الذي انزل على الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل. ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه رسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا الله لا اله الا هو الحي القيوم. نزل عليك الكتاب القرآن بالحق مصدقا لما بين يديه التوراة والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان. ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد. والله عزيز ذو انتقام. انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتينا داوود زبورا. ان هذا لفي الصحف الصحف ابراهيم وموسى. وفي السنة المطهرة قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه جبريل سأله فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. فهذه الادلة وغيرها تحمل اوضح دلالة واسطع برهان على وجوب الايمان بكتب الله عز وجل التي انزلها على انبيائه وعلى وجوب التصديق بها والعمل بمقتضاها لمن انزلت فيهم وارسل بها انبياؤهم اليهم الله جل وعلا اخبرنا على سبيل التفصيل والتخصيص والتعيين بالتوراة التي انزلها على موسى انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور. يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون الاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء. اخبرنا بالانجيل وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور. ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين. هل رأيتم كتابا سمويا يشيد مما يتداوله الناس اليوم آآ آآ يشيدوا ويقدسوا ما انزل الله جل وعلا على انبيائه السابقين ويشهد انها الحق ويشهد انها وحي من عند الله عز وجل كما شهد القرآن الكريم. الزبور واتينا تداوو تزبورا صحف ابراهيم وموسى ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى وبعدين طبعا يا بخاتمة ها القرآن الكريم طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة لمن يخشى. نؤمن ايضا ان ثمة انزلها الله على انبيائه لا يعلم اسمائها ولا يعلم عددها الا الله جل جلاله كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس في بما اختلفوا فيه. فانزل الله كتبا على انبيائه ما ذكر لنا الا هذه الكتب التي اشرت الى حضراتكم اليها قبل قليل الله جل جلاله يقول لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط والمراد بالكتاب في هذه الايات جنس الكتاب اي الكتب التي انزلها الله تعالى على انبيائه وعلى روسنا. معنى الايمان بالكتب التصديق الجازم بانها منزلة من عند الله عز وجل على رسله الى عباده بالحق المبين والهدى المستبين. وانها كلام الله عز وجل تكلم بها على الوجه الذي يليق بجلاله سبحانه. وان منها المسموع من وراء حجاب واسطة وان منها ما سمعه الرسول الملكي ثم امر بتبليغه الى الرسول البشري كما قال تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء انه علي حكيم. الله جل وعلا تكلم بها وكلم بها انبياءه ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين. فاوحى الى عبده ما فاوحى ما كذب الفؤاد ما رأى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري. بل الكتاب ولا الايمان. ينزل الملائكة بالروح من اجل على من يشاء من عباده جل جلاله. وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث. ونزلناه تنزيلا من هذه الكتب ما خطه الله بيده جل جلاله. من هذه الكتب ما خطه الله بيده كما فعل في التوراة وكتبنا له في الالواح وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وامر قومك يأخذوا باحسن ساريكم دار الفاسقين ايضا من الايمان بالقرب. الايمان بكل ما فيها من الشرائع وان وان اتباعها كان واجبا على الامم التي نزلت اليهم هذه الصحف انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء في الانجيل واتيناه الانجيل فيه هودا ونور. ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين. وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه. كان هذا في زمن المسيح. وقبل ان ينسخ الانجيل بالقرآن. وقبل ان تنسخ سادة عيسى بما جاء به محمد صلى الله عليه واله وسلم. لان الله جل جلاله قال بعد هذا انتبه وانزلنا اليك الكتاب بالحق. مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعل هم امة واحدة ولكن ليبلو بعضكم ببعض فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون ومن الايمان بالكتب الايمان بانها جميعا يصدق بعضها بعضا مصدقا لما بين يدي من التوراة مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه لا تناقض بينها في اصل تنزيلها. لان الذي تكلم بها واحد وهو الله جل جلاله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. من كذب بشيء منها او ابى انقياد له ان كان قد تعلق خطابه به فان ذلك كفر من صاحبه. ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء. لا تفتح ابواب السماء لاعمالهم في حياتهم ولا لارواحهم عندما ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي الجميع. نؤمن ايضا بان نسخ الكتب الاولى بعضها ببعض حق النسخ ما بين الملل ما بين الكتب المختلفة نسخ الكتب الاولى بعضها ببعض حق كما نسخ الله بعض شرائع التوراة بالانجيل الله جل وعلا قال على لسان المسيح ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله واطيعون وكما نسخت آآ يعني كثير من شرائع التوراة والانجيل بما جاء في كتاب الله عز وجل فالله جل وعلا اخبر عن نبينا محمد انه يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم كانت على الامم السابقة اغلال بذنوبهم بظلمهم كما قال تعالى فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل حرم الله عليهم طيبات كثيرات بسبب ما اقترفوه من الذنوب والاثام والمعاصي. جاءت شريعة المسيح بشيء من التخفيف فرفعت بعض الاسر والاغلال ثم جاءت شريعة خاتم النبيين والمرسلين فاستكملت رفع الاصر الاغلال يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون تأملوا هذه الاية في زمن الزيغ والزيف الذين يريدون ان يقولوا ان العلاقة بين الملل المختلفة كالعلاقة بين المذاهب الفقهية المختلفة وان اليهودية فوق النصرانية والبوزية وغيرها من الملل السماوية او غير سماوية كلها طرق ما دام اصحابها في الجملة يؤمنون بالله واليوم الاخر هذا من الدجل من الكذب على الله عز عز وجل. الكتب السماوية الرسالات السماوية السابقة كانت نعم طرقا توصله الى الله في زمان انبيائها قبل ان تنسخ بالرسالات السابقة. الله قال في سورة محمد فالذين امنوا به وعزروه اسروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون اولئك هم المفلحون. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة مؤمن الخاسرين. ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده والذي نفسي بيده فيسمع بي احد من هذه الامة من يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي ويتبع الذي جئت به الا كان من اهل النار احبتي نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة ونتابع حول الايمان بالكتب ان شاء الله في حلقة الغد ان احيانا الله عز وجل حتى نلتقي. استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته