المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في وجوب الاستعداد بالفنون الحربية. الحمد لله الذي امرنا باخذ العدة للمعتدين. وباعداد المستطاع من القوة للاعداء الكافرين. وبالاستعداد الكامل لحماية الدنيا والدين. وبالاحتياط من كل وجه لحفظ بلاد المسلمين. نحمده ونستنصره وهو نعم المولى ونعم المعين. ونستغفره من الخطايا وهو خير الغافرين. ونشهد ان لا اله الا الله الملك الحق المبين. ونشهد ان محمدا عبده ورسوله. الصادق المصدوق المصطفى الامين. اللهم صل وسلم وبارك على محمد محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم الى يوم الدين اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى بفعل اوامره واجتناب نواهيه. وبالتقرب اليه في كل ما يحبه ويرضيه واعلموا ان القيام بالدين والجهاد فيه قوام الامور وصلاحها. واخذ الحذر ومقاومة الاعداء به كمال الاحوال نجاحها فقد امر الله رسوله بالجهاد في نصوص كثيرة ورتب عليه خيرات واجورا غزيرة. وما لا يتم المأمور به من وسائله فهو داخل في المأمور ومترتب عليه فيه ما فيه من الخيرات والاجور لا يقوم الجهاد الا بتعلم العلوم الحربية. والتفنن بالفنون العسكرية والتدريب على القوة والشجاعة والحزم في امور الحرب وعدم الاضاعة. قال الله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط في الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما انفقوا من شيء في سبيل الله ووف اليكم وانتم لا تظلمون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الايات على المنبر. وحث الناس على العمل بها. وقال الا ان القوة الرمي الا ان القوة الرمي. الا ان القوة الرمي. وقال صلى الله عليه وسلم حاثا لامته على القوة الشجاعة والتدريبات العسكرية ووسائلها ارموا واركبوا وان ترموا احب الي من ان تركبوا. يا عجبا لنا معشر المسلمين كيف اهملنا هذا الاصل العظيم من اصول ديننا؟ وكيف ضيعنا هذا الفرض الذي لا تستقيم الامور الا به تجدون هنا لا نحسن الرمي والركوب ولا فنون الجهاد. وليس عندنا اهتمام بتنظيم الجيوش التي تحمي الدين والبلاد. بهذا يقع والضعف والهوان. وبهذا يتسلط علينا الاعداء في كل مكان. قال صلى الله عليه وسلم اذا تبايعتم بالعينة واخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد. سلط الله عليكم ذلا لا حتى تراجعوا دينكم. اخبر صلى الله عليه وسلم ان الناس اذا اشتغلوا بالدنيا وانكبوا على اسبابها واهملوا استعدادا للجهاد. واخذ الحذر من عدوهم وقع في قلوبهم الجبن والوهن والضعف. سلطت عليهم الاعداء. لقد وقع ما اخبر به صلى الله عليه وسلم. فعلى المسلمين ان يتوبوا الى ربهم ويستدركوا امرهم. ويستعدوا لعدوهم بكل كل ما استطاعوا من قوة مادية وقوة معنوية. ومن اهم الامور في هذه الاوقات تعلم النظم الحربية والفنون العسكرية التي تهيئ للمسلمين جيشا مخلصا منظما مدربا تتم به حماية الدين ويوقف المعتدين عند حدهم ويرهب الكافرين. ولا يكونون عالة على غيرهم عزلا من السلاح والتعاليم والاجتهاد. فانه لا تحصل القوة الا بتنظيم الجيوش. وتدريبها على الشجاعة وفنون الحرب والجهاد. ومقاومة الاعداء لحماية الدين والبلاد. فاجتهدوا رحمكم الله في تحقيق هذا الاصل الذي اهملتموه. وتعلموا وعلموا اولادكم هذا الفرد الذي طالما اضعتموه لعل الله يمدكم بعونه وعنايته ويحفظكم بلطفه وحفظه ورعايته قال الله تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس اصطأ وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. وليعلم الله من ينصره ورسله في الغيب ان الله قوي عزيز. اخبر الله تعالى ان دين الاسلام انما يقوم بالعلم الشرعي والجهاد والقوة والسلاح والحديد. فكل واحد منها يمد الاخر بمعونة العزيز الحميد. اما ترون اهون الامم حين اهمل المسلمون هذه الاوامر قد استولوا على كثير من اوطانهم. ولا يزالون طامعين فيهم ان بقوا على تفرقهم تخاذلهم وهوانهم. فاتقوا الله عباد الله وقوموا بهذا الفرض الذي تنبني عليه جميع الواجبات. وبوسائله من جميع النواحي والجهات. فان الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الدين. ومن مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه وبالغزو مات على شعبة من النفاق. قال الله تعالى ولا تهنوا في ابتغاء القوم. ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون. وترجون من الله ما لا يرجون. وكان الله عليما حكيما. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم