المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في وجوب ملاحظة الاولاد الحمدلله الذي انعم علينا بنعم الدنيا والدين وجعلنا من امة محمد المسلمين. ونسأله ان يعيننا على القيام بالحقوق. فاياه نعبد واياه نستعين. ونشهد ان لا لا اله الا الله الملك الحق المبين. ونشهد ان محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى بالقيام بحقه وحق من لهم حق من العباد. واتقوا النار التي اعدت لمن اهمل الواجبات وارتكب الفساد واعلموا ان من اوجب الواجبات عليكم ملاحظة الاهل والاولاد. قال صلى الله عليه وسلم مروا اولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر. وفرقوا بينهم في المضاجع. وقال صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر. وقال صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة. فاذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم واموالهم وكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة. الصلاة هي اخر ما اوصى بها النبي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وهي اخر ما يفقد من الدين. فمن لم يصلي فهو من الكافرين. قد عظم الشر والبلاء اهمالكم لاولادكم وذلك اصل واساس لفسادهم وفسادكم. فانظروا هل ترون احدا منهم في المساجد الا النادر؟ وكثير منهم قد لا يصلي اصلا من لا يصلي فهو كافر. عباد الله الامر عظيم والخطر جسيم. والاهمال يترتب عليه شر عميم. يترتب عليه تضييع حق الله وحق الاولاد الذين هم ودائع عندكم وامانات وينشأ الجيل القادم قد اضمحل الدين منهم بتركهم الصلاة. وهذا معلق بذمة اوليائهم ومعلميهم وبذمة الولاة على الجميع ان يقوموا بواجباتهم نحوهم ويتصاعد على تقويمهم واصلاحهم وان يصدقوا الله في فعل الاسباب التي تعود الى تهذيبهم ونجاحهم القيام بهذا اجره عظيم. ومصالحه عظيمة. والاهمال اثمه كبير. ومفاسده جسيمة. انكم الان قادرون عليه فاستدركوا الامر قبل الفوات. قبل ان ينشأوا على ترك الصلاة وفعل الشر فيتعذر الاستدراك كيف ترضون لاولادكم ان يؤسسوا الاساسات الضارة لحاضرهم ومستقبلهم القادم. وكيف تتهاونون بهذا الامر وفيه سخط الله وعقوبته وهو اكبر الجرائم. لان تمادينا على هذا الاهمال فالمستقبل وخيم. ولان لم نقم بواجبنا فالخطر عميم. ولان لم يفعل كل منا مقدوره فالضرر جسيم. ولئن لم نتساعد على اصلاح الاولاد فالاثم لازم والعذاب اليم. يا عجبا لنا نسعى في اصلاح الدنيا ونهمل الدين ونضيع رأس المال فيفوت الاصل والربح الا ذلك هو الخسران المبين عباد الله الا قائم بما اوجب الله عليه؟ الا مستيقظ لما بين يديه؟ الا خائف من سوء الحساب؟ الا راج للمالك الوهاب. الا مستدرك للفائت قبل حصول المصائب؟ الا منتبه لحاضره ومستعد للعواقب؟ قبل ان تقول يا حسرة على ما فرطت في جنب الله