بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك. فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد احبتي في الله هذه متابعة في سلسلة ما لا يسع المسلم جهله في حلقتها الثالثة والثلاثين. موضوع هذه الحلقة الايمان بالرسل وهو استكمال لحلقة الامس نقول يا رعاكم الله نؤمن بجميع انبياء الله ورسله من علمنا منه ومن لم نعلم ونؤمن على وجه التخصيص بمن سماهم الله جل جلاله منهم في كتابه الكريم. ان الله جل وعلا اخبر انه وان من امة الا خلا فيها نذير. ولقد ارسلنا في كل امة رسولا ان اعبد الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة. فلم يزل الله جل جلاله يرسل الرسل الى الناس بالدعوة الى عبادته وحده والكفر بما يعبد من دونه. منذ حدث الشرك في بني ادم الى ان ختم رسله بمحمد صلى الله عليه وسلم. كان الناس امة واحدة اي اي على التوحيد فوقعوا في الشرك فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. ولم تزل مسيرة الحق تتتابع عبر القرون البشرية ولم يزل انبياء الله يحملون مشاعل الهداية عبر التاريخ. ويركظون للحق الوية في الارض ومغاربها بسم الله وعلى هدى من الله عز وجل. الى ان ختمت هذه المسيرة المباركة مسيرة الانبياء والمرسلين بسيد الاولين والاخرين بسيد بسيد ولد ادم بسيد الناس يوم القيامة بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله كافة للناس بشيرا ونذيرا بل رسوله الى الثقلين الجن والانس الله جل وعلا اخبر ان من الرسل من قصهم علينا ومنهم من لم يقصصهم علينا. منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ونحن نؤمن اجمالا بمن ارسلهم الله جل وعلا من يعني من الرسل من عرفنا منهم ومن لم عارف ثم نؤمن على وجه التفصيل بمن قص الله علينا خبرهم في كتابه الكريم وفي القرآن الكريم في سورة الانعام قصة ثمانية عشر نبيا لقوله تعالى وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء الى قوله تعالى وكلا فضلنا على العالمين ذكر الله في هذه الايات الكريمات ثمانية عشر نبيا ثم قفى بذكر سبعة اخرين فاصبح الايمان يجب تفصيليا بخمسة وعشرين نبيا. في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر وتبقى سبعة وهم ادريس سهود شعيب صالح وكذا ذو الكفل ادم بالمختار قد ختموا صلوات وسلامه عليه اكدنا احبتي في الله فيما مضى ان الايمان بالرسل انما يكون اجمالا ان الله ارسل رسلا وانزل كتبا تفصيلا في من فصل الله ذكرهم في كتابه وذكرهم باسمائهم على وجه التحديد نعتقد اعتقادا انجاز من في نبوتهم ورسالتهم. في عصمة الله لهم جميعا. انهم جميعا هداة مهتدون بلغوا جميع ما انزل اليهم من ربهم وانهم نصحوا لاممهم. وانهم جاهدوا في الله حق جهاده. وان الله فقد تعبد اممهم بالاقرار بما جاءوا به تصديقا وانقيادا. فمن لم يحصل في قلبه ذلك من امم فليس بمؤمن اي كتاب سماوي ينسب الى رسل الله او الى احد من انبياء الله نقيصة او خطيئة فهذا مما كذب به على الله مما تخرص به الافاكون المفترون من زعموا ان نبي الله هارون شارك في صناعة العجل او شارك في عبادته النص الذي يقول هذا مدسوس على كتب الله ان الكتاب الذي انزله الله مهيمنا على ما سبقه من الكتب يقول ولقد قال لهم هارون من قبل يا قومي انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا امري. هذه شهادة القرآن الكريم ببراءة نبي الله قارون والذي صنع العجل انما هو السامري. قال فما خط يا سامري؟ قال بصرت بما لم يبصر به فقبضت قبضة من اثر الرسول فنبذتها وكذلك زولت لي نفسي. من زعموا ان نبي الله سليمان ارتد في اخر حياته وعاد الى عبادته كذب جهال ضلال خراسون مفترون ان الكتاب الذي انزله الله مهيمنا على ما سبقوا من من الكتب يقول وما كفر سليمان ولكن ان الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر من نسب الى نبي الله لوط انه شرب الخمر حتى سكر وانه فجر بابنتيه حتى احبلهما ضلال مبطلون خراسون كذابون مفترون نبي الله لوط نبي كريم من انبياء الله عز وجل. والله اعلم حيث يجعل رسالته. والله يصطفي من ملائكة رسلا ومن الناس. وان تنقص نبي الله لوط من جنس تنقص نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم فاي كتاب ينسب الى السماء وينسب الى الى انبياء الله نقيصة او جريمة او كبيرة او او خطيئة فهذا من الباطل البحت والكذب المحض الذي لا يروج الا في سوق الجهاد والضلالة والعمايا. اسأل الله لي ولكم العافية وحسن الخاتمة اللهم امين الله جل وعلا يقول واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار. وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار لمن واذكر اسماعيل وليسع ودى الكفل وكل من الاخيار شهادة ربي جل جلاله كقول الله سبحانه انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار اي ان الله جل وعلا خصهم بامر دون غيرهم ان لذكرى الدار الاخرة لا يفارق قلوبهم ولا يفارق عقولهم وان يتخيل مشاهدها لا تفارق ابصارهم فعملوا لها واقاموا حياتهم من اجل الاستعداد لها والاستعداد والاستعداد للقاء ربهم في الدار الاخرة في هذا اليوم انا اخلصناهم بخالصة اختصهم الله بها ذكرى الدار. الدار الاخرة ماثلة امام اعينهم. حاضر امام قلوبهم لا تفارق ذكراها انفسهم لحزة واحدة ولا طرفة عين. وانهم عندنا لمن المصطفى اين الاخيار فوصفهم بالقوة في طاعة الله والفقه في دين الله والبصر في الحق والعمل وانهم لا هم لهم غيرها وانهم اخيار مختارون. اشار تعالى الى عصمتهم في البلاغ ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فما يقول قولا عن هوا او غرض وانما يبلغ ما انزله الله اليه كاملا موفورا بغير زيادة ولا نقصان. وقال تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين. لو كان كما تزعمون مفتريا علينا لن لنتقمنا منه وقطعنا ملياط قلبه فما يقدر احد منكم ان يحجز بيننا وبينه ان اردنا به ذلك. ولكنه بار صادق راشد لان الله مقرر له ما يبلغه عنه. ومؤيد له بالمعجزات الباهرات بالدلالات القاطعات. الله جل وعلا تعبد الامم جميعا بعبادته وحده وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وتكرر هذا المعنى مع عن قصص الانبياء جميعا مع نوح وهود وصالح ولوط وشعيب ومع انبياء الله جميعا اعبدوا الله ما لكم من اله غيره غيره قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضا هنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. جعل طاعة الرسول من طاعته جل جلاله يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فكرا فعل الطاعة مع الرسول اشارة الى ان رسول الله طاعة مستقلة. ولم يكرره مع الولاة اشارة الى ان اولي الامر ليست لهم طاعة مستقلة ولكن ان طاعتهم تبع لطاعتهم هم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. والله جل جلاله يقول من يطع الرسول فقد اطاع الله. ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا. ويقول الله جل جلاله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب وفي الصحيحين لعن عبدالله بن مسعود الواشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله فقالت ام يعقوب ما هذا؟ قال عبدالله ومالي لا العن من لعن رسول الله وفي كتاب الله. قالت والله لقد قرأت وما بين اللوحين فما وجدته. فقال والله لان قرأتيه لقد وجدتيه. وما اتاكم الرسول فخذوه فنهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوه يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. فهذه الاية حاكمة وقاضية على كل من ادعى محبة الله عز وجل وهو ليس على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كاذب في دعواه في نفس الامر حتى تبع الشرع الحنيف في جميع اقواله وافعاله لقد زعم قوم محبة الله فابتلاهم الله بهذه تعصي الاله وانت تظهر حبه. هذا لعمك في القياس بديع. لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن يحب مطيع جعل طاعة رسول الله وقبول ما جاء به من البينات والهدى مناط دخول الجنة. فقال صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا يا من ابى فقالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى وحديث البخاري من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله فجعل طاعته طاعة لله ومعصيته معصية لله وحقيقة مهمة التلازم الايمان بالرسل الايمان بالرسل متلازم لا يقبل التفرقة ولا التبعيض. فمن كفر بواحد منهم فقد كفر بالله تعالى وبجميع رسله ومن هنا يظهر الفرق بين امة الاسلام التي تؤمن برسل الله جميعا وبين من كفر من اليهود والنصارى وبمحمد صلى الله عليه وسلم. وان زعموا الايمان برسلهم. فان الكفر به يتضمن بالتبعية الكفر برسلهم كذلك لانهم قد بشروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ودعوا اممهم الى الايمان به واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم وبين انه مصدق لما بين يديه من التوراة وانه مبشر برسول يأتي من بعد اسمه احمد فمن كفر باحمد الذي بشر به المسيح ودعاه من الايمان به فلا امن بالمسيح ولا امن بمحمد صلى الله عليه وسلم. القرآن نقرأ فيه اه كذبت عادل المرسلين كذبت ثمود المرسلين كذبت كل الانبياء الذين ارسلوا في الامم السابقة بين الله جل وعلا ان تكذيب اممهم لهم تكذيب ليس لانبيائهم وحدهم بل لكل انبياء الله جميعا تقرأ في القرآن كما قلنا كذبت قوم نوح للمرسلين. كذبت عاد للمرسلين. كذبت ثمود المرسلين. كذبت قوم لوط المرسلين ومن المعلوم ان كل امة كذبت رسولها فقط الا ان التكذيب برسول واحد يعد تكذيبا بالرسل جميعا. لان الرسل حملة رسالة واحدة ودعاة لدين واحد ومرسلهم فهم وحدة يبشر المتقدم منهم بالمتأخر. ويصدق المتأخر المتقدم. ومن هنا كان ايمانه ببعض الرسل والكفر ببعض كفرا بهم جميعا. وقد وسم الله من هذا حالة بالكفر فقال جل من قائل من هذا حاله؟ ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك السبيل اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. وقد امرنا الله جل جل وعلا بعدم التفريق بين الرسل وامرنا بالايمان بهم جميعا. فقال جل من قائل قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبي من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن هم مسلمون فمن سار على هذا النهج فقد اهتدى فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا اما الذين يخالفونه من يخالفه فقد ضل غوى. ولهذا قال وان تولوا فانما هم في شقاق وسيكفيكهم الله فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم. وقد مدح الله رسول هذه الامة والمؤمنين الذين تابعوه لايمانهم بالرسل كلهم. ولعدم تفريقهم بينهم. فقال جل من قائل امن الرسول بما انزل فاليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقد وعد الله جل وعلا الذين لم يفرقوا بين الله ورسله ولم يفرقوا بين الرسل بالمثوبة الحسنة ومن اجل الكريم والذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين منهم اولئك سوف يؤتيهم اجورهم وكان الله غفورا وذم اهل الكتاب لايمانهم ببعض الرسل وكفرهم ببعض. واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم. بقي الكلمة نختم بها ان انبياء الله يجب لهم في حقهم يجب في حقهم اجمالا كل كمال بشري. لابد ان نعتقد انهم موصوفون بالكمال البشري اجمالا موصوفا اوصفونا بالكمال البشري. وتفصيليا تحدث اهل العلم عن صفات اربعة عن الصدق والامانة التبليغ والفطانة الصدق والامانة والتبليغ والفطانة ما كذب رسول قط وما خان رسول قط وما كتم البلاغ رسول قط وما ارسل الله نبيا غبيا عييا الصدق والامانة والتبليغ والفطانة ويستحيل الضاد هذه الصفات في حقهم. الكذب والخيانة والبلادة والكتمان. صفات مستحيلة في حق انبياء الله ورسله الله اعلم حيث يجعل رسالته. الصفات الجائزة في حقهم كل صفة يمكن اتصافهم بها باعتبارهم بشرا يفعلون ما يفعل سائر البشر كالنكاح والصفق في الاسواق يأكلون الطعام ويمشون في الاسواق ويصيبهم ما يصيب البشر من الاعراض كالامراض المعتادة غير المنفرة وآآ هذا ما يجب علينا اجمالا ان نعتقده فيما يجب لانبياء الله وما يستحيل عليهم وما يجوز في حقهم. اللهم صل وسلم وبارك على انبيائك جميعا. واخصص بالصلاة السلام والكرامة العليا نبينا محمدا صلى الله عليه واله وسلم صاحب اللواء المعقود والحوض المورود والشفاعة العظمى ولواء الحمد يوم القيامة. اللهم كما امنا به ولم نره. لا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله. اللهم امين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في هذه المحاضرة عن لا امل اللقاء بكم في الحلقة القادمة ان شاء الله حتى نلتقي. استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته