المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في شكر الوزير ابن سليمان على تعميم مياه الشرب على البلد. الحمدلله الذي يسر لعباده الارزاق المتنوعة من طعام وشراب. واخرج لهم من ينابيع الارض العيون الطيبة العذاب. ووفق من شاء من عباده للمنافع الشاملة والقيام المشاريع العظيمة العامة فانفقوا لذلك نفائس الاموال. وقصدوا به وجه الكريم اكرم ذوي الافضال. واشهد ان لا اله لا اله الا الله الكبير المتعال. واشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل الخلق في كل الخصال. اللهم صل وسلم على محمد وعلى يا اله واصحابه خير صحب واشرف ال. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على فضله المديد. واكثروا من الثناء عليه فانه الولي الحميد. ثم اشكروا بعد ذلك ارباب الهمم العالية. الساعين لنفع العباد والبلاد بالمشاريع الغالية فمعالي الوزير السابق قد جد واجتهد في نفعكم بهذا الماء الغزير. وبذل لذلك من ما له الحر النفقات الجسيمة والخير كثير فعمم اهل البلاد كلهم الغني منهم والفقير ويسره لهم وقربه اليهم حتى تناولوه عن كثب وسهولة واوصله الى حاراتهم وبيوتهم حتى خفت عنهم بذلك المؤونة. وكانت ازمة الماء عظيمة. فحصلت لهم المعونة. فشكره واجب على جميع اهل البلاد والثناء على محاسنه وكرمه حق على الحاضر منهم والباد. فلله دره اذ بذل لهذا المشروع طاقات التي لا تضبطها الاقلام. وتفضل بها بسماحة واريحية وسرور واقدام. فلله هذه الهمم ما اجلها رفعها واعلاها وهذه المكارم والاخلاق ما اوسعها وانفعها واجداها. فيا له من مشروع عظيم لا يقوم به الا الرجال ويا له من نفع عميم لا يوفق له الا اهل الفضل والكمال. فلمثل هذا فليعمل العاملون. ولهذا الخير الغزير فليتنافس المتنافسون. هذه التجارة الرابحة التي لا تكسد ولا تبور. وهذا العمل العظيم المضاعف المشكور. وهذه الخيرات التي يتسلل نفعها ويدوم. وهذه المشاريع الجليلة المقربة للحي القيوم. فالحمد لله الذي جعل من رجال جلالة الملك في امثال هؤلاء الرجال وفي ظلال ملكه من يقوم بمثل هذه الاعمال. والحمد لله الذي وفقهم للاقتداء به في الكرم والنوال والذي اعانهم وشجعهم على هذه الخصال. وهو الاصل والاساس لمثل هذه الاعمال. فله منا جزيل الشكر في كل الاوقات. وله منا والتضرع الى فاطر الارض والسماوات. فنسأله ان يحسن جزاءه في الدنيا والاخرة. وان يتم عليه النعم الباطنة والظاهرة وان يضاعف له الاجور والحسنات ويجزل له الاجور والكرامات ويرفعه في الدنيا والاخرة الى ارفع المقامات. ونسأل تعالى ان يفرج عنه كل كرب عظيم. ويوصله بفضله وكرمه الى جنات النعيم. ونشكر ولا ننسى جميل الامير الذي بذل ينبوع الماء للمسلمين. وتبرع بماءه ومحله رجاء فضل رب العالمين. فحقق الله له ما امله ورجاه. وضاع فاجره واعطاه كل ما تمناه. ولاخينا ابراهيم نحو هذا المشروع سعي مشكور لا ينكر. وله اجتهاد كبير وخدمات طيبة طيبة تحمد وتشكر. فجزاه الله عنا خير الجزاء. واثابه على ما ابداه من التعب والعناء. وجعل عمل الجميع خالصا لوجه الكريم المولى فان العمل الخالص هو الذي يدوم ويبقى. قال الله تعالى ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة انفقوا وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية. يرجون تجارة لن تبور. ليوفيهم اجورهم من فضله انه غفور شكور. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم