بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه. اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور. اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر اتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة. اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك فلك فلك الحمد ولك الشكر. لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك. وعظيم سلطانك. اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله. لا اله الا انت وحدك لا شريك لك. وان محمدا عبدك ورسولك. اما بعد احبتي في الله هذه متابعة في سلسلة ما لا يسع المسلم جهله في حلقتها الثانية والثلاثين. موضوع هذه الحلقة الايمان بالرسل الايمان بالرسل ركن من اركان الاعتقاد اصل من اصول الايمان لا يصح ايمان ولا يثبت اسلام الا بالاعتقاد والايمان والاقرار برسل الله صلوات الله وسلامه عليهم ان الله جل جلاله لم يخلق خلقه عبثا ولن يترك خلقه سدى هملا بلا امر ولا نهي ايحسب الانسان ان يترك سدى. افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. بل خلقه الله جل وعلا ده لغاية وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين لا سبيل الا التعرف على عبادة الله عز وجل تعرفا تفصيليا الا من خلال رسل الله وما انزل من كتب الله عز وجل قل امنا بالله. وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط. وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون من لم يؤمن برسل الله وانبيائه فقد ضل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا. كما قال تعالى وفي سورة النساء ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا والزين يزعمون الايمان بالله ويكفرون برسل الله وبرسالاته. هؤلاء هؤلاء لا يقدرون الله طاقة قد ايه وما قدروا الله حق قدره. اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء الذين يقدرون الله حق قدره ويعلمون صفاته التي اتصف بها من العلم والحكمة والرحمة لابد ان يوقنوا من انه ارسل الرسل وانزل الكتب. لانه كما قلنا لم يخلق الخلق عبثا ولن يترك عباده سدى. ان الذين تكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض يريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. فنصت الاية على كفر من زعم الايمان بالله وكفر برسل الله واراد ان يفرق بين الله ورسله وانما كان ذلك كفرا لان الله فرض على الناس عبادته بما شرعه لهم على السنة الرسل. فاذا جحدوا الرسل ردوا عليهم شرائعهم لم يقبلوها منهم فكانوا ممتنعين من التزام العبودية التي امروا بالتزام بها لا سبيل لهم الى عبادة الله عبادة حقة صحيحة الا من خلال رسل الله وما انزل عليهم من كتب عز وجل الايمان بالرسل مقتضاه ايه تصديقهم جميعا فيما جاءوا به من عند الله عز وجل وانهم مرسلون من الله. مبلغون عن الله ما امرهم الله بتبليغه وعدم التفريق بينهم في ذلك وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله يبقى التصديق بما جاءوا به من عند الله. وانه الحق الذي لا مرية فيه. وانه ليس وراه الا الضلال والباطل هذا مقتضى الايمان برسل الله عز وجل. عموما لكن مما يتعين معرفته في هذا المقام انه لا يجوز لاحد من الثقلين الانس او الجن متابعة احد من الرسل السابقين بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله الى الناس كافة لقد كان الانبياء من قبل يبعثون الى اقوامهم الخاصة. ولكن نبينا وحبيبنا وسيدنا وامامنا بعث الى الناس كافة تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فنسخت شريعته ما سبقها من الشرائع. نسخت ملته ما سبقها من الملل. نسخ كتابه ما سبق من الكتب فلا دين الا ما بعثه الله به ولا متابعة اليوم الا لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة من هذه الامة من يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن ويتبع الذي جئت به الا كان من اهل النار. ان الله جل وعلا قد اخذ الميثاق على النبيين النبيين واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة. ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه. قال اقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا. قال اشهد وانا معكم من الشاهدين. لو كان موسى حيا ما وسعه الا ان يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم. لو كان عيسى ما وسعه الا ان يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم. عندما ينزل عيسى اخر الزمان وهو نبي رسول من اولي عزم ينزل لكي يكون احد اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم. حاكما في الناس بشريعته. امن له باتباعه ومسربا ومنكرا ابلغ انكار على من زعموه الها او ابن اله والله جل وعلا يقول وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من اوصاه الامر الثاني تجاه رسل الله موالاتهم جميعا. محبتهم جميعا. الحذر من بغضهم او عداوتهم اذا اعتدى عتل من الاشرار او زنيم من الفجار على مقام سيدنا وامامنا وحبيبنا محمد وسلم فان هذا لا يسوغ لنا ان نعتادي او ان نتطاول على مقام نبي يزعمون اتباعه كالمسيح عليه السلام نحن نعتقد ان المسيح وجيه في الدنيا والاخرة. وانه من المقربين ولا يحل لاحد ان يتطاول عليه او او ان يمس جنابه بسوء. ان حرمة المسيح من جنس حرمة نبينا محمد جميعا افضل الصلاة وازكى السلام فاحذروا ان نستطع الى مثل هذه الشعاب او الشراك التي تنصب لبعض جهلائنا واغرارنا وعوامنا الى موالاة موالاتهم جميعا محبتهم جميعا. الحذر من بغضهم وعداوتهم. ومن يتولى الله رسوله والذين امنوا فان حزب الله هم المفلحون ومن اجل هذا حذر الله جل وعلا من معاداة رسله وعطفها في الذكر على معاداة الله وملائكته. وقرن بينهما في العقوبة والجزاء. فقال جل من قائل وعز من قائل من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فان الله عدو للكافرين ايضا من مقتضى الايمان بالرسل اعتقاد فضلهم على غيرهم من الناس. لن يبلغ منزلتهم احد من الخلق مهما بلغ من الصلاح والتقوى. فالرسالة اصطفاء واختيار من الله جل جلاله. يختص الله فيها من يشاء من عباده لا لا تنال بالاجتهاد والعمل. النبوة ليست كسبية. النبوة منحة ربانية من الله جل جلاله. انبياء الله صفوة الله من خلقه. خيرة الله من عباده اعلم حيث يجعل رسالته. الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. وما يقوله بعض جهال المتنسكا وبعض جهال المتعبدة وبعض غلاتهم الذين يقولون خضنا بحرا وقفت الانبياء على سواحل اليه ضلال ورب النبي محمد. والله ما مشى على ارض الله افضل من النبيين والمرسلين. والله ما يسار على ارض الله خير من صفوة الله بين عباده وخلقه اجمعين. ان الله نظر في قلوب العباد قلوب انبيائه اطهر وابر قلوب العباد فاصطفاهم واختارهم ليكونوا مهبط وحي وليكونوا سفراءه الى خلقه والى عبادته جل جلاله. الله اعلم حيث يجعل رسالته وتلك فحجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء. وقال بعد ان ذكر طائفة من انبيائه ورسله في ايات سورة الانعام. ثمانية عشر ثمانية عشر نبيا قال وكلا فضلنا على العالمين. فمنزلة الانبياء لا تبلغها منزلة غيرهم من الناس من زيت الرسل لا تبلغها منزلة غيرهم من الناس. في حديث الشيخين عن ابي هريرة النبي آآ يقول لا لاحد ان يقول انا خير من يونس ابن متى. من قال انا خير من يونس ابن متى فقد كذب هذا زجر ان يتخيل احد من الجاهلين شيئا من حط رتبة نبي الله يونس من اجل ما في من اجل ما في القرآن الكريم من قصته ولقد بين اهل العلم ان ما جرى ليونس عليه السلام لم يحطط من قدره ولم يهبط من مكانه مثقال ذرة وخص يونس بالذكر بما ذكر الله من قصته في القرآن في قوله وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلم ومات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين من مقتضى الايمان برسل الله وحقهم على من امن بهم ايضا. اعتقاد تفضلهم فيما بينهم ليسوا سواء ليسوا جميعا على درجة واحدة بل فضل الله بعضهم على بعض بنص كتاب الله عز وجل تلك كالرسل فضلنا بعضهم على بعض. منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. طب يا رحمه الله يا يقول يقول تعالى ذكره هؤلاء رسلي. فضلت بعضهم على بعض فكلمت بعضهم كموسى صلى الله عليه وسلم ورفعت ورفعت بعضهم درجات على بعض بالكرامة ورفعة المنزلة ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض واتينا داود زبورا. لكن التفضيل مردوه الى الله عز وجل ونهينا عن التفضيل في مقام الحمية والعصبية. او في او على نحو يفضي الى تنقص المفضول. لا كلهم اهل فضل علي واهل كرامة علي. والتفضيل مردوه الى الله سبحانه وتعالى. ولا يكون الا في مقام تقرير الحقائق اما في مقام الحمية والعصبية وتنقص المفضول فهذا لا يحل بحال من الاحوال بعد هذا من حقوقهم الصلاة والسلام عليهم كما امرنا الله عز وجل فقد امر الله الناس بذلك واخبر الله بابقائه الثناء الحسن على رسله وتسليم الامم عليهم من بعدهم فقال عن نوح وتركنا عليه في الاخرين سلام على نوح في العالمين. وقال عن ابراهيم وتركنا عليه في الاخرين. سلام على ابراهيم وقال عن موسى وهارون وتركنا عليهما في الاخرين. سلام على موسى وهارون. وقال تعالى سبحان لربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين. يقول حافظ ابن كثير قوله تعالى سلام على نوح في العالمين مفسرا لما ابقى عليه من الذكر الجميل والثناء الحسن ان يسلم عليه من جميع الطوائف. وقد نقل الامام النووي اجماع اهل العلم وحمدت الشريعة على جواز الصلاة على جميع الانبياء واستحبابها فقال اجمعوا على الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وكذلك اجمع من يعتد به على جوازها على سائر الانبياء والملائكة استقلالا واما غير الانبياء فالجمهور على انه لا يصلى عليهم ابتداء هذه باقة مما يجب الرسل من حقوق على هذه الامة مما دلت عليه النصوص. واثبته اهل العلم. احبتي اخوتي واخواتي حيثما كنتم. نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة من حديثنا عن الايمان بالرسل. ثم نتبعها بحلقة اخرى في نفس موضوع في لقاء الغد ان شاء الله. احبتي في الله حتى نلتقي استودعكم الله تعالى. الذي لا تضيع ودائعه وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته