يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب الدين الصحيح يحل جميع المشاكل المشكلتان الرابعة والخامسة السياسة الداخلية والخارجية وتوابعها. قد قررت شريعة الاسلام مسائل السياسة اكمل تقرير وهدت الى جميع ما ينبغي سلوكه مع المسلمين ومع غيرهم باحسن نظام واعدله. وجمعت فيه بين الرحمة والقوة وبين اللين والشفقة والرحمة بالخلق مهما امكنت الاحوال. فاذا تعذر ذلك استعملت القوة بحكمة وعدل لا بظلم وعنف. قال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. واوفوا اهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها. وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. فامر الله بالعادل مع كل احد وبالاحسان والرحمة لكل احد. وخصوصا القرابة ومن لهم حق على الانسان. ونهى عن الفحشاء والبغي على الخلق في دمائهم واموالهم واعراضهم وحقوقهم. وامر بوفاء العقود والمحافظة عليها. وحذر من وهذه الامور المأمور بها والمنهي عنها منها ما هو واضح جلي عينت على المسلمين سلوكها. ولم تجعل لهم في ذلك خيارات ولا معارضة. وهي التي نص الشارع على اعيانها. ولم يكل بيانها الى احد فهذا النوع يدخل في قوله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة ان يكون لهم الخيرة من امرهم. ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا وقال سبحانه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وقال سبحانه فان تنازعتم في شيء ردوه الى الله والرسول. وقال سبحانه وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. وقد هذا النوع العظيم فوجد ولله الحمد مطابقا للعدل والحكمة. موافقا للمصالح دافعا للمفاسد. والقسم الثاني الامور المشتبه في اصلها وفي تطبيقها على الواقع. وادخال الامور الواقعة فيها نفيا واثباتا. وطلبا فهذا قد امروا ان يتشاوروا فيه. وينظروا فيه من جميع نواحيه. ويتأملوا ما يتوقف عليه من الشروط والقواعد وما يترتب عليه من الغايات والمقاصد ومقابلة المصالح والمضار وترجيح الاصلح منها. قال تعالى وشاورهم في الامر. وقال تعالى عن جميع المؤمنين وامرهم شورى بينهم. وهذا النوع قد وسع الشارع فيه الامر بعدما ما قرر القواعد والاسس الموافقة لكل زمان ومكان. مهما تغيرت الاحوال وتطورت الامور. فالقواعد الشرعية اذا سلكت في كليات الامور وجزئياتها صلحت بها الامور واستقامت الدنيا والدين وصلحت امور العباد واندفعت والمضار عنهم. ولكنها تحتاج الى عقد مجالس تجمع الرجال العقلاء الناصحين. اولي العقول الرزينة والاحلام الواسعة والرأي المصيب والنظر الواسع. وتبحث فيها القضايا الداخلية واحدة بعد واحدة. بحثا يشمل نواحي القضية كما ينبغي وتصور ما تتوقف عليه. وتتم به ان كانت مقصودا تحصيلها وتصور ما يترتب عليه من الفوائد والمصالح الكلية والجزئية. وبحث احسن طريق لتحصيلها واسهله. وبحث القضايا الضارة التي يطلب دفعها بتتبع اسبابها وينابيعها التي تسربت منها. وحسمها بحسب الامكان ثم السعي في ازالتها بالكلية ان امكن والا بتخفيفها وتلطيفها. قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. وقال صلى الله عليه وسلم اذا اا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. ومن اعظم الاصول الشرعية حث المسلمين على القيام بدينهم. والقيام بحقوقهم في الله وعبوديته والقيام بحقوق العباد والحث على الاتفاق واجتماع الكلمة. والسعي في اسباب الالفة والمحبة وازالة الاحقاد والضغائن. قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة. وقال سبحانه واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. وقال عز وجل فاتقوا الله واصلحوا ذاتك فبينكم واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين. وقال سبحانه ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات. وقال عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا الى غير ذلك من النصوص الدالة على هذا الاصل العظيم. الذي به تستقيم الاحوال. ويرتقي به المسلمون الى اعلى الكمال. وقال تعالى واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. واصبروا ان الله مع الصابرين. ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس. ويصدون عن سبيل الله. والله بما يعملون محيط. فامر بطاعته وطاعة رسوله. ويدخل في ذلك جميع الدين. ونهى ها عن التنازع الذي يوجب تفرق القلوب وحدوث العدوات المحللة للمعنويات. وامر بكثرة ذكره المعين على كل كل امر من الامور وبالصبر الذي يتوقف عليه كل امر. وامر بالاخلاص والصدق ونهى عما يضاد ذلك من الرياء والفخر والمطر والمقاصد السيئة وارادة اضلال الخلق. وقال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. فامر باعداد المستطاع من القوة فيشمل القوة السياسية والعقلية والصناعات واعداد الاسلحة وجميع ما يتقوى به على الاعداء وما به يرهبونهم سيدخل فيه جميع ما حدث ويحدث من النظم الحربية والفنون العسكرية والاسلحة المتنوعة والحصون والوقايات من من شرور الاعداء. قال تعالى يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم. ولكل وقت ومكان من هذه الامور ما يناسب ذلك فانظر كيف كانت هذه التعاليم الشرعية هي السبب الوحيد والطريقة المثلى لسلوك اقوى السياسات الداخلية والخارجية وان الكمال والصلاح بالاهتداء بها والاسترشاد باصولها وفروعها. وان النقص الحاصل والنقص المتوقع انما يكون باهمالها وعدم العناية بها. ومن السياسة الشرعية ان الله ارشد العباد الى قيام مصالحهم كلية بان يتولى كل نوع منها طائفة تتصدى للاحاطة علما بحقيقتها. وما تتوقف عليه وما به تتم وتكمل وتبذل جهدها في ترقيتها بحسب الامكان. قال تعالى ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وقال تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة افة. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين. ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون. ولا شك ان القيام صالح العامة على هذا الوجه الذي ارشد الله اليه هو السبب الوحيد للكمال الديني والدنيوي كما هو مشاهد يعرفه كل احد. ومن ذلك قوله تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وجادلهم بالتي هي احسن وهذا يشمل دعوة المسلمين الذين حصل منهم اخلال ببعض امور الدين ويشمل دعوة الكفار. الاولون دعونا الى تكميل دينهم. والاخرون يدعون الى الدخول في دين الاسلام. الذي به صلاح البشر. وتكون هذه الدعوة بالحكمة التي هي سلوك اقرب طريق وانجح وسيلة يحصل بها تحصيل الخير او تكميله وازالة الشر او تقليله بحسب فبالزمان والمكان وبحسب الاشخاص والاحوال والتطورات. وكذلك بالموعظة الحسنة والموعظة بيان وتوضيح المنافع والمضار مع ذكر ما يترتب على المنافع من الثمرات النافعة عاجلا واجلا. وما يقترن بالمضار من الشرور عاجلة دي لو آجلة ووصفها الله بانها موعظة حسنة. لانها نفسها حسنة. وطريقها كذلك. وذلك بالرفق واللين والحلم الصبر وتصريف اساليب الدعوة. وكذلك اذا احتيج في الدعوة الى مجادلة لاقناع المدعو فلتكن المجادلة بالتي هي احسن يدعى المجادل الى الحق. ويبين محاسن الحق ومضار ضده. ويجاب عما يعترض به الخصم من الشبهات كل ذلك بكلام لطيف وادب حسن. لا بعنف وغلظة او مخاشنة او مشاتمة. فان ضرر ذلك تعظيم قال الله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لن انفضوا من حولك فاعفوا عنهم. ولنقتصر على هذا الانموذج فانه يحصل به المقصود. والله اعلم وصلى الله على محمد وسلم