المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل واما ماضاره البدنية فكثيرة جدا فانه يوهن القوة ويضعفها. ويضعف البصر وله سريان ونفوذ في البدن والعروق. فيوهن القوى ويمنع الانتفاع الكلي بالغذاء. ومتى اجتمع الامران اشتد الخطر وعظم البلاء. ومنها اضعاف القلب واضطراب الاعصاب وفقد شهية الطعام. ومنها السعال والنزلات الشديدة التي ربما ما ادت الى الاختناق وضيق النفس فكم من قتيل او مشرف على الهلاك وقد قرر غير واحد من الاطباء المعتبرين ان لشرب الدخان الاثر الاكبر في الامراض الصدرية. وهي السل توابعه وله اثر محسوس في مرض السرطان. وهذه من اخطر الامراض واصعبها فيا عجبا لعاقل حريص على حفظ صحته وهو مقيم على شربه. مع مشاهدة هذه الاضرار او بعضها فكم تلف بسببه خلق كثير وكم تعرظ منهم لاكثر من ذلك وكم قويت بسببه الامراض البسيطة حتى عظمت وعز على الاطباء دواؤها وكم اسرع بصاحبه الى الانحطاط السريع من قوته وصحته ومن العجب ان كثيرا من الناس يتقيدون بارشادات الاطباء في الامور التي هي دون ذلك بكثير. فكيف كيف يتهاونون بهذا الامر الخطير ذلك لغلبة الهوى واستيلاء النفس على ارادة الانسان. وضعف ارادته عن مقاومتها. وتقديم عادات على ما تعلم مضرته ولا تستغرب حال كثير من الاطباء الذين يدخنون وهم يعترفون بلسان حالهم او لسان مقالهم بمضرته الطبية فان العادات تسيطر على عقل صاحبها وعلى ارادته. ويشعر كثيرا او احيانا بالمضرة وهو مقيم على ما يضر وهذه المضار اشرنا اليها اشارة مع ما فيه من تسويد الفم والشفتين والاسنان وسرعة بلائها وتحطمها وتآكلها بالتسوس وانهيار الفم والبلعوم ومداخل الطعام والشراب حتى يجعلها اللحم المنهار المحترق تتألم مما لا يتألم منه وكثير من امراض الالتهابات ناشئة عنه. ومن تتبع مضاره وجدها اكثر مما ذكرنا