يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب الدين الصحيح يحل جميع المشاكل المشكلة الاولى مشكلة الدين والعقيدة. وهذه المشكلة من اهم مشاكل الحياة واعظمها. وعليها تنبني الامور كلها صلاح الدين او فساده او عدمه تتوقف جميع الاشياء. وقد تفرق فيها البشر وسلكوا في دينهم وعقائدهم طرقا شتى كلها منحرفة معوجة ضارة غير نافعة الا من اهتدى الى دين الاسلام الحقيقي فانه حصل له الاستقامة والخير والراحة من جميع الوجوه. فمن الناس من تلاعب بهم الشيطان. فعبدوا غير الله من الاشجار والاحجار الصور والانبياء والملائكة والصالحين وطالحين. مع اعترافهم بان الله ربهم ومالكهم خالقهم وحده لا شريك له فاعترفوا بتوحيد الربوبية وانحرفوا عن توحيد الالهية الذي هو افراد الله بالعبادة. وهؤلاء ايه هم المشركون على اختلاف مذاهبهم وتباين طوائفهم. وقد دلت الكتب السماوية على شقائهم وهلاكهم فاق جميع الرسل على الامر بتوحيد الله والنهي عن الشرك. وان من اشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار كما دلت العقول السليمة والفطر المستقيمة على فساد الشرك والتأله والتعبد للمخلوقات والمصنوعات فالشرك باطل في الشرع فاسد في العقل. عاقبة اهله الهلاك والشقاء. ومن الناس من امن ببعض الرسل والكتب سماوية دون بعض. مع ان الرسل والكتب يصدق بعضها بعضا. ويوافق بعضها بعضا. وتتفق في الاصول الكلية. فصار هؤلاء ينقضوا تكذيبهم تصديقهم ويبطل اعترافهم ببعض الانبياء وبعض الكتب السماوية تكذيبهم للاخرين من رسل فبقوا في دينهم منحرفين. وفي ايمانهم متحيرين. وفي علمهم متناقضين. قال الله تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا. فحكم فبالكفر الحقيقي لانه عرف ان دعواهم للايمان دعوة غير صحيحة. ولو كانت صحيحة لامنوا بجميع الحقائق التي اتفقت عليها الرسل ولكنهم قالوا نؤمن بما علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم. ولهذا دعواهم الايمان دعوة كاذبة. فقال عنهم عز وجل فلما تقتلون يا الله من قبل ان كنتم مؤمنين. ومن الناس طائفة ادعت الفلسفة والعلم بالمعقولات. فجاء باكبر الضلالات واعظم المحالات. فجحدت الرب العظيم وانكرت وجوده. فضلا عن الايمان بالرسل والكتب وامور الغيب وجحدوا ايات الله واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا واستكبارا. فكذبوا بعلوم الرسل وما دلت عليه الكتب المنزلة من عند الله. واستكبروا عنها بما عرفوا من العلوم الطبيعية وتوابعها. وانكاروا جميع الحقائق ما ادركوه بحواسهم وتجاربهم القاصرة الضيقة. بالنسبة الى علوم الانبياء. فعبدوا الطبيعة وجعلوها اكبر وهمهم ومبلغ علمهم. واندفعوا وراء ما تقتضيه طبائعهم. ولم يتقيدوا بشيء من الشرائع الدينية ولا الاخلاق الانسانية فصارت البهائم احسن حالا منهم. فانهم نضبت منهم الاخلاق. واندفعوا وراء الشهوات البهيمية لم يكن لهم غاية يرجونها ولا نهاية يطلبونها. قال الله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. وصار المشركون على شركهم وكفرهم احسن حالا منهم. واقل شرا منهم كثير والعجب الكثير ان هذا المذهب الخبيث جرف بتياره في الاوقات الاخيرة جمهور البشر لضعف الدين وقلة البصيرة ولما وضعت له الامم القوية الحبائل والمصائد التي هلك بها الخلق. اما الدين الاسلامي فقد اخرج الخلق من ظلم ظلمات الجهل والكفر والظلم والعدوان واصناف الشرور الى نور العلم والايمان واليقين والعدل والرحمة وجميع الخير قال عز وجل لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياتهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وقال ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظك لعلكم تذكرون. وقال سبحانه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. وقال عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. ورضيت لكم الاسلام دينا. وقال سبحانه وتمت كلمة وربك صدقا وعدلا. اي كلماته الدينية التي شرع بها الشرائع وسن الاحكام. وقد جعلها الله تامة من جميع الوجوه لا نقص فيها بوجه من الوجوه. صدقا في اخبارها عن الله وعن توحيده وجزائه وصدق رسله في الغيب عادلا في احكامها. واوامرها كلها عدل واحسان وخيرات وصلاح واصلاح ونواهيها كلها في غاية الحكمة تنهى عن الظلم والعدوان والاضرار المتنوعة. قال سبحانه ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وهذا استفهام بمعنى النفي المتقرر. الذي تقرر حدوثه في العقول والفطر. فما امر بشيء فقال العقل ليته نهى عنه ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته امر به. لقد اباح هذا الدين كل طيب نافع وحرم كل خبيث ضار قال عز وجل الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. ويضع عنهم وهم والاغلال التي كانت عليهم. فهو الدين الذي يوجه العباد الى كل امر نافع لهم في دينهم ودنياهم. ويحذرهم من كل امر ضار في دينهم ومعاشهم. ويأمرهم عند اشتباه المصالح والمفاسد والمنافع والمضار بالمشاورة في استخراج ما ترجحت مصلحته ودفع ما ترجحت مفسدته. وهو الدين العظيم الشامل الذي امر بالايمان بكل كتاب انزله الله وبكل رسول ارسله الله. قال عز وجل فلذلك فادع واستقم كما امرت. ولا تتبع اهواء اهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب. وامرت لاعدل بينكم. الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم. الله يجمع بيننا واليه المصير. وهو الدين عظيم الذي شهد الرب العظيم بصحته وكماله وشهد بذلك الكمل من الخلق وخلاصتهم. قال سبحانه وتعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. لا اله الا هو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الاسلام. وهو الدين الذي من اتصف به جمع الله له جمال الظاهر والباطن. وكمان على الاخلاق والاعمال. قال سبحانه ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. فلا احسن ممن هو مخلص لله محسن الى عباد الله مخلص لله متبع لشريعة الله. التي هي احسن الشرائع واعدل المناهج فانصبغ قلبه بالاخلاص والتوحيد. واستقامت اخلاقه واعماله على الهداية والتسديد. قال عز وجل صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون. وهو الدين الذي فتح اهله القائمون به المتصفون بارشادات وتعاليمه القلوب بالعلم والايمان. والاقطار بالعدل والرحمة والنصح لنوع الانسان. وهو الدين الذي اصلح الله به العقائد والاخلاق واصلح به الحياة الدنيا والاخرة والف به القلوب المشتتة والاهواء المتفرقة وهو الدين العظيم المحكم غاية الاحكام في اخباره كلها وفي احكامه. فما اخبر الا بالصدق والحق. ولا حكم الا بالحق والعدل فلم يأت علم صحيح ينقض شيئا من اخباره. ولا حكم احسن من احكامه. اصوله وقواعده واسسه تساير الزمان السابق واللاحق. فحيثما طبقت المعاملات المتنوعة بين الافراد والجماعات في كل زمان ومكان على اصوله تم بها القسط والعدل والرحمة والخير والاحسان. لانها تنزيل من حكيم حميد. قال عز وجل كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. وقال عز من قال لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا فمن خلفه تنزيل من حكيم حميد. وقال سبحانه انا نحن نزلنا الذكر وانا له حافظون حافظون لالفاظه عن الزيادة والنقص والتغيير. وحافظون لاحكامه عن الانحراف والنقص. بل هي في اعلى ما يكون من العدل والاستقامة والتيسير. وهو الدين العظيم الذي يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. الصدق شعاره والعدل مداره والحق قوامه. والرحمة روحه وغايته. والخير قرينه والصلاح والاصلاح جماله واعماله والهدى والرشد زاده. وهو الدين الذي جمع بين مطالب الروح والقلب والجسد. امر الله به المؤمنين بما امر المرسلين بعبادته والعمل الصالح الذي يرضيه. وبالاكل من الطيبات واستخراج ما سخر الله لعباده في هذا هذه الحياة فدفع القائمين به حقيقة الى كل علو ورقي وتقدم صحيح. من عرف شيئا من اوصاف هذا الدين عرفة عظيمة منة الله به على الخلق. وان من نبذه وقع في الباطل والضلال والخيبة والخسران. لان الاديان التي تخالفه ما بين خرافات ووثنيات. وما بين الحاد وماديات تجعل قلوب اهلها واعمالهم كالبهائم بل هم اضل سبيلا. لان الدين اذا ترحل من القلوب ترحلت الاخلاق الجميلة وحل محلها الاخلاق الرذيلة فهضبت باهلها الى اسفل الدركات. وصار اكبر همهم ومبلغ علمهم التمتع بعاجل الحياة. والحمد لله رب العالمين