يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة. مقدمة المصنف قال المصنف رحمه الله وقدس روحه في عليين. الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله الحمد لله اي ان جميع اوصاف الكمال ثابتة لله على اكمل الوجوه واتمها ومما يحمد عليه سبحانه نعمه على العباد التي لا يحصي احد من الخلق تعدادها واعظمها ارساله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين بالهدى الذي هو العلم النافع ودين الحق الذي هو العمل الصالح ليظهره على جميع الاديان بالحجة والبرهان وبالعز والسلطان وكفى بالله شهيدا على صدق رسوله صلى الله عليه وسلم وحقيقة ما جاء به وشهادته تعالى بقوله وفعله وتأييده لرسوله بالنصر والمعجزات والبراهين المتنوعة. الدال لكل واحد منها فكيف بجميعها على رسالته وصدقه صلى الله عليه وسلم. وان جميع ما جاء به هو الحق من عقائد واخلاق واداب واعمال وغيرها قال المصنف رحمه الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا ويقر واعترف مصدقا ومنقادا انه لا يستحق الالوهية وهي التفرد بكل كمال الا الله عز وجل. وانه لا يستحق العبادة الا هو وحده لا شريك له. ولهذا قال اقرارا به اي بالقلب واللسان وتوحيدا. اي اخلاصا لله عز وجل في كل عبادة قولية او عملية او اعتقادية واعظم ما يوحد به ويتقرب اليه به تحقيق العقيدة السلفية. المحتوي عليها هذا الكتاب وبتحقيق العقيدة تصلح الاعمال وتقبل وتستقيم الامور قال المصنف رحمه الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه واله وسلم تسليما مزيدا الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة والعبودية مقرونة بالشهادة لله بالتوحيد لا يكفي احداهما عن الاخرى. ولابد فيها من اعتراف العبد بكمال عبودية النبي صلى الله عليه وسلم لربه وكمال رسالته مطمنة لكماله صلى الله عليه وسلم. وانه فاق جميع البشر في كل خصلة كمال. ولا تسمى شهادة حتى يصدقه العبد في كل ما اخبر ويطيعه في كل ما امر وينتهي عما نهى عنه. وبهذه الامور تتحقق الشهادة لله بالتوحيد وللرسول رسالة ثم قال المصنف رحمه الله اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والايمان بالقدر خيره وشره يقول المصنف رحمه الله انما احتوت عليه هذه الرسالة هو العقيدة المنجية من الهلاك والشرور المحصلة لخيري الدنيا والاخرة. الموروثة عن محمد صلى الله عليه وسلم. المأخوذة عن كتاب الله وسنة رسوله. وهي التي عليها الصحابة والتابعون لهم باحسان الى يوم القيامة. الذي ضمن الله لهم على لسان رسوله النصر الى قيام الساعة والنصر انما حصل لهم ببركة هذه العقيدة والعمل بها. وتحقيقها بالقيام بجميع امور الدين واصلها الذي تبنى عليه هو الايمان بهذه الاصول الستة. التي صرح بها الكتاب والسنة في مواضع كثيرة. جملة وتفصيلا وتأصيلا تفريعة وهي المذكورة في حديث جبريل المشهور حين سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان فاجابه بها فهذه الرسالة من اولها الى اخرها تفصيل لهذه الاصول الستة