يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة فصل الصفات في الاصل الاول وهو اصل الاصول كلها واعظمها واهمها. وعليه تنبني جميع الاصول والعقائد وهو الايمان بالله. قال المصنف رحمه الله ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه. وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. بل يؤمنون بان الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لانه سبحانه لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره. واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه. ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليهم ما لا يعلمون ولهذا قال سبحانه سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما وصف به المخالفون للرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب ذكر المصنف رحمه الله هذا الاصل والضابط العظيم في الايمان بالله اجمالا قبل ان يشرع في التفصيل ليبني العبد على هذا الاصل جميع ما يرد عليه من الكتاب والسنة. فيستقيم له ايمانه ويسلم من الانحراف فذكر انه يجب ان يتعين الايمان بكل ما اخبر الله به في كتابه. واخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم عن ربه ايمانا صحيحا سالما من التحريف والتعطيل وسالما من التكييف والتمثيل. بل يثبت ما اثبته الله عز وجل ورسوله ولا يزيد على ذلك ولا ينقص فان الكلام على ذات الباري وصفاته واحد. فكما ان لله ذاتا لا تشبهها الذوات فله تعالى صفات لا تشبهها الصفات فمن مال الى نفي الصفات او بعضها فهو ناف معطل محرف. ومن كيفها او مثلها بصفات الخلق فهو ممثل مشبه والفرق بين التحريف والتعطيل ان التعطيل نفي للمعنى الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة. والتحريف تفسير للنصوص بالمعاني الباطلة التي لا تدل عليها بوجه من الوجوه التحريف والتعطيل قد يكونان متلازمين اذا اثبت المعنى الباطل. ونفي المعنى الحق وقد يوجد التعطيل بلا تحريف. كما هو قول النافين للصفات الذين ينفون الصفات الواردة في الكتاب والسنة ويقولون ظاهرها غير مراد. ولكنهم لا يعينون معنى اخر. ويسمون انفسهم مفوضة ويظنون ان هذا مذهب السلف وهو غلط فاحش. فان السلف يثبتون الصفات وانما يفوضون علم كيفيتها الى الله عز وجل فيقولون الوصف المذكور معلوم. والكيف مجهول والايمان به واجب واثباته واجب. والسؤال عن كيفيته بدعة كما قال الامام مالك رحمه الله تعالى وغيره في الاستواء واما قوله من غير تكييف ولا تمثيل. فالفرق بينهما ان التكييف هو تكييف صفات الله عز وجل والبحث عن كنهها. والتمثيل ان يقال فيها انها مثل صفات المخلوقين. فقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ونفي الكفء والند والسمي ينفي ذلك التكييف والتمثيل. وقل مثله في السميع والبصير ونحوها من اثبات اسماء الله وصفاته تنفي التعطيل والتحريف. فالمؤمن الموحد يثبت الصفات كلها على الوجه اللائق بعظمة الله وكبريائه. والمعطل ينفيها او ينفي بعضها. والمشبه الممثل يثبتها على وجه يليق بالمخلوق. ونصوص الكتاب والسنة التي يتعذر احصاؤها كلها تشترك في دلالتها على هذا الاصل. وهو اثبات الصفات على وجه الكمال الذي لا يشبهه كمال احد وهي في غاية الوضوح والبيان واعلى مراتب الصدق فان الكلام انما يقصر بيانه ودلالته لامور ثلاثة اما جهل المتكلم وعدم علمه وقصوره واما عدم فصاحته وبيانه واما كذبه وغشه. اما نصوص الكتاب والسنة فانها بريئة من هذه الامور الثلاثة من كل في وجه فكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في غاية الوضوح والبيان وفي غاية الصدق كما قال سبحانه ومن اصدق من الله قيلا وقال ومن اصدق من الله حديثا ونظيره قوله تعالى ولا يأتون بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. والرسول صلى الله عليه وسلم في غاية النصح والشفقة العظيمة على الخلق وهو من اعلم الخلق واصدقهم وافصحهم. وانصح الخلق للخلق وهل يمكن ان يكون في كلامه شيء من النقص او القصور الكلام هو الغاية التي ليس فوقها غاية في الوضوح والبيان للحقائق وهذا برهان على ان كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يوصل الى اعلى درجات العلم واليقين. والله يقول الحق ويهدي السبيل والحق النافع هو ما اشتمل عليه كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع ابواب العلم لا سيما في هذا الباب الذي هو اصل الاصول كلها وهذا معنى قول المصنف في ايراده للاية الكريمة سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ده مين؟ فسبح نفسه عما قاله المخالفون للرسل. وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. اي قال الحمد لله رب العالمين عالمين لدلالة الحمد على الكمال المطلق من جميع الوجوه. قال المصنف رحمه الله وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات. فلا عدول لاهل السنة عما جاء به المرسلون. فانه الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله ضابط نافع في كيفية الايمان بالله وباسمائه الحسنى وصفاته العلى. وانه مبني على اصلين احدهما النفي وثانيهما الاثبات اما النفي فانه ينفي عن الله عز وجل ما يضاد كماله. من انواع العيوب والنقائص وينفي عنه ايضا ان يكون له شريك او نديد او مثيل في شيء من صفاته. او في حق من حقوقه الخاصة. فكل ما ينافي صفات الكمال فان الله عز وجل عنه مقدس والنفي مقصود لغيره. القصد منه الاثبات. ولهذا لم يرد نفي شيء في الكتاب والسنة عن الله الا لقصد اثبات ضده فنفي الشريك والنديد عن الله لكمال عظمته وتفرده بالكمال. ونفي السنة والنوم والموت لكمال حياته. ونفي عزوب شيء عن من علمه وقدرته وحكمته كل ذلك لاثبات سعة علمه وتحول حكمته وكمال قدرته ولهذا كان التنزيه والنفي لامور مجملة عامة واما الاثبات فانه يجمع الامرين المجملات كالحمد المطلق والكمال المطلق والمجد المطلق ونحوها. واثبات المفصلات كتفصيل علم الله وقدرته وحكمته ورحمته ونحو ذلك من صفاته فاهل السنة والجماعة لزموا هذا الطريق الذي هو الصراط المستقيم. صراط الذين انعم الله عليهم. وبلزومهم لهذا الطريق النافع تمت عليهم النعمة وصحت عقائدهم وكملت اخلاقهم. اما من سلك غير هذا السبيل فانه منحرف في عقيدته واخلاقه قال المصنف رحمه الله وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول قل هو الله احد الله الصمد لم يلد لم يولد ولم يكن له كفوا احد هذا شروع في تفصيل النصوص الواردة في الكتاب والسنة. الداخلة في الايمان بالله. وانه يجب فيها اثباتها ونفي التعطيل والتحريف والتكييف التمثيل عنها فثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح ان هذه السورة تعدل ثلث القرآن. وذلك كما قال اهل العلم ان القرآن يحتوي على علوم عظيمة كثيرة وهي ترجع الى ثلاثة علوم. احدها علوم الاحكام والشرائع. الداخل فيها علوم الفقه كلها ومعاملاته وتوابعهما الثاني علوم الجزاء على الاعمال والاسباب التي يجازى بها العاملون من خير وشر وبيان تفصيل الثواب والعقاب الثالث علوم التوحيد وما يجب على العباد من معرفته والايمان به. وهو اشرف العلوم الثلاثة وسورة الاخلاص كفيلة باشتمالها على اصول هذا العلم وقواعده فان قوله تعالى الله احد اي الله متفرد بالعظمة والكمال. ومتوحد بالجلال والجمال والمجد والكبرياء. يحقق ذلك كقوله الله الصمد اي الله السيد العظيم الذي قد انتهى في سؤدده ومجده وكماله. فهو العظيم الكامل في عظمته. العلي الكامل في علمه الحكيم الكامل في حلمه فهو الكامل في جميع نعوته واسمائه وصفاته ومن معاني الصمد انه الذي تصمد اليه الخليقة كلها. وتقصده في جميع حاجاتها ومهماتها. فهو المقصود وهو الكامل المعبود فاثبات الاحدية لله ومعاني الصمدية كلها يتضمن اثبات تفاصيل جميع الاسماء الحسنى والصفات العلا فهذا احد نوعي التوحيد وهو الاثبات وهو اعظم النوعين. والنوع الثاني التنزيه لله عز وجل عن الولادة والند والكفر والمثل وهذا داخل في قوله لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. اي ليس له مكافئ ولا مماثل ولا نظير متى اجتمع للعبد هذه المقامات المذكورة في هذه السورة بان نزه الله عز وجل وقدسه عن كل نقص وند وكفء ومثيل وشهد بقلبه انفراد الرب بالوحدانية والعظمة والكبرياء وجميع صفات الكمال. التي ترجع الى هذين الاسمين الكريمين. وهما الاحد ثم صمد الى ربه وقصده في عبوديته وحاجته الظاهرة والباطنة متى كان كذلك تم له التوحيد العلمي الاعتقادي والتوحيد العملي فحق لسورة تشتمل على هذه المعارف ان تعدل ثلثها القرآن قال المصنف رحمه الله ودخل في ذلك ما وصف به نفسه في اعظم اية من القرآن حيث يقول الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. ولا يحيطون شيء من علمه الا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم. ولهذا من قرأ هذه الاية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح. وذلك لاشتمالها على اجل المعارف الصفات فاخبر سبحانه انه المتوحد في الالوهية المستحق لاخلاص العبودية وانه الحي كامل الحياة وذلك كمال عزته وقدرته وسعة علمه وشمول حكمته وعموم رحمته وغيرها من صفات الكمال الذاتية. وانه اليوم الذي قام بنفسه واستغنى عن جميع المخلوقات وقام بالموجودات كلها فخلقها واحكمها ورزقها ودبرها وامدها بكل لما تحتاج اليه وهذا الاسم يتضمن جميع الصفات الفعلية. ولهذا ورد ان الحي القيوم هو الاسم الاعظم الذي اذا دعي الله به اجاب واذا سئل به اعطى لدلالة الحي على الصفات الذاتية والقيوم على الصفات الفعلية والصفات كلها ترجع اليهما ومن كمال قيوميته وحياته انه لا تأخذه سنة وهي النعاس ولا نوم. ثم ذكر عموم ملكه للعالم العلوي والسفلي ومن تمام ملكه ان الشفاعة كلها لله فلا يشفع عنده احد الا باذنه. ففيها ذكر الشفاعة التي يجب اثباتها وهي التي تقع باذنه لمن ارتضى. والشفاعة المنفية التي يعتقدها المشركون ما كانت تطلب من غير الله وبغير اذنه. فمن كمال عظمة الله انه لا يشفع عنده احد الا باذنه. ولا يأذن الا فيمن رضي قوله وعمله. وبين ان المشركين لا تنفعهم شفاعة الشافعين ثم ذكر ساعة علمه فقال يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. اي علمه محيط بالامور الماضية والمستقبلة. فلا تخفى عليه منها شيء. واما الخلق فلا يحيطون بشيء من علم الله لا قليل ولا كثير. الا بما شاء ان يعلمهم الله عز وجل على رسله وبطرق واسباب متنوعة وسع كرسيه قيل انه العرش وقيل انه غيره وانه كرسي ملكه من عظمه وسعته انه وسع السماوات والارض ومع ذلك فلا يؤوده اي لا يثقله ولا يكرثه. حفظهما اي حفظ العالم العلوي والسفلي. وذلك لكمال قدرته وقوته وفيها بيان لعظيم نعمة الله على الخلق اذ خلق لهم السماوات والارض وما فيهما وحفظهما وامسكهما عن الزوال والتزلزل وجعلهما على نظام بديع جامع للاحكام والمنافع المتعددة التي لا تحصى. وهو العلي الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه الذات بكونه فوق جميع المخلوقات على العرش استوى. وعلو القدر اذ كان له كل صفة كمال. وله من تلك الصفة اعلاها وغايتها العظيم الذي له جميع اوصاف العظمة والكبرياء وله العظمة والتعظيم الكامل في قلوب انبيائه وملائكته واصفيائه الذي لا اعظم منه ولا اجل ولا اكبر. فحقيق باية تحتوي على هذه المعاني الجليلة. ان تكون اعظم ايات القرآن وان يكون لها من الواقع وحفظ قارئها من الشرور والشياطين ما ليس لغيرها قال رحمه الله وقوله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن. وهو بكل شيء عليم. قد فسر النبي الله عليه وسلم هذه الاسماء الاربعة. بتفسير مختصر جامع واضح. حيث قال انت الاول فليس قبلك شيء. وانت اخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. وهذا يدل على كمال عظمته انه لا نهاية لها. وبيان احاطته من كل وجه. فالاول والاخر احاطته الزمانية والظاهر والباطن احاطته المكانية. ثم صرح باحاطة علمه بكل شيء من الامور الماضية والحاضرة والمستقبلة. ومن العالم العلوي والسفلي ومن الظواهر والبواطن والواجبات والجائزات والمستحيلات. فلا يغيب عن علمه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء قال المصنف رحمه الله وقوله وتوكل على الحي الذي لا يموت. وقوله وهو العلي العظيم وقوله وهو الحكيم الخبير. يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وقوله وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. وقوله وما من انثى ولا تضع الا بعلمه. وقوله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما قولوا ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقوله ان الله نعم ما اعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا. وقوله ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. وقوله ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. وقوله وحلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل وانتم حرم. ان الله يحكم ما يريد. وقوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء. وقوله واحسنوا ان الله يحب المحسنين. وقوله واقسطوا ان الله يحب المقسطين. وقوله فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم. ان الله يحب المتقين. وقوله ان الله يحب توابين ويحب المتطهرين. وقوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. وقوله فسوف يأتي الله بقوم يحبون وهم يحبونه وقوله ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص. وقوله وهو الغفور الودود وقوله بسم الله الرحمن الرحيم. وقوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. وقوله وكان بالمؤمنين رحيما قوله ورحمتي وسعت كل شيء وقوله كتب ربكم على نفسه الرحمة وقوله تعالى وهو الغفور الرحيم وقوله فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. وقوله رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ان مخالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه. وقوله ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه. وقوله فلما اسفونا انتقمنا منهم وقوله ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم. وقوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلوا وقوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك. وقوله كلا اذا دكت الارض دكا دكا. وجاء ربك والملك صفا صفا. وقوله ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا. وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقوله كل شيء هالك الا وجهه. وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي. وقوله وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا. بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. وقوله واصبر لحكم ربك فانك اعيننا وقوله وحملناه على ذات الواح ودسر تجري باعيننا وقوله والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. وقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما. ان الله سميع بصير. وقوله ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون وقوله انني معك ما اسمع وارى وقوله الم يعلم بان الله يرى وقوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. وقوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. وقوله وهو شديد سيد المحال وقوله ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. وقوله ومكروا مكرا ومكرنا مكرا. وقوله انهم يكيدون دون كيدا واكيد كيدا. وقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا وقوله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم وقوله ولله العزة ولرسوله قوله فبعزتك لاغوينهم اجمعين. وقوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. وقوله فاعبده واصطبر لعبادته. هل تعلم له سميا وقوله ولم يكن له كفوا احد. وقوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. وقوله وقل الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض. سبحان الله مما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. وقوله فلا تضربوا لله الامثال. ان الله يعلم وانتم لا وقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقوله الرحمن على العرش استوى. في سبعة مواضع من القرآن. وقوله يا عيسى فاني متوفيك ورافعك الي. وقوله بل رفعه الله اليه وقوله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاضطرع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا قولوا اأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور. ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصد فستعلمون كيف نذير. وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وهو معكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصير. وقوله الم تر ان ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم. وقوله لا تحزن ان الله معنا وقوله انني معكما اسمع وارى. وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله اصبروا ان الله مع الصابرين. وقوله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. وقول ومن اصدق من الله حديثا وقوله ومن اصدق من الله قيلا وقوله واذ قال الله يا عيسى ابن مريم وقوله تمت كلمة ربك صدقا وعدلا. وقوله وكلم الله موسى تكليما. وقوله منهم من كلم الله وقوله ولما جاء موسالمي قاتنا وكلمه ربه وقوله وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا. وقوله واذ نادى ربك موسى ان قوم الظالمين وقوله وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة وقوله ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون وقوله ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ وقوله وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وقوله وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه. وقوله يريدون ان كلام الله قل لن تتبعون وقوله واتلوا ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته. وقوله ان هذا القرآن كان يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون. وقوله وهذا كتاب انزلناه مبارك. وقوله لو انزلنا هذا القرآن وانا على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وقوله واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر. بل اكثرهم لا يعلمون. قل نزله رح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين قوله وجوهي يومئذ ناضرة الى ربها ناضرة وقوله على الارائك ينظرون وقوله للذين احسنوا حسنى وزيادة وقوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد. وهذا الباب في كتاب الله كثير ما تدبر القرآن طالب بني الهدى منه تبين له طريق الحق اقول ذكر المصنف رحمه الله في هذا الموضع عدة ايات. وكلها داخلة في الايمان بالله. ويتضح معناها عموما وخصوصا بذكر وضوابط نوضحها فيما يأتي منها ان هذه النصوص القرآنية تنطبق عليها القاعدة المتفق عليها بين السلف وهو انه يجب الايمان بجميع الاسماء الحسنى وما دلت عليه من الصفات وما نشأ عنها من الافعال. مثال ذلك في القدرة يجب علينا الايمان بانه على كل شيء قدير. والايمان بكمال قدرة الله. والايمان بان قدرته شاملة لجميع الكائنات. وبانه عليم ذو علم محيط وانه يعلم الاشياء كلها. وهكذا بقية الاسماء الحسنى على هذا النمط. كما في هذه الايات التي ذكرها المصنف من الاسماء الحسنى. فانها داخلة في الايمان بالاسماء وما فيها من ذكر الصفات. مثل عزة الله وقدرته وعلمه وحكمته وارادته ومشيئته وكلامه وامره في وقوله ونحوها فانها داخلة في الايمان بالصفات وما فيها من ذكر الافعال المطلقة والمقيدة مثل قوله سبحانه يعلم ما في في السماوات والارض ويعلم كذا وكذا ويحكم ويريد. وسمع ويسمع ويرى واسمع وارى. وقال ويقول وكلم ويكلم ونادى ونادى ونحوها من الافعال فانها داخلة في الايمان بافعاله تعالى. فعلى العبد الايمان بكل ذلك اجمالا وتفصيلا واطلاقا وتقييدا على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته. وان يعلم ان صفاته لا تشبهها صفات المخلوقين. كما ان ذاته لا تشبهها ذوات المخلوقين ومن الاصول المتفق عليها بين السلف التي دلت عليها هذه النصوص ان صفات الباري قسمان صفات ذاتية لا تنفك وعنها الذات كصفة الحياة والعلم والقدرة والقوة والعزة والملك والعظمة والكبرياء ونحوها كالعلو المطلق. وصفات فعلية تعلق بها افعاله كل وقت وان وزمان. ولها اثارها في الخلق والامر. فيؤمنون بانه تعالى فعال لما يريد. وانه لم يزل ولا يقول ويتكلم ويخلق ويدبر الامور. وان افعاله تقع شيئا فشيئا تبعا لحكمته وارادته. كما ان شرائعه واوامره ونواهيه الشرعية لا تزال تقع شيئا فشيئا. وقد دل على هذا الاصل الكبير ما في هذه النصوص من ذكر. قال ويقول وسمع ويسمع وكلم ويكلم ونادى ونادى وعلم وكتب ويكتب وجاء ويجيء واتى ويأتي واوحى ويوحي ونحوها من الافعال المتنوعة التي تقع مقيدة باوقاتها. كما سمعت في هذه النصوص المذكورة انفا. وهذا من اكبر الاصول واعظمها. ولقد صنف فيه المؤلف مصنفا مستقلا وهو المسمى بالافعال الاختيارية. فعلى المؤمن الايمان بكل ما نسبه الله عز وجل لنفسه. من الافعال للمتعلقة بذاته كالاستواء على العرش والمجيء والاتيان والنزول الى السماء الدنيا والقول ونحوها والمتعلقة بخلقه كالخلق والرزق وانواع التدبير. ومن الاصول الثابتة في الكتاب والسنة. المتفق عليها بين السلف. التفريق بين مشيئة الله وارادته وبين محبتي فمشيئة الله وارادته الكونية تتعلق بكل موجود محبوب لله وغير محبوب. كما ذكر في هذه الايات ان الله يفعل ما يريد وما يشاء واذا اراد شيئا قال له كن فيكون. واما محبته فانها تتعلق بما يحبه خاصة من الاشخاص والاعمال كما ذكر في هذه الايات تقيدها بانه يحب الصابرين والمتقين والمؤمنين والمحسنين والمقسطين ونحوها. فمشيئته عامة للكائنات ومحبته خاصة ومتعلقة بالمحبوبات. ويتفرع عن هذا اصل اخر. وهو التفريق بين الارادة الكونية. فان تطابق المشيئة وبين الارادة الدينية فانها تطابق المحبة. فالاولى مثل قوله ان الله يفعل ما يريد. وقوله فعال لما يريد ونحوها. والثانية نحو يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وقوله والله يريد ان يتوب ونحوها ومع ذلك فجميع ذلك خاصة وعامة يثبته اهل السنة والجماعة على الوجه الذي قاله الله ورسوله صلى الله الله عليه وسلم ومن اصول اهل السنة والجماعة الثابتة اثبات علو الله على خلقه واستوائه على عرشه وهي من اهم الاصول التي بين بها اهل السنة الجهمية والمعتزلة والاشاعرة. فما في هذه الايات من ذكر علو الله واسمه العلي الاعلى. وصعود الاشياء اليه وعروجها ونزولها منه يدل على العلو. وما صرح به من استوائه على العرش برهان قاطع على ثبوت ذلك. وقد قيل للامام مالك رحمه الله الرحمن على العرش كيف استوى؟ فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه اي عن الكيفية بدعة ومن اصول اهل السنة والجماعة اثبات معية الله كقوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم. وهذه المعية تدل على احاطة علمه بالعباد ومجازاته لهم باعماله وفيها ذكر المعية الخاصة كقوله تعالى ان الله مع المتقين وقوله ان الله مع الصابرين وقوله ان معكما اسمع وارى وقوله لا تحزن ان الله معنا. وهذه الايات تدل مع العلم المحيط على العناية بمن تعلقت به تلك المعيبة وان الله عز وجل معهم بعونه وحفظه وكلاءته وتوفيقه. واذا اردت ان تعرف هل المراد المعية العامة او الخاصة؟ فانظر الى سياق الايات. فان كان المقام مقام تخويف ومحاسبة للعباد على اعمالهم. وحث على المراقبة. فان المعية عامة مثل قوله ما يكون من نجوى ثلاثة. الاية وان كان المقام مقام لطف وعناية من الله بانبيائه واصفيائه. وقد رتبت المعية على الاتصاف بالاوصاف الحميدة. فان المعية معية خاصة وهو اغلب اطلاقاتها في القرآن. مثل قوله ان الله مع متقين وقوله ان الله مع الصابرين وقوله لا تحزن ان الله معنا ونحوها. ومن الاصول العظيمة اثبات الرب بكل صفة كمال. وانه ليس لله شريك ولا مثيل في شيء منها. والنصوص المذكورة التي فيها نفي الند والمثل والكفء والسمين عن الله تدل على ذلك وتدل على انه منزه عن كل عيب ونقص وافة. ومن اصول اهل السنة والجماعة الثابتة اثبات رؤية مؤمنين لربهم في دار القرار والتنعم برؤيته وقربه ورضاه. ويدل على ذلك من الايات التي ذكرها المصنف قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة اي جميلة ناعمة حسنة الى ربها ناظرة. وهذا صريح في نظرهم الى ربهم. وكذلك قوله على ارائك ينظرون اي الى ما اعطاهم من النعيم الذي اجله واعظمه النظر الى ربهم. وكذلك قوله للذين احسنوا كفوا مقام الاحسان الحسنى التي هي الجنة. وزيادة وهي النظر الى وجه الله الكريم. وكذلك قوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد