فقال المنصوح الامر هو ما ذكرت لك. ونفسي تتوق الى اولئك الاقوام. الذين اتقنوا الفنون والصناعات فقوا في هذه الحياة فقال له صاحبه وهو يحاور رفضت دينا قيما. كامل القوائد ثابت الاركان. مشرق البرهان يدعو الى كل خير ويحث على السعادة والفلاح. ويقول لاهله هلم الى كل صلاح واصلاح والى كل خير ونجاح واسلكوا كل طريق يوصلكم الى السعادة الدنيوية والاخروية. دينا مبني على الحضارة الراقية الصحيحة التي بنيت على العدل والتوحيد. واسست على الرحمة والحكمة والعلم والشفقة. واداء الحقوق الواجبة والمستحبة وسلمت من الظلم والجشع والاخلاق السافلة وشملت بظلها الظليل واحسانها الطويل وخيرها الشامل وبهائها الكامل ما بين المشارق سوى المغارب واقر بذلك الموافق والمنصف المخالف. اتتركها راغبا في حضارات ومدنيات مبنية على الكفر والالحاد. مؤسسة على الطمع والجشع والقسوة وظلم العباد. فاقدة لروح ايماني ورحمته عادمة لنور العلم وحكمته. حضارة ظاهرها مزخرف مزوق. وباطن خراب وتظنها تعمر الوجود وهي في الحقيقة مآلها الهلاك والتدمير. الم ترى اثارها في هذه الاوقات وما احتوت عليه من الافات والويلات. وما جلبته للخلائق من الهلاك والفناء والتدمير فهل سمع الخلق منذ اوجدهم الله لهذه المجازر البشرية التي انتهى اليها شوط هذه نظيرا او مثيلا؟ وهل اغنت عنهم مدنيتهم وحضارتهم من عذاب الله من شيء لما جاء امره؟ ربك وما زادتهم غير تدبيب فلا يخدعنك ما ترى من المناظر المزخرفة والاقوال المموهة والدعاوى العريضة. وانظر الى بواطن الامور وحقائقها. ولا تغرنك ظواهرها. وتأمل النتائج الوخيمة والثمرات الذميمة. فهل اسعدتهم هذه الحضارة في دنياهم التي لا حياة لهم يرجون غيرها ان تراهم ينتقلون من شر الى شرور ولا يسكنون في وقت الا وهم يتحفزون الى شرور فظيعة ومجازر عظيمة القوة والمدنية والحضارة والمادة بانواعها. اذا خلت من الدين الحق فهذه طبيعتها وهذه ثمراتها وويلاتها. ليس لها اصول وقواعد نافعة. ولا لها غايات صالحة ثم هب انهم متعوا في حياتهم. واستدرجوا فيها بالعز والرياسة. ومظاهر القوة والحياة. فهل اذا انحزت اليهم وواليتهم يشركونك في حياتهم ويجعلونك كابناء قومهم كلا والله انهم اذا رضوا عنك جعلوك من ارذل خدامهم. واية ذلك انك في ليلك ونهارك في خدمتهم. وتتكلم وتجادل وتخاصم على حسابهم. ولم ترهم رفعوك حتى ساووا معك كأدنى قومهم وبني جنسهم. فالله الله يا اخي في دينك وفي مروءتك واخلاقك وادبك والله الله في بقية رمقك. فالانضمام الى هؤلاء والله هو الهلاك