المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يثبتون لا تأتيهم. كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون. واسألهم هيسأل بني اسرائيل عن القرية التي كانت حاضرة البحر. اي على ساحله في حال تعديهم وعقاب الله اياهم. اذ يعدون في وكان الله تعالى قد امرهم ان يعظموه ويحترموه. ولا يصيدوا فيه صيدا. فابتلاهم الله وامتحنهم. فكانت الحيتان تأتيهم يوم سبت شرعا اي كثيرة طافية على وجه البحر. ويوم لا يسبتون اي اذا ذهب يوم السبت لا تأتيهم اي تذهب في البحر فلا يرون منها لا شيء كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون. ففسقهم هو الذي اوجب ان يبتليهم الله. وان تكون لهم هذه المحنة. والا فلو لم يفسقوا عافاهم الله ولما عرضهم للبلاء والشر. فتحيلوا على الصيد فكانوا يحفرون لها حفرا. وينصبون لها الشباك. فاذا جاء يوم السبت ووقف وقعت في تلك الحفر والشباك لم يأخذوها في ذلك اليوم. فاذا جاء يوم الاحد اخذوها وكثر فيهم ذلك وانقسموا ثلاث فراق. معظمهم اعتدوا وتجرأوا واعلنوا بذلك. وفرقة اعلنت بنهيهم والانكار عليهم. وفرقة اكتفت بانكار اولئك عليهم ونهيهم لهم وقالوا لهم لم تعظون قوما الله مهلك او معذبهم عذابا شديدا كانهم يقولون لا فائدة في وعظ من اقتحم محارم الله ولم يصغي للنصيح بل استمر على اعتدائه وطغيانه فانه لا بد ان يعاقبهم الله اما بهلاك او عذاب شديد. فقال الواعظون نعظهم وننهاهم معذرة الى بكم اي لنعذر فيهم ولعلهم يتقون ان يتركون ما هم فيه من المعصية فلا نيأس من هدايتهم فربما نجع فيهم الوعظ واكثر فيهم اللوم وهذا المقصود الاعظم من انكار المنكر. ليكون معذرة واقامة حجة على المأمور المنهي. ولعل الله ان يهديه فيعمل ذلك الامر والنهي فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا فلما نسوا ما ذكروا به اي تركوا ما ذكروا به واستمروا على غيهم واعتدائهم انجينا من العذاب الذين ينهون عن السوء. وهكذا سنة الله في عباده ان العقوبة اذا نزلت نجا منها الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر. واخذنا الذين ظلموا وهم الذين اعتدوا في السبت بعذاب بئيس اي شديد بما كانوا يفسقون واما الفرقة الاخرى التي قالت للناهين لم تعظون قوما الله مهلكهم فاختلف المفسرون في نجاتهم وهلاكهم والظاهر انهم كانوا من الناجين لان الله خص الهلاك بالظالمين وهو لم يذكر انهم ظالمون. فدل على ان العقوبة خاصة بالمعتدين في السبت. ولان الامر بالمعروف والنهي عن عن المنكر فرض كفاية. اذا قام به البعض سقط عن الاخرين. فاكتفوا بانكار اولئك. ولانهم انكروا عليهم بقولهم لما تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا. فابدوا من غضبهم عليهم ما يقتضي انهم كارهون اشد الكراهة لفعلهم. وان الله سيعاقبهم هم اشد العقوبة عما نهوا عنه اي فسقوا فلم يلينوا ولا اتعظوا. قلنا لهم قولا قدريا كونوا قردة خاسئين. فانقلبوا باذن الله وابعدهم الله من رحمته. ثم ذكر ضرب الذلة والصغار على من بقي منهم