بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم. ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثانية من محاضرات تفسير سورة المائدة مع قول الله جل جلاله وقد توقفنا عند هذه الاية وكنا قد فرغنا من تفسيرها اوكدنا في المحاضرة السابقة واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ورسوله فان تبتم فهو خير لكم وان توليتم فاعلموا انكم غير يجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب اليم. وقلنا ان هذا اعلام من الله ورسوله وانذار الى الناس في يوم الحج الاكبر وهو يوم النحر الذي هو افضل ايام المناسك واظهرها واكبرها ان الله بريء من المشركين وان رسوله بريء من المشركين ايضا ثم دعاهم الى التوبة فان تبتم فهو خير لكم. ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف. وان يعودوا فقد مضت سنة الاولين ان توليتم فاعلموا انكم غير معجز الله. ان استدمتم ما انتم عليه من الكفر والشقاق والنفاق والمحادة لله رسوله والبغي والعدوان والاستطالة على الامنين. فاعلموا انكم غير معجز الله. بل انتم في قبضته تحت قهره ومشيئته وهو قادر عليكم. نحن خلقناهم وشددنا اسرهم واذا شئنا بدلنا امثالهم تبديلا هذا صوت القدرة يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال فهذا ما وعد الله به المؤمنين من نصرهم وتمكينهم انه استقاموا على عهد الله جل وعلا وان استقاموا ان استجابوا لله استجاب الله لهم ان وفوا بعهد الله عز وجل وفى الله لهم وميثاقه لهم ومن اوفى بعهده من الله ومن اصدق من الله قيلا ومن اصدق من تالله حديثا ثم قال تعالى الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم احدا فاتموا اليهم عهدهم الى مدتهم. هزا استثناء من ضرب مدة التأجيل باربعة اشهر. لمن له عهد مطلق ليس بمؤقت او لمن كان اجله دون ذلك هذا استسناء من كان له عهد مؤقت باجل مهما كان طوله فاجله الى مدته المضروبة التي عهد عليها فان الله جل وعلا يحب المتقين الموفين بعهودهم واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود من كان بينه وبين قوم عهد الى مدة فلا يحلن عقدة ولا يشدنها حتى يوفي اليهم عهدهم الى او ينبذ اليهم على سواء. يعلمهم بانه لا عهد بيننا وبينكم. اذا بدت بوادر الخيانة ونذرها من قبلهم كما قال تعالى واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء ان الله لا يحب الخائنين. ثم قال تعالى فاذا انسلخ الاشهر الحرم وكما قلنا هل هي الاشهر الحرم الواردة في قوله تعالى ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة هتنحرم واللي هي ثلاثة سرد ذو القعدة وذو الحجة ومحرم وواحد فرض وهو رجب مضر. الذي بين جمادى وشعبان ولا اشهر التسيير الاربعة المذكورة في هذه الآية التي حرم فيها على المسلمين ان يقاتلوا المعاهدين من غير المسلمين والظاهر الذي تدل عليه يعني الدلائل وترجحه اشارات النصوص بل وعباراتها انها الا ان هذا والتفسير الثاني اشهر التسيير الاربعة. فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد. فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلا ان الله غفور رحيم يبقى كما قلنا اولا الراجح انها اشهر تسيير الاربعة المنصوص عليها في قوله تعالى فسيحوا في الارض اربعة ثم قال بعدها فاذا انسلخ الاشهر الحرم وهذا هو ما ذهب اليه ابن عباس في رواية العوف عنه وبه قال مجاهد وعمرو بن شعيب ومحمد بن اسحاق وقتادة والسدي وعبدالرحمن بن زيد بن اسلم وغيرهم فاذا انقضت الاشهر الحرم التي حرمنا عليكم فيها قتالهم فحيث ما وجدتم هؤلاء الناقدين البغاة المعتدين المحاربين هؤلاء فان الله جل وعلا قد اباح يعني قتالهم درءا لحرابتهم وكفا لعدوانهم. الواقع او المتوقع على جماعة المسلمين. حتى لا اتكون فتنة حتى لا يفتن احد في دينه بعد اليوم حتى لا يجر احد على بطنه وظهره كما فعل ببلال. وعمار ابن ياسر في مكة. حتى لا يحال بين مريد ايمان وبين حقهم في ان يؤمنوا بالله ورسوله. حقهم في ان ينقذوا انفسهم من النار. حقهم ان يغدو وان روحوا الى مساجدهم امنين يعبدون الله عز وجل لا يخافون احدا الا الله حتى يلقي الارض الامن بجيرانه في الارض حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله وبعد هذا نقول وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر يعني كما لا يصلح يعني كما ان من اكره على الكفر بغير حق فاكراه على الكفر غير معتبر شرعا فمن اكره على الايمان فان مثل هذا الاكراه غير معتبر شرعا لانه وينشئ نفاقا ولا ينشئ ايمانا حقا يستقر في اعماق القلب وينجو به صاحبه عند الله عز وجل واقعدوا لهم كل مرصد اي كل ثنية وموضع يمرون عليه حتى يتوبوا من شركهم الحديس عن هؤلاء البغاة والمعتدين البغاة والمعتدين ناقض العهول ناقض المواثيق الذين استطالوا ببغيهم وحرابتهم وعدوانهم على جماعة المسلمين ولهذا قال تعالى فان تابوا من شركهم واقاموا الصلاة اي ادوا ادوا الصلاة بحقوقها واركانها وواجباتها وشرائطها. واتوا الزكاة لمستحقيها كما بينها الله عز وجل. فخلوا لهم اي اتركوهم لهم آآ لكم وعليهم ما عليكم. ان الله غفور رحيم يغفر الشرك فما دونه للتائبين ويرحمهم بتوفيقهم للتوبة ثم بقبولها منهم قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلب. استدل اهل العلم بهذه الاية على ان من امتنع عن شريعة من شرائع الاسلام الظاهرة واعتضدت بسلاح واعوان واشياء فانه يقاتل حتى يفيء الى الحق كما استدل بذلك ابو بكر الصديق في قتال المرتدين والذين تظاهروا على منع الزكاة وعندما جادله في ذلك عمر كيف تقاتل قوما وهم يشهدون ان لا اله الا الله وقالا والله لاقاتل تلن من فرق بين الصلاة والزكاة النبي صلى الله عليه وسلم يعني قال الا بحقها فاستدامة عصمة الدماء والاموال والاعراض لمن اقر بالله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة. انما يكون بالوفاء بحقوق لا اله الا الله. والبقاء على مقتضى ومن مقتضياتها تحليل الحلال وتحريم الحرام. واداء الواجبات والكف عن المحرمات فمن اصر على ترك فريضة من فرهاد الاسلام الظاهرة او على فعل محرم من محرماته القطعية اليقينية ثم استعلن بهذا ثم اعترض باشياع واسلحة وعتاد وعدة يقاتل حتى يفيء الى الحق والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة. والله لو كانوا لو كانوا يؤدون عقال بعير النبي صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه يعني لو كانوا يؤدون عقال بعير اللي النبي صلى الله عليه وسلم سم امتنعوا عن ادائه الان بعد موته لقاتلتهم على منعه والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم لقاتلوه على منعه اللهم اهدنا سواء السبيل وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين اللهم امين يبقى نرجع احبابي يعني مرة اخرى انه لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولبعض اهل العلم اجتهاد ان جزيرة العرب مستسناه وان الله جل وعلا اراد ان تكون هذه المنطقة خالصة للاسلام والمسلمين فلا يقبل من احد فيها الا الاسلام. اما خارج هذه المنطقة فلا يكره احد ولا ولا يحال بين احد وبين اختياره يبقى قول الله تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وآآ وقوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ولا انفصام لها والله سميع عليم ثم قال تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه انا ذلك بانهم قوم لا يعقلون. اذا استجارك احد من المشركين الذين امرناك بقتالهم ابحنا لك انفسهم واموالهم اذا استأمنك اي طلب منك الامان حتى يسمع كلام الله اجبه الى طلبه اسمعه كلام الله ذكره بامر الله عز وجل جادله بالتي هي احسن الن له القول في عرض في عرض الدين وفي اقامة وفي اقامة الحجة ليس هذا فقط بعد ان يسمع ابلغه مأمنه لا يتخذ قراره تحت القصف لا يتخذ قراره تحت بارقة السيوف فوق رأسه. ابلغه مأمنا. رده الى داره. رده الى اهله الى قبيلته الى عشيرته ليتخذ قراره هناك انشاء ثم ابلغه مأمنه ذلك بانهم قوم لا يعلمون لعل المانع لهؤلاء من قبول الدعوة الجهالة الضجيج الجاهلي الذي خيم على العقول والقلوب الرهج الاعلامي المعاصر هذه القنوات التي تضخ ملايين الشبهات في العالم كله شرقا وغربا او اليه في حاجة الى ان نستأني بهم الى ان نصبر عليهم الى ان الى ان الى ان نبسط لهم الحجة ان نلين لهم القول ان نسمعهم كلام الله عز وجل ذلك بانهم قوم لا يعلمون ذلك بانهم قوم لاعون. النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه انه يعطي الامان لمن جاء مسترشدا سائلا او جاء في رسالة حصانة دبلوماسية اول من سبق اليها في تاريخنا في تاريخ يعني الملل اسلامنا. نبينا صلوات ربي وسلامه عليه يوم الحديبية جاء جماعة من الرسل من قريش كعروة ابن مسعود ومكرز ابن حفص سهيل ابن عمرو وغيرهم واحدا تلو الاخر وهم يترددون ما بين قريش والنبي صلى الله عليه وسلم اه يفاوضونه ثم اراهم الله جل جلاله من عزام المسلمين لنبيهم ما بهرهم لا والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على كسرى وقيصر والنجاشي. فوالله ما وجدت ملكا يعظمه واصحابه كما يعظم اصحاب محمد محمدا. ثم قال في النهاية وانه قد عرض عليكم خطة رشد فقط اقبلوها لقد رجعوا الى قومهم واخبروهم بثار وكان هذا وامثاله من اكبر اسباب هداية كثير منهم ايضا لما قدم رسول مسيلمة الكذاب وهو ابن النواحة. على النبي عليه الصلاة والسلام فسأله اتشهد ان مسيلمة رسول الله؟ قال نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان الرسل لا تقتل لضربت عنقك لكن استمر هذا الاحمق السفيه الظالم لنفسه الابق على ربه وعلى رسوله استمر على باطله وعلى عناده وشقاقه فقيض الله له ضرب العنق في امارة ابن مسعود عندما كان واليا على الكوفة لقد ظهر في زمانه واشاع واعلن انه يشهد لمسيلمة بالرسالة. الى الان يا ابن النواحة ارسل اليه ابن مسعود فقال انك الان لست في رسالة انت الان لست مبعوثا دبلوماسيا لست في حصانة رسالة تحملها فامر به فضربت عنقه ليرسل به الى حيث يستقر به القرار في غمرات جهنم عياذا بالله من الخذلان ومن غلبة الشقوة يبقى من قدم من اهل الحرب الى دار الاسلام في التجارة في رسالة في طلب صلح في مهادنة لاي سبب وطلب من الامام او نائبه امانا اعطي امانا ما دام مترددا في دار الاسلام فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم وقول لهم كل مرصد. فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة كتب خلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم لقطة كده سريعة حتى يسمع كلام الله حجة لماذا باهل السنة والجماعة؟ القائلين بان القرآن كلام الله غير مخلوق لان الله تعالى هو المتكلم به واضافه الى نفسه اضافة الصفة الى موصوفها فالقرآن كلام الله جل جلاله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وليس هذا موضع بسط الحديث في هذه القضية فقط اشارة سريعة الى بطلان مذهب المعتزلة ومن دار في فلكه ممن كانوا يقولون بان القرآن مخلوق ثم قال تعالى كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين هذا بين الحكمة الموجبة للبراءة التي صدر الله بها هذه السورة براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين. ما هي الحكمة من هذه البراءة كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله ما قاموا بواجب الايمان وما تركوا رسول الله والمؤمنين من اذيتهم جرائم الحرب سجل حافل للقوم في جرائم الحرب حاربوا الحق نصروا الباطل سعوا في الارض فسادا استباحوا الحرمات انتهكوا المقدسات صب المؤمنين والمؤمنات عن المسجد الحرام وقعوا في اعراض الحرائر من المسلمات فحق عليهم ان يتبرأ الله منهم. والا يكون لهم عهد عنده ولا عند رسوله صلى الله عليه وسلم ثم استثنى تعالى فقال الا الذين عاهدتم اي من المشركين عند المسجد الحرام اي وخصوصا في هذا المكان الفاضل لكن المعاهدين عموما يوفى اليهم عهدهم الى مدتهم. لكن خص هؤلاء بالذكر نظرا لحرمة المكان فاستقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين. ما داموا استقاموا على عهده لم ينقضوه لم يبدأوهم بقتال لم يخرجوكم من دياركم لم يظاهروا على اخراجكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين. ان الله جل وعلا يكره الغدر لكل غادر لواء يرفع له عند استه يوم القيامة يقال هذه غدرة بني فلان تجريسا له وفضحا له على رؤوس الاشهاد يوم القيامة عياذا بالله من الخزلان. ثم قال تعالى كيف اي كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله؟ كيف وان يظهر عليكم اذا قدروا وتمكنوا منكم وكان لهم سلطان عليكم. كيف وان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم الا ولا ذمة لا عهد ولا قرابة ولا يخافون فيكم لا يخافون الله فيكم يسومونكم سوء العذاب هذا حالهم معكم لو ظهروا عليكم كيف وان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم الا ولا ذمة. يبقى تأمل كل هذه السياق كله في من في المحاربين المعتدين الظالمين البغاة المشاقين لله ورسوله. يبقى لا ينسحب هذا يقينا في اجوائنا المعاصرة حيث القى الارض بجيرانه في معظم الارض تقريبا وينتقل المسلم من دولة الى دولة ينشئ فيها مساجده ينشئ فيها مدارس ينشئ فيها جامعاته يعمل فيها على نفسه وعلى ماله وعلى عرضه بمقتضى القوانين الموجودة في هذه مجتمعات بما قد قد قد لا يأمن بمثله في بعض بلاد المسلمين. فاختلف المناط فارجو الانتباه عندما تقرأ السياق القرآني الذي جاء فيه قوله تعالى فخذوهم واقتلوهم ثم تقرأ هذه التسويغات هذه الحيثيات تعرف مناط الحكم على وجه الدقة. كيف وان يظهر عليكم لا يرقب فيكم الا ولا ذمة. لا عهد ولا قرابة. يردونكم بافواههم وتأبى قلوبهم اي لا يغرنكم منهم ما يعاملونكم به في وقت الخوف منكم فانهم يرضونكم بافواههم وتأبى قلوبهم ان القلوب تأبى الميل اليكم والمحبة لكم واكثرهم فاسقون الفسق هو الخروج عن طاعة الله. لا ديانة ولا مروءة. فسق يأتي في كتاب الله بمعنى الكفر ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون ويأتي معنى الكبائر والخروج عن الطاعة في الجملة كما قال تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه وفي قلوبكم وكر اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون واكثرهم فاسقون اشتروا بايات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله انهم ساء ما كانوا يعملون وكل ما يأخذه المرء من حطام الدنيا مقابل بيعه لايات الله وتخليه عن دين الله وخذلانه للحق ومظاهرته للباطل فهو ثمن قليل ورب النبي محمد اشتروا بايات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله. انهم ساء ما كانوا يعملون. اختاروا الحظ العاجل الخسيس الدنيا على الايمان بالله ورسوله والانقياد لاياته فصدوا بذلك انفسهم وصدوا غيرهم انهم ساء ما كانوا يعملون. انتبه! في الاية ايماءه واشارة ونداء لمن انتسب الى العلم وانتسب الى الدين ان يعظم ما يحمله من العلم والدين الا يبيعه بثمن بخس الا يشتري بايات الله ثمنا قليلا قال لي ابيع حظه من الله وحظه من دينه بلعاعة من الدنيا. لانه ان فعل هذا كان من اعظم اسباب الصد عن سبيل الله عز وجل عندما يرى الناس فساد الرموز الدينية عندما يرى الناس فساد اهل العلم وحملة الشريعة او فساد بعضهم فان هذا يزهدهم في الحق. يزهدهم في الدين يدهم في قبوله اذا كنا نقول هذا لمن يعيشون بين اظهر المسلمين فاولى ان نقوله لمن يعيشون بين اظهر غير المسلمين ان الناس انما يرون الاسلام من خلال سلوك المسلمين. انما يقومون الاسلام من خلال تصرفات اهله ان اكبر حجة تقام على الناس هنا ان نقدم جالية منضبطة زكى الاسلام نفوسها طهرت شرائعه واحكامه قلوبها اقوالها افعالها تصرفاتها هذا من اعظم ما يتألف قلوب غير المسلمين عن الاسلام. ومن اعظم ما يرغبهم فيه. وما يحملهم على الاستماع لكلام الله عندما يتلى عليه وفي المقابل فان اعظم ما يزهدهم في في ويجعلهم ينحرفون عنه ويستدبرونه وراء ظهورهم ما يرى من فساد في المنتسبين اليه. من خراب في ذممهم. من دمار في ضمائرهم. من انحلال في اخلاقهم من تهالك وتكالب على المحرمات يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان لا يأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله اكل مال الناس بالباطل من المنتسبين الى العلم والتدين من العلم او التنسك من اعظم اسباب الصد عن سبيل الله عز وجل وقطع الطريق على الله عز وجل واذا كان قطع الطريق لاراقة الدماء واخذ الاموال واخافة من اكبر الجرائم. فكيف بقطع الطريق على رب العالمين المين ما لك يوم الدين عندما تقطع الطريق على الله فتصد الناس عن سبيل الله بسلوك فاسد اقوال وافعال زائغة عن القصد خارجة عن الحق يا علماء الارض يا ملح البلد من يصلح الملح اذا الملح فسد يا علماء الارض يا ملح البلد من يصلح الملح اذا الملح فسد اشتروا بايات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله انهم ساء ما كانوا يعملون. لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة تكرار ان هؤلاء الناس الذين امركم الله بقتالهم لقضوا عهودهم نقضوا مواثيقهم بغاة زلمة تدوم محاربون مخرجون لكم من دياركم مظاهرون على اخراجكم لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة في مؤمن يعني العداوة مناطها الايمان وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد وما نقموا منهم الا انهم يؤمنون بالله ورسوله لا يرقبون في مؤمن لم يقل لا يقضون في عربي او في مصري او في شامي لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة لان عداوتهم للايمان هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار فالوصف الذي جعلهم يعادونهم لاجله ويبغضونهم انما هو الايمان. واذا كان ذلك يعني كذلك فذبوا عن دينكم انصروه اتخذوا من عاداه عدوا ومن نصره وليا واجعلوا الحب والبغض والقرب والبعد انما يدور في هذا الفلك وجودا وعدما. معقل الولاء والبراء الايمان بالله ورسوله الايمان بالله ورسوله من كان مؤمنا بالله ورسوله وقافا عند امر الله ونهيه وجبت له حقوق الموالاة كاملة محبة ونصرة ومواساة ومن كان كافرا بالله ورسوله فان كان من المسالمين فله البر والقسط في التعامل البر الفضل والقسط هو العدل. اما الموالاة الدينية فهذه وقف على جماعة المسلمين وان كان من المحاربين المعتدين المقاتلين فهؤلاء الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدؤوكم اول مرة هؤلاء الذين تحرم كما اخبر الله عز وجل انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن تولهم فاولئك هم الظالمون لان الاية تقول لا تجعلوا الاية والعداوة معقدها الطبع الامور الجبلية الطبيعية فقط وانما اجعلوا الولاية حبا وبغضا وقربا وبعدا مناطها الايمان بالله ورسوله. وفي المقابل من كان فيه ايمانا وفيه بفجور اعطي من الموالاة بحسب ايمانه. واعطي من المجافاة بحسب فجوره وفسوقه. وبذلك يتمحض الولاء لله ورسوله ويتمحض الدين خالصا لله عز وجل ويصبح المحبوب المتبوع المطاع محمدا صلى الله عليه وسلم وتصبح منازل الناس منا بحسب منازلهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالمقرب من قربه رسول الله والمبعد من ابعده رسول الله. والمتوسط من وسطه رسول الله. صلى الله عليه وسلم. فيصبح الدين لله قال لي صل الا لله الخالص. ثم قال تعالى نختم بهذه الاية فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة تأكيد للمعنى السابق. فاخوانكم في الدين ان تابوا عن شركهم ورجعوا الى الايمان واستقاموا على حقوقه وقاموا بمقتضياته. فاخوانكم في الدين عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم. اتناسوا تلك العداوة التي كانت عندما كانوا مشركين لتكونوا عباد الله المخلصين. ثم ختم فقال ونفصل الايات يوضحها نبينها نميزها لقوم يعلمون فهذا هو السياق القرآني لهذه الايات الجليلة التي استهلت بها سورة التوبة ولعلنا احبتي نكتفي بهذا القدر من التعليق على هذه الايات في هذه المحاضرة المحاضرة الثانية من محاضرات سورة التوبة وحتى نلتقي بحضراتكم في محاضرات قادمة نستودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته