بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثالثة من محاضرات تفسير سورة التوبة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة. فاخوانهم في الدين ونفصل الايات لقوم يعلمون ان تابوا عن شركهم ازا رجعوا الى الايمان بالله عز وجل ثم التزموا بحقوق الاقرار بالتوحيد والرسالة باقام الصلاة وايتاء الزكاة والتزام شرائع الاسلام فقد عقدت لهم الاخوة في الدين. فينبغي ان ننسى ما كان من عداوة فيما مضى عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم وبهذا عندما يصبح الايمان بالله ورسوله معقل الولاء والبراء. يصبح الدين لله خالصا. الا لله اهي الدين الخالص. فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين. ثم قال تعالى ونفصل افصلوا الايات لقوم يعلمون فهؤلاء الذين يتدبرون ما انزل الله على رسوله ويقبلون عليه بقلوبهم وبعقولهم فهم جديرون بفقهه وجديرون بالتوفيق الى قبول هداياته. والله يختار لهداية التوفيق. من اناب ابى اليه من خلقه وعباده ثم قال تعالى وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون هؤلاء الذين عاهدتموهم من قريش او من غيرهم اذا نقضوا عهدهم بعدما عقدوكم على الا يقاتلوكم. وعلى الا يظاهروا عليكم احدا من اعدائكم ثم طعنوا في دينكم قدحوا في دين الاسلام عابوه تنقصوه بالكلمة المقروءة الكلمة المسموعة الكلمة المشاهدة بكل باي لون من الوان الطعن البين الظاهر في الدين فقاتلوا ائمة الكفر رؤساءهم والملأ منهم. انهم لا ايمان لهم لا عهد لهم. لعلهم ينتهون هون عن الطعن في دينكم والمظاهرة عليكم يبقى يعني احبتي في الله ان مناط المقاتلة نقض العهد والميثاق الطعن في الدين المظاهرة وعلى جماعة المسلمين الله جل وعلا يقول انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولاهم. فاولئك هم الظالمون. ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون وان نكثوا ما معنى النكث النجف النقد كما يقال نكث فلان قوى حمله اينقضها الطعن في دين الاسلام جريمة نقض من نواقض الايمان وهذا الطعن في الدين انما يكون بالاساءة الى شيء منه. قولا او عملا او اعتقادا والطعن في الدين قسمان. طعن في الدين الذي انزله الله تعالى بالدعوة الى نشر بدع المذاهب الهدامة والفرق الضالة انتشار فرق عبدة الشياطين في بلاد المسلمين والترويج لهم واقامة والتصريح باقامة معابد لهم لا شك ان هذا طعن في الدين. هذا مجرد مثال فقط وعليه قس يا رعاك الله التشكيك والقدح في النصوص والمحكمات ومسلم الثمود في دين الله عز وجل الان اتقاسم المجرمون والذين كذبوا على ربهم ان يكون طعنهم في الثوابت والمحكمات ان يتجاوزوا الحديث عن الطعن في فروع الدين وجزئياته الى الطعن في ثوابته ومحكماته وتواصوا فيما بينهم على ذلك كانوا يقولون لا تضيعوا الوقت في تتبع الجزئيات بل اعمدوا الى الاصول والكليات مباشرة تحدثوا عن صلاحية الدين او الشريعة للتطبيق وقولوا ليس هناك شيء صالح للتطبيق في كل زمان ومكان ابدا تحدثوا عن مرجعية الوحي اهدموها تحدثوا عن مرجعية النصوص زلزلوها طعن في الدين ثم تواصوا فيما بينهم على ان يسفروا عن وجوههم وان يعلنوا عن حربهم وان يجاهروا بعدائهم لا يفعلون ذلك خفية في مجالسهم كما كانوا يفعلون من قبل طعن في الدين تشكيك في ثوابته ومحكماته وقطعياته سبحانك ربي ما احلمك وما اصبرك على هؤلاء ايضا الطعن في الدين قد يكون في طعن في حملت الدين في اهل العلم بالمحدثين في المفسرين في رموز الاسلام واوعيته الكبار وقد رأينا الحملة المنزمة طعن في البخاري طعن في الشافعي طعن في الامام احمد لا يريدون ان يبقوا رمزا جميلا في الامة تشرقب اليه عن تشرئب اليه اعناقها ان الطعن في هؤلاء واسقاط رمزيتهم ومرجعيتهم طعن في الدين نفسه في نهاية المطاف في زمن النبوة عندما طعن المنافقون في القراء حملة القرآن وكانوا يقولون ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء افجع بطونا ولا اجدب السنة ولا اجبن عند اللقاء ثم تلاوموا فيما بينهم وقالوا نخشى ان ينزل على محمد قرآن فيخبره بما قلنا فذهبوا يعتذرون اليه فكان القرآن قد سبق وقال الله تعالى يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبأهم بما في قلوبهم قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون فان سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم الطعن في حملة العلم وحملة الشريعة وحفزة القرآن طعنا في الدين. وقدح فيه. يقول الحافظ بن عساكر رحمه الله اعلم يا اخي وفقنا الله واياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته ان لحوم العلماء مسمومة وان عادة الله في هتك استار متنقصيهم معلومة لان الوقيعة فيهم بما هم منه براء امر عظيم والتناول لاعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم. والاختلاف على من اختاره الله منهم لنعش خلق ذميم وان من اطلق لسانه في اهل العلم بالثلج ابتلاه الله قبل موته بموت القلب لقد روي عن الامام احمد انه كان يقول لحوم العلماء مسمومة. من شمها مرض ومن اكلها مات لحوم العلماء مسمومة. من شمها مرض ومن اكلها مات ابن المبارك رحمه الله كان يقول من استخف بالعلماء ذهبت اخرته ومن استخف بالامراء ذهبت دنياه ومن استخف بالاخوان ذهبت مروءته فلا يطعن في الدين الا من في قلبه مرض النفاق او شعبة منه. كما قال تعالى اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء ايدينهم. لما رأى المنافقون اصحاب رسول الله وجهادهم وانفاقهم وبذلهم وتضحيتهم بالنفس والنفيس الله عز وجل طمعا رغبا ورهبا قالوا غر هؤلاء دينهم عليهم من الله ما يستحقون وانكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم. لا عهود ولا مواثيق يلازمون على الوفاء بها بل لا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم لعلهم بقتالهم ينتهون عن الطعن في دينكم وربما دخلوا فيه ثم قال تعالى الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدأوا اول مرة اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين يحرض الله المؤمنين بالله ورسوله على جهاد اعدائهم من المشركين الناقدين للعهود والمواثيق الطاعنين في دين المنتهكين للحرمات المستبيحين للمقدسات المخرجين للمسلمين من ديارهم المظاهرين على اخراجهم الا تقاتلون قوما نقضوا الا تقاتلون قوما نقضوا ايمانهم هؤلاء الذين نقضوا العهود والمواسيق نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول بل اخرجوه بالفعل. واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. وهم بدؤوكم اول مرة اما بالقتال يوم بدر او بقتال آآ قبيلة خزاعة وكانوا قد دخلوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبغت عليهم ابو ابو آآ بنو بكر او قبيلة بكر وحالفتهم قريش على هذا وقتلوهم ركعا وسجدا وهم بدؤوكم اول مرة اتخشونهم؟ فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين فامتثلوا لامره ولا تخشوهم ولا تخشوهم فتتركوا امر الله عز وجل قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم يا ايها المؤمنون بالله ورسوله قاتلوا هؤلاء المشركين الذين نكسوا ايمانهم ونقضوا عهودهم واخرجوا الرسول من بلده وظاهروا على اخراجكم واستباحوا حرماتكم وانتهكوا مقدساتكم. قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم قتلا واسرا وينصركم عليهم يعطيكم الظفر عليهم والغلبة كتب الله لاغلبن انا ورسلي. ان الله قوي عزيز زعمت سخينة ان ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب ويشفي صدور قوم مؤمنين. هذه القلوب هذه الصدور المتغيزة. بسبب ما وقع عليها من العنت والاذى القهر والاستضعاف والبلاء يشفي الله صدورها سبحانه وتعالى ويذهب عنها ما تجده بسبب ما تراكم عليها من الاضطهادات والاستضعافات والتنكيلات التي وقعت عليهم من البغاة الطغاة العداة يشفي صدور قوم قوم مؤمنين قيل المقصود صدور آآ قبيلة خزاعة كما قلنا كانوا حلفاء النبي صلى الله وعليه وسلم ذلك ان قريشا نقضوا العهد بينهم وبين المصطفى صلى الله عليه وسلم بمعونتهم بكرا عليهم فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة واصابوا منهم ما اصابوا ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله من العهد والميثاق بما استحلوا من خزاعة. وقد كانوا في عقد رسول الله وعهده. خرج يا عمرو ابن سالم قال الخزاعي فوقف على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس فقال يا ربي اني ناشد محمدا حلف ابينا وابيه الاتلدا. ان قريشا اخلفوا كالموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدة وجعلوا لي في كداء رصدا وزعموا ان لست ادعو احدا وهم اذلوا هو اقل عددا هم بيتونا بالوتير وقتلونا ركعا وسجدا. يقول قتلونا وقد اسلمنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يزكره ابن اسحاق نصرت يا عمرو بن سالم ثم عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنان من السماء فقال ان هذه السحابة لتستهل بنصر بني شعب وينصركم عليهم وعد من الله سبحانه وتعالى ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوب ايذهب وجد قلوب هؤلاء مؤمنين من خزاعة المحاربين سواء كانوا من خزاعة او من غيرهم والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السلم. السبب يبقى ويمن الله على من يشاء من عباده الكافرين فيقبل به الى التوبة بتوفيقه اياه والله عليم بسرائر عباده ومن هو للتوبة اهل فيتوب عليه. ومن منهم غير اهل لها فيخذله. حكيم في تصنيف عباده من حال كفر الى حال ايمان بتوفيق من وفقه لذلك ومن حال ايمان الى كفر بخذلانه من خذل منهم عن طاعته وتوحيده ثم قال تعالى ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون لله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه. والله خبير بما تعملون نعم يقول الله جل جلاله للمؤمنين الذين امرهم بقتال المشركين البغاة المحاربين الناقدين لعهودهم والمخرجين للرسول والمظاهرين على اخراجه بعد ان قال لهم قاتلوهم وحض جماعة المسلمين على جهادهم. قال جل جلاله ام حسبتم اظننتم ايها المؤمنون ان يترككم الله بغير محنة يمتحنكم بها وبغير اختبار يختبركم به في عرف منكم الصادق في دينه من الكاذب كما قال تعالى ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين احسبتم ان تتركوا بغير اختبار يعرف به اهل ولايته المجاهدين منكم في سبيله من المضيعين امر الله في ذلك المفرطين ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليه. معنى ولي؟ الولية الشيء يدخل في اخر غيره. ولا جه فلان في كذا يلجه فهو وليده وقصد به في هذا الموضع البطانة من المشركين. فقد نهى الله المؤمنين ان يتخذوا من عدو من المشركين اولياء يفشون اليهم اسرارهم ويتخذونهم اولياء من دون المؤمنين. والله خبير بما تعملون. من اتخاذكم من دون الله ومن دون رسوله والمؤمنين به اولياء وبطانة وما نكست اعلام الامة ومن تقد غزلها من بعد قوة انكاثا. الا يوم ان اتخذوا من دون الله ورسوله والمؤمنين ولي جاه ليوم ان اتخذوا من المحاربين اعداء الله ورسوله اتخذوا منهم بطانة ووليجة واولياء من دون المؤمنين فخذلوهم اعظم خذلان واوقع بهم واحاطوا بهم ولله الكبرياء في السماوات والارض ام حسبتم ان تتركوا؟ من دون ابتلاء وامتحان يبين به الصادق من الكاذب ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم طب هنا سؤال واحد يقول اليس الله عليما بكل شيء؟ ما معنى قوله ولما يعلم الله الذين جهلوا اي علم يظهر في الخارج ليترتب عليه الثواب والعقاب. لان علم الله في الازل لا يترتب عليه ثواب ولا عقاب لكن خروج علمه سوق المقادير الى المواقيت. خروج العلم في الظاهر هذا هو الذي يناط به الثواب والعقاب يبقى هذا العلم علم ظهور وكشف عما هو معلوم لله تعالى ومستور عن عباده. لانه علم يستجد لله. فان الله الله جل وعلا علم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. لقد سبق علمه بكل شيء فقد كتب بالقلم في اللوح كل شيء. ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسها الا في كتاب من قبل لان نبرأها ان ذلك على الله يسير كي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم نحو مسلا نعلم ان الشمس ستشرق غدا هذا علم في ازهاننا فاذا شاهدناه في الواقع ازا جاء الغدو واشرقت الشمس فهذا علم الظهور. يبقى هذا العلم الذي كان الاذهان وهذا علم الواقع الذي ظهر للعيان فهذا هو فبالنسبة للناس علم اليقين وعين اليقين ما يقرأونه من كتاب الله ما يقرأونه من في كتاب الله من اياته يعلمونه علم اليقين. اذا رأوا تأويله في الدنيا او يوم القيامة ذلك عين اليقين اللهم اهدنا سواء السبيل وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين. اللهم امين ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجا والمراد كما قلنا علم الظهور الذي يترتب عليه الثواب او العقاب اما علم انه سيكون هذا سابق على ارسال الرسل وانزال الكتب. نعم العلم علمان علم بالشيء قبل وجوده وعلم بالشيء بعد وجوده العلم بالشيء قبل وجوده لا يترتب عليه ثواب ولا عقاب. اما علمه بعد وجوده علم الظهور فهذا العلم الذي دي يترتب عليه الثواب والعقاب اي ظهر ووقع بالفعل وعلم علما يترتب عليه الثواب والعقاب اما العلم بانه سيكون فهذا معلوم من الازل. فان الله جل جلاله لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في هذه المحاضرة على امل التعليق والمقابلة ان شاء الله اللقاء بكم في الاسبوع القادم بازن الله حتى نلتقي نستودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته