بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا. ومرحبا بكم مجددا مع هذه المحاضرة رابعة من محاضرات تفسير سورة التوبة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله. شاهدين على انفسهم بالكفر. اولئك كحبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون اي ليس من شأن المشركين اعمار بيوت الله ما ينبغي لهم ذلك ولا يليق بهم. وهم يعلنون كفرهم بالله ويجعلون له شركاء يعلون ذلك يعلنون ذلك حتى في تلبيتهم. كانوا يقولون عندما يلبون لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. فهم يثبتون لله شركاء. حتى في تلبيتهم حتى وهم يطوفون ببيتي وان كانوا يقولون ان هؤلاء الشركاء مربوبون ومملوكون ومدينون للاله الاعزم الذي ملك الجميع. لكن لا يزال الشرك شركا. لا يزال الكفر كفرا نبي صلى الله عليه وسلم سأل حصين فقال يا حصين كم تعبد اليوم من اله؟ فقال سبعة ستة في الارض وواحد في السماء فقال فمن تعد لرغبتك ورهبتك؟ فقال الذي في السماء والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فهؤلاء بهذا الشرك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. ان ماتوا على ذلك ان ماتوا غير وهم ليسوا بتائبين من الشرك والكفر فقد غلبت عليهم شكوتهم وقد حقت عليهم كلمة العذاب يوم القيامة يقولون وهم يسترخون فيها ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون. لكن هيهات هيئات هيهات هيهات الجواب الالهي اخسئوا فيها ولا تكلمون وقد قيل في اه تفسير هذه الاية انها تضمنت فيما تضمنت الرد على ما تقاول به وزعمه بعض بعض من رؤساء قريش الذين اسروا يوم بدر وكان منهم العباس ابن عبدالمطلب فاقبل عليهم نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيرونهم بالشرك. وجعل علي ابن ابي طالب يوبخ قل عباس بسبب قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطيعة الرحم فقال العباس ما لكم تذكرون مساوئنا وتكتمون محاسننا فقيل له وهل لكم محاسن؟ قال نعم ونحن افضل منكم انا لنعمر المسجد الحرام ونخدم الكعبة ونسقي الحجيج ونفك العاني فنزلت هذه الاية ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر نحن لا نقول ان الاية نزلت لترد على هذا لان موقف العباس هذا كان في بدر والسورة وهذه الاية تنزلت في نهاية الفترة المدنية بعد غزوة تبوك نعم يبقى ان يعمروا مساجد الله العمارة نقيض الخراب ازا عمر فلان ارضه اي تعهدها بالخدمة والاصلاح والزراعة. المراد بعمارة المساجد ما يشمل اقامة العبادة فيها واصلاح بنائها وخدمتها ونظافتها واحترامها وصينتها عن كل ما لا يتناسب مع الغرض الذي بنيت من اجل اجله يبقى كأن المقصود بهذه الاية ان يقول لنا الله عز وجل ليس من شأن المشركين ولا مما ينبغي لهم ان تكون لهم الولاية على المسجد الحرام او على اي بيت من بيوت الله عز وجل بالقيام عليه بالولاية عليه بالسلطنة فيه بل ولا ان يزوروه حجاجا او معتمرين وقد شهدوا على انفسهم بالكفر حالا ومقالا. حالهم ظاهر عبادتهم لغير الله واستقسامهم بالازلام وآآ سجودهم وركوعهم لغير الله جل جلاله. الامر في هذا واضح فآآ انهم في عملهم هذا يجمعون بين الضدين بين العمارة الحسية للبيت نعم هم يعبرون البيت عمارة حسية لكن يخربون ويهدمون ويحطمون العمارة المعنوية والعمارة الحسية للبيت مقصودها العمارة المعنوية لماذا نبني المساجد لماذا ننفخ فيها اموالا وجهودا واوقاتا واعمارا من اجل ان يعبد فيها الله وحده جل جلاله لكن هؤلاء كانوا يشركون بالله عز وجل ويشركون معه ومن دونه الهة اخرى فهم يجمعون بين امرين لا يعقل الجمع بينهم بينهما على وجه صحيح عمارة البيت الحرام والكفر بربه بمساواته ببعض خلقه من الاصنام والاوثان طب لو قال قائل ما هي العمارة الممنوعة عن المشركين بالنسبة للمساجد؟ الجواب الولاية عليها استقلال بالقيام بمصالحها كان يكون الكافر او غير المسلم نازرا للمسجد او نازرا لاوقافه او لمن عليه يسير شؤونه ويرتب اموره. اما استخدامه في عمل مادي بحت من اعمال العمارة الحسية فلا بأس بهذا فالعمارة الحسية التي لا تمتد الى الشؤون المعنوية لا تمتد الى الاستطالة على القرار في المسجد او توجيه شؤونه الدعوية لا بأس بها. يبقى لو ان احدا من غير المسلمين قدم هدية للمسلمين دعما وهم يبنون مسجدا سواء دعم مادي او دعم في صورة مواد بناء او نحو ذلك لا بأس كانها هدية منه ما دامت ليست مشروطة بما يتعلق بالشأن الدعوي ليست مشروطة بشرط يؤدي الى التأثير او تسيير الشأن الدعوي في المسجد كاين حاليا غير مشروطة لا بأس بقبولها فان قبول هدية غير المسلم جائزة النبي عليه الصلاة والسلام قبل هدية المقوقس النصراني ملك مصر وقبل هدية من ملك الروم وكان اذا قبل الهدية صلوات ربي وسلامه عليه كان يثيب عليها بمثلها او باحسن منها يبقى الممنوع ان يكون لغير المسلم ولاية على المسجد. سلطة في اتخاذ القرار فيه. كان يكون هو رئيس مجلس ادارة مسجد او رئيس مجلس امنائه او حتى عضو في مجلس الامناء ان هذا اصبح شريكا في اتخاذ القرار. اما استئجاره او استخدامه لعمل مادي البحث لا بأس بهذا ويوفى على ذلك اجره لا بأس بهذا ان شاء الله اولئك حبطت اعمالهم. اي المشركون الكفرة بالله وبما جاء به رسل الله بالمشترك الايماني العام بين انبياء الله جميعا ورسل الله جميعا الذي ضمنه الله كل كتاب انزله وبعث الله به كل نبي ارسله حبطت اعمالهم اي بطلت اعماله ومنها عمارة المسجد الحرام الذي يفتخرون به على المسلمين. ومنها سقاية الحي ومنها قرى الضيف ومنها صلة الرحم. هي اعمال صالحة جيدة. وكفرهم لا ينفي عنها وصف الصلاح في ذاتها لكن ينفي عنها انها تنفعهم عند الله عز وجل انما يطعمون بها طعمة في حياتهم الدنيا قد يبسط لهم في ارزاقهم وقد ينسأ لهم في اجالهم وقد يمكن لهم فيها في الارض ويعطون بها توسعة وارزاقا واسعا يستوفون نصيبهم في الدنيا من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرامات اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء. ذلك هو الضلال البعيد والذين كفروا بربهم اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا وولد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب. او كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من وفي النار هم خالدون مقيمون بدار الحريق والجحيم والنكال والوبال والاغلال اقامة خلود لابثين فيها احقابا. لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما تاق جزاء وفاقا. انهم كانوا لا يرجون حسابا. وكذبوا باياتنا كذابا وكل شيء احصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا ثم قال تعالى انما يعمر مساجد الله انما من اساليب القصر. هؤلاء فقط هم اهل لعمارة بيوت الله. اهل بعمارة مساجده من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة الواجبة والمستحبة ظاهرا وباطنا واتى الزكاة لاهلها ولم يخشى الا الله استقر الايمان في قلبه وصفهم بالايمان النافع وبالاعمال الصالحة التي امها وعمادها الصلاة والزكاة ووصفهم بخشية الله التي هي اصل كل خير الذين هم من خشية ربهم مشفقون ولمن خاف مقام ربه جنتان فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين وعسى من الله واجبة الوقوع عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عريتم منهم مودة وقد حصل فعسى من الله محققة الوقوع ان شاء الله واما من لم يؤمن بالله ولا باليوم الاخر وليس عنده خشية لله عز وجل ليس من عمار المساجد ولا من اهلها الذين هم اهلها وان زعم ذلك وادعاه فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين فخليق باولئك الذين هذه الصفتهم ان يكونوا عند الله ممن هداه الله للحق واصابة الصواب وبهذه المناسبة عمارة المساجد من اجل الاعمال وافضلها. لا سيما بالنسبة للمغتربين خارج بلاد المسلمين المساجد يا احبائي خارج بلاد الاسلام سفينة نوح. ما نراقبها نجا ومن تخلف عنها غرق فينبغي ان ان تتوافر الجهود وان تتكاتف لبناء بيوت لله عز وجل يأوي اليها الفارون الى الله عز وجل المهاجرون اليه المهاجر من هجر ما نهى الله تعالى عنه وفي الباب قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة وصححه الالباني من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة او اصغر بنى الله له بيتا في الجنة. طب واحد يقول نفحص القضا هذا الصغير كيف يكون مسجدا؟ هو عندما يشترك عدد كبير من الناس في بناء مسجد حتى ولو كان نصيب كل واحد منهم في بنائه كمفحص القطاعة فانهم يتعاملون مع من واسع كريم حنان منان ارحم الراحمين واسع العطاء جل جلاله يعطي كل واحد منهم بيت في الجنة بهذا الجزء الذي شارك به مهما كان صغره ومهما كان والة حجمه بالباب ايضا حديث ابي هريرة ان مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه ومصحفا ورثه او مسجدا بناه او بيتا لابن السبيل بناه او نهرا اجراه او صدقة اخرجها من ماله في صحته وحياته كل هذا يلحقه من بعد موته يا احبائي. يلحقه من بعد موته اللهم اهدنا سواء السبيل يا رب وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب وسبحان الله يعني اضاءة جميلة ومهمة عمارة المساجد من الاعمال الظاهرة المكشوفة كل الناس يرونها يعصوه اخفاؤها قد يفعل هذا بعض الناس حبا للشهرة وقد يفعل ذلك بعض المنافقين لاغراض دنيوية. وقد حدث في مسجد الضرار في زمن النبوة. ولولا ان الله سلم لكن لما كان مثل هذا العمل المبارك لابد من معاينته اشترط الله سبحانه لسلامته وخلوصه وحصول اجره ثلاثة شروط اقام الصلاة وايتاء الزكاة وخشية الله وحده ثم قال تعالى اجعلت سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر. وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله حدث نقاش وحوار بين بعض المسلمين او بين بعض المسلمين وبعض من غير المسلمين في تفضيل عمارة المسجد الحرام بالبناء والصلاة وسقية الحاج على الايمان بالله والجهاد في سبيله فاخبر الله جل جلاله جل جلاله بالتفاوت بينهما لا يستويان عند الله اجعلتم سقاية الحاج يعني يسكنوا من ماء زمزم كما هو كما هو معروف وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله. المشركون كانوا يعمرون المسجد الحرام عمارة حسية ويسكن الحجيج ويكرمونه وكانوا يريدون ان يستطيلوا بهذا وان يفخروا به على جماعة المسلمين كيف تكتمون محاسننا؟ نحن افضل منكم كما قلنا. جئنا باعمال صالحات كثيرات لكن فات هؤلاء المخزولون انه قد تخلف الشرط الاساسي الذي لا تصح الاعمال الا به ولا تقبل الا اذا بنيت عليه وانطلقت منه فمن يعمل من ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا عظما ومن يأتي مؤمنا قد عمل الصالحات فاولئك لهم الدرجات العليا. فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفرانا لسعه وانا له كاتبون يفعلون ما يشاؤون يدفنون يتامى يحفرون ابار يبنون مستشفيات مؤسسات يؤون ارامل يطعمون بها طعمة في الدنيا ما داموا مقيمين على شركهم بالله ويوم القيامة يجعلها الله هباء منثورا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه فجعلناه هباء منثورا فالجهاد والايمان بالله افضل من سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام. لان الايمان اصل الدين به تقبل الاعمال تزكوا الخصال والجهاد في سبيل الله ذروة سنام الاسلام نعم عمارة المسجد الحرام سقيت الحجيج ان قام بها المؤمنون الصالحون اعمال صالحة نرجو ان يتقبلها الله عز وجل وان يثيبهم وان يثيبهم عليها لكنها متوقفة كما قلنا على على الايمان وليس فيها من المصالح مثل ما في الجهاد في سبيل الله. ولهذا قال تعالى لا يستوون عند الله. ولقد روي عن ابي هريرة انه كان يقول لان رابطة ليلة في سبيل الله احب الي من ان اقوم ليلة القدر عند الحجر الاسود وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ايهما افضل المجاورة في الحرمين ام الجهاد في سبيل الله فقال غاية المجاورة في الحرمين ان تكون من جنس الحج اما المرابطة فهي من جنس الجهاد ولا شك ان الجهاد اعلى منزلة من الحج فقد قال ربي جل جلاله اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله. والله لا يهدي القوم الظالمين ميم الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون. صرح بالفضل اعظم درجة عند الله سواء فعلوا هذا بمالهم او بانفسهم هؤلاء هم الفائزون فلا يفوز بالمطلوب ولا ينجوا من المرهوب الا من فبصفاتهم وتخلق باخلاقهم يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم فيها ملاعين الرأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. اعد الله للمجاهدين في سبيله مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض. ولو اجتمع الخلق في ضرره واحدة منها لوسعته الم يقل الله جل جلاله في الحديث القدسي اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون خالدين فيها ابدا لا يبغون عنها حولا. لا ينتقلون عنها ابدا ان الله عنده اجر عظيم. لا تستغرب هذه الكثرة على فضل الله ولا يتعجب من من عظمه وحسنه لان الله جل وعلا امره واحدة كلمح بالبصر انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون في هذه الايات الكريمات تصحيح للتصور وترتيب دقيق للاولويات بعقل المسلم اصل الايمان بالله ورسوله لابد ان نحافظ على صيانته لان هذا هو المشكاة التي ينبثق منها النور الاصل الذي يصحح جميع الاعمال بعد ذلك كما لا تقبل صلاة بغير وضوء لا تقبل عبادة بغير ايمان ثم الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الاسلام والجهاد ليس وقفا على الجهاد باليد كما هو يعني آآ كما قد يتبادر الى بعض الناس. الجهاد غير القتال. القتال يكون باليد الجهاد اوسع جاهدوا المشركين بايديكم والسنتكم واموالكم. فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا انكار المناكر التي تفشت في واقعنا المعاصر باب من ابواب الجهاد. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن. ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن. ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. ليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان. خاطبهم بصفة الايمان مال واذا سمعت هذا النداء في كلام الله عز وجل فارعيه سمعك جيدا. خير تؤمر به او شر تنهى عنه. يا ايها الذين امنوا اعملوا بمقتضى ايمانكم وذلك بان توالوا من قام به وان تعادوا من عاداه ومن لم يقم به ولا تتخذوا اباءكم واخوانكم وهم اقرب الناس اليكم والصق الناس بكم رحما لا لا تتخذوهم اولياء ان اختاروا الكفر على الايمان على وجه المحبة والرضا. واذا كان هذا في الاباء والاخوان فان غيرهم من باب اولى واحرى. ومن يتولهم منكم فاولوا اولئك هم الظالمون لانهم تجرأوا على معاصي الله واتخذوا اعداء الله اولياء. اصل الولاية ايه؟ المحبة والنصرة لان اتخاذه اولياء موجب لتقديم طاعتهم على طاعة الله. ولتقديم محبتهم على محبة الله ورسوله. وهذا مكمن الفشل ومكمن الضياع ومكمن الخسران المبين الولاية ان تكون الولاية لله بلا شريك. قل اغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والارض وهو يطعم ولا يطعم قل اني امرت ان اكون اول من اسلم ولا تكونن من المشركين. ثم قال تعالى قل ان كان اباؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله. فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين محبة الله عز وجل يتعين تقديمها على محبة كل شيء. على محبة من سواه ولابد ان تجعل جميع الاشياء تابعة لهما قل ان كان اباؤكم وكذلك امهاتكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم اي القرابات عموما واموال اقترفتموها. ايه معنى اقترفتموها؟ يعني اكتسبتموها كان هناك كد وتعب في تحصيلها. ان هذا النوع من المال يختلف عن الاموال الذي يأتي من خلال الارث مسلا صاحبه لم يتعفه جاء اليه غنيمة باردة فما كدح الانسان في تحصيله يكون ارغب عنده ويكون اشد حرصا عليه ممن جاءه من الاموال بغير تعب ولا كد وتجارة تخشون كسادها نقصها او رخصها جميع انواع التجارات والمكاسب من عروض التجارات ونحوها ومساكن ترضونها لحسنها لزخرفتها لموافقتها لاهوائكم. المواقع الجميلة والاطلالة الجميلة والفرش الجميلة ومساكن ترضونها ومن الناس من يكدح عمره كله ويجمع حصيلة العمر ليشتري شقة او يبني بيتا ويكليل فيه تزيينه وزخرفته ليأوي اليه الى الان لا محظور لكن ازا قعد به هذا عن جهاد واجب عليه او عن ان ينفر اذا استغفر او قعد به عن شهود الجمع والجماعات لانه لا يريد ان يخرج ويكدح ويكد ويتعب ليشهد جمعة او ليشهد جماعة فهنا يأتي قوله تعالى ومساكن ترضونها ان كانت هذه الاشياء احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فانتم لستم من الله فيكم في شيء فسقة ظلمة تتربصوا اذا ما يحل بكم من العقل من العقاب الرباني حتى يأتي الله بامره الذي لا مرد له والله لا يهدي قوم الفاسقين والاية اعظم دليل على وجوب محبة الله ورسوله وعلى وجوب تقديمها على محبة كل شيء وعلى المقت الاكيد والوعيد الشديد على من جعل شيئا من هذه المذكورات في الاية الكريمة احب اليه من الله ورسوله وجهاد في سبيله. فانه ان قدم ما تهواء نفسه على ما يحب الله فهذا دلالة على ظلم وفسوقه واباقه على ربه وانه عن الصراط ناكب اخوتي واخواتي اسأل الله لي ولكم العفو والعافية في الدين والدنيا والاخرة وان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا ان يذكرنا منه ما نسينا ان يعلمنا منه ما جهلنا. ان يرزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار. على النحو الذي يرضيه عنا. انه ولي ذلك والقادر عليه وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك