بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الخامسة من محاضرات تفسير سورة التوبة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين. وانزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين. ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء. والله غفور رحيم لقد نصركم الله في مواطن وكلمة مواطن جمع لكلمة موطن مقر الانسان محل واقامته والمراد بالمواطن هنا مشاهد الحروب ومواقعها اما حنين فهو واد على بعد ثلاثة اميال من الطائف وغزوة حنين تسمى في السيرة غزوة اوطاس او غزوة هوازن ضاقت عليكم الارض بما رحبت. السعة لقد جاءت هذه الايات الكريمات لتبين ان الخير كل الخير في ايثار حب الله ورسوله والجهاد في سبيله على حب اولي القربى والعشيرة وعلى حب المال والسكن ونحوها مما يحب اذ ابان الله جل وعلا في هذه الاية ان نصر الله للمؤمنين في المواطن الكثيرة لم يكن بقوة العصبية ولا بقوة المال ولا بما يشترى به من الزاد والعتاد بل كان بفضل الله عليهم بهذا الرسول وبالايمان الذي من الله عليهم به وبالقرآن الذي اكرمهم الله تعالى به وان هزيمتهم وتوليهم يوم حنين كانت ابتلاء لهم على عجبهم بكثرتهم ورضاهم عنها وكان نصرهم من بعد ذلك بعناية خاصة من من لدن الله عز وجل ليتذكروا ان عنايته ولطفه بالمؤمنين انما مرده الى القوة الايمانية وليست الى الكثرة العددية لقد نصركم الله في مواطن كثيرة في مواطن حرب توطنون فيها انفسكم على لقاء عدوكم وبالمناسبة لقد روى ابو يعلى عن جابر ان عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم احدى وعشرون وانه قاتل بنفسه في ثمان في بدر واحد والاحزاب والمصطلق وخيبر ومكة وحنين والطائف وان بعوثه وسراياه قد بلغت ستا وثلاثين واختار بعض اهل العلم ان المغازي والسرايا ان مجموع المغازي والسرايا كان ثمانين بعضها لم يقع فيه فيه قتال وان الله جل وعلا جعل جعل نصره حليفهم اما نصرا كاملا وهو الاكثر او نصر مشوب بشيء من التربية على ذنوب اقترفوها كما وقع يوم احد اذ نصرهم الله اولا ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنه. حتى تقول الرواية لقد رأيت هندا وصويحباتها مشمرات هوارب ما دون اخذهن قليل ولا كثير وقتل حملة اللواء جميعا من المشركين حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون. منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم. ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين وآآ ثم قال تعالى ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم ايضا يوم حنين انتهى بنصر الله جل جلاله لرسوله وللمؤمنين لكن بعد ان محضهم وبعد ان ادبهم على ما اصابهم من عجب بالكثرة في اول الامر اذ اعجبتكم كثرتكم اي ونصركم ايضا في يوم حنين. باعتبار العاقبة وهو اليوم الذي اعجبتكم فيه كثرتكم اذ كنتم اثني عشر الفا وكان عدوكم اربعة الاف فقط. فقال بعضكم لن نغلب اليوم من قلة فكانت الهزيمة عقوبة على هذا الغرور الهزيمة في اول الامر. عقوبة على هذا الغرور والعشب وتربية لاهل الايمان. حتى لا يغتروا بالكسرة مرة اخرى فانها ليست الكسرة الا عنصر من العناصر عامل من العوامل المؤدية للنصر. ويبقى وما النصر الا من عند الله فلم تغن عنكم شيئا هذه الكثرة التي غرتكم في اول الامر لم تكن كافية لانتصاركم لم تدفع عنكم شيئا من الغلب والهزيمة ضاقت عليكم الارض بما رحبت. على رحبها وسعتها فلم تجد وسيلة للنجاة الا الهرب والفرار من العدو. فوليتموه ظهوركم منهزمين مدبرين لا تلون على شيء. ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا بعد ثم افرغ الله سكينته من لدنه على رسوله بعد ان بعد ان عرض له من الاسف والحزن على اصحابه حين وقعت الهزيمة لهم. فما ازداد الا ثباتا وشجاعة واقداما وانزل سكينته على المؤمنين الذين ثبتوا معه واحاطوا ببغلته الشهباء فاذهب روعهم وازال حيرته واعاد اليهم ما كان قد زلزل من ثباتهم وشجاعتهم سوف عندما سمعوا نداءه انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب ونداء عمه العباس اذ دعاهم بان ادعوا اصحاب سورة البقرة يا اصحاب السمرة وانزل مع هذه السكينة جنودا من الملائكة. لم يرها المؤمنون بابصارهم يومئذ. لكن وجدوا اثرها في قلوبهم بما اعاد اليهم من رباطة الجأش وشدة البأس وعذب الذين كفروا قتلا وسبيا واسرى وذلك جزاء الكافرين. ما داموا يستحبون الكفر وعلى الايمان ويعادون اهله ويقاتلونهم عليه ايش القصة النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة لما فتح مكة سمع ان هوازن اجتمعوا لحربهم فسار اليهم في اصحابه الذين فتحوا مكة وممن اسلم من الطلقاء اهل مكة. فكانوا اثني عشر الفا. وكان المشركون اربعة الاف فاعجب بعض المسلمين بكثرتهم وقال بعضهم لن نغلب اليوم من قلة فلما التقوا مع هوازن حملت هوازن على المسلمين حملة واحدة فانهزموا لا يلوي احد على احد ولم يبقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الا نحو مائة رجل فقط ثبتوا معه وجعلوا يقاتلون المشركين وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو المشركين ويقول انا النبي لا كذب انا ابن عبدالمطلب ولما رأى ولما رأى من المسلمين ما رأى امر العباس ان ينادي في الانصار وبقية المسلمين وكان رفيعا الصوت فناداهم يا اصحاب السمرة يا اهل سورة البقرة فلما سمعوا صوته عطفوا عطفة رجل واحد واجتندوا مع المشركين فهزم الله المشركين هزمة شنيعة واستولوا على معسكرهم ونسائهم واموالهم. هذا قول الله جل جلاله لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين. اي نصكم يوم حنين كذلك. وهو اسم للمكان الذي كانت فيه الواقعة بين مكة والطائف اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت بما اصابكم من الهم والغم حينما هزمتم وهذا كقول الله سبحانه قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم ثم قال تعالى ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم اي بعد هذا التعذيب الذي يكون في الدنيا على من شاء من الكافرين يهدي من شاء منهم الى الاسلام بعد ذلك اذا لم تحض بهم خطيئات الشرك بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. لكن بعض الناس يكسبون السيئات ولا تحيط بهم خطيئات الشرك وخرافاتهم ولم يختم الله على قلوبهم فيشرح صدورهم للاسلام. فيتوب الله على من يشاء وهو غفور تجاوز عما سلف منهم من الكفر والمعاصي رحيم بهم. يتفضل عليهم يثيبهم بالاجر والجزاء قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وان يعودوا فقد مضت سنة الاولين واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم ومن اه لطيف ما يذكر في قصة وفد هواز واسلامهم ما رواه البخاري عن المسور ابن مخرمة ان ناسا منهم جاءوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه على الاسلام وقالوا يا رسول الله انت خير الناس وابر الناس. وقد سبي اهلنا واولادنا واخذت اموالنا وقد سبي يومئذ ستة الاف تأمل كان الاسرع يوم بدر سبعين. الاسرى يوم هوازن ستة الاف يعني ستين ضعف واخذ من الابل والغنم ما لا يحصى فقال عليه الصلاة والسلام لهم اختاروا اما ذراريكم ونساءكم واما اموالكم. فقالوا ما كنا نعدل بالاحزاب طبعا اولادنا ونسائنا ما كنا نعدل بالاحساب شيئا. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال هؤلاء جاؤونا مسلمين وانا خيرناهم بين الذراري والاموال فلم يعدلوا بالاحساب شيئا فمن كان بيده شيء وطابت به نفسه ان يرده فشأنه. ومن لا فليعطنا. وليكن قرضا علينا حتى نصيب شيئا فنعطيه مكانة فقالوا رضينا وسلمنا. قال انا لا ندري لعل فيكم من لا يرضى فمروا عرفات. المسئولون عن المجموعات المختلفة فليرفعوا ذلك الينا فرفعت اليه العرفاء انهم قد رضوا ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم. ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء ان الله عليم الحكيم نعم يقول الله تعالى انما المشركون نجس. المشركون بالله الذين عبدوا معه او من دونه اليات اخرى نجس خبثاء خبثاء في عقائدهم خبثاء في اعمالهم واي نجاسة اخبث وانجس وابلغ من عبادة غير الله من ان يعبدوا مع الله او من دونه الهة اخرى. لا تنفع ولا تضر. ولا تملك لنفسها موتا ولا حياة ولا نشورا واي خبث انجس واخبث من اعمالهم التي تدور ما بين محاربة لله وصدا عن سبيله ونصر للباطل ورد بالحق ورد للحق وسعي بالفساد في الارض فهؤلاء ينبغي ان يطهر منهم اشرف البيوت واطهرها. فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا. اعلن هذا البلاغ الرباني النبوي في العام التاسع من الهجرة. حين حج بالناس ابو بكر الصديق وبعث النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمه علي ان يؤذن في الناس يوم الحج الاكبر واذان من الله ورسوله للناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ثم نادى لا يحج بعد العام مشرق. ولا يطوف بالبيت عريان مسألة لطيفة هنا نجاسة البدن ليس المراد نجاسة بدن الكافر. انما المشركون نجس ليست نجاسة ابدان. انت اذا سلمت لا غير مسلم لا يلزمك ان تطهر يدك بعدها ولا ان تغسلها بالماء لكي تتطهر. لا الكافر كغيره بدنه طاهر والدليل على هذا ان ان الله اباح وطأ الكتابية واباح مباشرتها ولم يأمر بغسل ما اصاب منها ولم يزل المسلمون على مدار العصور يباشرون ابدان الكفار يصافحونهم يخالطونهم لم ينقل عنهم انه انهم تقذروا منها تقذرهم من النجاسات. المقصود النجاسة المعنوية بالشرك فكما ان الايمان والتوحيد طهارة فان الشرك والكفر نجاسة وقال تعالى وان خفتم عيلة اي فقرا وحاجة من منع المشركين من قربان المسجد الحرام بان تنقطع الاسباب التي بينكم وبينهم من الامور الدنيوية فسوف يغنيكم الله من فضله. ليس الرزق مقصورا على باب واحد ولا على محل واحد ان اغلق باب فتح الله عشرة ابواب. او او اكثر وفضل الله واسع. ومن ترك شيئا لله ابدله الله الله جل وعلا خيرا منه فان الله اكرم الاكرمين وارحم الراحمين. ولقد انجز الله وعده فاغنى عباده المسلمين من فضله. وبسط لهم من الرزق وفتى عليهم من الدنيا ما كانوا به من اكبر الاغنياء والملوك هذه الاية نقدمها لمن يخشون ان اقيمت الشريعة في بلادنا وان منع الخنى الظاهر المستفز من بلاد المسلمين ان هذا يؤثر على مواردنا من السياحة كيف نمنع الخمر وفيها من المنافع ما فيها؟ وفيها من استجلاب الصياح ما فيها وفيها من استجلاب من تنشيط وتنمية مرافق السياحة وكذا وكذا وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء تحدي والله تحدي ايمان تحدي ايمان ورب النبي محمد وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء ان الرزق ليس مقصورا على باب واذا اغلق باب اغلقه الله لانه حرام فان الله يفتح ما لا يحصى من الابواب الاخرى وان الله يرزق بالاسباب وبغير الاسباب وبنقيض الاسباب وان يديه مبسوطتان ينفق كيف يشاء جل جلاله يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد. فسألوني قضيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي الا كما ينقص المخيط اذا دخل في البحر فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء جل جلاله وكلمة انشاء ايماء لمحة ايمانية لطيفة فيها تعليق للاغناء بالمشيئة لان الاغناء في الدنيا ليس من لوازم الايمان ولا يدل دائما على محبة الله. فلهذا علقه الله تعالى بالمشيئة. فان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الايمان والدين الا من يحب. شيخ الاسلام يقول قد يكون الفقر لبعض الناس انفع من الغنى وقد يكون الغنى انفع لاخرين كما تكون الصحة لبعضهم انفع كما في الحديث الذي رواه البغوي البغوي وغيره وابن كثير يقول في قول الله سبحانه ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء. انه بعباده خبير بصير. اي ولكن يرزقهم من الرزق ما يختاره مما فيه صلاحهم وهو اعلم بذلك. فيغني من يستحق الغنى ويفقر من يستحق الفقر. كما روي في حديد ان من عبادي ما لا يصلحه الا الغناء ولو افقرته لافسدت عليه دينا. وان من عبادي لمن لا يصلحه الا الفقر. ولو اغنيته لافسدت عليه دينا. لكن على كل حال هذه اه الاحاديث لا تصح بهذا المعنى لا تصح هي ما بين ضعيف او موضوع لكن المعنى الذي فيها مع ناس صحيح يعني قطعا تأمل انسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه. فيقول ربي اكرمني. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانني كلا ليس اقبال ليس اقبال الدنيا على احد من الناس بدليل على كرامته على ربه وليس بادبارها عن اخر بدليل على هوانه على ربه جل جلاله. فان الله يعطي الدنيا كما قلنا لمن يحب ولمن لا يحب ولا يعطي الاخرة الا لمن يحب جل جلاله. ان الله عليم حكيم. علمه واسع يعلم من يليق به الغنى ومن لا يليق. يضع الاشياء في مواضعها وينزلها منازلها لا اله الا الله محمد رسول الله. ان الله عليم حكيم. لا لا ينفك شرعه ولا قدره عن حكمته جل جلاله. فهو منزه عن العبث ونزهونا عن الظلم وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. صدقا في اخباره وعدلا في احكامه ثم قال تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون غاية هذا القتال الا تكون فتنة وان يكون الدين كله لله الا يفتن احد من مريد الايمان الا يحال بينه وبين ان يؤمن بالله وان يسلم لله وجهه نعم قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ايمانا صحيحا يصدقونه بافعالهم ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق الدين الصحيح. وان زعم القوم انهم على دين فانه دين غير الحق. لانه اما مبدل لم يشرعه الله اصلا او منسوخ شرعه الله ثم غيره بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيبقى التمسك به بعد غير جائز وهذا رد على الذين يسارعون فيهم نعم ويقولون ان اهل الكتاب مؤمنون وانهم ناجون يوم القيامة وانهم لا يلزمهم الايمان بمحمد تثبت لهم النجاة في الاخرة وهذا والله ان يقولون الا كذبا. يعلم الله والملأ الاعلى والمؤمنون الصادقون في مشارق الارض ومغاربها ان هذا القول كاذب على الله ويوم القيامة ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم من لم يدن بدين الاسلام ليس بمؤمن من لم يدم بدين الاسلام فهو ليس بمؤمن ولا تدخلوا الجنة الا نفس مسلمة. الا اذا كان معذورا لعدم بلوغ الحجة اليه فوالذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة من يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي ويتبع الذي جئت به الا كان من اهل النار ولا يدينون دين الحق كلام الله تعالى ولا يدينون دين الحق. من الذين اوتوا الكتاب. فما يدعو اليه هؤلاء انما هو باطل محض الصراح كذبوا كذبوا رسول الله محمدا وكذبوا القرآن الذي جاء به كذبوا الدين الذي جاء به فماذا بقي عند هؤلاء حتى يتوهم متوهم ان هؤلاء على شيء وقد قال ربي جل وعلا يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم وهو القرآن الكريم. حتى يعطي الجزية يعني الضريبة التي تدفع كعنوان لخضوع للدولة الاسلامية. وبالمناسبة المسلمون لعلهم يدفعون اضعافها زكوات واجبة وصدقات نافلة تطوعية المسألة رمزية رمز للخضوع شأنها شأن الضريبة اليوم التي يدفعها كل مقيم على ارض لقاء الانتفاع بمرافقها والاستمتاع بحماية الدولة له. فهي ليست بدعة بدعة من القول. ولما اني فنصارى بني تغلب من مسمى الجزية اضعف عليهم عمر الصدقة وسماها صدقة المشاحة ليست في التسمية انما المضمون من اقام على ارض الدولة الاسلامية استمتع بمرافقها تمتع بحمايتها يشارك في الاعباء التي تبذلها والنفقات التي تتكلفها الدولة والتي يتكلف المسلمون مثلها ربما يتكلفون اكثر منها. وبالمناسبة لما كانت الجزية مقابل الحماية والدفاع في الاعوام التي لم يتمكن المسلمون فيها من حماية اهل ذمتهم اسقطوا هذا به الضريبة عنهم جزاء عادلا وبالعدل قامت السماوات والارض لا اله الا الله محمد رسول الله. والصحيح ان الجزية تؤخذ من غير المسلمين عموما سواء من اهل الكتاب او من غيرهم. والتنصيص في هذه الاية على اهل الكتاب فقط لانها نزلت بعد الفراغ من من قتال العرب المشركين والدخول في المواجهة مع اهل الكتاب ونحوهم فكان هذا القيد اخبارا بالواقع واقع لا مفهوما له. ولهذا اخذ المسلمون الجزية من يعني من المجوس وليسوا اهل وليسوا باهل كتاب وعموم حديث سليمان ابن بريدة يقول عن ابيه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امر اميرا على جيش او سرية اوصاه في خصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا واذا لقيت عدوك من المشركين لم يخص اهل الكتاب من المشركين عموما فادعهم الى ثلاث خصال وبينها الحديث الاسلام او الجزية او القتال الى اخر الحديث طيب لعلنا آآ نستكمل عرض الحديث لما فيه من فائدة جميلة. ونختم به هذه الحلقة ان شاء الله اذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم الى ثلاث خصال او خلال. فايتهن ما اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ادعوهم الى الاسلام فان اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعوهم الى التحول من دارهم الى دار المهاجرين واخبرهم انهم ان فعلوا ذلك فلهم مال المهاجرين وعليهم ما على المهاجرين. فان ابوا ان يتحولوا منها فاخبرهم ان انهم يكونون كاعراب مسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفي شيء الا ان يجاهدوا مع المسلمين فانهم ابوا فسلهم الجزية. فانهم اجابوك لذلك فاقبل منهم وكف عنهم فانهم ابوا فاستعن بالله وقاتلهم ثم انظر الى هذه الختام النبوي الجميل. واذا حصرت اهل حصن فارادوك ان تجعلهم ذمة الله وذمة نبيه. فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه اجعل لهم ذمتك وذمة اصحابك. فانك ان تغفروا ذممكم وذمم اصحابكم. اهون من بان تغفروا ذمة الله وذمة رسوله واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تنزلهم على حكم الله. فلا تنزلهم على حكم الله. ولكن انزلهم على حكمك فانك لا تدري اتصيب حكم الله فيهم ابناء؟ اخرجه مسلم في الصحيح اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم في الحلقة القادمة ان شاء الله وحتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته