بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة السادسة من محاضرات تفسير سورة التوبة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون في الاية السابقة امرنا الله بقتاله الذين لا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب وهم بالاضافة الى كفرهم اصحاب بغي ونقض للعهود والمواثيق ومظاهرة على معاداة المسلمين على ايذائهم وعلى اعناتهم وعلى افساد دينهم وافساد ناشئتهم لما امر الله جل وعلا في الاية السابقة بقتال الذين لا يدينون دين الحق من المعتدين البغاة ذكر لنا في الاية التي تليها طرفا من اقوى ويلهم الخبيثة ومن عقائدهم الفاسدة. فقال تعالى وقالت اليهود عزير ابن الله. وقالت النصارى مسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم لا فدية اشنع من نسبة الولد الى الله عز وجل شتم لله. سب له. شتمني ابن ادم وما ينبغي له ذلك. وكذبني ابن ادم وما ينبغي له ذلك. فاما شتمه اياي فزعمه اني اتخذت ولدا وانا الاحد الصمد الذي لم الد ولم اولد ولم يكن لي كفوا احد واما تكذيبه اي فزعمه انني لن اقدر على بعثه. وما بدء الخلق باهون علي من اعانة وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والارض هو العزيز الحكيم ادعاء البنوة لله نسبة البنوة لله عز وجل نعم كذب على الله افتراء عظيم. بهتان كبير وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا الرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا تهميش هذه الفريا تقزيمها تبسيطها تهوين امرها ليس من دين الله عز وجل ولا ولا من منطق العقلاء في شيء وقالت اليهود عزير ابن الله عزير ابن الله ويعني عزير هذا الذي غلا فيه اليهود هذا الغلو وادعوا انه ابن الله يقال انه لما تسلط الملوك على بني اسرائيل ومزقوهم كل ممزق وقتلوا حملة التوراة وجدوا عزيرا بعد ذلك حافظا لها او لاكثرها فاملاها عليهم من حفظه تنسخوها فادعوا فيه هذه الدعوة الشنيعة طب تعالوا بنا نتأمل في مفردات هذه الاية اه كلمة يضاهئون اي يشابهون ويحاكون. يضاهئون قول الذين كفروا من قبل اي يشابهون ويحاكون قولا مشركين الذين كانوا يزعمون ان الملائكة بنات الله وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا. ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون. سبحان الله عما يصفون وكلمة قاتلهم الله جملة اصلها الدعاء لكن كثر استعمالها حتى تقال في التعجب في الخير والشر ولا يراد بها الدعاء احيانا. قد تستعمل احيانا في المدح كقول الاصمعي قاتلك الله ما لك الله ما افصحك عندما سمع جارية تقول استغفر الله لذنبي كله قتلت انسانا بغير حله مثل غزال ناعم في دله انتصف الليل لم اصله فقال قاتلك الله ما افصحك. هذا ليس دعاء عليها انما كلمة كأنه يمدح فصاحتها ويمدح قالت اين هذا من قول الله تعالى واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه. فاذا خفت عليه فالقيه في ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعدوه من المرسلين فجمع بين امرين ويهيين وخبرين وبشارتين في اية واحدة ايه ده الافك انى يؤفكون صرف الشيء عن وجهه صرف الشيء عن وجهه الاحبار جمع حبر وهم علماء اهل الكتاب الرهبان المتبتلون المنقطعون للعبادة. الرهب الرهن اللي هو الخوف. الخائفون اي المتبتلون منقطعون للعبادة يريدون ان يطفئوا نور الله نور الله هو دين الاسلام وازهاره على الدين كله اي جعله مستعليا ظاهرا متمكنا له الكلمة العليا يبقى في الايات السابقة يعني يعني كما قلنا ذكر الله عن اهل الكتاب انهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر على الوجه الصحيح وان زعموا الايمان بالسنتهم لكنه ايمان باطل فاسد لان ما يأتون به من الشرك اقوالا وافعالا ينقض دعواهم ويبطل لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. ثم نقل عنهم من شركياتهم اثباتهم ان لله ولدا. وهذا بمنزلة الشرك بالله. وذكر عنه انهم اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا يحرمون لهم ويحللون زعموا ان المسيح قال لهم ما تربطونه في الارض يكون مربوطا في السماوات وما تحلونه في الارض يكون محلولا في السماوات فاعطوا احبارهم ورهبانهم الحق في نسخ ايات الله التي انزلها في التوراة والانجيل وهم يسعون من جرائمهم يسعون في ابطال الاسلام واخفاء الدلائل الدالة على صدق النبي صلى الله عليه عليه وسلم وعلى صحة ما جاء به من الرسالة وقالت اليهود عزير ابن الله طبعا لا يخفى ان اسند هذا القول اليهم جملة وقالت اليهود وهو لم يصدر من جميعهم انما صدر من بعضهم. نعم لان الامة تعد متكافلة ومتضامنة في شؤونها العامة. فما يفعله بعض الفرق او الجماعات يمكن ان ينسب الى جملتها اذا لم ينكروه ولم يتبرأوا منه ولم ينخلعوا منه الله جل وعلا خاطب اليهود في المدينة في زمن النبوة فلم تقتلون انبياء الله من قبل واليهود الحضور في زمن النبوة لم لم يباشروا قتل الانبياء لكنهم جاءوا على ميراث من الكفر فلم ينكروه اقروه وشايعوا عليه فتحملوا قفلة تحملوا وزرا وصح ان ينسب اليهم الذي تبلغه المعصية تبلغه الخطيئة. ويقرها ولا ينكرها يكون كمن باشرها في اصل بإسمي وان تفاوتت الدركات بعد ذلك يبقى المنكر الذي يفعله بعضهم اذا لم ينكره عليه جمهورهم يؤاخذون به جميعا كقول الله جل جلاله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. ومثل هذا كمثل الاوبئة التي التي تحدث في الشعوب وفي الامم بكثرة الاقذار والاخباث واهمال القواعد الصحية المعتبرة. لكن لا يعدى بها او لا يتأثر بها من تلبس بها فقط بل قد تنتشر في الشعب بجميعه لقد روي كما قلنا اه المشهور عند المؤرخين ان التوراة التي كتبها موسى ووضعها في تابوت العهد او بجانبه قد فقدت قبل عهد سليمان فانه لما فتح التابوت في عهده لم يوجد فيها غير اللوحين الذين كتب فيهما الوصايا العشر وان عزرا كما يقول المؤرخون هو الذي كتب التوراة وغيرها بعد السبي. يقال كتبها بالحروف الكلدانية زوجة ببقايا اللغة العبرانية التي نسب اليهود نسي اليهود معظمها ويقول اهل الكتاب ان عزراء او ان عزيرا كتبها كما كانت بوحي او بالهام من الله فخلاصة القول ان جميع اهل الكتاب يدينون لعزير في مستند دينهم واصل كتبهم المقدسة عندهم طيب وقالت النصارى المسيح ابن الله المسيح ابن الله لقد سرت اليهم وثنية الهنود فاتفقت كلمتهم على انه ابن الله حقيقة اما بان اما على انه الله او الروح القدس. لان الثلاثة عندهم كما يزعمون واحد في الحقيقة وآآ الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والبروتستنتينية يعني اا لا تعتدوا بمن لا يدين بألوهية المسيح وببنوته لله عز وجل وعقيدة التسليف مع مخالفتها للعقل ليس لها اصل في كتب الانبياء. لا قطعي ولا ظني النصارى قد اضاعوا اكثر ما كتب من انجيل المسيح في عصره ثم رفضت مجامعهم الرسمية بعد تسرب ودخول التعاليم الوثنية اليهم من قبل الرومانيين رفضت اكثر ما وجد عندهم من الاناجيل التي كانت تعد بالعشرات واعتمدت اربعا منها فحسب هذا قول الله تعالى ونسوا حظا مما به ذلك قولهم بافواههم هذا الذي قالوه في المسيح وفي عزير مجرد زعم تلوكه الالسنة في الافواه لا يؤيده برهان لا يتجاوز حركة اللسان. بل البرهان دال على عكسه لاستحالة اثبات الولد لمن هو بريء عن الحاجة واتخاذ الصاحبة ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وفي معنى هذه الاية يقول الله جل جلاله وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لابائهم كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا يضاهئون قول الذين كفروا من قبل اي يشابهون مشركي العرب فيما زعموه من ان الملائكة بنات الله المشرفون قالوا الملائكة بنات الله وهؤلاء قالوا عزير ابن الله والمسيح ابن الله ولقد علم من تاريخ قدماء الوثنيين في الشرق والغرب ان عقيدة البنوة والحلول والتسليف كانت معروفة عند البراهمة والبوذيين في الهند والصين واليابان وقدماء الفرس والمصريين واليونانيين والرومانيين ومن ثم ان اشارة القرآن الكريم لهذه الحقيقة يضاهئون قول الذين كفروا من قبل ولم يكن احد من العرب ولا ممن حولهم يعرفها بل لم تظهر على هذا النحو من الجلاء الا في هذا الزمان يعد هذا معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي تظهر على مر الزمان وتصدقها المشاهدة والعيان ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك. تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبلي هذا فالاخبار بالغيب الذي لم يكن في وسع الناس ان يعرفوه. باب من ابواب دلائل النبوة والبراهين الدالة على افقه صلوات ربي وسلامه عليه فيما بلغه عن ربه وفيما اخبر الناس عنه وشهد له به القرآن الكريم انه رسول من عند الله محمد رسول الله. وارسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا نعم قاتلهم الله تعجب من شناعة قولهم انى يؤفكون كيف يصرفون عن توحيد الله وتنزيهه وبه تجزم العقول وقد بلغه عن الله كل رسول كيف يصرفون عن هذا؟ الى قول لا يقبله عقل ولا يصيغه منطق فما المسيح والعزير الا مخلوقان من مخلوقات الله عز وجل. الذي خلق هذا الكون ودبر امره الاله الخلق والامر ولا ينبغي لاحد من هذه المخلوقات ان يجعل لخالقه ومدبر شؤونه ولدا من جنسه. وقد علم ان الذي يزعم فيه الالوهية او البنوة لله انه كان يأكل ويشرب ويتعب ويتألم وقالوا اتخذ الرحمن ولدا عن الملائكة سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونهم القول وهم بامره يعملون فما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا يأكلان الطعام ومن يأكل الطعام يتبول ويتبرز ويقضي حاجته. فكيف يكون الها يدبر شؤون السماوات والارض الكائنات كلها العلوية والسفلية. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ثم قال تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم اي اتخذ اليهود اليهود والنصارى رؤساءهم الدينيين اربابا من دون الله. اليهود اتخذوا احبارهم وهم علماء دينهم اربابا بما اعطوهم من حق التشريع واطاعتهم فيه والنصارى اتخذوا قساوستهم ورهبانهم اي عباده الذين يخضع لهم العوام اربابا كذلك وانفرد النصارى باتخاذهم المسيح ربا والها يعبدونه. طبعا اليهود لم يتخذوا المسيح ربا بل سبوه وشتموه ونصبوه هو وامه الى العظائم والشنائع. فقالوا انه قد ولد من سفاح لا من نكاح تعال الله جل وعلا نزه المسيح ونزه امه الطاهرة البتول عن تخرصات القوم وافقهم واباطيلهم قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين. يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ونزه المسيح ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن قربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين اليهود لم يقتصروا في دينهم على احكام يعني التوراة بل اضافوا اليها ما سمعوه من رؤسائهم الدينيين والنصارى غير رؤساؤهم احكام التوراة الدينية والدنيوية واستبدلوا بها شرائع اخرى ثم زادوا ما سمي صكوك الغفران حق مغفرة الذنوب لمن شاءوا وحرمان من شاؤوا من رحمة الله وملكوته. والله يقول ومن يغفر الذنوب الا الله ثم زادوا القول بعصمتي البابا في تفسير الكتب الالهية ووجوب طاعته في كل ما يأمر به من الطاعات وينهى عنه من المحرمات ولو خالفت نصوص التوراة القطعية الجلية الظاهرة في الحديث الذي رواه الامام احمد والترمذي عن علي ابن حاتم لما بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فر الى الشام وكان قد تنصر في زمان الجاهلية فاسرت اخته وجماعة من قومه. ثم من رسول الله عليها واعطاها فرجعت الى اخيها ورغبته في الاسلام وفي القدوم على النبي صلى الله عليه وسلم. فقدم عدي المدينة وكان رئيسا في قومه طيب وابوه حاتم الطاير مشهور طبعا فتحدث الناس بقدومه فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. نعم يقول عدي فقلت انهم لم يعبدوهم العبادة عنده تعني مثلا ركوع وسجود وتسبيح وتقديس باسم معبود. لم يعبدوهم. فقال بلى انهم حرموا عليهم الحلال واحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فتلك عبادتهم اياهم ايضا في دعوة نبينا لعدي صلى الله عليه وسلم. لكي نتعلم منها لقد قاله يا عدي ما تقول ما يفرك ما يضرك ايضرك ان يقال الله اكبر فهل تعلم شيئا اكبر من الله يا عدي ما يضرك ما يضرك او قال ما يفرك ايضرك ان يقال لا اله الا الله فهل تعلم الها غير الله؟ ثم دعاه الى الاسلام فاسلم وشهد شهادة الحق وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا ثم علل الامر بعبادته اله واحد فقال لا اله الا هو لا اله غيره شرعا وعقلا وانما اتخذ المشركون الهة من دون الله بالرأي والهوى جهلا بصفات الالوهية ظنوا ان لبعض المخلوقات سلطانا غيبيا وقدرة على النفع والضر من غير طريق الاسباب العادية المسخرة للخلق اما زعموا ان لهم ذلك بالذات او بالوساطة والشفاعة لديه سبحانه عما يشركون. هذا تنزيه لله جل جلاله. عن شركهم في الوهيته بدعاء غيره او من دونه وفي ربوبيته بطاعة رؤسائهم في التشريع الديني بدون اذنه والله جل وعلا قد امر بتوحيده وقد ضمن ذلك كل كتاب انزله وبعث به كل نبي ارسله بسفر الخروج اول الوصايا العشر التي جاءت في سفر الخروج انا الرب الهك الذي اخيك من ارض مصر من بيت العبودية لا يكون لك الهة اخرى امامي لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورا مما في السماء من فوق ولا مما في الارض من تحت ولا مما في الماء تحت الارض لا تسجد لهن ولا تعبدهن لاني انا الرب الهك على لسان المسيح ما رواه يوحنا في انجيله وهذه الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك. ويسوع المسيح الذي ارسلته يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ونور الله الاسلام الذي ارسل به جميع رسله. الاسلام بالمعنى العام الاقرار لله بالتوحيد والخلوص من الشرك وطاعة الرسول الذي بعثه في ذلك الزمان هذا بالمعنى العام بالمعنى الخاص الاقرار لله بالوحدانية ولمحمد خاصة بالرسالة بعد ان بعث محمد صلى الله عليه وسلم فنسخ كتابه ما سبقه من الكتب ونسخت شريعته ما سبقها من الشرائع ونسخت ملته ما سبقها من الملل لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. ويأبى الله الا ان يتم نوره يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم فعاد اهل الكتاب الاسلام منذ البعثة المحمدية وسعوا الى ابطاله. والقضاء عليه بالحرب والقتال تارة وبالطعن فيه وافساد عقائده من ناحية اخرى وفي كلا الامرين يريدون اطفاء نور الله عز وجل ويأبى الله الا ان يتم نوره ببعثة محمد خاتم النبيين وبتأييده بالبراهين والمعجزات الدالة على صدقه ما من نبي من الانبياء الا واوتي من الايات ما على مثله امن الناس. وقد كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي. واني لارجو ان اكون اكثرهم هم تابعا يوم القيامة فجعل اياته الكبرى القرآن وكفل حفظها الى اخر الزمان بينهم فيه ما يحتاجون اليه من عقائد يؤيدوا البرهان وتبطل بها عبادة الانسان للانسان فضلا عن الاصنام والاوثان اللهم اهدنا سواء السبيل ولو كره الكافرون ولو كره الكافرون هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق كفل اتمام هذا النور بارسال رسوله الاكمل بالهدى وبالدين الحق الذي لا يغيره دين اخر ولا يبطله شيء اخر ليظهره على الدين كله ليعليه ويرفع شأنه على جميع الاديان بالحجة والبرهان والهداية والعرفان والسيادة والسلطان وما كان لدين من الاديان مثل مال الاسلام من الاثر الروحي والعقلي والمادي والاجتماعي والسياسي في رواية اخرى جميلة لحديث عدي بن حاتم يقول دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال يا عدي اسلم تسلم فقلت اني من اهل دين الكلام ده بنوجهه الى الذين يريدون ان يثبتوا ايمان اهل الكتاب وان كفروا بمحمد يريدون ان يثبتوا ايمان اهل الكتاب وان كفروا بالقرآن يريدون ان يثبتوا ان يثبتوا الايمان لاهل الكتاب وان يثبت لهم النجاة في الاخرة وان كفروا بالقرآن كتابا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا الله اي شيطان صنع هذا بعقولهم يا حسرة على العباد يا ويلهم من يوم يفدون فيه يرجعون فيه الى ربهم ويوم يرجعون اليه فينبئهم بما عملوا يكتبون هذا ويقولونه ويشيعونه على الملأ كذبا على الله وكذبا على انبيائه وسوف يردون الى ربهم فيعلمون عندما يقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم لقد روى الامام احمد عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عدي اسلم تسلم فقلت اني من اهل دين. انا عندي دين فقال انا اعلم بدينك منك. فقلت انت اعلم بديني مني؟ قال نعم الست من الركوسية دين بين النصرانية والصابية وانت تأكل مرباع قومك المرباع ما كان يستأثر به رئيس القوم من الغنائم عادة جاهلية نعم فقلت بلى قال فان هذا لا يحل لك في دينك نعم فقال فلم يعد ان قالها او فلم يعد ان قالها فتواضعت له. انني امام نبي موحى اليه من عند الله عز وجل. علمه الله ما لم يكن يعلم. فتواضعت لها ثم قال اما اني اعلم ما الذي يمنعك من الاسلام تقول انما اتبعه ضعفة الناس ومن لا قوة لهم وقد رمت وقد رمتهم العرب اتعرف الحيرة فقلت لم ارها ولكني سمعت بها كان معروف طبعا في العراق فقال والذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الدين حتى تخرج الظعينة. الزعينة المرأة التي على هودج راكبة على جمل حتى تطوف بالبيت من غير جوار احد ولتفتحن كنوز الكسرى ابن هرموز قلت كسرى ابن هرمز؟ قال نعم. كسرى ابن هرمز وليبذلن المال حتى لا يقبله احد يقول عدي لقد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة من العراق فتطوف بالبيت من غير جوار احد ولقد كنت هو نفس عدي فيمن فتح كنوز كسرى ابن هرمز ثم قال والذي نفسي بيده لترون لتكونن الثالثة. ولترون ما قال ولترون ما قال رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم ان المال سيفيض وان يخرج الرجل بصدقته لن يجد من يقبلها منه لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. فاخبر الله جل جلاله باتمام دينه واظهاره على جميع الاديان وان هذا الكائن بالرغم من جميع الكفار المشركين منهم وغير المشركين ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكى لهم في الارض كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم. وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركوا بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون فليبتسم الساخرون فلا تعلمن نبأه بعد حين ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين. وما ارسلناك الا رحمة للعالمين اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات على امل اللقاء بكم في الحلقة القادمة ان شاء الله حتى نلتقي استودعكم الله وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته