بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم رحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثامنة من محاضرات تفسير سورة التوبة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض في كتاب الله اي في حكمه الكوني في نظام الخلق والتقدير والسنن الالهية او في حكمه الشرعي كحرمت الاشهر الحرم وكون الحج اشهرا معلومات. وكون ما يتعلق بالشهور من الفرائض والسنن كالحج والصيام وعدة المطلقات الرباع كل هذه المواقيت الشرعية المعتبر فيها الاشهر القمرية. ولله جل جلاله في هذا حكمة بالغة ان يجعل الصيام والحج يدوران في جميع اجزاء السنة. فمنها ما يشق فيه اداؤهما ومن ما يسر فيه ذلك ثم قال تعالى منها اربعة حرم اي فرض الله احترامها وحرم فيها القتال على لسان ابراهيم واسماعيل ونقلت العرب ذلك عنهما بالتواتر القولي والعملي وان كانت تخل بذلك احيانا اتباعا لاهوائها هذه الاشهر الحرم بينها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة والسنة النبوية تبيان للقرآن الكريم وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. ثلاثة سرد ذو القعدة وذو الحجة ومحرم وواحد فرد وهو رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان في حديث الامام احمد عن ابي بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع في منى في اوسط ايام التشريق ثم قال الا ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ثم قال صلوات ربي وسلامه عليه الا اي يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله اعلم. فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. فقال اليس يوم النحر؟ قلنا بلى ثم قال اي شهر هذا قلنا الله ورسوله اعلم. فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه ثم قال اليس ذا الحجة؟ قلنا بلى. ثم قال اي ولد هذا قلنا الله ورسوله اعلم فسكت حتى ظن انه سيسميه بغير اسمه. ثم قال اليست البلدة؟ قلنا بلى. قال انا فان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن اعمالكم الا لا ترجعوا بعدي ضلالا. وفي رواية كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. الا هل بلغت الا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فلعل من يبلغه او فلعل من يبلغه يكون اوعى له من بعض ما من سمع فرب مبلغ او عام سامع ذلك الدين القيم ما ذكره الله من عدد الشهور وتقسيمها الى حرم وغير حرم وعدد الحرم منها والحق الذي ينبغي ان يدان به لله تعالى دون النسيء الذي كان العرب يعبثون به ويغيرون به حرمة الاشهر كما سترون في الاية التالية باذن الله يعني فمن اراد الدين القيم فعليه الاعتداد بالتقويم القمري. فان التقويم القمري من هو الامة مثل اللغة العربية وآآ يعني كان عمر رضي الله عنه اه كان حريصا على هوية الامة سواء من جهة لغتها او من جهة تقويمها فهو القائل تعلموا العربية فانها من دينكم. وتعلموا الفرائض فانها من دينكم وكان الشافعي يقول يجب على كل مسلم ان يتعلم من لسان العرب ما يبلغ جهده في اداء فرضه وهذا يؤكد على ان للامة شخصية انما تكون بمثل هذه المناسك الشرعية وليس بمجرد العادات والتقويم القمري احد معالم الهوية الاسلامية لهذه الامة. ومن ثم فان تضييع التقويم القمري يعد من الاخلال بالدين وان عدم معرفة كثير من ابناء المسلمين وبناتهم في العالم بالتقويم القمري الا في رمضان والحج دلالة على جهل وعجز وتفريط وعلى هزيمة امام الغالب الذي سيطر على العالم فارغمنا على اتباع تقويمه في البورصات ورحلات الطيران وتواريخ مناسبات المختلفة نحن نؤكد على اهمية التقويم القمري انطلاقا من هذه الاية الكريمة التي يقول فيها الله جل جلاله ان عدة كالشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم اربعة الحرم قطعا ليست الشهور التي تكون في السنوات الشمسية كيناير وفبراير ومارس. بل بينها الحبيب صلى الله عليه وسلم. كما قلنا ثلاثة سرد ذو القعدة وذو الحجة ومحرم وواحد فرض وهو رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. ذلك الدين القيم فمن اراد الدين القويم فعليه اعتبار هذه الاشهر تقيدوا بها والسير بناء عليها ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة تنحرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم. الظلم محرم على مدار العام من كله في كل وقت وفي كل حين. ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا. لكن الله جل وعلا خص اشهرا خص زمانا وخص مكانا بتعظيم الحرمات فيه. فخص الاشهر الحرم بتعظيم شناعة الظلم في فيها وخص الحرم كما كان بتعظيم مواقعة المعصية فيه فقال تعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم. الله جل وعلا خص رمضان بوجوب صيامه. وخص اياما معدودة من ذي الحجة باداء مناسك الحج وجعل ما قبلها وما بعدها من الايام الحرم استعدادا للسفر لاداء المناسك. وحرم مكة وما حولها في جميع السنة لتأمين الحج والعمرة التي تؤدى في كل وقت وحرم رجب في وسط السنة لتقليل شرور القتال ولتسهيل السفر لاداء العمرة فيه ثم قال تعالى وقاتلوا المشركين كافة اي كونوا يدا واحدة في حربهم عندما يعتدون عليكم ويستطيلون عليكم ويظاهرون عليكم اعداءكم وينتهكون حرماتكم ويستبيحون مقدساتكم. كونوا يدا واحدة في في مواجهتهم كما كانوا يدا واحدة في التصدي لكم وفي سعيهم لاطفاء نور الله بافواههم. ثم بشرهم بمعية الله لهم. انهم استقاموا على امره. ان اقاموا ادين واعلموا ان الله مع المتقين. هذه معية خاصة. معية نصر ومعونة وتوفيق. كما قال تعالى اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا. او كما قال الله لعبديه موسى وهارون انني معكما اسمع وارى سبحانك ربي فهذه معية خاصة. معية نصر ومعونة وتوفيق لما فيه خيرهم وصلاحهم ثم قال تعالى ان من نسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما يحرمونه عاما ليواطؤوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء اعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين ما هو النسي تأخير حرمة شهر الى اخر وبيان هذا ان العرب قد ورثت من ملة ابراهيم واسماعيل تحريم القتال في الاشهر الحرم لتأمين الحج وطرقه فلما طال عليهم الامد وقست قلوبهم غيروا وبدلوا في المناسك وفي تحريم الاشهر لا سيما المحرم لقد كان يشق عليهم ان يتركوا القتال وشن الغارات ثلاثة اشهر متواليات فاحلوا المحرم واخروا تحريمه الى صفر. لتبقى الاشهر الحرم اربعة في العدد مع ما في ذلك من مخالفة النص. لان النص كما بين عددها بين احدها وافرادها ثلاثة سرد ذو القعدة وذو الحجة ومحرم وواحد فرد وهو رجب وهو رجب. لقد كان من القوم ان يقوم رجل من كنانة في ايام منى حيث يجتمع الحجيج فيقول انا الذي لا يرد لي قضاء فيقولون صدقت فاخر عنا حرمة المحرم واجعلها في سفر فيحل لهم المحرم وبذلك يجعل الشهر الحرام حلالا ثم انتقل النسيء بعد هذا واستفاض فصاروا ينسئون غير المحرم. ويسمون النسيء باسم الاصل فتتغير اسماء الشهور كلها عبث بالحرمات عبث بالتشريع بدي اسيء تشريع ديني غيروا به ملة ابراهيم اتباعا للهوى وسوء التأويل ومن ثم سماه الله جل جلاله زيادة في الكفر لانه كفر مزيد لما يتضمنه من شرع دين لم يأذن به الله. زائد على شركهم بالله وكفرهم به. لماذا؟ لان حق التشريع الديني حق خالص لله جل جلاله فالحلال ما احله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله والدين ما شرعه الله ورسوله. فمنازع في ذلك شرك في ربوبيته يضل به الذين كفروا وهم يضلون بهذا سائر الكفار. الذين يتبعونهم ويقلدونهم وهم يظنون انهم لم يخرجوا بهذا عن ملة ابراهيم. لانهم لا يزالون يجعلون الاشهر الحرم اربعا لكنهم فاتهم ان العدد مقصود وان التخصيص مقصود كذلك ليس مجرد العدد فان لم يفعلوا هذا ونقلوا الحرمة من شهر الى اخر مما خصصه الله تعالى وخصصه الرسول صلى الله عليه وسلم فقد استحلوا ما حرم الله ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن الله ان الله لم يأذن من نسيء. لم يأذن بنقل حرمة شهره المحرم الى شهر اخر. هذا من عند انفسهم عبث بالدين عبث بالتشريع عبث بالتحرير والتحريم الذي جعله الله جل جلاله حقا خالصا له. هذا من جنس ما كان يفعله بنو اسرائيل. عندما اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. كانوا يحلون لهم الحرام ويحرمون عليهم الحلال فيتبعوهم فكانت تلك عبادتهم لهم. ثم قال تعالى زين لهم سوء اعمالهم اي زين لهم الشيطان اعمالهم بهذه الشبهة الباطلة اذ اكتفوا بالعدد ولم ينقصوا منه شيئا. وفاتهم ان المقصود ليس العدد فقط بل العدد والتخصيص بالاشهر المعينة. والله لا يهدي القوم الكافرين الله جل وعلا هدى الناس جميعا هداية بيان. اما هداية التوفيق يصطفي الله لها من شاء. يختار الله اهو لها من شاء ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم. اما الذين كفروا وضلوا عن سبيل الله اضل اعمالهم. ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب. فالكفار يتبعون اهواءهم وما توسوس لهم به شياطينهم فيوقعهم الله في الشقاء والخسران عياذا بالله من للخذلان يبقى يعني احبتي الهداية تأتي بمعنيين تأتي بمعنى هداية البيان وهذا مبذول للناس جميعا. تأتي بمعنى هداية التوفيق والاعانة وهذه يصطفي الله لها من شاء ويختص الله بها من شاء من خلقه. ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ثاقلتم الى الارض ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل. ومعنى التثاقل التباطؤ والمتاع ما يتمتع به من لذات الدنيا الكلام من هنا الى اخر السورة جله في غزوة تبوك وما قصه الله جل وعلا خلال هذه الايات الكريمات من هت ستر المنافقين وضعفاء الايمان وتطهير قلوب المؤمنين من عوامل الشقاق جل هذه الايات بدءا من هذه الاية الى نهاية السورة كانت عن غزوة تبوك وما كان خلالها من هتوا ستر المنافقين وضعفت الايمان وتمحيص المؤمنين وتطهير قلوبهم الله جل جلاله بين لنا في تضاعيف هذه السورة الكريمة كيف ابان لنا وكشف لنا الستر عن المنافقين لنعرفنهم في لحن القول من ناحية وفيما يمر بالدعوة من فتن واحداث جسام من ناحية اخرى. كما قال تعالى اولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين. ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون. ما قصة غزوة تبوك كان السبب في هذه الغزوة وبالمناسبة تبوك موضع في منتصف الطريق بين المدينة ودمشق. تبعد عن المدينة ستمية وعشرة كيلو وعن دمشق ستمية اتنين وتسعين كيلو كان السبب في هذه الغزوة ما بلغ المسلمين من الانباط الذين يقدمون بالزيت من الشام الى المدينة من ان الروم قد جمعت دموعا معهم لا اخ مجزام وغيرهم من متنصرة العرب حتى وصلت طلائعهم الى البلقاء بامرة قائد عظيم منهم يدعى قباذ وقد حشدوا اربعين الفا فندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس للخروج لقتالهم واعلمهم الجهة التي يغزونها على خلاف عادته صلى الله عليه وسلم انه كان اذا اراد غزوة ورى باخرى الا هذه المرة ليستعد الناس الوقت قيظ الحر شديد الوقت وقت عسرا فاعلمهم وجهتهم ليكونوا على اهبة منها وسيدنا عثمان جهز عيرا الى الشام كان قد جهز عيرا للشام للتجارة فقال يا رسول الله هذه مائة بعير باقتابها واحلاسها ومئتا اوقية من الفضة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ضر عثمان ما ما عمل بعدها. ثم خرج لمقابلتهم وسبحان الله كفى الله المؤمنين القتال والميت من يقاتله فعاد ولم يهاجم شيئا من بلاد الشام يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ثاقلتم الى الارض ما الذي عرض لكم؟ ما الذي اصابكم ما الذي جعلكم تتثاقلون عن الجهاد الواجب الذي استنفركم اليه النبي صلى الله عليه وسلم والجهاد يتعين بتعيين الامام. الاصل في الجهاد انه فرض على الكفاح لكنه يتعين في مواضع اذا استنفر العدو اذا استنفر الامام شخصا بعينه او جماعة بعينها او مفرقة بعينها اصبح الجهاد عليها متعينا. ايضا اذا داهم العدو محلة قوم ونزل بارضهم يكون الجهاد عينا على اهل هذه المحلة على اهل هذه الارض واذا لم يكفوا انتقل فرضية الجهاد الى من يلونهم. ثم من يلونهم ثم من يلونهم الى ان يعم فرض الجهاد الارض قاطبة اتفاق الاضطباطؤ عن النهوض بما طلب منهم واخلادهم الى الراحة والدعة عندما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم انفروا في سبيل الله لقتال الروم الذين تجهزوا لقتالكم والقضاء على دينكم الحق الذي هو سبيل سعادتكم. ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ثاقلتم الى الارض وكان من اسباب تثاقلهم ان الزمان كان وقت حر شديد وكانوا قريبي عهد بالرجوع من غزوتي الطائف وحنين كانوا في عسرة شديدة وجهد جهيد من قلة الطعام. ايضا بعد اخر هذا موسم الرطب في المدينة. وقد تم وحان قطافه وان وقت استقبال الجو البديع لان رجب في هذا العام وافق اكتوبر في تلك السنة. فالجو بدأ يتحسن والثمر يعني قد دنا قطافه والتمر والرطب اصبح جاهزا للاكلين. فكل هذه المثبطات تؤدي الى شيء من التثاقل والتباطؤ عن تلبيتي دعوة النفير التي اطلقها الحبيب صلى الله عليه واله وسلم لقد روى ابن جرير الطبري عن مجاهد قوله امروا بغزوة تبوك بعد الفتح وبعد حنين وبعد الطائف امروا بالنفير في الصيف حين اخترفت النخل اجتنى ثمرها وطابت الثمار واشتهوا الظلال وشق عليهم المخرج فقالوا منا الثقيل ومنا ذو الحاجة وآآ يعني آآ يعني تعللوا بعلل كثيرة وكما قلنا كان من دأب النبي صلى الله عليه وسلم اذا خرج الى غزوة ان يوري بغيرها لما تقتضيه ايه المصلحة من الكتمان الا في هذه الغزوة فقد صرح بها ليكون الناس على بصيرة لبعد الشقة وقلة الزاد وقلة الظهر. وسبحان الله كانت حكمة الله في اخراجهم. والله يعلم انهم لا يلقون فيها قتالا ماذا كانت الحكمة؟ تمحيص المؤمنين خزي المنافقين فضحهم فيما كانوا يوسرون من الكفر وتربص فوائد بالمؤمنين. ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة؟ ارضيتم بلذات الدنيا الناقصة الفانية بدلا سعادة الاخرة الكاملة الباقية. ان من يفعل ذلك. فقد استبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير. فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل فما هذا الذي تتمتعون به في الدنيا؟ وهو مشوب بالالام وبالمنغصات اذا قيس بما في الاخرة من النعيم المقيم والرضوان من الرب الجليل الا شيء قليل لا يرضى عاقل ان يتقبله بدلا منه. لقد روى الامام احمد ومسلم والترمذي عن المسور ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والله ما في الدنيا في الاخرة الا كما يجعل وحدكم اصبعه في اليم ثم يرفعها فلينظر بما يرجع. والله ما في الدنيا في الاخرة الا كما يجعل احدكم اصبعه في اليم ثم يرفعها فلينظر بما يرجع اي اننا نعيم الدنيا في قلته وقلة زمنه اذا قيس الى نعيم الاخرة الطويل الامد كان هذا مثالا وكان هذا حاله. الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما. ان لم تخرجوا الى ما دام رعاكم اليه النبي صلى الله عليه وسلم يعذبكم عذابا اليما آآ في الدنيا بالقحط والجدب والسنين ونقص من الاموال والثمرات وبغلبة العدو. ثم يستبدل قوما غيركم. يطيعون الله ويطيعون رسوله ولا يكونوا امثالكم لان الله قد وعد بنصره واظهار دينه على الدين كله ولن يخلف الله وعده كتب الله الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز. ولقد جرت سنة الله عز وجل ان الامم التي لا تدافع عن نفسها ولا تحمي ثمارها لا بقاء لها. انما تكون طعاما للاكلين غذاء شهيا للغزاة للمستعمرين ولا تضره شيئا. لا تضروا الله شيئا في تثقلكم عن طاعته ونصرة دينه. فهو الغني عنكم في كل امر. يا عبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني. ولن تبلغوا ضري فتضريني ولن تبلغوا ضري فتضروني هو القاهر فوق عباده. الارض جميعا قبضته يوم القيامة. السماوات مطوية بيمينه كل ما في السماوات والارض مسخر بامره. الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين على كل شيء قدير. قادر على اهلاككم والاتيان بغيركم. ان اصررتم على عصيان رسوله وتثاقلتم عن الدفاع عن حوزة دينه. ثم رغبهم مرة اخرى في الجهاد. فابان لهم انه المتوكل بنصره على اعدائه دينه اعانوه او لم يعينوه وهو الذي فعل ذلك بنبيه وهو في قلة من العدد عدة وكان العدو في كسرة. فكيف الحال الان؟ يقول الله جل جلاله الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ان لم تنصر الرسول الذي استنصركم في سبيل الله على ما ارادوا قتاله من اعداء الله واعداء رسوله فسينصره الله بقدراته وتأييده كما نصره عندما اجمع المشركون على الفتك به واضطروه الى الخروج والهجرة عندما اتانا احد اثنين وكان الثاني ابا بكر في غار جبل ثور. اذ يقول لصاحبه لما رأى عليه بامارة الحزن لا تخف ولا تحزن ان الله معنا بنصره ومعونته وحفظه وتأييده فلن يعلم من المشركون ولن يصلوا الينا. لقد روى البخاري ومسلم حديث انس نعم يقول كنت معا حدثني ابو بكر قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت اثار مشركين فقلت يا رسول الله لو ان احدهم رفع قدمه لابصرنا تحت قدمه. فقال عليه الصلاة والسلام يا ابا ابكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما الا تنصروه من نفر لما استنفركم له فان الله قد ضمن لهم نصر. فسينصره كما نصره في الوقت الذي اضطره مشركون الى الهجرة عندما كان ثاني اثنين اذ هما في الغار في هذه الحالة فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها. انزل طمأنينته. التي سكن عندها قلبه وقواه بجنود من عنده وهم الملائكة الذين انزلهم الله يوم بدر والاحزاب واحد وقيل بل هم ملائكة ايدهم به في حال الهجرة يسترون هو وصاحبه عن اعين الكفار ويصرفونهما عن هما فقد خرج والشبان المتواطؤون على قتله وقوف ولم ينظروه وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وقد تم ذلك وانتشر الاسلام في المشارق والمغارب وتم فتح نصف الارض في نصف قرن ان امة الاسلام مثلت العالم الاول على مسرح الكون لاكثر من عشرة قرون كاملة وان للاسلام جولة قادمة وان كره المبطلون وابتسم الساخرون ولتعلمن نبأه بعد حين. والله عزيز حكيم. غالب على امره. يضع الاشياء في مواضعه آآ وقد نصر رسوله بعزته وازهر دينه على الدين كله بحكمته واذل من ناوأه من المشركين والكافرين كتب الله لاغلبن انا ورسلي. ان الله قوي عزيز. ولقد اكتفنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون. ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين. وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. ايها المسلم حيثما كنت انت ما زلت سيدا وستبقى سيد الكون اولا واخيرا انت رب الجنود انت فتى الميداني انت المغزى وانت القضية. ان في السماء جندك لو تدري استغليت. هذه الجندية الى ما تظل عبدا لدنياك ما بين ذلة وبنية قيمة المسلم الابي معان كتبتها المشيئة الازلية فحرام ان يرخص الثمن الغالي. وتستعبد النفوس الابية. احبتي اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات على امل اللقاء بكم في اللقاء القادم ان شاء الله حتى نلتقي استودعكم الله الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته