بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من تفسير سورة التوبة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انفروا كفافا وثقالا وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله. ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون لقد امر الله تعالى نبيه واصحابه معه بالنفير العام عام غزوة تبوك بقتال اعداء الله من الروم من كفرة اهل الكتاب وحتم على اهل الايمان حتم على اصحابه ان يخرجوا معه على اي حال كانوا عليها والمكره والحسن واليسر. فقال تعالى انفروا خفافا وثقالا كهولا وشبانا. فلم اسمع الله عذر احد انكروا خفافا وثقالا وجاهدوا في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ثم رغب تعالى في النفقة في سبيله وبنن المهج والارواح في مرضاته ومرضات نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله. ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. ذلك خير لكم في الدنيا والاخرة لانكم تغرمون في النفقة قليلا ويغنمكم الله اموال عدوكم في الدنيا مع ما يدخره لكم من الكرامة يوم القيامة. كما قال المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه. تكفل الله للمجاهد في سبيله ان توفاه الله وان يدخله الجنة او يرده الى منزله بما نال من اجر ونميمة كتب عليكم القتال وهو كره لكم. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون يبقى نستطيع القول في التعليق على هذه الاية الكريمة ان الله جل وعلا بعد ان توعد من لم ينفر مع النبي صلى الله عليه وسلم من بعد ان توعد من تثاقلوا حين استنفرهم لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ثاقلتم الى الارض. ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة؟ فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل بعد ان توعد هؤلاء اتبع ذلك بالامر الجازم الذي ناهى جثثه فاوجب النفير العام فلا عذر لاحد في التخلف وترك الطاعة انكروا خفافا وثقالا انخفاض يبقى خفيف ثقان جمعة ثقيلة. وهاتان الصفتان تكونان في الاجسام وصفاتها من صحتي ومرض ونحافة وسمن ونشاط وكسل وشباب وكبر كما يكونان في الاسباب والاحوال كالقلة والكثرة في المال ووجود الراحة وعدم وجودها ووجود الشواغل او نسائها. اينكروا على كل حال من عسر او يسر من مرض او صحة من فقر او غنى من قلة في العيادة او في كسراته او غير ذلك مما ينتظم في مساعدة الاسباب او عدم مساعدتها بعد الامكان والقدرة ثم اسمعوا يرعاكم الله الاصل في الجهاد انه فرض على الكفاية. كما قال تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافرون لكنه يتعين في ثلاث حالات الحالة الاولى ازا نزل العدو بمحلة قوم ازا هاجم العدو محنة قوم ازا باغتهم اذا احتل ديارهم اذا جاس خلال ديارهم يتعين الجهاد على لاهل هذه المحنة دفعا للصائم ودرءا للحرابة وكفا للعدوان يتعين الجهاد على اهل هذه المحنة. فان لم يقم ان لم يقدروا على مواجهته ودحره امتد الجهاد الى الدائرة التي تليهم دول الطوق ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الى ان تمتد حرية جهاد اهل الاسلام قاطبة وارض الاسلام قاطبة الامر الثاني والحالة الثانية اذا استنفر ولي امر المسلمين الامة كلها او استنفر فريقا منها وهنا تأتي هذه الاية يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ثاقلتم الى الارض قضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل. وفي حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح لا هجره بعد الفتح ولكن جهاد ونية واذا استمطرتم فانفروا. والحديث متفق عليه. وفيه كما يقولون يحافظ منه حجرة الفتح وجوب تعيين الخروج في الغزو على من عينه الامام في الحالة الثالثة اذا فيحرم على من حضر القتال ان يفر منه او ان يولي العدو دبره كما قال تعالى ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار. ومن يولهم يومئذ الا متحركا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئسا المصير فاذا اعلن النفير العام وجب الامتثال الا في حث العجز التام هذا ما بينه الله تعالى بقوله ليس على الضعفاء. ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما يسخون حرج اذا نصحوا لله ورسوله ولقد فهم سلفنا الصالح القرآن على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وعمله فانطلقوا في الارض شرقا وغربا يوطئون للحق مهادا ويرقدون له لواء في ارض الله الواسعة في مشارقها مغاربها ففتحوا نصف الارض في نصف قارون ومثلوا العالم الاول على مسرح الكون باكثر من عشرة قرون كاملة ثم انحرفوا عن هديه وتدبروا معانيه واكتفوا بتلاوته والتغني بالفاظه فضعفوا واستكانوا وسادتهم الشعوب الاخرى وتقوض ملكهم من اطرافه وما فتئ الزمان يعود حتى مضى من مجد قوم اخرون واصبح لا يرى في الركب قوم وقد كانوا ائمته سنينا والمني والم كل حر سؤال الدهر اين المسلم بمعابد كان اذاننا قبل الكتائب يفتح الامصار لم تنسى افريقيا ولا صحراؤها سجداتنا والارض تقذف نارا. كنا نرى الاصنام من ذهب فنهي دمها ونهدم فوقها الكفارا لو كان غير المسلمين لحازها كنزا وصاغ الحلي والدينار. وجاهدوا باموالكم وانفسكم جاهدوا جاهدوا اعدائكم الذين يعيشون في الارض فسادا ويقاتلون في سبيل الطاغوت وابذلوا انتم اموالكم وانفسكم في سبيل الله عز وجل احقاقا للحق وابطالا للباطل واعلاء لكلمة الله عز عز وجل فمن استطاع منكم ان يجاهد بماله ونفسه وجب عليه ذلك. ومن قدر على احدهما وجب عليه ذلك تكليف مناطه القدرة ولا يكلف الله نفسا الا وسعها ولا تكليفا على عدل المسلمون في الصدر الاول كانوا ينفقون في الجهاد على انفسهم من اموالهم. ويبذرون اموالهم بغيرهم ان استطاعوا كما فعل عثمان عندما جهز جيش العسرة في هذه الغزوة. وكما فعل غيره من ذوي اليسار من الصحابة ولما اصبح في بيت المال فضلا من المال صار الملوك والخلفاء والسلاطين يجهزون الجيوش من بيت المال وهكذا تفعل الدول في واقعنا المعاصر ان عندها وزراء للحربية وللدفاع وانها تمدها بارصدة ضخمة جدا لكي تحمي بها ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. هذا الذي امرتم به من النصر والجهاد الذي هو الوسيلة في حفظ كيان الامم وعلو كلمتها خير لكم من دينكم ودنياكم ان كنتم تعلمون ذلك. علما يبعث على العمل وقد علم حكم ذلك المؤمنون الصالحون لامتهنوا امر الله ثم قال تعالى بعد ان تخلف بعض المنافقين لاعداد ضعيفة وتخلف اخرون من المؤمنين باعذار عرضت لهم. قال تعالى لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشهرة. وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم. يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذبون. العرب ما يحرم بالانسان من منفعة ومتاع مما لا ثبات له ولا بقاء. وليس في الوصول اليه كبير عناء اما السفر القاسي اي سفر هين لا مشقة بهية. من القصد وهو الاعتدال والشقة الطريق لا تقطع الا بعناء ومشقة والعفو التجاوز عن التقصير وترك المؤاخذة عليه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا يتبعون. لو كان ما دعوتهم اليه منفعة قريبة المنال ليس في الوصول اليها كبير عناء وسفرا هينا لا تعبث لاتبعوك واسرعوا بالنفر اليك. لان حب المنافع المادية والرغبة طبيعي في الانسان لاسيما اذا كانت سهلة المأخذ وقريبة المنال وكان من يسعى اليها ممن لا يوقنون باليوم الاخر وما فيه من الثواب المقيم والاجر العظيم كاولئك المنافقين ولكن بعدت عليه مصر استنفرتهم الى موضع بعيد بلفتهم سفرا شاقا لانك استنهضته وقت الحر وزمن القيظ وحين الحاجة الى البقاء في البيوت والاستظلال بالظلال وجني ثمار التي جنت التي دنا قطافها فتخلفوا جبنا تخلف المنافقون جبنا وحما للراحة والسلامة فيقول تعالى في توفيق هؤلاء الذين تخلفوا عن عن تبوك. وقعدوا بعدما استأذنوا رسول الله مظهرين انه ذو احد عذاب ولم يكونوا في الحقيقة وقال تعالى لو كان عرضا قريبا وسوف ينقاص هينا لينا سهلا قريبا يتبعوك فجاءوا معك ولكن بعدت عليهم الشكر. المسافة الطريق يقطع بعناء وبسر وسيحلفون بالله لهم. اي اذا رجعتم اليهم لو استطعنا لخرجنا معكم. لولا ما كان عندنا من اعذار منعت لا من الخروج. لو لم يكن لنا اعذار لخرجنا معكم. يهلكون انفسهم بايقاعها في العذاب لامتهان اسم الله بالحليف نسكن نفاقهم واخفائهم تأييدا للباطل بالباطل وتقوية من الاجرام من اجرام. واليمين الفاجرة تذر الديار بلاقع والله يعلم انهم لكاذبون. كاذبون في حلفهم لله. وفي قولهم لو استطعنا لخرجنا معكم. وقد كان الخروج مطيقين. كانوا اصحاء الابدان اقوياء الاجساد. وعندهم يسار وفسحة ثمان والله يعلم انهن كاذبين عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين هل سمعتم بمعاتبة من هذا؟ نداء بالعفو قبل المعاتبة. عفا الله عنك فقدم العفو على العتاب فهل سمعتم بمعاتبة احسن من هذا ثم قال قتادة عاتبه كما تسمعون. ثم انزل التي في سورة النور فرخص له في ان تأذن لمن شاء منهم واذا كانوا معه على امر جام عندما ذهبوا حتى يستأذنوه. فان استأذنوك لبعض شأنهم فاذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله. ان الله غفور رحيم مجاهد يقول ما زالت هذه الاية في اناس يأذنه رسوله. يعني قال بعضهم لبعض. استأذنوا فان اذن لكم اقعدوا وان لم يأذن لكم يعني مصممين على على التخلف عن الغزو مصممين على التكافل الى الارض ولهذا قال تعالى لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا في ابداء الاعذار وتعلم ثم قال تعالى لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر. ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم. والله عليم كن بالمتقين هلا تركتهم لما استأذنوك فلم تأذن لاحد منهم في القعود. لتعلم الصادق منهم في اظهار طاعته. من الكافرين فانهم كانوا مصرين مصرين على القعود عن الغزو وان لم تأذن له ولهذا اخبر الله تعالى انه لا يستأذنه بالقعود عن الغزو احد يؤمن بالله ورسوله لا يستأذن عن الغزو الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر لا يستأذنك هؤلاء ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم لانهم يرون الجهاد قربة ولما ندبه اليه بادروا وامتثلوا ثم قال تعالى انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر ان يستأذنونك بالقعود ممن لا عذر لهم هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر لا يرجون ثواب الله في الدار الاخرة على اعماله وارتابت قلوبهم اي شكت في صحة ما جئتهم به وهم في ريبهم يترددون يتحيرون يقدمون ريلا ويؤخرون اخرى ليست لهم قدم ثابتة في شيء فهم قوم حيارى هلكى لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء. ومن يضلل الله فلن تجد له سدى يبقى صفوة القوم بهذه الايات الكريمات التي قص الله علينا بها قصة المنافقين لو كان عرضا قريبا وترى القاصد الذي اتبعوك ولكن بعدت عليه وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذبون. عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعب مثير وقلنا ان العرب ما يعرض للمرء من منفعة ومتاع مما لا ابت له ولا بقاء وليست للوصول اليه كبير علينا والسفر القاسي السفر الحي القريب الذي لا مشق به والشقة هي الطريق لا تقطع الا بعناء فبعد ان رغب الله سبحانه في الجهاد في سبيله وبين ان فريقا منهم تباطؤا وتثاقلوا على ذلك ببيان ان فريقا منهم تخلفوا عن رسول الله مع كل ما تقدم من الوعيد والحث على الجهاد وتثقوا ينتحلون الاعذار الكاذبة ويستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم بالقعود والتخلف ليأذن لهم ثم قال الله لنبيه لو كان ما دعوته مني من بعد القريبة الممات ليس في الوصول اليها كبير عناء. وسفرا هينا قاصدا لا تعب فيه. لاتبعوك واسرعوا بالنفل اليك لان حب المنافع المادية والرغبة والرغبة فيها مركوز في الانسان لاسيما اذا كانت سهلة المأخذ قريبة المنال. وكان من يسعى اليها ممن لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر وما فيه من السواد المقيم والاجر العظيم كهؤلاء الملائكة ولكن بعودة عليهم الشقة استنفرتهم الى موضع بعيد كلفتهم سفرا شاقا استنهضتهم وقت الحر وزمن القوي وحين حاجة الى الاهتمام في مساكنهم. لجني ثمارهم التي دنت وحان قطافها فتخلفوا جبنا او جلبا للراحة والسلام وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا سيحلفون لك عند رجوعك من غزوة تبوك ايمانا كاذبة وقال تعالى يعتبرون اليكم اذا رجعتم اليهم قلنا تعتبرون لن نؤمن لكم وهم يزعمون في اعتذارهم انهم لو استطاعوا الخروج الى الجهاد. وانتفت الاعذار التي منعتهم منه لخرجوا مع الخارجين. ولا نهروا نازلين فقد كان تخلفهم كما يزعمون اضطرارا واقضها يا رب ثم قال لي يهلكون انفسهم لامتهان اسم الله بالحلف الكاذب الفاجر يشكل النفاق تقوم واخفائه تأييدا للباطل بالباطل وتقوية للاجرام بالاجرام والايمان الفاجرة كثروا الديار بناقع تذروا الديار بلاقع الايمان الفاجرة خراب من بيوت عامرة ثم عاتب الله نبيه باذنه لمن تخلف عنه من المنافقين فقال له عفا الله عنك ما اداه اليه اجتهاده من الاذن لهم حين استأذنوك. وكذبوا عليك في الاعتذار لما اذنت لهم بفقودك ماذا كما ارادوا الا تريثت بالاذن له وتوقفت عنهم حتى ينجلي امره وينكشف فيتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين فتعامل كل فريق بما ينبغي ان يعامل به. فان الكاذبين لا يخرجون. اذنت لهم ام لم تأذن. فكان الاولى ان تتثبت بالاذن ان ري وان تمسك عنه اختبارا لهذه الامور ولقد روي عن هذه الاية الكريمة عفا الله عنك بما اذيت لهم انها نزلت في اناس قالوا استأذنوا رسول الله فان اذن لكم فاقعدوا وان لم يأذن لكم فاقعدوا والله يعلم انهم لكاذبون. يقول يقول قتادة في هذه الاية لقد كانوا يستطيعون الخروج ولكن كان تبطئة من عند انفسهم وزهادة الكتاب لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله هذه السورة تسمى سورة فاضحة سورة التوبة تسمى سورة الفاتحة فضح انواع النساء كشفت احوال المنافقين ولقد نوى نقل البغوي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف المنافقين حتى نزلت سورة البراءة. والمراد انه لم يكن يعرفهم جميعا ولم يكن يعرف شؤونهم بهذا التفصيل الدقيق الذي تنزل به هذه الحياة الكريمة فهذه الايات اول ما نزل بالتفرقة بين المنافقين والمؤمنين نعم لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم ليس من شأن المؤمنين بالله. الذين كتب عليهم القتال والمؤمنين باليوم الاخر الذي يوفى فيه كل عامل بما عمل ان يستأذنك ايها الرسول او ان يستأذنوك ايها الرسول في امر الجهاد في سبيل لله باموالهم وانفسهم اذا قرأ ما يدعو الى ذلك بل يقدمون عليه عند وجوبه من غير استئذان كما قال انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتبوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك بل هم يستعدون له وقت السلم باعداد القوة ورباط الخيل. كما قال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخير يرهبون به عدو الله وعدوكم. وهم من اولى وبالاحرى. لا يستأذنونك عند عند اعلان النفير العام واقصى ما يقع من بعضهم التفاؤل والتضافر اذا كان النصر بعيدا و اللاجئين اخوان رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة طار اليها وفي حديث ابي هريرة من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة او فزعا يعني استغاثة سار على متنه يمتن القتل والموت من مضانه. اي في المواضع التي يظن انه يلقى القتل والله عليم ايه عليم من خافه فاتقاه باجتناب مساخطه وفعل محابه للمسارعة الى طاعته في غزو عدوه فئاتهم بلاده ونفسه وليس من دار المؤمنين الصادقين ان يستأذنوا بالتخلف كراهية للقتال في اية ايماء ايش هو الى انه لا ينبغي الاستئذان في اداء شيء من الواجبات ولا فضائل العادات تأخر الضيف واغاثة الملهوف وسائر اعمال البر والمعروف ثم قال تعالى انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله وليؤمنوا وارتادت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون لان هؤلاء يرون بدل المال مغرما يصوت عليهم بعض المنافع وهم لا يرجون ثوابا عليه كما يرجو المؤمنون الله جل وعلا يقول ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم لا يرجون صوابا كما يرجوه المؤمنون كما قال تعالى ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون من علامات النفاق ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى. ولا ينفقون الا وهم كارهون المنافقون يرون الجهاد بالنفس الاما ومتاعب ومصاعب ومشاق تتقاعد الشيطان للانسان في طريق الجهاد قال تجاهد قاتل تقتل فتترمل الزوجة ويتيسر الامر وتقسم الاموال خلفه المؤمن فجاءت وعصاه المنافق او الفاجر وقعد عن الجهاد رضا في الحياة الدنيا وما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا وقد وقع للمنافقين من الريب والشك في الدين من قبل فلم تطمئن به قلوبهم وارتابت قلوبهم وهم في ريبهم يتراكدون. ونقل افئدتهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعبدون. ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم تؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانه يهبطون وهم متحيلون متذبذبون في عملهم يوافقون المؤمنين فيما اداؤه من العبادات والطاعات كالصلاة والصيام ويتذمسون سبل الخلاص والفرار والنكوص لما يشق عليهم من تكاليف ويعتذرون بالمعايير الكاذبة للعرب من القيام بشيء ثم قال له ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة لو صحت نيتهم للخروج نستعد له واخذوا لذلك الاهبة من جاد وراحة ونحوه مما يحتاج اليه المسافر لمثل هذا السفر البعيد كانوا مستطيعين بذلك ولكنهم لم يفعلوا ولكن كرهوا انبعاث التوجه الى الشيء بقوة تبعث الرسل وبعث الموتى. والتصديق التعويق عن العلم والمنع منه اي كره الله نصره وخروجهم مع المؤمنين هذه كراهية قدرية وليست تراب الله يحب شرعا من هؤلاء ان يخونوا وان يطيعوا رسوله. وان يجاهدوا معه. لكن كره الله قدر انبعاثه لما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. لما علم ان في خروجهم فسادا لجماعة المسلمين. كما قال تعالى لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبانا ولاوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم كره الله انبعاثهم فثبطهم بما احدث في قلوبهم من المخاوف التي هي مقتضى سننه من تأثير النفاق فيها فلم يعدوا للخروج حجته. لانهم لم يريدوه. وانما قالوا بالاستئذان ستر ما عزموا عليه من مخالفة والعصيان وقيل اقعدوا مع القاعدين اي قال ذلك بعبارة تدل على السخط لا تدل على الرضا خدوا مع الاطفال والزمنة والعجزة والنساء وهم قد حملوه على ظاهره لموافقته اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر بالتعليق على هذه الآيات على امل اللقاء بكم في الحلقة قادمة سنلتقي نستودعكم الله تعالى وسلام الله عليه