بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا. ومرحبا بكم مجددا حيثما كنتم. مع الحلقة التاسعة من حلقات تفسير سورة التوبة توقفنا بعد قول الله سبحانه وتعالى ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا معهم قاعدين لقد اشرنا الى تفسير هذه الاية في الحلقة الماضية وها نحن نعيد تفسيرها ليتصل حديثنا في الحلقة الماضية مع حديثنا في هذه الحلقة ولو ارادوا الخروج لو صحت نيتهم وصح عزمهم على الخروج لاستعدوا له. كما يستعد كل مسافر فيأخذ الاهبة للسفر من زاد وراح الى لكن القوم لم يفعلوا ذلك. وقد كانوا مستطيعين كره الله انبعاثهم فثبطهم. ذكرنا ان الانبعاث توجيه الشيء او التوجه الى الشيء بقوة والتثبيط التعويق عن الامر والمنع منه فكره الله خروجهم مع المؤمنين لما علم جل جلاله ما في خروجهم من الضرر الذي سيلحقونه بجماعة المؤمنين لو خرجوا بينهم من بث وبذر بذور الفتنة والشقاق والوقيعة والنمل ميمة في اوساط جماعة المؤمنين المجاهدين كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين لم يعدوا للخروج عدته لانهم لم يريدوه وانما ارادوا بالاستئذان ستر ما عزموا عليه من المخالفة. وقيل اقعدوا مع القاعدين اي اقعدوا مع الاطفال والزمنة والعجزة والنساء هذا هو شأنكم وهذا هو الموضع والمقام الذي يليق بكم ثم قال تعالى لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولاوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين الخبال الاضطراب في الرأي والفساد في العمل كضعف القتال والخلل في النظام يقال اوضع راحلته اذا حملها على الاسراع فاوضعوا خلالكم وخلال الاشياء ما يفصل بينها من فروج ونحوها. والفتنة التشكيك في الدين والتخويف من الاعداء سماعون لهم ضعفاء العزيمة يسمعون قولهم ومعنى تقليب الشيء تصريفه في كل وجه من وجوهه والنظر في كل ناحية من نواحيه ما معنى هذه الاية بعد ان ذكر الله جل جلاله ان استئذانهم في التخلف عن القتال لم يكن لموانع حقيقية منعتهم من الخروج لكنه كان سترا لنفاقهم وتغطية لعصيانهم ثم قف على ذلك ببيان المفاسد التي كانت ستنجم من خروجهم لو خرجوا. لو خرجوا فيكم كانت ستحصل مفاسد عظيمة وذكرها او حصرها في ثلاثة امور الاضطراب في الرؤى وفساد النضال لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا. ولا اوضعوا خلالكم تفريق الكلمة بالسعي بينكم بالنميمة. وبث بذور والشقاق والفتنة والشائعات التي تفت في العضد ثم قال ان فيكم من ضعفة الايمان من قد يسمعون كلامهم ويقبلون قولهم فلو خرج هؤلاء المنافقون المستأذنون في القعود لو خرجوا معكم ما زادوكم قوة ولا منعة ولا اقداما كما هو شأن في القوى المجتمعة المتفقة في العقيدة والمصلحة بل لو خرجوا لزادوكم اضطرابا في الرأي وضعفا في القتال ومفسدة للنظام كما حدث مثل ذلك في غزوة حنين فقد ولى المنافقون الادبار اول المعركة ثم ثم ولى على اثرهم ضعفة الايمان من طلقاء الفتح فاضطرب نظام الجيش فولى اكثر المؤمنين معهم بلا روية ولا تدبر كما هو الشأن في مثل هذه الاحوال ثم قال تعالى ولاوضعوا خلالكم اسرعوا في الدخول فيما بينكم سعيا في النميمة وتفريقا للكلمة يريدون بهذا تصديتكم عن القتال وتهويل امر العدو وايقاع الرعب في قلوبكم والحال وفيكم سماعون لهم فيكم اناس من ضعفت الايمان او من ضعفة العزائم يسمعون كلامهم فاذا القوا اليهم شيئا مما يوجب ضعف العزائم قبلوه وفتروا بسببه عن القيام بالجهاد كما ينبغي طب ما وجه يعني العتاب في ان الله قد ان الله قد عاتب نبيه على ان على انه قد اذن له في القرود وهو قعودهم كان محبوبا قدرا لله عز وجل. لان الله كره انبعاثهم فثبطهم. ان وجه العتاب انهم لو قعدوا بغير اذن منه لظهر نفاقهم بين المسلمين بادئ ذي بدء فلم يستطيعوا مخالطتهم ولا السعي بينهم بالاراجيف. وقالت السوء التي يقبح اثرها وتسوء عاقبتك. فعاقبتهم والله عليم بالظالمين علما يحيط بظواهرهم وببواطنهم وبكل اعمالهم ما تقدم منها وما تأخر وبما هم مستعدون له في كل حال مما وقع ومما لم يقع والله جل وعلا يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ان خروجهم لم يحدث فهو لم يكن. لكنه لو حدث لكان كذا وكذا. وهذا معنى قول وهذا معنى قولنا وما لم يكن لو كان كيف يكون لو خرجوا فيكم وهو امر لم يكن لكان كذا وكذا ما زادوكم الا خبالا ولا اوضعوا خلالكم وكما قال تعالى ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلة ما كانوا ليؤمنون. ان الله لم ينزل الملائكة. هذا لم يكن لكنه لو كان هذا الذي سيكون وكما قال تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. انهم لن يردوا ولم يردوا فلقد سبقت كلمة ربك انهم اليها لا يرجعون. وبينهما برزخ الى يوم يبعثون. لكن لو ردوا لو حدس هذا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون. فاحكام الله تعالى فيهم على علم تام لا ظن فيه ولا اجتهاد كاجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم في الاذن فيه لقد كان من حكمة الله جل جلاله في تربية رسوله وتكميله ان يبين له بعض الحقائق بعد اجتهاده فيها لتكون اوقع في نفسه ونفوس اتباعه فيحرصوا على العمل فيها. وهكذا كان سلفنا الصالح يسيرون على نهجه ويهتدون بهديه صلوات ربي وسلامه عليه ثم قال تعالى لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الامور حتى جاء الحق وظهر امر الله وهم كافرون لقد ابتغى هؤلاء المنافقون ايقاع الفتنة بين المسلمين تفريق شملهم من قبل هذه الغزوة في غزوة احد عندما اعتزل عبدالله بن ابي بن سلول رأس النفاق في المدينة عند من ان هزم وانخذل بثلث الجيش واخذ يقول للناس اطاع الولدان ومن لا رأي له فعلام نقتل انفسنا يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا. هذا ايضا كان كلامهم بعد المعركة على سبيل الشماتة بالمؤمنين وعلى سبيل تبكيتهم يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا. لو كان القرار بايدينا لو كان جيه المعركة الينا ما الت الامور الى هذا النحو قل لو كنتم في بيوتكم لخرج الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم لقد كان من رأيه عدم الخروج الى احد فرجع بمن تبعه من المنافقين وكاد ان يتبعهما بنو سلمة وبنو حارثة اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما. وعلى الله فليتوكل المؤمنون. لكن الله عصمهما بايمانهما من هذه الفتنة وكان دأب المنافقين تدبير الحيل والمكائد ليبطلوا امر النبي صلى الله عليه وسلم كان لهم تحالف مع اليهود تارة ومع المشركين تارة حتى جاء نصر الله والفتح حتى جاء النصر الذي وعده ربه به وظهر دين الله وعلا شرعه بالتنكيل بالغادرين من بني اسرائيل من اليهود الناكثين للعهود وبالنصر على المشركين بفتح مكة وبدخول الناس في دين الله افواجا وهم كارهون لذلك كله لقد كانوا يمنون انفسهم بظهور المشركين على المؤمنين في حنين وعودة الشرك الى قوته. لكن جاء الحق وظهر امر الله وهم كارهون وفي هاتين الايتين تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من اصحابه عن تخلف المنافقين. وبيان ما ثبتهم الله تعالى لاجله. وفيه هتك لاستارهم وازاحة لاعذارهم لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولا اوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين. فكانت رحمة الله جل وعلا بكم ان ثبت هؤلاء وان حال بينهم وبين الخروج دفعا لهذه المفاسد. التي جلست سوف تترتب وعلى هذه الخروج ثم قال تعالى بعد هذا ومنه اي اي من المنافقين وهذه السورة سورة الفاضحة تهتك استار المنافقين اكشفوا خبايا نفوسهم وتعرضها على المسلمين كأنما يقرأون من كتاب مفتوح ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين. هذه الايات وما بعدها صيقت لبيان اقوال قالها المنافقون وبعضها كان قد قيل جهرا وبعضها كانوا قد اكنوه في نفوسهم وتحدثت عن اعذار سيعتذرون بها غير غير ما سبق منهم من اعذار ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني. الا في الفتنة سقطوا. وان جهنم لمحيطة بالكافرين لقد روى ابن ابي حاتم عن جابر ابن عبدالله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لجدي ابن قيس يا جدو هل لك في جلاد بني الاصفر؟ هل لك في قتال بني الاصفر فقال وقد كان الجد ابن قيس من شيوخ المنافقين في المدينة اتأذن لي يا رسول الله؟ فاني رجل احب النساء ولا صبر لي عنهن. واني اخشى ان رأيت نساء بني الاصفر ان افتتن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو معرض عنه قد اذنت لك فانزل الله هذه الاية ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين. فليعلموا انهم بمقالتهم هذه سقطوا وتردوا في هاوية الفتنة بقعودهم عن الجهاد الواجب ومخالفتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وبرغبتهم بانفسهم عن نفسه عندما اعتذروا بالمعاذير الكاذبة وهم يزعمون انهم يريدون ان يتقوا التعرض للاثم بالنظر الى جمال نساء الروم وشغل القلب بمحاسنهن ولو اطاعوا رسول الله لعصمهم الله بطاعته ولعصمهم الله جل وعلا من الافتتان بنساء الروم ببركة طاعتهم لنبيه صلى الله عليه وسلم فان القلوب وبين اصبعين من اصابع الرحمن ان شاء اقامها وان شاء ازاغها فالقلوب اليه مغضية والسر عنده علانية جل جلاله وان جهنم لمحيطة بالكافرين محيطة بمن كفر بالله وجحد اياته وكذب رسله وكفى بها نكالا ووبالا وعيد لهم على الفتنة التي سقطوا فيها لان لان عقابهم باحاطة جهنم بهم عقاب على الكفر الذي حملهم على تلك الاعذار وانما تحيط النار بمن احاطت بهم خطيئاتهم. كما قال تعالى بلى من كسب سيئة واحاط طب به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون سيئة هنا سيئة الكفر والشرك لان لفظ السيئة في كتاب الله قد يطلق على الكفر وقد يطلق على ما دونه. قد يطلق على الكبائر وقد يطلق على الصغائر. ان تجتنبوا كبائر ما هون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فالسيئات هنا في هذه الاية وقعت في مقابلة الكبائر فيراد بها الصغائر وقد يراد بها الكبائر كما في قوله تعالى وجاءه قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات اللي هي اتيان الذكران من العالمين وهذه من المناكر والفواحش والشنائع الكبرى وقد تطلق ويراد بها الشرك بلا من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ثم قال تعالى ان تصبك حسنة تسوءهم الحسنة ما تسر به النفس من الغنيمة والنصر فرغت في العيش ونحوه فكل ما يسر من النصر والغنيمة كما حدث يوم بدر يورث المنافقين وحزنا لمن طوت عليه نفوسهم الخبيثة من العداوة والحقد والحسد وان تصيبك مصيبة يقول قد اخذنا امرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون اذا اصابتكم شدة كانكسار جيش او هزيمة كما حدث يوم احد يقولون معجبين بارائهم وبسياساتهم وحامدين وحامدين لصنيعهم لقد تلافينا ما يهمنا وما يضرنا بما اخذناه من الحيطة والحذر كما هو دأبنا. لقد تخلفنا عن القتال ولم نلقي بايدينا الى الهلاك ثم ينصرفون عن الموضع الذي يقولون فيه هذا القول وهم فرحون فرح فرح البطر والشماتة فرح البطر والشماتة عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول جعل المنافقون الذين تخلفوا في المدينة يشيعون اخبار السوء عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. ويقولون انهم جهلوا في سفرهم فهلكوا فبلغهم بعد ذلك كذب خبرهم وعافية النبي صلى الله عليه وسلم وعافية اصحابه فساءهم ذلك فانزل الله تعالى ان تصيبك حسنة تسوءهم. وان تصيبك مصيبة يقولوا قد اخذنا امرنا من قبل. ويتولوا وهم فرحون بل ظننتم اللي ينقلب الرسول والمؤمنون الى اهليهم ابدا. وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا يا ايها الرسول قل لاولئك المنافقين الذين اه تسوءهم النعمة اذا مسك الله بها تسوءك الحسنة اذا انعم الله عليك بها ثم يفرحون بالمصيبة اذا نزلت بك قل لهم لن يصيبنا الا ما سبق به القلم في الكتاب الاول الا ما كتب في اللوح المحفوظ نحن نؤمن غاية الايمان ان ما اصابنا لم يكن ليخطئنا وانما اخطأنا لم يكن ليصيبنا. وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه. تنزل المصيبة بالعبد المؤمن في علم انها من عند الله كلها قلبه. المؤمن يسكن الى تدبير الله الكوني كما يسكن الى تدبير الله الشرعي. يرضى بتدبير الله باقداره وان كانت مرة كما يرضى باحكامه الشرعية وان كانت شاقة عليه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وما سنه تعالى في خلقه من نصر وغنيمة وتمحيص وشهادة هذه امور مردوها الى الله سبحانه لا يتغير ذلك لا بموافقتكم ولا بمخالفتكم. لا بفرحكم ولا باغتمامكم لا باقبالكم ولا بادباركم. فالامور كلها بقضائه جل جلاله. ان كل شيء خلق الله بقدر هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون هو ناصرنا ومتولي شؤوننا كلها بتوفيقنا ونصرنا ونحن نلجأ اليه. ونتوكل عليه فلا نيأس عند الشدة ولا نبطر عند نعمة افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين امثالها ذلك بان الله مولى امنوا وان الكافرين لا مولى لهم والمتوكل على الله سبحانه وتعالى الذي يقوم بما اوجبه الله عليه في في شرعه لابد ان يأخذ باسباب النصر المادية والمعنوية كاعداد العدة وتجنب التنازع الذي يولد الفشل ويفرق الكلمة بعد ان يتخذ العدة يفوض امره الى الله جل جلاله فلقد دفعت بكل ما ملكت يدي. وتركت للجبار ما اعياني ما لا تصل اليه يده من الاسباب يفوض امره فيه يهدى الله فاليه يرجع الامر كله الخلق الارض جميعا قبضته والسماوات مطويات بيمينه والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون يقابل التوكل بهذا المعنى اتفال الماديين والملاحدة والمشركين على حولهم وقوتهم وحدها فاذا ادركهم العجز اذا خانهم النصر وادركهم اليأس عند حلول البأس واتكال ذوي الاوهام الذين يتعلقون بالاماني والاحلام فاذا استبان لهم فساد اوهامهم نقصوا على اعقابهم وكفروا بوعد ربهم بنصر المؤمنين وهو ما اعده الله لاوليائه لا لاولياء الشيطان وذوي الخرافات والاوهام المؤمنون بين امرين مصر وسيادة او موت وشهادة والكفار المشاقون لله ورسوله بين السؤيين ان يصيبهم الله بعذاب من عنده بقارعة سماوية او بايدي المؤمنين ولهذا قال تعالى قل هل تربصون بنا الا احدى الحثنيين الا احدى الحسنيين ونحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او بايدينا فتربصوا انا معكم متربصون يا ايها الجاهلون يا ايها الاغبياء هل تنتظرون بنا الا احدى العاقبتين الحسنيين؟ النصر او الشهادة ونحن نتربص بكم احدى السوئيين ان يصيبكم الله بقارعة بمصيبة سماوية لا يد لنا فيها كما فعل بالامم المكذبة لرسولها من قبركم او ان يأذن لنا بقتالكم ان اغراكم الشيطان باظهار كفركم طبعا المنافقون تترسوا بادعاء الايمان وهم في جنة من قتال المسلمين لهم بسبب ما اظهروهم من الايمان. لكن قد يدفعهم الشيطان وقد يؤزهم الشيطان الى اظهار كفرهم علانية فيأذن الله للمؤمنين بقتالهم فتربصوا انا معكم متربصون من عاقبتنا وعاقبتكم ان اصررتم على كفركم وظهر امركم الدين كما لا يخفى على حضراتكم لا بقتال المنافق ما دام يظهر الاسلام ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ثم قال تعالى قل انفقوا طوعا او كرها لن يتقبل منكم انكم كنتم قوما فاسقين بعد ان ذكر جل جلاله اعتذار المنافقين بالاعذار الكاذبة وبالتعللات الباطلة في التخلف عن القتال وذكر ما يجول في نفوسهم من كراهتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ومن تربصهم بهم الدوائر خف على ذلك ببيان ان نفقاتهم على الجهاد ما داموا على هذه الحال لن يتقبل الله منهم. انفقوها طوعا او انفقوها كرها لما يبطنون في صدورهم من الكفر والفسوق عن امر الله ان الايمان شرط لصحة جميع العبادات وشرط لقبولها في ميزان الله عز وجل كما لا تقبل عبادة كما لا تقبل صلاة بغير طهور لا تقبل عبادة بغير ايمان فمهما فعلوا من اركان الدين من شيء فان ما يفعله القوم رئاء الناس وخوفا على انفسهم من الفضيحة اذا هم اذا هم تركوها واموالهم الكثيرة انما هي عذاب لهم في الدنيا والاخرة قل انفقوا طوعا او كرها لن يتقبل منكم انكم كنتم قوما فاسقين ما تنفقونه في حال الطوع تقية اتقاء وتترسا بهذه النفقة وحفظا للنفوس وكرها وخوفا من العقوبة. مهما انفقت من ذلك من شيء فلن يتقبل منكم ما دمتم في شك مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الدين والجزاء على الاعمال في الاخرة لانكم قوم فاسقون خارجون عن دائرة الايمان. الفسق هنا بمعنى الكفر لان هذا هو المحبط للعمل. كما قال تعالى ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون. كلمة الفسق بالاصطلاح الشرعي قد تأتي بمعنى المعصية والكبيرة. وقد تأتي بمعنى الكفر والشرك كما قال تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق السوق والعصيان اولئك هم الراشدون وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله. هذا دليل على ان الفسق في الاية الماضية يراد به الكفر لان الفسق كما قلنا قد يراد به الكفر وقد يراد به المعصية واكرر عليكم الكفر والفسوق والعصيان وكما قال تعالى في قاذف المحصنات ولا تقبل لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون. وقذف المحصنات من الكبائر وليس من اعمال الردة وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله ورسوله. ما منع قبول نفقاتهم الا كفرهم الله وصفاته على الوجه الحق وكفرهم بالرسالة والرسول وما جاء به من البينات والهدى ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى. رياء وتقيا لا ايمانا بوجوبها ولا قصدا الى ثوابها والاحتسابا لاجلها ولا تكميلا لانفسهم بما شرعه الله لاجلها ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله اكبر. والله يعلم ما ما يصنعون لانهم لا يأتونها الا وهم متثاقلون كسالى لا تنشرح لها نفوسهم ولا تنشط لها ابدانهم ولا ينفقون الا وهم كارهون لا ينفقون في مصالح الجهاد او غيره الا وهم مبغضون لذلك ونفوزهم ليست طيبة به لانهم يعدون هذه النفقات مغارم مصائب ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء انهم يرون هذه النفقات مغارم تضرب عليهم ينتفع بها المؤمنون وهم ليسوا منهم. فلا نفع لهم بما انفقوا قو الا في الدنيا فلا نفع لهم بما انفقوا لا في الدنيا انفق في الجهاد انفق على انفق في نصرة الدين وفي نصرة الايمان وهم ليسوا باهل دين وليسوا بمؤمنين. ولا في الاخرة لانهم لا يؤمنون بها وسبحان الله لما كان من ازهر واقوى وابين اسباب اعراضهم عن الحق وعن الايمان وعن ايات الله كثرة المال وطغيان الغنى كف الله جل وعلا بهذه الاية الكريمة فقال فلا تعجبك اموالهم ولا اولاده ما معنى الاعجاب بالشيء؟ السرور به مع الافتخار واعتقاد انه ليس لغيره ما يساويه والخطاب لكل من سمع القول او بلغ. فلا تعجبك ايها السامع اموالهم ولا اولادهم. اخطاء طبعا للنبي صلى الله عليه وسلم اولا ولاصحابه ثانيا ثم للامة كلها على مدى الزمان كله وعلى مدى المكان كله الى ان يرث الله الارض ومن عليها وينطفئ سراج الحياة انه خطاب لنا في زماننا هذا ايضا حتى لا تصيب انفسنا الحسرة عندما نرى التقلب الذين كفروا في البلاد عندما نراهم اكثر اموالا واولادا اكثر نفيرا نعتبر قول الله جل جلاله فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم لا يجولن بخاطرك انهم وقد حرموا ثوابها في الاخرة صفا لها نعيم صفا لهم نعيمها في الدنيا لا والله ما صفا لهم نعيمها في الدنيا. انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا الدنيا لما ينالهم بسببها من التنغيص والحسرة اما الاموال فكم يكدحون وينصبون في جمعها واكتسابها وكم يكدحون وينصبون في حفظها وصونها من الهلاك. فالمشغوف بالمال العابد له. في نصب دائم في نكد دائم في تعب مستمر تعب في الجمع وتعب في الحفظ ومع ذلك فهو لا ينتفع الا لا بالقليل منها يعيش في الدنيا عيشة الفقراء ويحاسب يوم القيامة حساب الاغنياء وابن ادم يقول مالي مالي وليس له من ماله الا ما اكل فافنى او لبس فابلى او تصدق فابضى او فابى اما بالنسبة للمال اما الاولاد فاولاده هؤلاء قد نشأوا في الاسلام معزمهم واطمأنت به قلوبهم وهم يجاهدون في سبيل الله بانفسهم واموالهم ربما اصطفاهم الله شهداء في سبيله فيجزعون عليهم اشد الجزع لانهم لا يعتقدون شهادتهم ولا انهم احياء عند ربهم يرزقون. ولا ان الاجتماع بهم قريب كما يعتقد المؤمنين يوم يجمع الله الاولين والاخرين الى ميقات يوم معلوم والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم. وما التناهم من عملهم من شيء كل امرء بما وتزهق انفسهم وهم كافرون. هؤلاء المنافقون ويموتون ويهلكون وهم كافرون فيعذبون بها في الاخرة كما عذبوا بها في الدنيا لموتهم على الكفر الذي يحبط اعمالهم والانسان اذا مات على الكفر لا يقبل الله نصرفا ولا عدلا ولا فرضا ولا نفلا فان الكفر محبط للايمان. ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله. وهو في الاخرة من الخاسرين. ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولا تكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. فلا تعجبك اموالهم فلا تعجبك اموالهم واولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم هم كافرون احبتي في الله الايمان اعظم نعمة انعم الله بها على من اصطفاه للايمان اعظم نعمة انعم الله بها على عبد من عباده ان يلهمه الايمان به والايمان برسوله صلى الله عليه وسلم وان يوفقه الى الصالح من العمل ونجنبه السيئ منه فلا شيء مما ترى تبقى بشاشته لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يفنى العباد يبقى الاله ويفنى المال والولد لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الاله ويفنى المال والواد احبتي في الله نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات من سورة التوبة وحتى نلتقيه استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته