بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا حيثما كنتم. ومرحبا بكم مجددا مع تفسير بهذه الايات من سورة التوبة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون لو يجدون ملجأ او مغارات او مدخلا لولوا اليه وهم يجمعون الفرق شدة الخوف الملجأ المكان الذي يلجأ اليه الخائف يفر اليه الخائف ليعتصم به كالحصون والقلاع والجزر في البحور والجزر في البحار او وقل للجبال او نحو ذلك المغارات طبعا جمع مغارة الكهف الذي يكون في الجبل يستتر فيه الانسان ويغور فيه المدخر ملجأ او مغارات او مدخرة السرب في الارض الذي يدخله الانسان بمشقة وهم يجمحون الجماح السرعة التي تتعذر مقاومتها الله جل جلاله بين لنا في الايات السابقات ان المنافقين يظهرون خلاف ما يضمرون وان من طلب منهم الاذن خشية الفتنة بنساء بني الاصفر انما كان كاذبا. ومنهم من يقول ائذن لي ائذن لي تفتني الا في الفتنة سقم وبين لنا انهم يتمنون ان تدور على المؤمنين الدوائر فان اصابت المؤمنين سيئة فرحوا بها وان اصابتهم حسنة نسوئهم هذا ما انطوت عليه قلوبهم من الغل والحقد والحسد على جماعة المسلمين ثم قفى ذلك ثم قف على ذلك جل جلاله بذكر غلوهم في لا يتحرجون ان يحلفوا ايمانا فاجرة كاذبة لستر نفاقهم خشية الفضيحة ويحلفون بالله انهم لملكهم ثم ذكر انهم يتمنون ان يلتمسوا سبيلا للبعد عن المؤمنين فيلجأوا اليه مسرعين فتأمل معي هذه الايات الكريمات ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرحون. يحلفون لكم بالله كذبا انهم منكم. في الدين والملة. اذا جاء اتى المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون نشهد انك لرسول الله. والله يعلم انك لرسوله. والله يشهد ان المنافقين لكاذبون فهؤلاء ليسوا من اهل الايمان حقيقة لان حديثنا هنا عن النفاق الاكبر عن اظهار الايمان وابطال الكفر جم اهل شك واهل نفاق لكنهم يخافون المؤمنين فيتترسون باظهار الايمان تعوذا من سيوف المؤمنين فيقولون بالسنتهم اليس في قلوبهم؟ نعم لو يجدون ملجأ او مغارات او مدخلا لولوا اليه وهم يجمعون انهم يكرهون القتال مع المؤمنين ويبغضون معاشرتهم ويخشون من ظهور نفاقهم. ولهذا يتمنون الفرار وان يعيشوا في مكان بعيد يعتصمون فيه من انتقام المؤمنين منهم. لو استطاعوا ان يسكنوا في الحصون والقلاع او في كهوف الجبال ومغاراتها. او في انفاق الارض واسرابها. لو ولوا الى ذلك مسرعين كما تسرع الفرس الجموح لا يردهم عن ذلك شيء طيب لماذا؟ اذا كانوا يعيشون مع جماعة المسلمين مع بغضهم لهم مع نفرتهم منهم مع كراهتهم للنفقة معهم وللجهاد في سبيلهم لانهم كانوا بين عشيرتهم وفي اموالهم ودورهم ولا يقدرون على ترك ذلك وفراقي تصانعوا المؤمنين بالنفاق دافعوا عن انفسهم واموالهم باخفاء الكفر وادعاء الايمان وقد علم الله في انفسهم من البغض لرسوله وللمؤمنين ولدين الله عز وجل ما فيه فجاءت هذه السورة لتفضح هذه الخبايا السورة الفاضحة التي فضحت احوال المنافقين وابرزتها لجماعة يقرأونها كانما يقرأون من كتاب مفتوح ام حسب الذين في قلوبهم مرض ان لن يخرج الله اظغانهم ولو نشاء لاريناك هم فلعرفتهم بسيماهم ولا تعرفنهم في لحن القول والله يعلم اعمالهم ثم قال تعالى ومنهم اي من المنافقين ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله. وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون معنى لمز قد اشرنا مرارا العيب والطعن ولعل ارجح ما قيل عندما يكون مواجهة في حضور من تلمزه. اما الهمز فهو الطعن فيمن كان غائبا ومنهم من يلمزك في الصدقات. الله جل وعلا بعد ان ذكر لنا ان المنافقين لا يتحررون ابدا عن الايمان الفاجرة يتخذونها جنة وتعوذا من سيوف المؤمنين ويتخذون منها طريقا لخداعهم لكي يصدقوا انهم مؤمنون وليأمنوا جانبهم اردف ذلك بذكر سوءة اخرى من سوءاتهم انهم يتحينون الفرص للطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الاولين والاخرين سيد ولد ادم حتى يوقعوا الريب والشك في قلوب ضعفاء الايمان وقد وجدوا ذلك عند قسمة الصدقات والمغانم فولجوا من هذا الباب ودسوا ما زين لهم الشيطان ان يدسوا وزينوا ما سوى لهم الشيطان ان يقولوا وان يزينوه في صحيح البخاري وغيره عن ابي سعيد الخدري انه قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم قسما اذ جاءه ذو الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله. فقال ويلك ومن يعدل اذا لم اعدل. تخيل يأتي احد الناس ليقول لسيد الاولين والاخرين اعدل وقال ويلك ومن يعدل اذ لم اعدل فقال عمر بن الخطاب ائذن لي ان اضرب عنقه قال دعه فان له اصحابا يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. يعني لا يتعلق بهم من الدين شيء يخرجون بالكلية ثم نزل قوله تعالى ومنهم من يلمزك في الصدقات. فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون ولقد روي ايضا عن داوود ابن ابي عاصم قال اتي النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة فقسمها ها هنا وها هنا حتى ذات ورأى ذلك رجلا من الانصار ورأى ذلك رجل من الانصار فقال ما هذا بالعدل لنزاهة هذه على كل حال. مجموع الروايات الواردة في هذا الباب تدل على ان اشخاصا من منافقي المدينة قالوا ذلك لحرمانهم من العطية. وهو بفضل الله عز وجل لم يقله احد من المهاجرين ولا من الانصار الاولين الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في منى ومنهم من يلمزك في الصدقة ايوة من المنافقين من يعيبك ويطعن عليك في قسمة الصدقات الزكوات المفروضة يزعمون وساء زعمهم انك تحابي فيها وتؤتي من تشاء من ذوي القربى واهل الثقة والمودة ولا تراعي العدل في ذلك كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا. من يعدل ان لم يكن رسول الله هو الذي يعدل وبين الله جل جلاله ان سبب هذا اللمز ان الباعث على هذا الطعن الفاجر حرصهم على حطام الدنيا فقال تعالى فان اعطوا منها رضوا اي اعطوا ولو بغير حق كان اظهر الفقر كذبا واحتيالا او اخذوا لتأليف قلوبهم استحسنوا هذا وارتاحوا له وطابت به نفوسهم. وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون اذا لم يعط منها فاجأوك بالسخط وان لم يكونوا مستحقين للعطاء. لانهم لا هم لهم الا الدنيا وحطامها ومتاعها القليل الزائل الفاني ثم قال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله فيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون لو انهم رضوا بما قسم الله لهم من الغنائم وما اعطاهم رسوله عندما قسم الغنائم والصدقات على وفاق امر الله عز وجل. فان رسول الله لا امر الله ابدا وهو القائل اني لاعطي الرجل وادع الرجل. والذي ادع احب الي من الذي اعطي. لكني اعطي اقواما مخافة ان يكبهم الله في النار على وجوههم واكل اخرين الى ما اودع الله في قلوبهم من الايمان والخير لو ان هؤلاء رضوا بما اعطاهم الله وقسمه لهم رسوله انما انا قاسم والله معطي وقالوا الله يكفينا في كل حال وسيعطينا الله من فضله بما بما مما يمنحه ايانا من الغنائم والصدقات ورسوله لا يبقى احدا منا شيئا يستحقه بمقتضى شرع الله عز وجل. وقالوا انا الى الله راغبون. نرغب اليه في ان يوسع علينا من فضله فيغنينا عن الصدقة وغيرها من صلات الناس والحاجة اليهم والله لو فعلوا هذا لكان ذلك خيرا لهم من الطمع في غير مطمع ومن همز النبي ولمزه لو انه رضوا من الله بنعمته بعطائه بقسمته ومن الرسول صلى الله عليه وسلم بقسمته وعلقوا املهم بفضل الله وكفايته وبما سينعم به عليهم في مستأنف الايام وقادمي الليالي ووثقوا بان رسول الله يعدل في القسمة لكان في ذلك الخير كل الخير انسان لا يدع مطامعه ومطامحه تحمله على ركوب مراكب الخيبة والبواري والخسران اقنع بما قسمه الله لك ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لتدفنهم فيه اذا اخذت ما تستحقه من عطاءات من رواتب من مخصصات وبقيت لك فضلة من حاجة بقية من حاجة اضرع الى الله وحده فهو الذي بيده ملكوت كل شيء وبيده خزائن السماوات والارض هو القادر على ان يصب عليك الخير صبا والا يجعل عيشك ابدا كذاب هذا كله ايماء الى ان المؤمن ينبغي ان يكون قانعا بكسبه وما يناله بحق يعني ان يقنع بنصيبه من الصدقة ونحوها او المرتبات او المخصصات ان بقيت لهم بقية حاجة كما قلنا يرغب فيها الى الله وحده ثم يأتي بعد هذا قوله تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل. فريضة من الله والله عليم حكيم هذه اية المصارف الاية الستون من سورة التوبة. يبين الله فيها مصارف الزكاة من يستحقونها. ان الله جل وعلا لم يدع قسم الصدقات وتوزيعها لا الى ملك مقرب ولا الى نبي مرسل بل تولى بنفسه قسمها وبيان مصارفها. فانزل على نبيه هذه الاية الكريمة وبالمناسبة انما الصداقات الحديث هنا عن الزكوات الواجبات وهنا من المناسب ان ننبه على خطأ شائع ان كثيرا من الناس يجعل كلمة الزكاة تشير الى الفريضة. وكلمة الصدقة تشير الى النافلة وهذا ليس بمضطرب وليس بصحيح باطلاق تصح في موضع ولا يصح في موضع اخر ان كثيرا من من من النصوص التي جاءت في الزكوات الواجبات جاءت بلفظ الصدقة فاعلمهم ان الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد في فقائض خذ من اين؟ خذ من ايديهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها والله جل وعلا امر نبيه ان يأخذ من المؤمنين صدقة يطهرهم ويزكيهم بها. وهذه الاية اشارة الى الصدقات الواجبة. الزكوات المفروضة وليس الى الطبقات النافذة فهذا اول ما ينبه اليه في هذا المقام طيب انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغانمين وفي سبيل اهي وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم طبعا تعلمون احبتي في الله ان الزكاة احد اركان الاسلام واحد مبانيه العظام بني الاسلام على خمس من بين هذه الخمس ايتاء الزكاة كما تعلمون جميعا فالزكاة ركن من اركان الاسلام الاقرار بها شرط لثبوت عقدي منعها كبيرة تستوجب المسائلة المدنية والجنائية التواطؤ على منعها والمقاتلة على ذلك من ذوي الشوكة بغي يوجب المقاتلة وجحدها ردة عن الاسلام وآآ طيب الزكاة في في الاموال النامية ولوجوب الزكاة شروط انما فالاموال الثابتة التي لا نماء فيها لا زكاة فيها. بلوغ النصاب. القدر الذي اذا بلغه المال وجبت فيه الزكاة وهو يختلف وهو في كل مال بحسبه والسلامة من الدين ومرور الحول وتمام الملك والاموال التي يجيب فيها الزكاة الذهب والفضة وما حل محلهما من انواع النقود المعاصرة وعروض التجارة كل ما اعد للبيع والشراء بقصد الاسترباح والثمار انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض وبهيمة الانعام الابل والبقر والغنم ثمانية ازواج من من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين ثم المعدن والركاز المعدن ما تولد في الارض من جنسها البترول النحاس القصدير الحديد الى اخره. الركاز الدفائل التي دفنت في الارض من قبل دفائن الجاهلية ونحوها. طبعا تفصيل هذا ينبغي ان يرجع فيه الى مظامه في كتب الفقه. نحن هنا فقط في هذه الاية نتحدث عن مصارف الزكاة لمن تعطى الزكاة وارجو ان ترجعوا في تفصيل احكام الزكاة احبتي في الله الى كتب الفقه او الى المحاضرات السابقة التي تحدثنا فيها عن الزكاة وهي كثيرة بحمد الله عز وجل النصاب هو القدر كما قلنا القدر الذي اذا بلغه المال وجبت فيه انما الصدقات للفقراء والمساكين الجامع بينهما ان كلا منهما لا يجد تمام الكفاية وان احدهما احوج من الاخر لكن ايهما احوج؟ الفقير ام المسكين خلاف بين اهل العلم ويرجع اليه في مظامه في كتب الفقه. لكن الذي يهمنا هنا ان كلا من الفقير والمسكين لا يجد الكفاية وان احدهما احوج من الاخر وهذا هو الذي يميز بينهما لو كان صنفا واحدا لما ميزت الاية بينهما لكن بينهما شيء جميل اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا تؤخذ من اغنيائهم فترد في فقرائهم. كلمة فقراء دي تشمل المساكين ايضا اذا اطلقت كلمة فقير شاملة المسكين. واذا اطلقت كلمة المسكين شملت الفقير اذا ذكرا معا كان لكل منهما معنى يميزه ويخصه وخلاصة القول ان كلا منهما لا يجد تمام الكفاية. لكن احدهما اشد حاجة من الاخر العاملون عليها الذين يوليهم السلطان الحاكم المسلم او نوابه يوليهم العمل على جمعها من يعطون لعمالتهم لا يعطون لفقرهم المؤلفة قلوبهم المستمالة قلوبهم بالعطاء على الاسلام او على التثبيت عليه وهم انواع كما سنبين بعد قليل اللهم اهدنا سواء السبيل يا رب العالمين يبقى خلينا نقف وقفة يسيرة عند كلمة والعاملين عليها تشمل ايضا من يجمعون الزكوات من هيئات الاغاثة ونحوها الهيئات الاغاثية في واقعنا المعاصر تبصر مندوبيها بجمع الزكوات والصدقات النافلة لكي توزع على المحاويج وعلى المنكوبين والمأزومين حول العالم. هؤلاء يصدق عليهم ايضا انهم من مقبلين عليها فيعطون باعتبار عمادتهم لا وليس باعتبار فقرهم لكن ينبغي ان يكون هذا بالمعروف لا يصلح ولا ينبغي ان تستنزف اموال اليتامى والارامل والفقراء والمساكين بنفقات ومصروفات وتوسعات النفقة على جهاز جمع الزكاة. لابد ان تزكر انك عامل في اموال يتامى وكان عمر يقول انا ومالكم كولي اليتيم ان استغنيت استعففت وان افتقرت اكلت بالمعروف وبالمناسبة لا بأس طبعا العامل هذا يأخذ ما بذل له لا يتحرج من من اخذه اذا بذل له آآ روى الشيخان ان ابن السعدي المالكي قال استعملني عمر على الصدقة فلما فرغت منها واديت اليه امر لي بحمادة اجرة يعني فقلت انما حملت لله. فقال لي خذ ما اعطيت. فاني عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني اي اعطاني عمالة اعطاني اجرة وقلت مثل قولك. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اعطيت شيئا من غير ان تسأل فكن وتصدق طيب ذكرنا ان المؤلفة قلوبهم هم قوم يرادوا استمالتهم على الاسلام او تثبيتهم عليه او دفع اذاه وكف شرهم عن المسلمين او رجاء نفعهم ونصرتهم على عدو للمسلمين يبقى هم هذا التعبير هذا المصرف ينصرف آآ ينتظم ثلاثة انواع صنف او نوع من غير المسلمين يرجى ايمانهم بتأليف قلوب. اذا اعطيته انشرح صدره واسلم وجهه لله عز توجد ومن امسيتهم صفوان ابن امية الذي وهبه النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة امنه وامهله اربعة اشهر واعطاه ابلا محملة بالمتاع فقال هذا عطاء من لا يخشى الفقر ومما روي عنه انه قال اعطاني وهو ابغض الناس الي فما زال يعطيني حتى انه لاحب الناس لي واسلم وحسن صنف اسلم على ضعف ويرجى باعطائه تثبيته وقوة ايمانه ومناصحته النبي صلى الله عليه وسلم اعطى المؤلفة قلوبهم المؤلفة قلوبهم العطايا الوافرة من غنائم هوازن وهم بعض الطلقاء مسلمة الفتح الذين اسلموا كان منهم ضعفاء الايمان ثبت اكثرهم بعد ذلك بالعطاء من فضل الله عز وجل وحسن اسلامه فصنف ايضا في الثغور وحدود بلاد الاعداء يعطون لما يرجى من دفاعهم عمن ورائهم بعض اهل العلم يقول لا خلاص انتهى صنف انتهى موصف مؤلفة قلوبهم بعد ان اعز الله الاسلام واهله لكن هذا اجتهاد ابي حنيفة رحمه الله والجمهور على ان هذا السهم باق ما بقيت الحاجة اليه وفي الرقاب افتكاك الاسارى ولا نقف عنده طويلا لعدم وجود آآ لقاء في واقعنا المعاصر لكن قد يكون مقامها افتكاك اسارا فان الاسارى يفكون من اموال الزكاة ومن غير اموال الزكاة ولو اتى ولو اتت الاموال التي تبذل مقابل افتكاكهم على اموال الامة كلها لا اله الا الله محمد رسول الله. والغارمين الذين عليهم ديون ركبتهم وتعذر عليهم اداؤها سواء استدانوا لمصلحتهم لتوفير طعامهم ودوائهم وكسائهم او استدانوا لمصلحة غيرهم للاصلاح بين الناس وكانت العرب اذا وقعت بينهم فتنة وازمة ومشكلة واقتضت غرامة مالية فقام احد الخيرين فتبرع بها بالتزامها كانوا اذا علموا ان واحدا منهم التزم غرامة او تحمل حمالة بادروا بادروا الى معونته على ادائها وان لم يسأل وكانوا يعدون سؤال المساعدة على ذلك فخرا لا ذلا هناك الغارمون المدينون الذين احاطت بهم ديونهم وعجزوا عن وفائها وهذه الديون حاضرة سواء استدانوها لمصلحة انفسهم لتوفير حاجاتهم وكفالة ضروراتهم او استئذانه للاصلاح بين الناس حديث قبيص بن مخالف الهلالي يقول تحملت حمالة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اسأله اسأله فيها. فقال اقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها. ثم قال يا صعب. ان المسألة لا تحل الا لاحد ثلاثة لرجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك قال ورجل اصابته جائحتي اجتاحت ما له فحملت له المسألة حتى يصيب سدادا من عيش ورجل اصابته فاقة اي فقر حتى يقول ثلاثة من ذوو الحجى في قومه لقد اصابت فلانا فاق فحدت له المسألة حتى يصيب قواما من عينه وفي سبيل الله الطريق الموصلة الى مرضاته ومثوبته وهي عند اهل العلم عند جمهورهم الغزاة المتطوعون الذين لا تجرى عليهم نفقات للجهاد من بيت المال واضاف ليهم الحنابلة الحي فان الحج في سبيل الله عز وجل لكن بعض اهل العلم من المعاصرين توسع في هذا المصرف وادخل فيه كل آآ اعمال الدعوة الى الله وما يعين عليها. وهذا كلام المجمع الفقهي في رابطة الاسلامي حيث نص قراره على ان يعني آآ اعمال الدعوة الى الله يمكن تمويلها من مصرف في سبيل الله تعالوا بنا نتأمل ماذا يقول القرار نعم القرار يكون نزرا لان القول الثاني يقصد القول بشمول مصرف في سبيل الله لاعمال الدعوة. نعم قال به طائفة من علماء مسلمين وان له حظا من النظر في بعض الايات الكريمات. كقوله تعالى الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله. ثم لا يتبعون يرون ما انفقوا منا ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وفي الحديث ما جاء في سنن ابي داود ان رجلا جعل ناقة في سبيل الله فارادت امرأته الحج فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم اركبيها فان الحج في سبيل الله قالوا ونظرا الى ان القصد من الجهاد بالسلاح اعداء كلمة الله وان اعلاء كلمة الله كما يكون بالقتال يكون ايضا بالدعوة الى الله. ونشر دينه باعداد الدعاة ودعمهم ومساعدتهم على اداء مهمتهم وفي الباب حديث جاهل المشركين باموالكم وانفسكم والسنتكم ونظرا لان الاسلام محارب بالغزو الفكري والعقدي من الملاحدة واليهود والنصارى وسائر اعداء الدين. وان لهؤلاء من الدعم المادي والمعنوي فانه يتعين على المسلمين ان يقابلوهم بمثل ذلك السلاح الذي يغزون به الاسلام وبما هو انكى منه ابدا اضاف فقال نظر لان الحروب يعني الغزو والجهاد بمفهومه التقليدي اصبح له وزارات مختصة به وبنود مالية في ميزانية الدول بخلاف الجهاد بالدعوة فلا توجد له في ميزانيات غالب الدول مساعدة ولا عون من اجل هذا فان المجلس يقرر بالاكثرية المطلقة دخول الدعوة الى الله تعالى وما يعين عليها ويدعم في معنى في سبيل الله بمعنى في سبيل الله يبقى وفي سبيل الله وابن السبيل وابن السبيل هذا هو المصرف الثامن من المصارف التي ذكرتها الاية الكريمة المقصود به المنقطع عن بلده في سفر لا يتيسر له فيه شيء من ما له ان كان له مال فهو غني في بلده فقير في انقطعت به السبل لا يستطيع ان يرجع الى بلده التي جاء منها ولا الى البلد التي قصد ان يسافر بيها نفذت امواله طرقت او نفدت نفادا غير متوقع فيعطى لفقره العارض ما يستعين به على العودة الى بلده فريضة من الله هذه الصدقات التي بين الله مصارفها وذكر انواع المحاوي الذين يستحقونها. انها فريضة من الله اوجبها الله على عباده المؤمنين. والله عديم حكيم عليم باحوال الناس ومقادير حاجاتهم حكيم فيما يشرعه لهم. تطهيرا لانفسهم وتزكية لهم وشكرا لخالقهم كما قال تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلي عليهم ان صلاتك ايها الاحبة في الله نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات من سورة التوبة وحتى نلتقي الحلقة القادمة استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركات