بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من حلقات تفسير سورة التوبة التي نستهلها بقول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين امنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم الذين يؤذون النبي الاذى ما يؤلم الحي في بدنه او في نفسه ولو الما خفيفا اذا اي اصابه بمكروه يسير لن يضروكم الا اذى الاذن هو الذي يسمع من كل احد ما يقوله فيقبله ويصدقه يقال رجل اذن اي يسرع الاستماع والقبول يصدق كل ما يقال له. لا يميز بين صادق القول وكاذبه ويؤمن للمؤمنين ان يصدقهم لما علم فيهم من علامات الايمان الذي يوجب عليهم الصدق فهو يصدق المؤمنين لا الكافرين ولا المنافقين هذه الاية الكريمة بعد ان ذكر الله سبحانه من دلائل نفاق المنافقين الطعن في افعاله كايذاء الذين لمزوه في قسمه الصدقات طفى على ذلك بذكر من طعن في اخلاقه وشمائله الكريمة بقولهم ان محمدا اذن ان نحلف له يصدقنا لقد روي عن ابن عباس قال يأتي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجلس الي فيسمع منه ثم ينقل حديثه الى المنافقين وهو الذين قال لهم انما محمد اذن من حدثه شيئا صدقه فانزل الله هذه الاية ولقد روي انه اجتمع ناس من المنافقين بهم جلاس ابن السويد ابن صامد وغيره فارادوا ان يقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم فلها بعضهم بعضا. وقالوا نخاف ان يبلغ محمد ما نتقاول به فيقع بنا وقال بعضهم انما محمد اذن نحلف له فيصدقنا نزل قوله تعالى ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن اي من هؤلاء المنافقين الذين يؤذون النبي بالاقوال الردية والعيب له ولدينه ويقولون هو اذن اي لا يبالون بما بما يقولون من الاذية للنبي. ثم يقولون ان بلغه عنا بعض ذلك جئنا اعتذر اليه فيقبل منا عذرنا لانه اذن يقبل كل ما يقال له لا يميز بين صادق وكاذب يريدون بذلك انه سليم القلب سريع الاغترار بكل ما يسمع دون ان يتدبر فيه ويميز بينما هو جدير بالقبول لوجود امارات الصدق فيه. وما لا ينبغي قبوله وقصدهم قبحهم الله انهم غير مكترثين بذلك ولا مهتمين به لانهم اذا لم يبلغه ما تقاولوا به من سوء فهذا مطلوبهم واذا بلغه اكتفوا بمجرد الاعتذار بالباطل فأساؤوا من كل وجه من وجوه كثيرة اعظمها اذية نبيه الذي جاء لهدايتهم واخراجهم من الظلمات الى النور من الشقاء الى الهلاك والهدى والسعادة ومنها عدم اهتمامهم بذلك وعدم اكتراثهم به. هذا قدر زائد على مجرد الاذية ومنهم ومنها قدحهم في عقل النبي صلى الله عليه وسلم وزعمهم عدم ادراكه وعدم تفريقه بين الصادق والكاذب وهو اكمل الخلق عقلا واتمهم ادراكا واثقبهم رأيا وبصيرة صلوات ربي عليه. ولهذا قال تعالى قل اذن خير لكم يقبل من قال له خيرا وصدقا واما اعراضه وعدم تعنيفه لكثير من المنافقين المعتذرين بالاعذار الكاذبة. فانما كان ذلك لسعة خلقه وعدم اهتمامه بشأنهم وامتثاله لامر الله جل جلاله في قوله سيحلفون بالله لكم اذا انقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس ومأواهم جهنم اما حقيقة ما وقر في قلبه ورأيه انه كما قال تعالى يؤمن بالله ويؤمن بالمؤمنين الصادقين المصدقين ويعلم الصادق من الكاذب وان كان كثيرا ما يعرض عن الذين يعرف كذبهم وعدم صدقهم ورحمة للذين امنوا منكم به مهتدون وباخلاقه يقتدون واما غير المؤمنين لم يقبلوا هذه الرحمة بل ردوها فاوبقوا دنياهم واخراهم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم ومن العذاب الاليم تحتم قتل مؤذيه وشاتميه ان سب الرسول صلى الله عليه وسلم ان سب الرسول صلى الله عليه واله وسلم قد حل في اصل الدين فانه يذهب الايمان ويذهب الامان ويفقد عصمة الدماء والاموال والاعراض فسبوا النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرا وباطنا طيب بعد هذا التطواف المجمل حول هذه الاية تعالوا بنا نمضي معها رويدا رويدا رويدا ومنهم اي من المنافقين جماعة يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم يعيبونه يقولون هو اذن سامعة اسمعوا من كل احد ما يقوله ويقبله ويصدقه فهو كما قلنا يزعمون انه سليم القلب سريع الاغترار. اي يصفونه بالبلاء تريع الاغترار بكل ما يسمع دون ان يتدبر فيه ويميز ما بين ما هو جدير بالقبول وما هو جدير بالرد. وحاشاه حاشاه صلوات ربي وسلامه عليه وقد برأ الله نبيه صلى الله عليه وسلم. من هذا الافك ومن هذا الافتراء الشيطاني فقال جل من قائل وشهد وهو خير الشاهدين. قل هو اذن خير لكم نعم انه اذن ولكنه نعم الاذن. لانه اذن خير لا كما تزعمون. فهو لا يقبل مما يسمعه الا ما اعتقدوا ان فيهم حق وما فيه المصلحة للخلق وليس باذن في سماع الباطن كالكذب والنميمة واذا سمعه من غير ان يتكلف سماعه استماعه لا يقبله ولا يصدق ما لا يجوز تصديقه يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين اصدق بالله وبما يوحي اليه مما فيه خيركم وخير غيركم ويصدق المؤمنين الصادق الايمان من المهاجرين والانصار لما علمه من ايات ايمانهم الذي يوجب عليهم الصدق فيما يحدثونه به ورحمة للذين امنوا منكم ايمانا صحيحا والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم وقف عند هذه الاية في هذه الاية دليل على ان ايذاء رسول الله كفر اذا كان الايذاء فيما يتعلق بالرسالة لمنافاة ذلك لاصل الايمان اما اذاؤه في شؤونه البشرية وعاداته الدنيوية فهو حرام قطعا لكنه لا يبلغ مبلغ الكفر وايذاء الذين كانوا يطيلون المكث في بيوته لدى نسائه بعد الطعام وفيهم نزل. ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق هذا ليس عملا من اعمال الكفر لكنها لكن لا شك ان الاصرار عليه بعد تنبيه الله جل وعلا عليه يعد من المناكر ومن الكبائر وايذاء الذين كانوا يرفعون اصواتهم في ندائه ويسمونه باسمه يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون او ايذاءه بعد انتقاده الى الرفيق الاعلى بالخوض في ال بيته او في اصحابه وسبهم فان هذا ايذاء للنبي صلى الله عليه وسلم ولقد صح عنه فيما اتفق عليه الشيخان خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وصح من حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سب اصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين وعن ابن عمر الحديث النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله من سب اصحابي اذا ذكر اصحابي فامسكوا. واذا ذكرت النجوم فامسكوا. واذا ذكر القدر فامسكوا لا تسبوا اصحاب حديس متفق عليه لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفا فالايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم مانع من التعرض لما يعلم او يظن انه يؤذيه في حياته او بعد مماته صلوات ربي وسلامه عليه ثم قال تعالى يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله احق ان يرضوه ان كانوا مؤمنين. الم يعلموا انه من يحادد الله ورسوله. فان له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العزيم يحابب المحادة من الحد وهو طرف الشيء فالمشاقة من الشق وهو نصف الشيء المنشق جانبه وهما بمعنى المعاداة من العدوة بالضم وهي جانب الوادي لان العدو يكون في غاية البعد عمن يعاديه ده البغض فلا يتزاوران ولا يتعاونان كلا منهما في شق وعدوة غير التي فيها الاخر اذ هما على طرفي نقيض لقد روي عن قدادة قال ذكر لنا ان رجلا من المنافقين قال في شأن المتخلفين في غزوة تبوك الذين انزل الله فيهم ما انزل والله ان هؤلاء لاخيارنا واشرافنا وان كان ما يقول محمد حقا لهم شر من الحمر سمعها رجل من المسلمين فقال والله انما يقول محمدا حق. انما يقول محمد لحق ولا انت شر من الحمار وسعى بها الرجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فارسل الى الرجل فدعاه قالت ما حملك على الذي قلت فجعل يتلاعب ان يلعن نفسه ليتبرأ من هذه الكلمة التي قالها ويحلف بالله انه ما قال ذلك وجعل الرجل المسلم يقول اللهم صدق الصادق وكذب الكاذب فانزل الله تعالى يحلفون بالله لكم ليرضوكم. والله ورسوله احق ان يرضوه ان كانوا مؤمنين ان يحلفون لكم انهم ما قالوا ما نقل عنه مما يورث ايذاء النبي صلى الله عليه وسلم يلتمسون رضاكم بهذه الايمان الفاجرة وكان من دأبهم ان يتكلموا بما لا ينبغي ان يتكلموا به ثم يأتوا الى الصحابة فيعتذروا اليهم ويؤكدوا معاذيرهم بالايمان ليعذروه وليرضوا عنهم والله ورسوله احق ان يضل. الحال ان الاولى بالترضية الله ورسوله اولى بالترضية من المؤمنين فان المؤمنين قد يصدقونهم فيما يحلفون عليه اذا لم يكن كذبهم فيه ظاهرا ولكن الله لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. فيوحي الى رسوله من امور الغيب ما فيه المصلحة للمؤمن احق ان يرضوه ان كانوا مؤمنين ان كانوا صادقين في دعوى الايمان والا فهم كاذبون لا اله الا انت سبحانك الم يعلموا انه من يحادد الله ورسوله؟ الم يعلم هؤلاء المنافقون ان الحق الذي لا مرية فيه ان من يحادد الله ورسوله بتعدي حدوده او يلمز رسول الله في اعماله كقسمة الصدقات او في اخلاقه وشمائله كقولهم هو اذن. فجزاؤه جهنم يصلاها يوم القيامة خالدا فيها ابدا لا مخلص له منها ذلك الخزي العظيم اي ذلك العذاب والذل والهوان العظيم. الذي يصغر ويهون دونه كل خزي اخر وكل ذل اخر في الحياة الدنيا ثم قال تعالى يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبأهم بما في قلوبهم قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون. ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعفو عن طائفة منكم نعذب. طائفة بانهم كانوا مجرمين معنى الحذر الاحتراز والتحفظ مما يخشى ويحذر ومعنى الخوض الدخول في البحر او في الوحل وقد كثر استعماله في الباطل لما فيه من التعرض للاخطار نعتذر معروف طبعا الادلاء بالعذر وهو ما يراد به محو اثر الذنب وترك المؤاخذة عليه كلمة طائفة الجماعة من الناس او القطعة من الشيء. يقول ذهبت طائفة من الليل او من العمر او اعطاه طائفة من ما له هذه الايات جاءت لبيان احوال المنافقين جاءت لبياني حال من احوالهم كشفت عنه غزوة تبوك ان المنافقين كانوا يقولون القول السيئ فيما بينهم ثم يقولون عسى ان لا يفشى علينا وكان قتادة يقول كانت هذه السورة تسمى الفاضحة فاضحة المنافقين ويقال لها المنبأة لانها انبأت بمثالبهم وعوراتهم وبينت اسرارهم وهتكت استارهم فما زال الله يقول ومنهم ومنهم ويذكروا اوصافهم الا انه جل جلاله لم يعين اشخاصهم وهذا لفائدتين الاولى ان الله ستير يحب الستر على عباده. الثانية الذم على من اتصف بذلك الوصف من المنافقين الذين يتوجه اليهم الخطاب في زمن النبوة ثم من يشاكلهم ويشابههم الى يوم القيامة فتبقى العبرة هموم اللفظ لا بخصوص. السبب فكان هذا التعميم دون ذكر اسباب لتبقى هذه لهؤلاء ولكل لمن سلك مسلكهم وحذا حذوهم ممن يأتون من بعدهم الى قيام ساعة فكان ذكر الوصف اعم وانسب كما قال تعالى لان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة. لنغرينك ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا يحذر المنافقون ان تنزل على المؤمنين سورة تخبرهم بما في قلوب المنافقين وتهتك عليهم استارهم وتفشي اسرارهم فكانوا يحذرون ان تنزل سورة في شأنهم وبيان حالهم فيكون في ذلك فضيحتهم وكشف عوراتي قال تعالى قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون استهزءوا ما شئتم فان الله سينزل على رسوله ما يفضحكم به ويبين امركم. هذا كقول الله تعالى ام حسب الذين في قلوبهم مرض ان لن يخرج الله اضغامهم. وفي هذا ما فيه من التهديد والوعيد على فعلهم وكون وكونه سببا لاخراجه تعالى ما يحذرون ظهوره من مخبأات اسراره ثم قال تعالى ولان سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب اي ان سألتهم عن اقوالهم هذه التي يعتذرون عنها وهم يقولون انهم لم يكونوا فيها جادين بل كانوا هازلين لاعبينا قاصدين للتسلي والتلهي وكانوا يظنون من سفههم ومن حمقهم ان هذا عذر مقبول لجهلهم ان اتخاذ الدين هزوا ولعبا كفر محض وضلال بحت كما قال تعالى فذرهم يخوموا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون او كما قال تعالى فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون يوم يدعون لا نار جهنم دعا. هذه النار التي كنتم بها تكذبون. افسحر هذا ام فانتم لا تبصرون عن زيد ابن اسلم ان رجلا من المنافقين قال لعوف ابن مالك في غزوة تبوك ما لقرائنا هؤلاء ارغبنا بطونا واكذبنا السنة واجبننا عند اللقاء. يشتمون بذلك القراء وهم صفوة الصحابة. حملة كتاب الله عز وجل وكان قراء سادة الناس يومئذ ما لقرائنا هؤلاء اكذبنا بطونا. اكذبنا ارغبنا بطونا. واكذبنا السنة واجبرنا عند النقم خالص قال له عوف قال له كذبت ولكنك منافق لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. فذهب عوف ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم فوجد القرآن قد سبق يقول عبدالله ابن عمر فنظرت اليه متعلقا بحقب ناقة رسوله. الحقب حزام يلف على بطن ايه؟ الناقة تنكبه الحجارة اي اي تلامسه وهو يقول انما كنا نخوض ونلعب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ومعنى تنكبه الحجارة اي نالته واذته واصابته. تنكبه الحجارة نالته واذته واصابته رواية اخرى اخرجها ابن المنذر عن قتادة ايضا بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته الى تبوت اذ نظر الى الناس بين يديه يقولون اذ نظر الى اناس بين يديه يقولون ايرجو هذا الرجل ان تفتح له قصور الشام وحصونها هيهات هيهات فاطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال احبسوا علي هؤلاء الرقم فاتاهم فقال قلتم كذا وقلتم كذا؟ قالوا يا نبي الله انما كنا نخوض ونلعب فانزل الله فيهم ما تسمعون قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون ان الخوض واللعب في صفات الله جل وعلا في اياته في شرائعه استهزاء بها وهذا كفر صريح كما قال الله جل جلاله لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم يقول الم تجدوا ما تستهزئون به في خوضكم ولعبكم الا الله واياته ورسوله فقصرتم ذلك عليهما؟ هل ضاقت عليكم سبل القول فلم تينوا ما تخوضون فيه وتلعبون به غير هذا ثم تظنون بعد هذا ان معاذيركم تقبل وتدلون بها بلا خوف ولا وجن استهزاء بايات الله عز استهزاء بشرائع الله عز وجل. الاستهزاء آآ يعني برسول الله صلى الله عليه وسلم. الاستهزاء باهل الدين لتدينهم كل هذه اعمال كفر لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانك ونحن هنا كما قلنا نصف الافعال لا شك افعال كفرية استهزاء بالله باياته برسوله بالمؤمنين لايمانهم باهل الدين لتدينهم لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم لا تذكروا هذا العذر لدفع هذا الجرم لان الاقدام على الكفر لاجل اللعب لا ينبغي ان يكون داركم هذا اقرار منكم بذنبكم. وهذا يوصمكم بوصمة الكفر الا ان تتوبوا ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة بانهم كانوا مجرمين ان نعفو عن بعضكم لانابتهم وتوبتهم ونعذب اخرين لاجرامهم واصرارهم فان من تاب من كفره ونفاقه عفي عنه من اصر عليه واظهره عوقب به باب التوبة مفتوح فتحه الله عز وجل لا يملك ان يغلقه احد من الناس. مفتوح الى قيام الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها على مستوى عموم الامة على مستوى احاد الناس تقبل توبة ما لم يغرغر يوم ياتي بعض ايات ربك اي طلوع الشمس من مغربها لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت ايمانها خيرا اية اخرى سورة النساء وليست الامة على الله للذين يعملون السيئات حتى اذا جاء احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار نعم وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا جاء احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار ايضا احبتي الحديث تقبل توبة العبد ما لم يغرغر ثم يقول الله جل جلاله المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم نسوا الله فنسيهم ان المنافقين هم الفاسقون بعضهم من بعض اي متشابهون في الميثاق وصفا وعملا كما تقول لصاحبك انت مني وانا منك. اي امرنا واحد لا افتراق فيه ايه المنكر؟ اما ان يكون شرعيا وهو ما يستقبحه الشرع وينكره او ان يكون فطريا وهو ما تستنكر الفطر السوية والعقول السوية لمنافاته للفضائل والمنافع والمصالح العامة وضده المعروف ومعنى قبض الايدي الكف عن العطاء والبذل. وضبه البسط نسوا الله تركوا اوامره فنسيهم اي تركهم وحرمهم من توفيقه وهدايته ورحمته جل جلاله الفسق هو الخروج عن طاعة الله عز وجل اللعن هو الابعاد عن رحمة الله. الابعاد من الرحمة والاهانة والمذلة طيب تعالوا يعني نرى المعنى الاجمالي لهذه الاية الله جل وعلا ذكر انواعا من قبائح المنافقين كان ذكرانهم واناثهم يفعلونها وقرنها بالوعيد الشديد بما اعد لهم من الجزاء في زمرة اخوانهم الكفرة الذين كانوا من قبلي المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض اي اهل النفاق رجالا ونساء يتشابهون في صفاتهم واخلاقهم واعمالهم كما قال الشاعر تلك العصا من هذه العصية الهند الحية الا حية ثم بين وجه هذا التشابه فقال يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم اي ان بعضهم يأمر بعضا بالمنكر الكذب والخيانة ونقض العهد ونحوه وفي الحديث اية المنافقين اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان وينهون عن المعروف كالجهاد في سبيل الله. وبذل المال في سبيل الله للقتال قد حكى الله ذلك عن بعضهم فقال هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا واقتصر من منكراتهم الفعلية على الامتناع من البر لانه شرها واشنعها واقواها دلالة على النفاق. كما ان الانفاق في سبيل الله من اقوى دلائل الايمان. فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى نسوا الله فنسيهم اي تركوا التقرب الى الله جل جلاله بفعل اوامره وترك مساخطه ولم يعد يخطر ببالهم ان له عليهم حق الطاعة والشكر واتبعوا اهواءهم ووساوس شياطينهم فجزاهم الله على ما فعلوا بان تركهم من لطفه وتوفيقه ورحمته جل جلاله ان المنافقين هم الفاسقون ان المنافقين الخارجين عن الصراط السالكين سبيل الشيطان هم اكثر الناس فسوقا وخروجا عن طاعة الله ومن جميع الفضائل حتى من الكفار الذين يعتقدون صدق عقائدهم الباطل وهم لا يبلغون مبلغهم في الفسوق والخروج عن طاعة الله والانسلاخ من فضائل الفطن السليمة ثم بين الله جل جلاله ما اعده لهم فقال وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها يصلونها ماكثين فيها ابدا. لاحز لقد قدم المنافقين في الوعيد على الكفار للايذان بان المنافقين وان اظهروا الايمان وعملوا اعمال الاسلام شر من الكفار. ان المنافقين في في الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم. اي ان نار جهنم فيها من الجزاء ما يكفيهم في الاخرة عقابا لهم على اعمالهم وعليهم لعنة الله في الدنيا والاخرة. في عاجل امرهم واجله بحرمانهم من الرحمة التي لا يستحقها الا المؤمنون الصادقون ولهم عذاب مقيم بالاضافة الى النار السموم الذي يلفح وجوههم كالحميم الذي يسهر ما في بطونهم. كالضبيع الذي لا يسمن ولا يغني من جوع كشجرة الزقوم ان شجرة الزقوم طعام اثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم خذوه فاعتلوه الى سواء الجحيم. ثم صبوه فوق رأسه من عذاب الحميم. ذق انك انت العزيز الكريم وكحرمانهم من لقاء الله وكرامته والنظر الى وجهه الكريم بالحجاب الذي يحول بينهم وبين رؤيته. كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فكما اذن للمؤمنين بالرؤية في الرضا حجب الكفار وحبسوا في السخط كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم انهم لصانوا الجنة اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر تعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم ان شاء الله حلقة القادمة حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته