بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا حيثما كنتم. ومرحبا بكم مجددا. مع المحاضرة الثالثة عشرة من محاضرات تفسير سورة التوبة لكي يتصل حديثنا في المحاضرة السابقة مع حديثنا في هذه المحاضرة نبدأ بسرعة مع قول الله جل جلاله المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم. نسوا الله فنسيهم ان المنافقين هم الفاسقون وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم النفاق مخالفة الظاهر للباطل ان يظهر المنافق خلاف ما اسر في قلبه وفي ضميره النفاق كما تعلمون نوعان نفاق اكبر او نفاق اعتقاد وهو اظهار الايمان وابطال الكفر واصحابه في الدرك الاسفل من النار. ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا. ما لم يتوبوا قبل موتهم باب التوبة مفتوح. تقبل توبة العبد ما لم يغرغر نوع الثاني من النفاق نفاق عمل نفاق اصغر وهو التلبس ببعض اعمال المنافقين مع بقاء اصل الايمان في القلب اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب اذا وعد اخلف اذا اؤتمن خان ومن خصالهم ايضا اذا عاهد غدر اذا خاصم فجر هذه بعض خصال النفاق. من تلبس بشيء منها مع بقاء اصل الايمان في قلبه كان فيه شعبة من النفاق حتى يدعها وهؤلاء اذا كان المنافقون النفاق الاكبر كانوا اضر شيء على الامة والملة. فان اصحاب النفاق الاصغر كذلك لهم من السوء ومن الاضرار بمن يخالطهم. كذلك ما لا تصفه الكلمات. ان هؤلاء يمدحونك في ضجة ويخونونك في صمت لا خير في ود امرئ متملق حلو اللسان وقلبه يتلهب يلقاك يحلف انه بك واثق واذا توارى منك فهو العقرب يعطيك من طرف اللسان حلاوة ومنك كما يروغ الثعلب. واذا الصديق لقيته متملقا فهو العدو وحقه يتجنب المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض اي متشابهون فيه وصفا وعملا فاهل النفاق رجالا ونساء يتشابهون في صفاتهم واخلاقهم واعمالهم كما قال تعالى ذرية بعضها من بعض ثم بين وجه هذا التشابه فقال يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم ان بعضهم يأمر بعضا بالمنكر كالكذب والخيانة واخلاف الوعد والفجر في الخصومة ونقضي العهد ونحو ذلك كما جاء في الحديث اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان وينهون عن المعروف كالجهاد في سبيل الله. وبذل المال في سبيل الله للقتال. وقد قص الله ذلك عنهم كتابه الكريم فقال جل من قائل هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفض واقتصر جل جلاله من منكراتهم الفعلية على الامتناع عن البذل. لانه شرها واضرها واقواها دلالة على النفاق كما ان الانفاق في سبيل الله اقوى دلائل الايمان. فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. الصدقة برهان. نسوا الله فنسيهم اي نسوا ان يتقربوا اليه بفعل ما امر به وترك ما نهى عنه فجازاهم على ما فعلوا بحرمانهم من لطفه وتوفيقه في الدنيا ومن الثواب في الاخرة النسيان ضد الذكر والحفز. هو مشترك بين معنيين بين ترك الشيء ذهولا وغفلة او ترك الشيء مع التعمد ان تتعمد تركه كما قال تعالى ولا تنسوا الفضل بينكم اي لا تقصدوا الترك اهمال فمعنى نسوا الله فنسيهم اي تركهم ولم يوفقهم الى ما وفق اليه المؤمنين الصادقين. فالله جل وعلا يهدي من شاء فضلا ويضل من شاء عدلا. ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب ابن كثير يقول في قوله تعالى فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا اي نعاملهم معاملة من نسيهم فان الله تعالى لا يعزب عن علمه شيء في الارض ولا في السماء كما قال تعالى في كتاب لا يضيق قل له ربي ولا ينسى. اما قوله تعالى وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا. او وقوله تعالى كذلك اتتك اياتنا فنسيتها. وكذلك اليوم تنسى اي نترككم. كما تركتم لقاء يومكم هذا يتركهم في النار او يتركهم من الرحمة كما تركوا ان يعملوا للقاء هذا اليوم قد سئل احد اهل العلم من المعاصرين كيف كيف نجمع بين قوله تعالى اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء هذا وقوله تعالى لا يضل ربي ولا ينسى فكان جوابه النسيان المذكور في الايتين مختلف النسيان الذي نفاه الله عن نفسه النسيان بمعنى الغفلة والذهول. والله جل جلاله منزه عن ذلك. لان هذا من النسيان نقص وعيب. اما النسيان المثبت لله سبحانه وتعالى فمعناه تركهم في الضلال. اعراضه عنهم جل جلاله تركهم في العذاب هذا من باب المقابلة والمجازاة. لما تركوا اوامره واعرضوا عن ديني تركهم الله واعرض عنه فكلمة النسيان كلمة مشتركة تفسر في كل مقام بحسبه. ان المنافقين هم سكون المنافقون الناكبون عن صراط الله المستقيم المائلون الى سبيل الشيطان هم اكثر الناس فسوقا وخروجا عن الفضائل ان المنافقين هم الفاسقون اي اكثر الناس فسقا وخروجا عن اصل طاعة الله عز وجل والا قد ورد الوصف بالفسق لاصحاب المعاصي كالذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات ونحو ذلك ثم بين الله جل جلاله ما اعده لهم ولامثالهم من العقاب فقال وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها يصلونها ماكثين فيها ابدا هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم. اي ان نار جهنم فيها من الجزاء فيها من الظى ومن السعير ومن ما يكفيهم عقابا لهم في الاخرة على اعمالهم وكفى بجهنم سعيرا اليس في جهنم مثوى للكافرين؟ اليس في جهنم مثوى للمتكبرين؟ ثم قال ولهم عذاب مقيم غير جهنم كالسموم الذي يلفح وجوههم. الحميم الذي يسهر ما في بطونهم. الضريع الذي لا يسمن ولا لا يغني من جوع. حرمانهم من لقاء الله وكرامته والحجاب دون رؤيته. كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم انهم لصانوا الجحيم ثم قال تعالى كالذين من قبلكم كانوا اشد منكم قوة واكثر اموالا واولادا فاستمتعوا خلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم. كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك هم الخاسرون. اي انتم ايها المؤذون لله ورسوله والمؤمنين شأنكم كشأن من سبقكم من المنافقين الذين خلوا من قبلكم في اقوام الانبياء السابقين لقد دمتم باموالكم واولادكم كما كما فتنوا. وغررتم بدنياكم كما غروا بها لكنهم كانوا اشد منكم قوة واكثر منكم اموالا واولادا وكان جل مطلبهم وغاية سعيهم. التمتع بنصيبهم وحظهم الدنيوي من الاموال والاولاد فاطغتهم الدنيا واغرتهم لذاتها وشهواتها اغرتهم لذاتها وشهواتها واهواؤها لم يكن لهم في حياتهم مقاصد شريفة كالتي يقصدها اهل الايمان بالله ورسله من اعلاء كلمة الحق واقامة ميزان العدل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاستمتعوا بخلاقهم كما فاستمتعتم باخلاقكم اي حظكم ونصيبكم من الدنيا كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا دخلتم في الباطن كما دخلوا على ما بين الحالين من الفوارق الذي كانت تقتضي ان تكونوا اهدى منهم سبيلا انكم حذوتم حذوهم وسلكتم سبيلهم. مع توافر الدواعي لكم وعندكم على فعلي ضد ما تعملون النتيجة اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة. واولئك هم الخاسرون ان المستمتعين بخلاقهم وحظهم الخائضين في الباطل الذين نسوا الله فانساهم انفسهم الذين استدبروا الايمان وراء ظهورهم حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة. حبطت اعمالهم الدنيوية فكان ضررها اكبر من نفعها لهم انما يريد الله فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون ثم حبطت اعمالهم في الاخرة لان الله جل وعلا لا يقبل عملا الا اذا كان منبثقا من مشكاة الايمان ان الايمان شرط في صحة جميع الطاعات شرط في قبولها كما لا تقبل صلاة بغير طهور لا تقبل عبادة بغير ايمان نعم لقد اصاب هؤلاء من عذاب الله في الدنيا والاخرة. كما اصاب من قبلهم وآآ حبطت اعمالهم بطلت مساعيهم. فلا ثواب لهم عليها لانها فاسدة في الدنيا والاخرة. واولئك هم الخاسرون. هل هل ننبئكم هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. اولئك الذين كفروا ايات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ابن عباس يقول في هذه الاية هؤلاء بنو اسرائيل شبهنا بهم لا اعلم الا انه قال هذا عكرم الذي يروي عنه والذي نفسي بيده لتتبعنه حتى لو دخل الرجل منه جحر ضب لدخلتموه. وفي حديث ابي هريرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لتتبعون عدنا سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بذاع. حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فقالوا ومن هم يا رسول الله؟ اهل الكتاب قال فمن؟ وهل القوم الا اولئك ثم نبههم وحذرهم سوء عاقبة اعمالهم فقال الم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم واصحاب مدين والمؤتفكات اتتهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. الم يأتهم خبر الذين كانوا من قبلهم حين عصوا رسلهم وعتوا عن امر ربهم فاخذهم العذاب كالطوفان الذي اغرق قوم نوح والريح العقيم التي اهلكت عادا ومهول والصيحة التي اخذت ثمود والعذاب الذي هلج به النمرود الذي حاول احراق ابراهيم والخسف الذي نزل بقرى قوم لوط وقد قالت تعالى فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا وهم يظلمون ما كان من سنة الله. ولا من مقتضى عدله وحكمته ان يظلمهم. فان الله قد حرم الظلم على نفسي واجعل له وجعله بين عباده محرما ان الله جل وعلا قد اعذرهم وانذرهم ليجتنبوا هذا المصير الاسود لكنهم كانوا يظلمون انفسهم بجحودهم وعنادهم وعتوهم عن امر ربهم ورسله نعم فالله جل وعلا وعظ هؤلاء المنافقين المكذبين بالرسل يقول لهم الم تخبروا خبر من كان قبلكم من الامم المكذبة للرسل تلك قوم نوح وما اصابهم من الغرق العام لجميع اهل الارض الا من امن بعبده ورسوله نوح وعاد كيف اهلكه بالريح العقيم وثمود كيف اخذتهم الصيحة لما كذبوا نبيهم وعقروا الناقة وقوم ابراهيم كيف نصره الله عليهم وايده بالمعجزات الظاهرة. واصحاب مدين وهم هم قوم شعيب وكيف اصابتهم الرجفة واصابهم عذاب يوم الظلمة. والمؤتفكات وهم قرى قوم لوط وكما قال تعالى والمؤتفكة اهوى. اي الامة المؤتفكة والغرض ان الله جل وعلا عن اخرهم بتكذيبهم نبي الله نوح عليه السلام واتيانهم الفاحشة. التي لم يسبقهم اليها احد من العالمين. فما كان الله ليظلمهم باهلاكه اياهم. لانه اقام عليهم الحجة بارسال الرسل كما قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. ثم قال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة يطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله. ان الله عزيز حكيم. وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم بعضهم اولياء بعض الولاية ضد العداوة. تشمل ولاية النصرة ولاية المحبة والاخوة والمودة هذا للمؤمنين والمؤمنات ونصرة المؤمنات للمؤمنين تكون فيما دون القتال من الاعمال متعلقة بتعبئة الجيوش من الامور المالية والبدنية. وقد كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء الصحابة يخرجن مع الجيش يسقين الماء ويجهزن الطعام ويحرضن على القتال ويرددن المنهزم من الرجال حديث انس لتقولوا اه نعم يقول لما كان يوم احد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولقد رأيت عائشة بنت ابي بكر وام وانهما لمشمرتان ارى خدم سوقهما يعني اي الخلاخل تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في افواه القوم ثم ترجعان فتملأنها ثم تجيئان فتفرغانها في افواه القوم. حديث متفق عليه عليه وهذا كان قبل امر النساء بالحجاب وتحريم النظر اليهن فالمقصود ان هذا ثابت في خروج النسوة في الحرب في الجهاد في سبيل الله لمساعدة المجاهدين ومؤازرتهم في اللوجستية كما يقولون لاحظوا شيء الله جل وعلا قال في وصف المؤمنين بعضهم اولياء بعض وقال في وصف المنافقين بعضهم بالبعض فارغ دقيق يحتاج الى تأمل المؤمنون بينهم اخوة صادقة. بينهم مودة صادقة. بينهم تعاون وبينهم تراحم. حتى شبه النبي صلى الله الله عليه وسلم جماعتهم بالجسد الواحد وبالبنيان يشد بعضه بعضا. فبينهم ولاية النصرة في الدفاع عن الحق العدل واعلاء كلمة الله. اما المنافقون يشبه بعضهم بعضا في الذبذبة لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء في الريبة في الشك وما يتبع ذلك وينبني عليه من الجبن والبخل. وهذا بطبيعة الحال يمنع من التناصر ببذل النفس والمال. وقصارى ما يفعله بعضهم لبعض. التعاون بالكلام وبما لا اي يشق من الاعمال ومن ثم اكذب الله منافقي المدينة في وعدهم لليهود بنصرهم على النبي والمؤمنين اه نعم كما قال تعالى الم تر الى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب. لان اخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احدا ابدا وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون. لئن اخرجوا لا يخرجون ولئن قوتلوا لا ينصرونهم. ولئن نصروهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون لانتم اشد رهبة في صدورهم من الله يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. لقد وصفهم صفات وهي تضاد ما وصف به المنافقين انهم يأمرون بالمعروف ولكن المنافقين يأمرون بالمنكر انهم ينهون عن المنكر ولكن المنافقين ينهون عن المعروف انهم يؤدون الصلاة بخشوعها واخبات واخبات قلوب لله جل جلاله لكن المنافقين اذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا يعطون الزكاة المفروضة لكن المنافقين يقبضون ايديهم وان بذلوا شيئا فهم يبذلونه رئاء الناس وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله. ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى. ولا ينفقون الا وهم كارهون فهم يتخذون ما ينفقون مغرما ويتربصون بالمؤمنين الدوائر عليهم دائرة السوء ان المؤمنين يستمرون على طاعة الله بترك ما نهوا عنه وفعل ما امروا به لكن المنافقين فاسقون خارجون عن طاعة الله اولئك سيرحمهم الله في الدنيا والاخرة يوفقهم الى طاعته ويثيبهم عليها يقابل هذا نسيانه للمنافقين ولعنه اياهم. ان الله عزيز حكيم عزيز لا يمتنع عليه شيء من وعده ولا وعيده وهو حكيم لا يضع شيئا منهما في غير موضعه ثم بين الله جل وعلا ما وعد به عباده المؤمنين فقال وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن. الجنات البساتين الملتفة الاشجار التي تجن ما تحتها اي تستر ما تحتها تغطيه وتستره. ولا شك ان جريان ان جريان الانهار من تحت اشجارها يزيدها بهاء وجمالا ومساكن طيبة في جنات عدن الدور والخيام. التي يطيب لساكنيها المقام فيها لاحتوائها على ما لم على ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر جنات عدن اي جنات اقامة واستقرار فهي جنات الاقامة والخلود. جنة الخلد. جنة المأوى ورضوان من الله اكبر وهو مقام رؤيته تعالى التي تكمن بها معرفته ورضوان من الله اكبر. اليوم احل عليكم رضواني فلا يسخط عليكم بعدها ابدا للذين احسنوا الحسنى وزيادة الحسنى الجنة. الزيادة النظر الى وجه الله الكريم في دار الكرامة وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناضرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرا ذلك هو الفوز العظيم الذي يجزى به المؤمنون المخلصون لا غيره من حزوز الدنيا الفانية التي يتكالب عليها المنافقون ثم قال تعالى يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس النصير الجهاد استفراغ الجهد والوسع في مدافعة العدو درءا للحراب وكفا للعدوان ونصرة للمستضعفين. وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين والمجاهدة انواع جاهدوا المشركين بايديكم والسنتكم واموالكم. فالجهاد به باللسان وبالمال اظهر انواع الجهاد في واقعنا المعاصر. وقد قال تعالى فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا. جهزهم بالقرآن. فالجهاد باللسان اقامة الحجة والبرهان والجهاد به الين من اجل دفع الصائل ودرء الحراب وكف العدوان بكل الوسائل الحربية المتاحة فبعد ان وصف الله المؤمنين بشريف الصفات ووعدهم باجدد الثواب وارفع الدرجات. اعاد الكرة الى تهديد المنافقين وانذارهم بالجهاد انهم استرسلوا في اظهار ما ينافي الاسلام من الاقوال والافعال واسترسلوا في استطالتهم على جماعة المسلمين وعدوانهم عليهم فامروا يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ابذل جهدك. في في مقاومة هاتين الطائفين اللتين تعيشين بين تعيشان بين ظهرانيك كما يبذلان من جهد في عداوتك ولاحظوا اتفقت الامة على ان المنافقين يعاملون باحكام الشريعة كالمسلمين الصادقين. فلا يقاتل المنافقون الا اذا ارتدوا على ادبارهم واظهروا كفرهم او بغوا على جماعة المسلمين بالقوة او امتنعوا من اقامة شعائر الاسلام واركانه وابن عباس كان يقول جهاد الكفار بالسيف وجهاد المنافقين باللسان اي بالحجة والبرهان لقد عصموا دماءهم واموالهم بكلمة التوحيد التي تترسوا بها وحسابهم على الله عز وجل يبقى جهاد الكفار بالسيف وجهاد وجهاد المنافقين باللسان اي بالحجة والبرهان. وهو جهاد فيه مشقة عظيمة لانه موقف وسط بين الرحمة واللين للمؤمنين المخلصين وبين الشدة في قتال الاعداء المحاربين هذا جهاد مع المنافقين يجب فيه اقامة العدل واجتناب الظلم وقد اثر عن عمر انه قال اذلوهم ولا تظلموهم. في هذه الغلظة على المنافقين تربية لهم وعقوبة يرجى ان تكون سببا في هداية من لم يطبع الكفر على قلبه. من لم تحط به خطيئات بنفاقه فتقطيب الوجه في وجوههم تحقير لهم وآآ حمل لهم على التوبة وعلى الانزيار وعلى الانكفاف عما هم فيه من السوء عندما يرون وحشة واكفهرا في وجوه مؤمنين من حولهم فمن يرى انه محتقر بين قومه يضيق صدره ويحاسب نفسه ويثب الى رشده ويتوب الى ربه. وقد كانت هذه السياسة الحكيمة سببا في توبة اكثر المنافقين واسلام الاف الالاف من غير المسلمين. ومأواهم جهنم وبئس المصير لا مأوى لهم يلجأون اليه الا دار العذاب التي لا يموت من اوى اليها ولا يحيا وبئس المصير ساءت مستقرا ومقاما. اجتمع لهم عذابان عذاب الدنيا بالجهاد والغلضة وعذاب الاخرة بان تكون النار هي المأوى وهي المثوى وهي المستقر الاخير ساءت مستقرا ومقاومة وقد اعد الله لهم فيها من الاغلال والنكاد والجحيم نار تطلع على الافئدة انها عليهم مؤصدة في عمد ممددة الذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلون ولهم مقامع من حديد اسأل الله لي ولكم العافية وحسن الخاتمة الهي لست للفردوس اهلا ولا اقوى على نار الجحيم الهي توبة واغفر ذنوبي فانك غافر الذنب العظيم اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات حتى نلتقي بكم في الحلقة القادمة استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته