بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم. ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الرابعة عشرة من تفسير سورة التوبة واه مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها النبي جاهدوا الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير لقد كانت هذه الاية اخر اية ادفنها فيها ليتصل حديثنا في حلقة في الحلقة الماضية مع حديثنا في هذه الحلقة. يا ايها الذين مشرا للدعوة ومنعا للفتنة في الدين ونصرة للمستضعفين والجهاد قد يكون باللسان بلاغا عن الله ورسالاته وقياما بحجته على عباده بالحكمة والموعظة الحسنة وقد يكون باليد درءا للحرابة وكفا للعدوان الواقع او المتوقع على جماعة المسلمين ونصرة للمستضعفين والجهاد من الامور العظام التي تناط بالسلطان واصحاب الولايات العامة فلا مدخل فيها لاحاد الناس الا ما تعلق بدفع الصائل ولا يصلح الا عند تحقق القدرة وغلبة المصلحة وفي عالم الفضاءات المفتوحة واحترام الخصوصيات الدينية والشيوع ثقافة حماية حقوق الانسان وتجريم الاضطهاد الديني ما اغنى عن جهاد الطلب الذي ما طبع الا لحماية الدعوة ومنع الفتنة في الدين ونصرة المستضعفين ثم نؤكد ليس من الجهاد المشروع اعمال العنف التي تنتهك الحرمات وتدمر مقدرات الشعوب وتطال الابرياء من المسلمين او من غيرهم. سواء اكانت من الافراد ام من الجماعات ام من الحكومات؟ بل ذلك من المحرمات القطعية في الاسلام ثم قال تعالى يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله. هذا حديث عن طائفة من المنافقين ولم تزل سورة التوبة تتحدث عن طوائف من المنافقين تهتك استارهم وتكشف المخبوء من احوالهم. وتعرضها على جماعة المسلمين بل على الدنيا باسرها وكانما نقرأ من كتاب مفتوح يحلفون بالله ما قالوا. اختلف اهل العلم في من هؤلاء الذين قال الله جل جلاله فيهم يحلفون بالله ما قالوا وما هو هذا القول الذي قالوه بعض اهل العلم يقول لقد نزلت في الجلاس ابن سويد ابن الصامت لقد قال ان كان ما جاء به محمد حقا لنحن اشر من الحمر. اشر من الحمير فقال له ابن امرأته ربيبه والله يا عدو الله لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قلت فاني ان لم افعل اخاف ان تصيبني قارعة وان اؤاخذ بخطيئتك. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الجلاس فقال يا جلاس اقلت كذا وكذا فحلف بالله ما قال فانزل الله تعالى يحلفون بالله ما قالوا. ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا في تفسير اخر يقول انها نزلت في عبدالله بن ابي بن سلول. والكلمة التي قالها لها قصة عندما اقتتل رجلان احدهما من جهينة والاخر من غفار. ثم ظهر الغفاري على الجهني. فقال عبدالله بن ابن ابي للاوس انصروا اخاكم فوالله ما مثلنا ومثل محمد الا كما قال القائل سم من كلبك يأكلك جوع كلبك يتبعك. لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فسعى بهذه الكلمة رجل من المسلمين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فارسل عبدالله ابن ابي فسأله عما قال فجعل يحلف بالله ما قاله. فانزل الله تعالى يحلفون بالله ما قالوا. ولقد قالوا متل كفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا. هذه الجرائم الموجبة لجهادهم. الاية السابقة يا ايها النبي ليجاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم. ثم في هذه الاية بيان لبعض الجرائم الموجبة لجهادهم. اظهروا الكفر بالقوم ثم هموا بالفتق بالنبي صلى الله عليه واله وسلم عند منقلبه من غزوة تبوك النبي صلى الله عليه واله وسلم عندما كان راجعا من غزوة تبوك وامر الناس ان يسيروا ببطن الوادي واخذ هو طريق العقبة ومعه اثنان من الصحابة ثم هم هذا الرهط هؤلاء الرهط من المنافقين هموا بالفرق بالنبي صلى الله عليه وسلم ان يسقطوه من على رأس العقبة ان يزاحموه وان يغشوه وكان الوقت ليلا. كان الوقت زلاما فامر احد اصحابه ان يضرب في وجوه رواحلهم فالقي الرعب في قلوبهم واخبر الله نبيه صلى الله عليه واله وسلم بما هم به. النبي صلى الله عليه وسلم امر حذيفة ابن اليمان وعمار ابن ياسر فمشي معه. وامر عمار ان يأخذ بزمام الناقة وامر حذيفة ان يسوقها فبينما هم يسيرون اذ سمعوا وكزت القوم من ورائهم قد غشوا. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وامر حذيفة ان ان يردهم فرجع ومعه محجن عصى معكوفا واستقبل وجوه رواحلهم فضربهم ضربا بالمحجن بالمحجن وابصر القوم وهم متلثمون ويظن ان هذا التلثم مجرد فعل المسافر لكن القوم كانوا قد اضمروا هذه النية الخبيثة وتلثموا لا يعرف اضمن الفك بالنبي صلى الله عليه وسلم. ولكن الله جل وعلا اطلعه على ذلك فرجعوا على اعقابهم خاسرين خائبين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة هل عرفت من هؤلاء الركب احدا فقال عرفت راحلة فلان وفلان كانت ظلمة الليل وغشيتم وهم متلثمون. فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل علمتم ما كان شأن الركب وماذا ارادوا؟ قالوا لا والله يا رسول الله. وقال انهم مكروا ليسيروا معي حتى اذا طلعت في العقبة طرحوني منها قالوا اولا تأمر بهم يا رسول الله؟ اذا فنضرب اعناقهم قال اكره ان يتحدث الناس ان يقولوا ان محمدا قد وضع يده في اصحابه عندما يتحدس الناس ان محمدا يقتل اصحابه ولا يعرف الناس حيثيات هذا المشهد ولا تفاصيله يؤدي هذا الى فتنة بعض من يريدون الدخول في في الدين لانه يخشى ان ما اصاب هؤلاء اللهم اهدنا سواء السبيل في في الباب حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال في امتي اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلجأ الجمل في سم الخياط حتى يلج الجمل في سم الخياط. يعني ثقب الابرة لا يدخلون الجنة ابدا كما لا يدخل الجمل في ثقب الابرة ابدا. هؤلاء هم الذين هموا ان يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في طريق عودته وقد ذكر هذا الحافظ ابن كثير وغيره من اهل التفسير ثم قال تعالى وما نقموا منهم الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله. هذه الصيغة تقال حيث لا ذنب كما قال تعالى وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد. وهل الايمان بالله ذنب يستحق النقمة وان اصحاب الاخدود الحرائق لكي يفتنوا فيها المؤمنين والمؤمنات وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم ما ينقم ابن جميل الا ان كان فقيرا فاغناه الله ايش قصة ما قصة هذا الحديس نعم لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة. فقيل منع ابن جميل ومنع خالد بن الوليد ومنح العباس ثلاثة منعوا الصدقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ينقم ابن جميل الا انه كان فقيرا فاغناه الله. ما الذي يحمله على منع الصدقة وقد كان فقيرا فاغناه الله من فضله. واما خالد فانكم تظلمون خالدا. لقد احتبس اذراعه واعتاده في سبيل الله ما عنده من اذرع جعلها وقفا في سبيل الله. والمال الموقوف ليس فيه زكاة. مسلا من المسجد هذا لو كان في مليون دولار اكسر اقل هذا ليس مالا زكويا لان هذا المال كله مرصد في سبيل الله عز وجل طوال الوقف ليست اموالا زكوية لانها جميعا في سبيل الله عز وجل اما العباس فهي علي ومثلها معها العباس كان قد اسلف النبي صدقة عامين. انا كنا احتجنا فاستسلفنا العباس صدقة عامين. فالنبي صلى يقول العباس لما منع لانه دفع مقدما دفع صدقة عامين فهي علي مش فقط ومثلها معها لانه دفع صدقة عامين ثم قال يا عمر اما علمت ان عم الرجل صنو ابيه يبقى معنى هي علي ومثلها معك اني تسلفت منه زكاة عامين وهذا دليل للذين يقولون بجواز تعجيل الزكاة عن ميقاتها. والذين قالوا لا يجوز لهم تفسير اخر معناه انا اؤديها عنه وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم اخر عن العباس الى وقت يساره من اجل حاجته اليها لكن الصحيح والصواب اني تعجلت ومنه استسلمت منه صدقة عامين فهذه الزكاة عندي بل ومثلها ايضا عندي لاني استسلمت منه صدقة تعاميت فان يتوبوا يكن خيرا لهم ان يتب هؤلاء المنافقون من النفاق وما يصدر عنهم من مساوئ الاقوال والافعال. فان هذا المتاب يكون خيرا لهم في الدنيا والاخرة بالدنيا سوف ينعمون باقبال النبي صلى الله وسلم عليهم وبشاشته في وجههم ومخالطة المسلمين لهم بالحسنى بدلا من قوله واغلظ عليهم عندما يتوبون. يكونون لهم ما للمؤمنين وعليهم ما عليهم ومن رحمة الله عز وجل ان التوبة لا تغلق ابوابها ابدا حتى تطلع الشمس من مغربها وعلى مستوى الشخص لا تقبل توبة العبد ما لم يغرغر تقبل توبة العبد ما لم يغرغر. ان الله جل وعلا ابقى باب التوبة مفتوحا ليبقى المذنب دائما على امل وعلى رجاء عندما يرجع الى الله عز وجل ان الله جل وعلا يتقبل توبته ويعفو عنه واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم. سورة ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحرير فبعد ان فتنوا اولياءه واحرقوهم بالنيران وجيء بهم جماعات جماعات ليفتنوا على النار لو تابوا لتاب الله جل جلاله عليهم تقبل توبة العبد ما لم يغرغر ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي فان يتوبوا يكوا خيرا لهم وان يتولوا يعذبهم الله عذابا اليما في الدنيا والاخرة. نعم في الدنيا بما ايلازم قلوبهم من الخوف والهلع والجزع كما قال تعالى لو يجدون ملجأ او مغارات او مدخلا لولوا اليه وهم يجمعون. يحسبون كل صيحة عليهم فهم في جزع دائم وقلق دائم وهم ملازم. واما في الاخرة فحسبك قول الله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسر بني من النار النار التي تطلع على الافئدة. انها عليهم مؤصدة في عمد ممددا. وما لهم في الارض من ولي ولا نصير في الدنيا اغلقت الابواب في وجوههم. لان الله جعل الاخوة والموالاة الايمانية والنصرة وقفا على المؤمنين والمؤمنات دون المنافقين والمنافقات واما في الاخرة فقد اصطفى قادت النصوص وتظاهرت انه لا ولي ولا ظهير للكفار والمنافقين ثم نبدأ بعد هذا مع قول الله جل جلاله ومنهم اي ومن المنافقين من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقون بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا الم يعلموا ان الله يعلم سرهم ونجواهم وان الله علام الغيوب. هذا بيان لحال طائفة اخرى من المنافقين اغناهم الله جل وعلا من فضله اعطوا الله عهدا وميثاقا لان اغناهم الله من فضله ليشكون الله على نعمه بالتصدق منها وباخراج حقوق الله جل جلاله منها وبعمل الصالح فيها من صلة الرحم والانفاق في سبيل الله وغير ذلك مما فيه خير الامة وسعدته فلما اتاهم من فضله بخلوا به. لما رزقهم واعطاهم ما طلبوا. بخلوا بما اتاهم. امسكوه فلم يتصدقوا منه بشيء. ثم تولوا وانصرفوا عن الاستعانة به عن الطاعة كما عاهدوا الله جل جلاله فماذا كانت النتيجة فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه اي اعقبهم ذلك البخل والتولي بعد العهد الموثق باوكد الايمان واغلظها اعقبهم نفاقا متمكنا من قلوبهم ملازما لها الى يوم الحساب في الاخرة لا رجاء معه في التوبة ثم ذكر سببين لهذا اخلاف الوعد والكذب. بما اخلف الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ان سنة الله في البشر قد جرت ان من يعمل بما يقتضيه النفاق يتمكن النفاق من قلبه ويقوى. وان من يعمل بما يقتضيه الايمان يتمكن الايمان في قلبه ويزداد قوة ورسوخا ان الايمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي من درج على اعمال النفاق يتمكن النفاق من قلبه. من درج على اعمال الايمان واقبل عليها لله جل جلاله قصده فان هذا يمكن الايمان في قلبه ويزيده قوة ورسوخا في قصة تزكرها كتب التفسير في العادة عند الحديث عن هذه الاية. وهي قصة ليست صحيحة ضعيفة جدا او موضوعة لانها تنسب هذه القصة ينسبها اصحابها الى ثعلبة ابن حاطب يقولون ان هذا الذي تنزلت فيه هذه الايات الكريمات ثعلبة ابن حاتم ويزكون قصة ان ثعلبة جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ادع الله ان يرزقني ما لا. فقال ويحك يا ثعلب قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه. سم جاء بعد مدة وكرر. قال اما لك في اسوة حسنة؟ والذي نفسي بيده ايه؟ لو اردت ان تسير معي الجبال ذهبا وفضة لصارت. ثم جاء بعد مدة وكرر فقال له والذي بعثك بالحق لان رزقني الله مالا لاعطين كل ذي حق حقه عند ادم دعا له النبي صلى الله عليه وسلم كما تقول القصة وسنبين انها ضعيفة بل وموضوعة من قال بوضعها لم يبعد النجعة فقال اللهم ارزق ثعلبة مالا فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدون. فكان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر ويصلي عند غنمه باقي الصلوات. ثم اصبح لا يشهد مع النبي سوى الجمعة ثم تسعد غنمه وزادت فتقاعد حتى لا يشهد لا الجمعة ولا الجماعة وفي يوم سأل عنه ما فعل ثعلب؟ قالوا اتخذ غنما لا يسعها وادي. قال يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة. فلما وجبت فارسل النبي صلى الله عليه وسلم اليه من يأخذ منه صدقات فابى اعطاءها. وقال هذه اخت الجزية فانزل الله تعالى قوله ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين فذهب رجل من اقاربه قال له ادرك نفسك لقد انزل الله فيك قرآنا يتلى فجاء يركض الى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله قد منعني ان اقبل منك صدقتك فجعل يحتو التراب على رأسه فيقول له هذا عملك قد امرتك فلم اعني وتقول القصة ان لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يدفعها الى ابي بكر ثم الى عمر ثم الى عثمان وكلهم يأبون ان يقبلوا منه الزكاة. هذه القصة من حيث اسنادها ضعيفة بل لا يبعد القول بوضعها. ممن ضعفها ابن حزم البيهقي القرطبي الذهبي. الحافظ العراقي دمي ابن حجر المناوي والعلامة الالباني رحمه الله وهذه القصة فيها مخالفات كثيرة. اولها من حيث سندها منكر لا يثبت ومن حيس صاحبها وبطلها ثعلبة بن حاطب بدري ممن شهدوا بدرا وممن قال الله تعالى فيهم ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لعل الله قد اطلع على اهل بدر فقال اعملوا فقد غفرت لكم ايضا القصة مخالفة للنصوص الثابتة الدالة على قبول التوبة ما لم يغرغر العبد او تطلع الشمس من مغربها وبعد هذا القصة متناقضة لا اعطته حكم المؤمنين الابرار ولا حكم الكافيين الفجار فليس لها نزير في الشريعة فقد ذكرتها للتنبيه عليها القصة ليست صحيحة ثعلبة بن حاطب بدري ممن شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاه حاشاه ان يكون ممن زاد في هذه الايات وكذباته كان الزاد في فريق من المنافقين الله اعلم بهم الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله من ولهم عذاب اليم. استغفر لهم او لا تستغفر لهم. ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بانهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين الذين يلمزون الذين يعيبون ويسخرون المطوع من يؤدي ما زاد على الفريضة الله جل وعلا بعد ان ذكر بخل المنافقين وشحهم باموالهم. حتى بعد ان عاهدوا الله على الصدقة اذا اتاهم من فضله اردف هذا بانهم لم يقتصروا في جرمهم على هذا الحد بل جاوزوه الى الطعن والى عيب المؤمنين وذمهم في صدقاتهم غنيهم وفقيرهم حديث ابي مسعود البدري المتفق عليه يقول لما امرنا بالصدقة كنا نتحامل يحمل بعضنا لبعض بالاجر سبحان الله! هذه لا ينبغي ان تمر بغير تعليق يحمل بعضنا لبعض. يعني امروا بالصدقة. ما فيش مال. فيروح يشتغل شيال يشيل عشان يطلع قرش عشان لكي يتصدق به. لما امرنا بالصدقة كنا نتحامل ان يحمل بعضنا لبعض بالاجر فجاء ابو عقيل بنصف ساعة وجاء انسان باكثر منه. فقال المنافقون ان الله غني عن صدقة هذا. وقال وما فعل الاخر هذا الا رياء. يعني الذي تصدق بقليل اعجبهم وارضاهم. ولا الذي تصدق بكثير اعجبهم وارضاهم عملهم اللمز الهمز العيب الطعن. من جاء بصدقة قليلة وهي مبلغ جهده وغاية وسعه يقولون ان الله غني عن صدقة هذا. ومن جاء بمال كثير قالوا هذا مراء الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات رواه ابن جرير عن عكرمة حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة في غزوة تبوك. فجاء عبدالرحمن بن عوف باربعة الاف وقال يا رسول الله ما لي ثمانية الاف جئتك بنصفها وامسكت نصفها. فقال بارك الله لك فيما امسكت وفيما اعطيت وتصدق يا عبيد بن عاصم بن عدي بمائة وسق من تمر وجاء ابو عقيد بصاع من تمر فاخذوا يطعنون على هذا ويطعنون على زاك فلمزهم في مقدارها وصفة ادائها والذين لا يجدون الا جهدهم. الفقراء الذي يتصدق بقليل هو مبلغ جهدهم. واخر طاقتهم يستهزئون بهم احتقارا لما جاءوا به. سخر الله من جازاهم بمثل ذنبهم جعلهم سخرية للمؤمنين وللناس اجمعين بفضيحتهم في هذه السورة وببيان مخازيهم وعيوبهم لهم عذاب اليم. ثم قال تعالى لنبيه استغفر لهم او لا تستغفر لهم. ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم. وكان العرب يعدون السبعين كانها نهاية العدد تعبير عن المبالغة كما يقال العدد لا مفهوم له. يعني مهما استغفرت فان ان الله جل وعلا لن يغفر لهم بسبب ما اركس فيه من الذنوب والخطايا. وهم اصلا كانوا كما قال الله وتعالى اذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون. لقد روي ان عبد الله ابن ابن ابي ابن سنون لما قال الكلمة لا تنفخوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل. كده هو اذهب الى رسول الله ليستغفر لك فلو ورثه وقال لقد امرتموني بالايمان فامنت وامرتموني بالزكاة فزكيت لم يبقى الا ان اسجد لمحمد انظر الى النفاق الفاجر الذي ملأ قلبه فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه هذا او غيره استغفر لهم او لا تستغفر لهم. انت استغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم سيفضحهم على رؤوس الاشهاد يوم القيامة وسيجازيهم بما عملوا وقيل ان السبعين مقصودة ولها مفهوم والنبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يزيد على السبعين في الاستغفار على رجاء ان يغفر الله جل جلاله لهم ذلك بانهم كفروا بالله ورسوله من اجل جحود وحدانية الله وعدم ايقانهم بما وصف الله تعالى به نفسه والله لا يهدي القوم الفاسقين. اي ان سنته قد جرت في من اصروا على فسوقهم وتمردوا في نفاقهم ان يفقدوا الاستعداد للتوبة فمن سبق في علم الله وارادته ان يموت فاسقا او كافرا فانه لن يهديه الله ابدا. اما من سبق في علمه ان يهديه فسوف يوفق الى التوبة قبل الموت احبتي اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات على امل اللقاء بكم في الحلقة القادمة ان شاء الله يوم الخميس حتى نشتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته ومراجعته