الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة السادسة عشرة من تفسير سورة التوبة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون ان الله جل جلاله بعد ان ذكر في الايات السابقات المعذرين الذين اعتذروا من غير عذر وبعد ان ذكر القعدة الذين كذبوا الله ورسوله وذكر وعيدهم على سوء صنيعهم. قفى على ذلك بذكر اصناف ثلاثة عذرها الله جل جلاله ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله. اي ان التكليف بالغزو يسقط عن هذه الاصناف الثلاثة الضعف الذين لا قوة لهم في ابدانهم تمكنهم من الجهاد كالشيوخ والعجزة والنساء والصبيان وذوي العاهات التي لا تزول كالكساح والعمى والعرج نوع الثاني المرضى الذين عرضت لهم امراض لا يتمكنون معها من الجهاد لكن عذرهم دقت ينتهي هذا العذر اذا من الله عليهم بنعمة الشفاء والعافية من هذه الامراض ليس على الاعمى حرج بسورة الفتح ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج. ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار. ومن ولا يعذبه عذابا اليما ليس على الاعمى من الناس ضيق ولا على الاعرج ضيق ولا على المريض ضيق ان يتخلى عن الجهاد مع المؤمنين وشهود الحرب معهم اذا هم لقوا عدوهم للعلل التي بهم وللاسباب التي تمنعهم من شهوده لكن الصحابة كانوا اصحاب همم عالية على الرغم ما كان ببعضهم من العاهات والاسباب التي ترخص له في القعود عن الجهاد لكن همتهم ولكن نفوسهم الكبار سمت بهم الى ان يشاركوا في الجهاد رغم وجود هذه العلل عندهم عمرو بن الجموح اعرج شديد العرج وفي القرآن الكريم ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج كان له اربعة من البنين يغزون مع النبي صلى الله عليه وسلم اذا غزا فلما توجه نبينا قبل احد اراد ان يتوجه معهم فقال له بنوه ان الله يا ابتي قد جعل لك رخصة. فلو قعدت ونحن نكفيك نحن اربعة. وانت قد جعل الله لك رخصة وليس على الاعرج حرج لقد وضع الله عنك الجهاد لكن الشوق الى الجنان لكن حرارة الايمان ابت عليه الا ان يسارع في مرضات الرحمن فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان بني هؤلاء يمنعونني ان اخرج معك. ووالله اني لارجو ان استشهد فاطأ بعرجتي هذه في لا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اما انت فقد وضع الله عنك الجهاد وقال لبنيه وما عليكم ان تدعوه لعل الله ان يرزقه الشهادة فخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في معركة احد واثناء المعركة قال اللهم لا تردني حتى اطأ بعرجتي هذه الجنة صحيحا وقاتل حتى قتل فمر عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال لك اني انظر اليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة النوع الثالث الفقراء الذين لا يجدون ما ينفقون منه على انفسهم اذا ما خرجوا ولا ما يكفي عيالهم ولا ما يكفي عيالهم المؤمنون كانوا يجهزون انفسهم للقتال. لم يكونوا لم يكونوا يؤجرون على الجهاد تدفع لهم اموال من اجل ان يقاتلوا كانوا يجهزون انفسهم للقتال. الفقير ينفق على نفسه. والغني ينفق على نفسه وعلى غيره به بقدر سعته كما فعلوا في غزوة تبوك فهؤلاء الاصناف لا ضيق عليهم ولا اثم في قعودهم عن الجهاد الواجب شريطة ان ينصحوا لله ورسوله ان يخلصوا لله في الايمان وللرسول في الطاعة وبالحرص على كتمان السر والتحريض على الجهاد وعدم التسليط عن الغزو ومقاومة الخائضين في السر والجهر حديث مسلم عن تميم الدار ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لك قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم والحديث المتفق عليه عن جابر رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وايتاء الزكاة اهون نصح لكل مسلم ما على المحسنين من سبيل اي ليس لاحد عليهم طريق يسلكها لمؤاخذتهم ولا لملامتهم وكل السبل مسدودة دون ملامتهم او التثريب عليهم ان كل ناصح لله ورسوله فهو محسن. ولا سبيل الى مؤاخذة المحسن وايقاعه بالحرج اذا لقد بين الله تعالى الاعذار التي لا حرج على من قعد معها عن القتال. فذكر منها ما هو ملازم للشخص لا ينفك عنه. وهو الضعف في التركيب الذي لا يستطيع معه الجلاد والجهاد ومنه العمى والعرج ونحو ذلك ولهذا بدأ به ومنه ما هو عارض بسبب مرض عن له في بدنه شغله عن الخروج في سبيل الله او بسبب فخره لا يقدر على التجهيز للحرب فليس على هؤلاء حرج اذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم لم يرجفوا بالناس ولم يثبطوهم وهم محسنون في حالهم ما على المحسنين من سبيل. والله غفور رحيم سفيان الثوري يروي عن ابي ثمامة رضي الله عنه قال قال الحواريون يا روح الله اخبرنا عن الناصح لله فقال الذي يؤثر حق الله على حق الناس اذا حدث له امران او بدا له امر الدنيا وامر الاخرة بدأ بالذي للاخرة ثم تفرغ للذي للدنيا يحكي الاوزاعي فيقول خرج الناس الى الاستسقاء فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله واثنى عليه ثم قال يا معشر من حضروا الستم مقرين بالاساءة؟ فقالوا اللهم نعم اللهم انا نسمعك تقول ما على المحسنين من سبيل. اللهم وقد اقررنا بالاساءة فاغفر لنا وارحمنا واسقنا ورفع يديه ورفع ايديهم فسقوا يقول قتادة لقد نزلت هذه الاية في عائد ابن عمرو المزني. ثم يروي حديث عن زيد ابن ثابت قال كنت اكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكتب الوحي فكنت اكتب براءة فاني لواضع القلم على اذني اذ امرنا بالقتال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر ما ينزل عليه اذ جاء اعمى. قال كيف بي يا رسول الله وانا اعمى ما زالت هذه الاية ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله والله غفور رحيم كثير مغفرة واسع الرحمة يستر على المقصرين ضعفهم في اداء الواجبات ما داموا مخلصين النصح لله ورسوله. اما المنافقون فلا مغفرة ولا رحمة الا اذا تابوا واقلعوا عن النفاق الذي كان سببا في ارتكاب هذه الاثام ثم اضاف الى هؤلاء صنفا اخر فقال وهو يندرج بينهم. يندرج معهم لكن افرده لمزيد من العناية به. فقال تعالى ولا على الذي حين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه. حمله على البعير اركبه اياه او اعطاه اياه ليركبه وكان الطالب لبعيد يركبه يقول لمن يطلب منه احملني اي لا حرج على من ذكروا اولا ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم على الرواحل فلم تجد ما تحمل هم عليه. هؤلاء قلنا دخلوا في عموم الذين لا يجدون ما ينفقون للجهاد لفقدهم الرواحل لكنه قص اعتناء بشأنهم كأنه قسم مستقل. تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا انصرفوا من مجلسك يبكون بكاء شديدا اصحبه حزن عميق فكانت اعينهم تمتلئ دمعا يتدفق من جوانبها حزنا واسفا على انهم فاتهم شرف الجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجدوا ما ينفقون ولا ويركبون ليخرجوا معك للجهاد في سبيل الله وكانوا يسمون البكائين. ابن عباس يقول امر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ان ينبعثوا غازيا. فجاءت عصابة من اصحابه. فيما عبدالله بن مغفل المزني فقالوا يا رسول الله احملنا فقال لا ايد والله لا اجد ما احملكم عليه فانزل الله تعالى ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم كانوا يسمون البكائين وكانوا يسمون البكائين فقد تولوا وهم يبكون وعز عليهم ان يجلسوا عن الجهاد ولا يجدون نفقة ولا محملا لما رأى الله حرصهم على محبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم انزل عذرهم في كتابه جل جلاله و آآ ان مجاهد يقول نزلت في بني مقر من مزينة كانوا سبعة نفر وآآ نزلت فيهم هذه الاية الكريمة. محمد بن اسحاق يقول في سياق حديثه عن غزوة تبوك ثم ان رجالا من المسلمين اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم البكاؤون وهم تبعت نفر من الامصار. فاستحملوا رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلبوا منه ان يحملهم سين والتاء في اللغة وللطلب وكانوا اهل حاجة. فقال لا اجد ما احملهم عليه. تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون وعن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد خلفتم بالمدينة اقواما ما انفقتم من نفقة ولا قطعتم واديا ولا نلتم من عدو ميلا الا وقد شاركوكم في الاجر ثم قرأ هذه الاية ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه. واصل الحديث في الصحيحين من بحديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان بالمدينة اقواما ما قطعتم واديا ولا سرت سيرا الا وهم معكم قالوا وهم بالمدينة؟ قال نعم. حبسهم العذر قبسهم العذر وفي رواية الا شاركوكم في الاجر حبسهم المرض طيب لما بين الله جل جلاله من لا سبيل عليهم ولا تثريب عليهم ولا ملامة عليهم طب على من تكون الملامة والتسريب والسبيل. قال تعالى انما السبيل على الذين يستأذنونك وهم اغنياء رضوا بان يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون. جعل الله التثريب والملامة والسبيل على الذين يستأذنون في القعود عن الجهاد الواجب وهم اغنياء وانبهم في رضاهم بان يكونوا مع النساء الخوالف في الرحال وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون انما السبيل انما الطريق الموصل للمؤاخذة والمعاقبة بالحق على من يطلبون الاذن في القعود عن الجهاد والتخلف عن الغزو وهم اغنياء يستطيعون اعداد العدة في من زاد وراحل السبب رضوا بان يكونوا مع الخوالد. النساء والاطفال والقاعدة الذين كذبوا الله ورسوله وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون اي احاطت بهم خطاياهم وذنوبهم. بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته. فاولئك اصحاب قاموا النادي هم فيها خالدون. احاطت بهم ذنوبهم وخطاياهم بحسب سنن الله في امثالهم. لا يعلمون حقيقة امرهم ولا سوء ولا سوء عاقبتهم وسوء عاقبتهم في الدنيا يكفيه الفضيحة في هذه السورة وسوء عاقبتهم في الاخرة. حسبكم قول الله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم مصيرا ثم قال تعالى يعتبرون اليكم اذا رجعتم اليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من اخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون بعد ان ذكر جل جلاله من يستحقون اللوم والمؤاخذة من المعذرين ومن لا سبيل الى مؤاخذتهم وعدم الحرج عليهم ذكر في هذه الايات ما سيكون من امر المنافقين الذين تخلفوا في المدينة وما حولها عن غزوة تبوك مع النبي صلى الله وسلم بعد عودته. فقال جل من قائل يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم سيعتبر اليكم اولئك الذين رضوا بان يكونوا مع الخوالف وهم اغنياء واصحاء. لا عذر لهم في التخلف عن الجهاد الواجب. سيعتذرون من سيئاتهم عند رجوعهم من السفر ثم علم الله المؤمنين ماذا يقولون لهم. قل لا تعتذروا لن نصدقكم في معاذيركم ابدا. لن نطمئن اليكم ابدا. لا تعتذروا لن نؤمن لكم. قد نبأنا الله الله من اخباركم اوحى الله الى نبيه باخباركم التي تسرونها في ضمائركم وهي مخالفة لظواهركم التي تعتذرون بها. ونبأ الله هو الحق الذي لا شك فيه وانما قال نبأنا ولم يقل نبأني هذا ايماء الى ان الله جل وعلا امره ان يفشي امرهم وان ينبه اصحابه فضحا لهم وخزيا لهم واذلالا لهم لم يكن هذا النبو خاصا به صلوات ربي وسلامه عليه. بل امره ان يفضح امرهم على الملأ خزيا له وتشهيرا بهم جزاء وفاقا. وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون وسيرى الله عملكم ورسوله المستقبل بيننا وبينكم. وسيرى الله ما انتم عاملون اما ان تصروا على النفاق فيسوء العاقبة ويسوء المآل واما ان تتوبوا الى الله جل وعلا فان يتوبوا يك خيرا لهم. وان يتولوا يعذبهم الله عذابا اليما في الدنيا والاخرة هذا هو الذي سيكشف المخبوءة عن احوالكم. اما اقوالكم فلا يعتد بها. مهما اكدتموها بالايمان العبرة بالمواقف العملية ان تبتم وانبتم وشهدت لكم اعمالكم بصلاح طويتكم واستقامة اموركم فان الله يتقبل منكم توبتكم ويغفر لكم حوبتكم وان انتم ابيتم الا الاصرار على النفاق وترويج وترويج معازيركم بالايمان الكاذبة التي تحلفونها فسيعاملكم الرسول صلى الله عليه وسلم بما امر به من جهادكم والاغلاظ عليكم كاخوانكم الكفار والمجاهرين بالسوء ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون. ثم تردون يوم القيامة الى عالم الغيب والشهادة الذي يعلم ما تكتمون وما تظهرون فينبئكم حينئذ بما كنتم تعملون. ويجازيكم عليه بما تستحقون فاخبر فاذا اخبر الله تعالى في هذه الاية عن المنافقين. بانهم اذا رجعوا الى المدينة سيعتذرون الى المؤمنين. فقال قل قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم لن نصدقكم قد نبأنا الله من اخباركم اي قد اعلمنا الله احوالكم وسيرى الله عملكم ورسوله سيظهر اعمالكم للناس في الدنيا ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ثم اكد تعالى ما سبق من نفاقهم بقوله سيحلفون بالله لكم اذا انقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون اي سيؤكدون لكم اعتذارهم بما يحلفون به من كاذب الايمان اذا انقلبتم من سفركم ورجعتم اليهم لتعرضوا عن العتب عليهم والتوبيخ لهم على قعودهم مع الخوالف من العجزة والنساء والاطفال. وعلى الشح والبخل بالنفقة والمال فاعرضوا عنه اعراض الاهانة والتحقير وليس اعراض الصفح وقبول العذر لا تجالسوهم ولا تكلموهم. ثم قال تعالى انهم رجس هذا الرجس المعنوي الموجود في نفوسهم كقوله تعالى يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عام هذا لبس معنوي نجاسة معنوية ينبغي الاحتراس منها حل حتى لا تسري دواها الى نفوس المؤمنين الطيبين. كما يحترز صاحب الثوب النظيف من الاقذار الحسية التي ربما تصيبه اذا لم يأخذ الحيطة منها ومأواهم جهنم ملجأهم الاخير النار بما كسبوا في الدنيا من اعمال النفاق مما دنس نفوسهم وزادها رجسا على رجس سيحذفون لكم معتذرين لتعرضوا عنهم فلا تؤنبوهم. اعرضوا عنهم احتقارا لهم انهم رجس اي خبث بواطنهم ليس واعتقاداتهم نجسة ومأواهم في النهاية النار وبئس المصير سم زاد في تأكيد النفاق فقال يحلفون لكم لترضوا عنهم لتستديموا معاملتهم بظاهر اسلامهم وهذا اهم شيء عندهم لا غاية لهم لا حظ لهم من اظهار الاسلام سواك ولو كان اسلامهم عن يقين واعتقاد لكان غرضهم الاول ارضاء الله ورسوله فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ان الله ساخط عليهم بسبب فسوقهم وخروجهم عن امر الله ونهيه الفسق والخروج ومنه سميت الفأرة فويسقة لخروجها من جحرها للافساد. ويقال فسقت الرطب اذا خرجت من اكمامها لهذا ايماء الى نهي المخاطبين عن الرضا عنهم. والاغترار بمعاذيرهم الكاذبة. وان من يرضى عنهم من المؤمنين يكونوا فاسقا مثلهم. محروما من مرضات الله عز وجل. ابن عباس يقول هذه الايات جد ابن قيس ومعتب ابن قشير واصحابهما من المنافقين وكانوا ثمانين رجلا. امر النبي صلى الله عليه عليه وسلم المؤمنين لما رجعوا الى المدينة الا يجالسوهم والا يكلموهم وفي المقابل يقول قتادة انها نزلت في عبد الله ابن ابي فانه حلف للنبي بعد عودته الا يتخلف عنه ابدا وطلب ان يرضى عنه فلم يفعل ثم قال تعالى الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم الاعراب البدء اسم لبدو العرب والعرب الناطقون باللغة العربية العربية اللسان المغرم الغرامة والخسران. الدائرة ما يحيط بالشيء والمراد بها ما لا محيص منه من تصاريف الايام ونوائبها التي تحيط شرورها بالناس بعد ان ذكر الله جل جلاله احوال العرب مؤمنهم ومنافقهم بين في هذه الايات الثلاث القادمة احوال الاعراب مؤمنيهم ومنافقهم الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله اخبر الله جل جلاله ان في الاعراب كفارا ومنافقين ومؤمنين وان كفرهم ونفاقهم اعظم من غيرهم واشد واجدر اي احرى الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله واقعة لطيفة يقول الاعمش عن ابراهيم قال جلس اعرابي الى زيد بن سوحان وهو يحدث اصحابه وكانت يده قد اصيبت يوم نهاوند. اصيبت في القتال في جهاد في سبيل الله عز وجل. فقال الاعرابي والله ان حديثك ليعجبني وان يدك لتريبني ايدك مقطوعة ممكن تكون لص وقطعت يدك لانك سارق فقال ما يريبك من يدي؟ انها الشمال في اقامة الحد في السيدة خديجة. انما يبدأ باليد اليمنى ما يريدك انها الشمال. فقال الاعرابي والله ما ادري اليمين يقطعون ام الشمال فقال زيد بن زوحان صدق الله الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله وفي حديث ابن عباس من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن اتى السلطان افتتن لما كانت الغلظة والجفاء في البوادي واهل البوادي لم يبعث الله رسولا منهم ما فيش رسول بدوي كانت البعثة من اهل القرى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى لما اهدى ذلك الاعرابي هدية للنبي صلى الله عليه وسلم. فرد عليه اضعافها حتى رضي. قال لقد هممت الا اقبل هدية الا من قرشي او ثقافي او انصاري او دوسي لان هؤلاء كانوا يسكنون المدن مكة والطائف والمدينة واليمن الطف اخلاقا من الاعراب لما فيهم من طباع لما في طباع الاعراب من الجفاء. والحديث المعروف عن عائشة تقول قدم ناس من الاعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا اتقبلون صبيانكم؟ قالوا نعم. قالوا ولكن والله ما نقبل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم واملك ان كان الله نزع منك الرحمة ماذا اصنع لك؟ ماذا افعل لك؟ لا تقبل صبيك ماذا املك لك ان كان الله قد نزع من قلبك الرحمة نعم ثم قال تعالى والله عليم حكيم. عليم بمن يستحق ان يعلمه الايمان والعلم حكيم فيما قسم بين عباده من العلم والجهل والايمان والكفر والنفاق لا يسأل عما يفعل لعلمه وحكمته جل جلاله فهؤلاء البدو اغلز طباعا واقسى قلوبا يقضون جل اعمارهم في رعي الانعام وحمايتها من دوار الوحوش فضلا مع انهم محرومون من العلوم الكسبية والاداب الاجتماعية هم احق واحرى من اهل الحضر بالا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله من الهدى والبينات. الصحابة في المدينة وما حولها كانوا يتلقون عن رسول الله الكتاب حين نزوله ويشهدون سنته في العمل بها. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يفسد عماله الى البلاد التي افتتحت يبلغون الناس القرآن ويحكمون به وبالسنة لكن هذا كله لم يكن مستطاعا لاهل البادية الجهل فيهم اكثر من غيرهم لقطة هنا ومن اتى ابواب السلطان وما ازداد احد من سلطانه قربا الا ازداد من الله بعدا ليش ان السلاطين قلما يرضون عمن يصارحهم القول ويؤثرهم بالنصح ولا يزداد قربا منهم الا المراءون الذين يعينونهم على الظلم ويثنون عليهم بالباطل فمن صدقهم على كذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي حوضي يوم القيامة ومن لم يصدقهم على كذيبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وانا منه. واسهرين علي الحوض. انما الاعمال بالنيات بعض اهل هل العلم الكبار كانوا قريبين من السلاطين نصحا وتذكيرا ووعزا واعانة لهم على الامر من معروف النهي عن المنكر. هؤلاء مأجورون ان شاء الله. وانما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى ثم قال تعالى ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ينفقون اموالهم في الجهاد رياء وتقيا ويعدون هذا من المغارم والخسائر والنكبات والرزايا التي يجب على احدهم اداؤها طوعا او كرها لدفع المكروه عن انفسهم او عن قومهم. ولا منفعة لهم فيها لا في الدنيا ولا في الاخرة لانهم لا يؤمنون بالبعث ويتربص بكم الدوائر ينتزرون ان تحل بكم نوائب الزمان واحداثه التي تدور بالناس وتحيط بهم فتبدل قوتكم ضعفا وانتصاركم هزيمة فيستريح من اداء هذه المغارم لكم لانهم يستغنون حينها ساعتها عن اظهار الاسلام نفاقا كانوا يتوقعون ظهور المشركين واليهود على المؤمنين. فلما اعيتهم الحيل وسدت عليهم السبل صاروا ينتظرون فرسول الله. ظما منهم ان الاسلام يموت بموته عليهم دائرة السوء. عليهم وحده الدائرة السوء ولا ولا التي كانوا يتوقعون ان تحيط بالمؤمنين وليس للمؤمنين عاقبة. الا ما يسرهم من نصب فطر وتمكين او شهادة ورفعة في الجنان قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين ونحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او بايدينا فتربصوا انا معكم متربصون. والله سميع لما يقولونه وعليم بما يضمرونه في سرائرهم وسيحاسبهم على ما يسمع ويعلم من قول او فعل ويجزيهم عليه جل جلاله. سم سم وبين الله جل جلاله بعد هذا حال صنف اخر ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول. مجاهد يقول هؤلاء بنو مقرن من مزينة هم الذين قال الله فيهم ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم يتخذ ما ينفق معنى قربات زلفى عند الله تعالى وصلوات الرسول لان النبي كان يدعو للمتصدقين ويستغفر لهم خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وصلي عليهم. يدعى للمتصدق وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم وسمت الصلوات هنا المقصود بها الدعاء هذا هو المعنى اللغوي للصلاة بمعنى الدعاء الا انها قربة لهم. تلك النفقة تقبلها الله جل وعلا. واثابهم عليها بما وعدهم بها في قوله سيدخلهم الله في رحمته فيا بشرى للمحسنين ويا بشرى للمتصدقين وعد الله جل جلاله. ومن اصدق من الله وعدا سيدخلهم الله في رحمته سيرحمهم الله برحمته الخاصة بمن رضي عنهم. وهي هدايتهم الى الصراط المستقيم في الدنيا. الذي يوصلهم الى النعيم قيمي في في الاخرة وان تكون الرحمة محيطة بهم شاملة لهم مغمورون فيها. يبشرهم ربهم برحمة منه. ان الله غفور رحيم. واسع المغفرة جل جلاله سيدخلهم الله في رحمته هذا هو القسم الممدوح من الاعراب. وهم الذين يتخذون ما ينفقون في الله قربة يتقربون بها الى الله ويبتغون بها دعاء رسول الله المنافقون كانوا اذا قيل هم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم. ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون لكن هؤلاء يتخذون ما ينفقون قربات عند الله وصلوات الرسول يلتمسون دعاء الرسول لهم عندما يقدمون الصدقة في سبيل الله عز وجل. الا انها قربة لهم ذلك حاصل لهم سيدخلهم الله في رحمته ان الله غفور رحيم اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت التواب الرحيم نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم الحلقة القادمة حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته