بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع تفسير سورة التوبة مع المحاضرة السابعة عشرة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم يخبر الله جل جلاله عن صفوة الصفوة في هذه الامة بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم السابقون الاولون من المهاجرين والسابقون الاولون من الانصار والذين اتبعوهم باحسان الشعبي يقول السابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين ادركوا بيعة الرضوان عام الحديبية الذين انزل الله تعالى فيهم قوله لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا ثم يقول بعض السلف من الصحابة والتابعين انهم هم الذين صلوا الى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والذين اتبعوهم باحسان كن منهم ويلحقون بهم الله جل جلاله يقول واخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم طيب وفي سورة الحشر يقول الله جل جلاله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا سورة الانفال يقول الله جل جلاله والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا معكم اولئك منكم واولوا الارحام بعضهم او اولى ببعض في كتاب الله فاخبر الله جل جلاله انه قد رضي عن السابقين الاولين من المهاجرين والانصار وانهم رضوا عن الله جل جلاله بما افاء عليهم في الدنيا من النعم الجزيلة. وبما اعده لهم في دار كرامته مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون واذا كان ذلك كذلك فيا ويل من ابغضهم ويا ويل من سبهم او ابغض او سب بعضه لا سيما سيد السادات بعد النبي صلى الله عليه وسلم. وخير هذه الامة وافضلها بعد نبيها الصديق الاكبر الخليفة الاعظم ابو بكر ابن ابي قحافة رضي الله عنه وارضاه فان طائفة مخذولة من غلاة اهل البدع يعادون افضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم عياذا بالله من ذلك وهذا ان دل فانما يدل على ان عقولهم معكوسة وان قلوبهم منكوسة فاين هؤلاء من الايمان بالقرآن اذ يسبون من رضي الله عنهم لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجار. رضي الله عنهم ورضوا عنه. فمتى تحول رضا سخطا متى نسخت ايات هذا الكتاب المبارك التي زكى الله فيها اصحاب نبيه زكى قلوبهم وزكى اعمالهم واعلن رضاه عنهم جل جلاله اهل السنة يرضون عمن رضي الله عنه فيوالون من يوالي الله ويعادون من يعادي الله وهم متبعون لا مبتدعون. في الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فانه لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه وحديث عبدالله بن مسعود آآ الذي رواه الطبراني رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ذكر اصحابي فامسكوا واذا ذكر النجوم امسكوا واذا واذا ذكرت النجوم فامسكوا واذا ذكر القدر فامسكوا اذا ذكر اصحابي اي بما شجر بينهم من الحروب والمنازعات فامسكوا امسكوا وجوبا عن الطعن فيهم والخوض في ذكرهم بما يليق فانه خير الامة وقرنهم خير القرون. ولما وقع بينهم محامل وتخريجات ورضي الله عن عمر بن عبدالعزيز الذي سئل عما شرر بين الصحابة فقال فتنة طهر الله اسيافنا. فلم تتخطب بدمائها. فلنطهر السنتنا من الخوض فيها ابو زرعة كان يقول اذا رأيت الرجل ينتقص احدا من الصحابة فاعلم انه زنديق وذلك لان القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق وما ادى الينا ذلك كله الا الصحابة. فمن جرحهم انما اراد ابطال الكتاب والسنة فيكون الجرح به اليق. والحكم عليه بالزندقة والضلال اقوم واحق وفي رواية وانما يريد القوم ان يجرحوا في شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم اولى وهم زنادق اسأل الله لي ولكم العافية وحسن الخاتمة اللهم امين ثم بين الله جل وعلا انه اعد لهم جنات تجري تحتها الانهار هذه الاية الوحيدة في القرآن التي لم يزكر فيها لفز من تحتها كل ايات القرآن تجري من تحتها الانهار الا هذه الاية التي قرأها الجمهور بدون من هكذا كتبت في مصاحف الامصار كلها ما عدا مصحف مكة وقد قرأها ابن كثير بزيادة من كباتن آآ كباقي اخواتها كما هو مكتوب في مصحف اهل مكة وحاول بعض اهل العلم التماس بعض الاوجه البلاغية والاعجازية في هذا السياق القرآني فمما ذكر في هذا المقام قالوا ان كل موضع ذكر فيه من تحتها الانهار عام لقوم فيهم الانبياء وغيرهم بل هم اولهم لكن الموضع الذي لم يذكر فيه منه وهو هذا الموضع من هذه الاية لقوم مخصوصين ليس فيهم الانبياء لقوم مخصوصين ليس فيهم الانبياء. ومن الابتداء الغاية والانهار مباديها اشرف والجنات التي مبادئ الانهار من تحت اشجارها اشرف من غيرها تناسب ان تكون لقوم فيهم الانبياء يعني المستوى الاعلى هو عند قوله تعالى من تحتها الانهار فهذا لقوم فيهم الانبياء وفيهم غيرهم. فاستحقوا هذه الكرامة العليا لوجود الانبياء بينهم. هذه الاية انما تتحدث عن قوم ليس فيهم الانبياء. والسابقون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان فلم يخبر عن جناتهم بانها اشرف الانهار على مجرى العادة في الدنيا لان منزلة هؤلاء دون منزلة اولئك الذين فيهم النبيون والمرسلون ثم قال تعالى وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مرضوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم يخبر الله جل جلاله ان في احياء العرب ممن حول المدينة منافقين وفي اهل المدينة ايضا منافقون مرضه على النفاق يعني مرنوا عليه واستمروا عليه واصبحوا يحذقونه فلا ترى عليهم اثاره ولا يكتشفهم من اراد ان يتتبع احوالهم عندهم دربة عندهم خبرة عندهم دراية باخفاء النفاق وكتمه واصراره وقول الله جل جلاله لا تعلمهم نحن نعلمهم. لا يتنافى مع قول الله تعالى ولو نشاء لاريناك فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول لان المعرفة في هذه الاية من باب التوسم انه يتوسم فيهم النفاق بصفات يعرفون بها لا انه يعرف جميع من عنده من اهل النفاق على سبيل التعيين النبي عليه الصلاة والسلام والسلام اخبره الله جل وعلا باعيان بعض المنافقين كما تقدم في تفسير قوله تعالى وهموا بما لم ينالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم اعلم حذيفة اعيان اربعة عشر او خمسة عشر منافقا هذا تخصيص لا يقتضي انه اطلع على اسمائهم واعيانهم كلهم. لا تعلمهم نحن نعلمهم وفي الحديث في امتي اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في يسمي الخياط ودبي اه اه نعم ثمانية منهم تكفيكهم الذبيلة سراج من نار يظهر في اكتافهم حتى ينجم من صدورهم خراج ودمي الكبير يظهر في الجوف فيقتل صاحبه عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بانها شهاب من نار يقع على نياط قلب احدهم فيهلك هؤلاء واولئك مرنوا على النفاق وحدقوه حتى بلغوا الغاية في اتقانه فلا يشعر احد بهم اذ هم يتقنون جميع الامارات والشبه التي تدل عليه. ولهذا قال لا تعلمه نحن نعلق لا تعرفهم بفطنتك ودقيق فراستك لحذقهم في التقية وبعدهم عن مسار الشبهات. بل نحن نعلمهم باعيانهم ولا شك ان هؤلاء اخفى نفاقا ممن قال الله تعالى فيهم ام حسب الذين في قلوبهم مرض لن يخرج الله اضغانهم ولو نشاء لاريناكهم فلا عرفتهم بسيماهم ولا تعرفنهم في لحن القوم والله يعلم اعمالكم هؤلاء لم يعلمه الله اعيانه ولا فضحهم باقوال قالوها ولا باعمال عملوها. كما فضح غيرهم في هذه السورة لانهم يفهمون ما يكون شبهة في ايمانهم. طب لماذا اخبرنا الله تعالى بهذا الحكمة في اخبارنا بحالهم. ان يعلموا هم انفسهم ان الله عليم بما يسرون من نفاقهم. وان طه لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء. وان يحذروا ان يفضحهم الله كما فضح سواهم ولكي يتوب منهم من يتوب قبل ان يحل بهم ما توعدهم بهم ربهم جل جلاله. في قوله تعالى سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم سنعذبهم مرتين ما يصيبهم في الدنيا من المصائب وانتزار الفطيح الفضيحة وهتك استارهم ثم ما يكون عند الموت الام الموت قول المطلع زهوق انفسهم وهم كافرون ضرب الملائكة وجوههم وادبارهم في ذلك الحين ما يكون من عذاب في القبر ثم يردون يوم القيامة الى عذاب جهنم وبئس المصير وهم يعذبون في الدنيا بالعذاب الباطل بتوبيخ الضمائر وعذاب الخوف من الفضيحة على رؤوس الاشهاد في الظاهر ثم عذاب النار وبئس القرار جملة القول احبتي ان المنافقين فريقان فريق عرفوا باقوال قالوها واعمال عملوها وفريق مرضوا على النفاق اتقنوه لا يشعر احد بشيء يستنكره منه هذان الفريقان يوجدان في كل عصر فما من قطر من الاقطار الا وقد مني اهله باعوان وانصار منهم يزعمون انهم يخدمون امتهم وشعوبهم عن طريق استمالة الغاصب واسترضائه وانهم لولاهم لتمادى في في ظلمه وهضم حقوق الامة ومنهم من يخدمون المستعمرين خدمة خفية لا تشعر بها الامة لانهم مرنوا على النفاق نعم واشد المنافقين مرودا على النفاق اعوان السلاطين المستبدين الذين يلبسون الحق بالباطل الذين يروجون الباطل في اعين في اعين الجماهير الغافلة او المخدوعة او المخدرة خدمة لاولئك السلاطين الفاتنين وقد صح قول النبي صلى الله عليه وسلم اياكم وابواب السلطان فانه اصبح صعبا هبوطا. صعبا اي شديدا ومعنا هبوطا اي منزلا لدرجة من لازمه. مذلا له في الدنيا. وفي رواية اوطا والخبط اصله الضرب الخبوظ البعير الذي يضرب بيده على الارض وانما كان ذلك كذلك. لان من لازم ابواب السلاطين لم يسلم من النفاق لم يصب من دنياهم شيئا الا اصابوا من دينه اغلى منه وهذه فتنة عظيمة للعلماء وذريعة صعبة للشيطان عليهم. لا سيما من كان عذب القول عليم اللسان اذ لا يزال الشيطان يلقي اليه ان في دخولك عليهم وفي وعظك لهم. ما يزجرهم عن الظلم وما يقيموا الشرع ثم اذا دخل لم يلبث ان يداهن ويطري وينافق ويهلك. في الباب ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم من اتى باب السلطان افتتن وعن ابن مسعود قال ان على ابواب فتنا كمبارك الابل ان على ابواب السلطان فتنا كمبارك الابل لا تصيبه من دنياهم شيئا الا اصابوا من دينكم مثله وفي الباب نعم حديث كعب بن عجرة يقول خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة واربعة احد العددين من العرب والاخر من العجم قال اسمعوا هل سمعتم انه سيكون بعدي امراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه. وليس بوارد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم. فهو مني وانا منه وهو وارد علي الحول ومن لطيف ما يروى سألوا هتلر من احقر الناس في حياتك؟ من احقر الناس في حياتهم؟ فقال الذين ساعدوني على احتلال اوطانهم الذين ساعدوني على احتلالي اوطانهم لا تعلمهم نحن نعلمهم لقد روي عن قتادة انه قال في هذه الاية ما بال اقوام يتكلفون علم الناس؟ فلان في الجنة فلان في النار. فاذا سألت احدهم عن نفسه قال لا ادري لعمري انت بنصيبك اعلم منك باحوال الناس ولقد تكلفت شيئا ما تكلفه الانبياء قبلك لقد قال نبي الله نوح وما علمي بما كانوا يعملون وقال نبي الله شعيب بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين. وما انا عليكم بحفيظ وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم لا تعلموا هم نحن نعلمهم يبقى سنعذبهم مرتين آآ يعني عذاب الدنيا وعذاب القبر على تفصيل ما المقصود بعذاب الدنيا ثم يردون الى عذاب عظيم يوم القيامة ورد ايضا عن عبدالرحمن بن زيد ان العذاب في الدنيا العذاب بالاموال وبالاولاد نعم قد تكون الاموال عذابا وقد تكون الاولاد عذابا ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون الاية الاخرى ولا تعجبك اموالهم واولادهم انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون بهذه المصائب لهم عذاب لكنها للمؤمنين اجر واما عذاب الاخرة فهو النار. ثم يردون الى عذاب عظيم اللهم اهدنا فيمن هديت لقد ذكر لنا ان عمر رضي الله عنه قال لحذيفة انشدك الله امنهم انا. حذيفة صاحب السر عنده اسماء بعض المنافقين امنهم انا؟ قال لا. ولا اؤمن منها احدا بعدك ثم قال تعالى واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم لما بين الله تعالى حال المنافقين المتخلفين عن الغزو رغبة وتجديبا شرع في بيان حال المذنبين الذين تأخروا عن الجهاد ليس شكا ولا تكذيبا ولا كفرا ولا نفاقا لكن كسلا وميلا الى الراحة مع ايمانهم وتصديقهم. فقال تعالى واخرون اعترفوا بذنوبهم اي اقروا بها واعترفوا فيما بينهم وبين ربهم ولهم اعمال اخر صالحة. خلطوا هذه بتلك فهؤلاء تحت عفو الله عز وجل وغفرانه و لقد قال مجاهد انها نزهت في ابي لبابة لما قال للنبي صلى الله عليه لما قال لبني قريزة انه الذبح واشار بيده الى حلقه ايش قصة انه الذبح لقد اراد بنو قريظة عندما حقت عليهم الكلمة وكانوا على وشك ان يستسلموا وان ينزلوا من حصونهم لينزلوا على حكم الله عز وجل ارادوا ان يتكلموا مع احد من المسلمين لعلهم يعرفون ماذا سيحل بهم اذا استسلموا فبعثوا اليه فبعثوا الى النبي صلى الله عليه وسلم ان ارسل الينا ابا لبابة نستشيره وكان حليفا لهم امواله واولاده في منطقته فلما روه قام اليه الرجال وجهش النساء والصبيان بالبكاء فرق لهم. فقالوا يا ابا يا ابا لبابة اترى ان ننزل على حكم محمد؟ قال نعم واشار بيده الى حلقه اي انه الذبح اي ستذبحون ثم علم من فوره انه خان الله ورسوله فمضى المسجد النبوي بالمدينة فربط نفسه بسارية من سواري المسجد. وحلف الا يحله الا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده والا يدخل ارض بني قريزة ابدا فلما بلغ النبي فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبره. وكان قد استبطأه قال اما انه لو جاءني لاستغفرت له اما وقد فعل ما فعل. فما انا بالذي اطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم حديث البخاري حديس جميل سمرة بن جندب يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتاني الليلة اتيان فابتعثاني فانتهيا بي الى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فتلقانا رجال شفر من خلقهم كأحسن ما انت رائن وشطر كاقبح ما انت رائي قال لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فوقعوا في ثم رجعوا الينا قد ذهب ذلك السوء عنهم. فصاروا في احسن صورة قال لي هذه جنة عدل وهذا منزلك واما القوم الذين كانوا شاطرة شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فانهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا وقد تجاوز الله تعالى عنه ثم قال تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم. وتذكيهم بها خذ من هؤلاء الذين اعترفوا بذنوبهم فتابوا منها اول خطاب عام للامة كلها لمن ملك مالا زكويا. خد من اموالهم صدقة تطهرهم من دنس ذنوبهم وتزكيهم بها اي ترفعهم عن خسيس منازل اهل النفاق بهذه الصدقة الى منازل اهل الاخلاص وصلي عليهم وادع لهم بالمغفرة لذنوبهم واستغفر لهم منها. ان صلاتك سكن لهم. ان دعاءك واستغفارك طمأنينة لهم. بان الله قد عفا عنهم وقد قبل توبتهم. والله سميع عليم. سميع لدعائك اذا دعوت لهم. ولغير ذلك كمن كلام خلقه عليم بما تطلب لهم بدعائك ربك لهم وبغير ذلك من امور عباده خذ من اموالهم صدقة. اعتقد بعض اصحاب سوء التأويل ان هذا الخطاب خاص بالنبي وحده وانه ليس لاحد بعده ان يأخذ الزكوات من عموم الناس فاعتقد بعض مانع الزكاة من احياء العرب ان دفع الزكاة الى الامام لا يكون وان هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم واحتجوا بهذه الاية خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وصل عليهم ان صلاتك ثكلة حتى قالوا اطعنا رسول الله ما كان بيننا فما بال ملك ابي بكر وقد رد عليهم هذا التأويل الفاسد والفهم الكاسد ابو بكر الصديق رضي الله عنه وسائر الصحابة وقاتلوهم حتى ادوا الزكاة الى الخليفة. وقال الصديق يومها والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. والله لاقاتلن من فرق بينهم الصلاة والزكاة خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها لقد نسبت التزكية الى الله مرة والى الرسول مرة والى المكلف مرة لقد نسبت الى الله سبحانه في مثل قوله تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء. فنسبة التزكية الى الله لانه الخالق الموفق للعبد لفعل ما تزكو به نفسه هو تصلح ونسبت الى النبي صلى الله عليه وسلم في مثل قوله تعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم ايات ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة لانه هو المربي للمؤمنين على ما تزكو به نفوسهم ويعلو قدرها باتباع سنته ونسبت الى فاعل التزكية نفسه في مثل قوله تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها او قوله تعالى قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى لانه فعل ما كان سببا في طهارة نفسه زكاتها من صدقات وغيرها من اعمال البر اما قوله تعالى فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى او قوله تعالى الم تر الى الذين كون انفسهم بل الله يزكي من يشاء. هذه التزكية المذمومة التي تكون بدعوى اللسان فقط دون ان تدعه اعمال تؤيدها وصل عليهم ادع لهم واستغفر لهم. لقد روى مسلم في صحيحه عن عبدالله بن ابي اوفى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اوتي بصدقة قوم صلى عليهم فاتاه ابي بصدقته فقال اللهم صل على ال ابي اوفى. وفي الحديث الاخر ان امرأة قالت يا رسول الله صلي علي وعلى زوجي. قال صلى الله عليك وعلى زوجك. سؤال هل يصلى على احد غير النبي صلى الله عليه واله وسلم اما ان يصلى عليه تبعا للصلاة على النبي هذا متفق عليه. لكن ان يصلى عليه استقلالا هذا منعه الجمهور واجازه الحنابلة استدلالا بمثل هذا الحديث اللي هو اللهم صل على ال ابي اوفى وقد بوب عليه البخاري في صحيحه بابا فقال باب صلاة الامام ودعائه لصاحب الصدقة فقال يبقى الامام احمد رحمه الله لا يرى حرجا في ان تصلي على احد من الناس منفردا بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم لهذا الحديث اللهم صل على ال ابي اوفى ولحديث صلى الله عليك وعلى زوجك ان صلاتك سكن لهم. اي رحمة ووقار وسكينة وطمأنينة. وان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لتدرك الرجل وولده وولد ولده كما اخبر بهذا ابن مسعود رضي الله عنه وارضاه اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر بالتعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم ان شاء الله في الحلقة القادمة وحتى نلتقي. استودعكم الله تعالى وسلام عليكم ورحمته