بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته حياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة التاسعة عشرة من محاضرات تفسير سورة التوبة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه. فيه رجال يحبون ان يتطهروا. والله يحب طهرين ما قصة مسجد اضرار احبتي في الله ان هذه الايات انزلها الله جل جلاله في بيان مكيدة من مكائد المنافقين في المدينة لقد روي في سبب نزول هذه الايات انه كان بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اليها رجل من الخزرج يقال له ابو عمرو او ابو عامر الراهب وهو الفاسق وليس الراهب اذ كان قد تنصر وقرأ علم اهل الكتاب كانت له منزلة كبيرة فيهم. فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة مهاجرا. واجتمع عليه وعلت كلمة الاسلام واظهره الله على اهل الشرك خرج فارا الى مكة مؤلبا المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة احد ثم خاطب قومه الانصار ليستميلهم الى نصره فسبوه وردوه اقبح رد نعم ولما فرغ الناس من الموقعة ماذا يفعل فر الى هرقل خد لجوء سياسي وانتقل الى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي محمد فوعده وحباه وقال له هنزبطك بنبعت معك جيش يحرم لك النبي بتاعكم ده وكتب ابو عامر الى جماعة من قومه من اهل النفاق انه سيقدم بجيش يقاتل به محمدا ويغلبه بس انت عايز ترتيب اداري عايز مكتب ارتباط عايز مكتب ايه؟ ارتباط طبعا فامرهم ان يتخذوا له معقلا يأوي اليه من يقدم عنده لاداء كتبه. ويكون مرصدا لهم اذا قدم عليهم بعد ذلك طيب شرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء احكموا بناءه انتهوا منه ومن الترتيب الذي دبره المنافقون انهم دعوا النبي صلى الله عليه وسلم لكي يصلي لهم فيه لكي يكون هذا ذريعة الى اعتماده مسجد رسمي صلى فيه النبي اللي افتتحه النبي محمد عليه الصلاة والسلام وقالوا له انهم بنوه للضعفاء واهل العلة في الليلة الشاتية لكن الله جل جلاله عصمه من الصلاة فيه. قال لهم انا على جناح سفر لكن اذا رجعنا ان شاء الله ولما قفل راجعا الى المدينة ولم يبق بينه وبينها الا يوم او بعض يوم انزل الله عليه جبريل يخبره بخبر مسجد الضرار وانزل الله تعالى هذه الايات الكريمات والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين جنب مسجد قباء عشان الناس يعني يتوزعوا. بدال ما بيصلوا في مسجد واحد يعني فتتفرق كلمتهم ويتشتت جمعهم وارصادا لمن حارب الله ورسوله. كلمة ارصاد معناها ظاهر مع ترقب معه عداوة انت عندنا في القانون يقول لك ايه جريمة قتل مع سبق الاصرار والترصد. يعني لبت في الدرة يعني منتزر مترقب هيئ عشان يهجم الهجمة بتاعته وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وسبحان الله النبي عليه الصلاة والسلام. والسلام لما تنزلت هذه الايات الكريمات وعصمه الله من الصادقين امر من يهدمه قبل مقدمه الى المدينة وروي انه امر ان يتخذك. يعني كناسة تلقى فيه قمامة اهانة لاهله مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين. وما اكثر مؤسسات الضرار التي ينشأها المنافقون لحرب الله ورسوله وتتخذ لافتات اسلامية ولافتات اصلاحية جميلة براقة يفتنون بها الضعف والاغرار والسزج من الناس الذين اتخذوا مسجدا ضرارا قيل اثنا عشر من المنافقين ومعنى ضرار مضارة لاهل لاهل مسجد قباء. وكفرا لانهم بنوا وبامر ابي عامر الراهب ليكون معقنا له يقدم فيه من ياتي من عنده وكان قد ذهب كما قلنا ليأتي ليأتي بجنود من قبل قيصر لقتال النبي عليه الصلاة والسلام. وتفريج بين المؤمنين الذين يصلون بقباء وارصادا يعني ترقبا لمن حارب الله اصوله من قبل اي من قبل بنائه وليحلفن ان اردنا الا الحسنى. ما اردنا بهذا الا الرفق بالمساكين في المطر والحر والتوسيع على الناس. والله يشهد اهم لكاذبون والله يشهد انهم لكاذبون. فكان الغاية مضرة المؤمنين من اهل مسجد قباء تقوية الكفر وتسهيل اعماله من فعل وترك مكتب ارتباط كما قلنا يلتقون ويتشاورون فيه في الكيد للنبي عليه الصلاة والسلام والطعن فيه والتفريق بين المؤمنين وآآ اجتماع كلمتهم على الضلالة والباطل والحرب والكيد والتدمير في هذا المكان نعم ولا يحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون. لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى مسجد قباء ومسجد المدينة بالاحرى والاولى. لان المسجد الذي بني اولا مسجد قباء. ثم بني بعده المسجد النبوي. فالمقصود الاصلي بهذه الاية مسجد قباء والمسجد النبوي احرى واولى بان يوصف بانه مسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه اي ان تصلي فيه. فيه رجال وهم الانصار يحبون اي يتطهروا والله يحب المتطهرين النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الله تعالى قد احسن عليكم الثناء في الطهور. سأل اهل مسجد قباء ان الله تعالى قد احسن عليكم في الطهور في قصة مسجدكم. فما هذا الطهور الذي تتطهرون به؟ فذكروهن انهم وجدوا ان جيرانهم تلونا ادبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا. يعني كانوا يستمدون بالماء فان جمعت بين الاستجمار والاستنجاء كان اولى وكان اطيب وكان اطهر. لكن بالقطع اجمع المسلمون ان استنجاء بالماء يكفي في تحقيق الطهارة من الخبث. وان الاستجمار بالحجر يكفي في تحقيق الطهارة من خبث والجمع بينهما لا بأس به مزيد من آآ مزيد من التنزه ومزيد من التطهر يعلمون النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين قال انهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى انه لكبير اما احدهما فكان لا يستمرء من بوله واما الاخر فكان يمشي بين الناس من نميمة. من الاقتصار على الاستجمار بالحجر جائز. يبقى تلاتة فصاعدا حتى يغلب على ظنك انك قد نقيت المكان تماما مما من اثار الخبث الذي لحقه من خروج الغائط ويقوم مقام الحجر المناديل المعاصرة بل ربما تكون اكثر تنقية من الحجر. لان للين ملمسها اكثر تنقية واكثر يعني ايه آآ آآ تطهيرا للموضع اللهم اهدنا سواء السبيل وقنا عذابك يوم تبعث عبادك. فيه رجال يحبون ان يتطهروا اي يعمرونه باقامة الصلاة وذكر الله وتسبيحه. ويحبون ان يتطهروا. ايضا مما علق بانفسهم من اثار الذنوب الاف ام كالمتخلفين من غزوة تبوك تطهروا بالتوبة منهم من ربط انفسهم في سواري المسجد ومنهم من تطهر بالصدقات الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات فالطهارة بقسميها المعنوية والحسية والله يحب حب المتطهرين الذين يبالغون في طهارة الروح والجسد. ومن اثار حب الله لهم ان تظهر واثاره وان تظهر بركاته ورحماته على سلوكهم ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان الخير كالمؤمنين اصحابي مسجد قباء الصحابة الذين ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام. امن اسس بنيانه على شفا جرف هار منهار لا ثبات له ولا استقراء كما هو صنيع المنافقين اهل مسجد اضرار والاساس على شفا الجرف الهاري مثل يضرب لما يكون في منتهى الانحلال والاشراف على الزوال. وقد ضرب الله مثل البنيان على هاتين الصفتين لبيان حال الفريقين المتقدمين من صدق الايمان من ناحية وللنفاق من ناحية اخرى ثم قال تعالى والله لا يهدي القوم الظالمين مضت سنته في خلقه الا يكون الظالم مهتديا في اعماله الى الحق والعدل ولا الى الرحمة والفضل يحرم بظلمه من نعمة الهدى ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا لا يزال بنيانهم الذي بنوا اريبة في قلوبهم لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا ان تقطعت قلوبهم اي شكا في قلوبهم الا ان تتقطع بالموت او بالتوبة كانوا يظنون انهم في بنائه محسنين فلا يزال بنيانه الذي بنوا شكا في قلوبهم الا ان تقطع عندما يموتون وتنكشف الحجب وتنجلي الغواهب ساعتها يوقنون انهم كانوا مبطلين وكانوا مدبرين وكانوا زائغين عن الحق. او ان تقطع اسفا وندما وحسرة بالتوبة والله عليم حكيم يبقى لا يزال بنيانه الذي بنوا ريبة اي شكا ونفاقا في قلوبهم يحسبون انهم كانوا في بنيانه محسنين كما حببت العجل الى قوم موسى واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ومن اهل علم قال حسرة وندامة لانهم ندموا على بنائه الا ان تقطع قلوبهم ان تتصدى قلوبهم فيموتوا فينكشف الغطاء ويدركون الحقائق او ان تتقطع قلوبهم بالتوبة هذه قصة المسجد الضرار ولا يزال هذا النموزج يتكرر وما اودع الله في كتابه هذه القصة الا لانه يعلم انها قابلة للتكرار على مدى الزمان وعلى مدى المكان. مؤسسات ضرار ترفع لافتات البراقة وترفع شعارات الخالدة فاتنة واصحابها قد اضمروا الكيد للاسلام. والمسلمين واضمروا عداوة الله ورسوله وجماعة المؤمنين. والله جل وعلا امر نبيه ان يكشف هذا الزيف لا يتجاهله كما كان يعرض عن المنافقين بل امره في هذا لا تقم فيه ابدا. ففضح هذه المؤسسات وكشف وبيان كيدها وعوارها من الضرورات الدعوية في معركة الوعي اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والرشاد. صل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك