بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة العشرين من تفسير سورة التوبة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة قاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به. وذلك هو الفوز العظيم حسن البصري رحمه الله يقول ثمنهم والله فاغلى الثمن انفس هو خالقها اموال هو واهبها ومانحها ثم يشتريها بالجنة ثامنهم والله فاغلى الثمن. ثامنهم والله كيف اغنى الثمن لهذه الاية قصة لما بايعت الانصار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية وكانوا سبعين نفسا ساعتها قال عبدالله بن رواحة يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت فقال اشتيت لربي ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا واشتاق لنفسي ان تمنعوني مما تمنعون منه انفسكم واموالكم قالوا فاذا فعلنا ذلك فما لنا فقال الجنة بان لهم الجنة فقالوا ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فانزل الله تعالى هذه الاية ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن لقد قضى حمزة والكسائي فيقتلون ويقتلون يقتل يقتل بعضهم ويقتل الباقون. الوجه الاول وهو هو قراءة الجمهور ازهر والقراءة به اكثر وعدا عليه حقا اي ثواب الجنة لهم وعد حق في التوراة والانجيل والقرآن هذه الصفقة على الجهاد في سبيل الله فلابد من كلمة حول هذا المفهوم في الشريعة المطهرة. وقد اصبحت هذه الكلمة سيئة السمعة في واقعنا المعاصر للاسف عندما انتحلها كثيرون عندما ادعاها ادعياء كثر لا يمتون لها بصلاة ولا يربطهم بها نسب حقيقي الجهاد احبتي في الله بذل الجهد نشر للدعوة ومنعا للفتنة في الدين ونصرة للمستضعفين وهو انواع فقد يكون باللسان بلاغا عن الله ورسالاته وقياما بحجته على عباده بالحكمة والموعظة الحسنة وقد يكون باليد درءا للحرابة وكفا للعدوان ودفعا للصيام الواقع او المتوقع على جماعة المسلمين ونصرة للمستضعفين والجهاد من الامور العظام التي تناط بالسلطان ولا مدخل فيه لاحاد الناس وعوامهم الا فيما يتعلق بدفع الصائل ولا يصلح الا عند تحقق القدرة وغلبت المصلحة مقال وفي عالم الفضاءات المفتوحة واحترام الخصوصيات الدينية والشيوع ثقافة حماية حقوق الانسان وتجريم الاضطهاد الديني ما اغنى عن جهاد الطلب الذي ما شرع الا لحماية الدعوة ومنع الفتنة في الدين ونصرة المستضعفين وقطعا ويقينا ليس من الجهاد المشروع اعمال العنف التي تنتهك الحرمات وتدمر مقدرات الشعوب وتطال الابرياء من المسلمين او من غيرهم سواء اكانت هذه الاعمال من الافراد والجماعات امكنت من الدول والحكومات فان ذلك من المحرمات القطعية في دين الله عز وجل ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم. تأملوا هذه الايات تنزلت بعد الحديث عن المنافقين والقعدة الذين فرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله. وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون بعد ان فضح الله احوال المنافقين وكشف المستور من دسائسهم ومن مكائدهم خف على ذلك بذكر منزلة الجهاد والمجاهدين وتلك الصفقة النفيسة والثمينة والغالية. ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد قال لا اجده. ثم قال هل تستطيع اذا خرج المجاهد في سبيل الله ان تصوم نهارك فلا تفطر. وان تقوم ليلك فلا تفتر لان ثواب المجاهدين يجري عليهم على مدار الساعة لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو ميلا الا كتب لهم به فيه عمل صالح. ان الله لا يضيع اجر المحسنين. ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون ومن اوفى بعهده من الله. لا احد اعظم وفاء بما عاهد عليه من الله عز وجل. فانه لا يخلف الميعاد. ومن اصدق من الله حديثا. ومن اصدق من الله قيلا. فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به. وذلك هو والفوز العظيم فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ثم وصف الله تعالى هؤلاء اصحاب هذه الصفقة الرابحة والتجارة التي لا تبور وصفهم الله جل وعلا في الاية التي بعدها في قوله تعالى التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون. الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر تمطر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين. هذا نعت المؤمنين الذين اشترى الله منهم انفسهم واموالهم نعتل لهم بهذه الصفات الجميلة والخلال الجليلة النبيلة التائبون. التائبون من الذنوب كلها. التاركون للفواحش كلها والتوابون احباب الله ان الله يحب التوابين. ويحب المتطهرين والتوبة كما تعلمون اصلاح الحاضر بالاقلاع عن الذنب فان المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه اصلاح الماضي بالندم اصلاح المستقبل بالعزم على عدم العودة الى الفعل ثم رد الحقوق الى اصحابها فان حقوق العباد لا تسقط الا بالاداء او بالابراء لا تسقط بالتقادم التائبون العابدون القائمون بعبادة ربهم عز وجل وكلمة عبادة اسم لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة ليست الركعات التي تؤدى في المساجد فحسب وليس الصيام الذي يحمل الانسان عليه نفسه فحسب كل قول يحبه الله فهو عبادة. وكل فعل يحبه الله فهو عبادة كل قول او فعل ظاهر او باطن يحبه الله ويرتضيه الحامدون لما لما قال تعالى العابدون اقوالا وافعالا فمن اخص الاقوال الحمد الحمد لله رب العالمين. وان الله يرضى من عبده ان يأكل الاكلة فيحمده عليها وان يشرب الشربة فيحمده عليها. الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين. الله يقبل منك عندما تأكل ان تقولها هذه الكلمة حمدا له على هذه النعمة. عندما تأكل عندما تشرب يرضى عن عبده ان يأكل الاكلة فيحمده عليها وان يشرب الشربة فيحمده عليها جل جلاله الحامدون السائحون السايح ورد في تفسير السياحة بانها الجهاد سياحة هذه الامة الجهاد او انها الصيام ورد في تفسيرها الصيام فالسياحة هذه الامة الجهاد والصيام والحقيقة ان الكلمة يمكن ان تشمل ما هو اعمق من هذا كل سفر في طاعة من الطاعات. من سافر في حج في عمرة في صلة رحم في طلب علم في توسعة رزق ما دام السفر ليس سفر معصية فهذا يرجى ان يدخل في هذا الباب ايضا. لكن النصوص قد وردت بتفسير سياحة على سبيل التمثيل بالصيام والجهاد سائحون الصائمون ابن عباس يقول كل ما ذكر الله في القرآن السياحة فهم الصائمون وحديث عائشة سياحة هذه الامة الصيام وهذا اصح الاقوال واشهرها. وورد ان السياحة الجهاد سياحة امتي الجهاد في سبيل الله عز وجل. وقد ذكر ان السياحة ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابدلنا الله بذلك الجهاد في سبيل الله والتكبير على كل شرف على كل منطقة مرتفعة. انتبه ليس المراد من السياحة ما قد يفهمه بعض عوام العباد من الصعود الى شواهق الجبال او الدخول في الكهوف او السعي في البراري على نحو ما كان يعمله رهابين النصارى فيما مضى هذا ليس بمشروع الا في ايام الفتن النبي صلى الله عليه وسلم جاء في صحيح البخاري يوشك ان يكون خير مال المسلم غنما خير مال الرجل غنما يتبع بها شعث جبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن يفر بدينه من الفتن يبقى السياحة في الصيد بالصيام اسرت جهاز سياحة امة الجهاد في سبيل الله. حديس صححه الالباني في صحيح الجامع ففسر بالصيام وفسرت الجهاد ويعني لعل هذا مثالان للسياحة وهي تشمل كل سفر كما قلنا طاعة وقربى لله عز وجل. لان السياحة اصلها الذهاب على وجه الارض كما يسيح الماء فالصائم مستمر على الطاعة في ترك ما يتركه من الطعام وغيره فهو بمنزلة السائح والمتفكرون تجول قلوبهم في ما ذكروا لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. التائبون العابدون الحامدون السائحون. الراكعون الساجدون افضل اعمالكم الصلاة اول ما ينظر فيه من اعمال العبد يوم القيامة الصلاة ثم الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر الحسبة امر بالمعروف متى ظهرت تركه نهي عن المنكر متى ظهر فعله القطب الاعظم في الدين المهم الذي ابتعث الله به النبيين اجمعين. باقامته على وجهه استحقت هذه الامة ان تكون خير امة اخرجت للناس وباماتته وباضاعته استحق بنو اسرائيل اللعنة على لسان الانبياء لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما اكانوا يفعلون والحافظون لحدود الله لشرائعه واحكامه التي بين فيها. ما يجب عليهم اتباعه وما يجب عليهم اجتنابه وما يجب على الولاة والائمة من اقامته وتنفيذه في الناس ثم ذكر الجزاء فقال وبشر المؤمنين المتصفين بهذه الصفات بخيري الدنيا والاخرة وخصت تلك الخلال بالذكر لان بها تكون المحافزة على حدود الله اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت اللهم احملنا في احمل الامور عندك واجملها عاقبة وردنا اليك ردا جميلا وخذ بنواصينا اليك اخذ الكرام عليك. انك ولي ذلك والقادر عليه. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك