بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من تفسير سورة التوبة الحلقة الواحدة والعشرين ما كان للنبي ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم الاية قصة هي سبب نزولها عندما حضرت ابا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده بعض اخواله من بني المخزوم وعنده ابو ابو جهل فقال اي عمي قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله عز وجل فقال ابو جهل وعبدالله بن ابي امية يا ابا طالب اترغب عن ملة الاشياخ اترغب عن ملة عبد المطلب وظل النبي صلى الله عليه وسلم يناشد عمه بحرارة ولا ينظر الى هذا الشغب الصادر من هؤلاء المحيطين به في لحظاته الاخيرة لكي يحولوا بينه وبين جنة الخلد وسعادة الابد يا عماه انك احسن الناس عندي يدا قلها كلمة اشهد لك بها عند الله ثم يستشعر ابو طالب صدق هذه المناشدة ويقلب عينيه ما بين ابن اخيه وما بين النفر من قومه الملأ من قومه ويقول لولا ان يقولوا انه اسلم جزعا من الموت لاقررت بها عينيك وكان اخر ما قال انه على ملة الاشياخ على ملة عبد المطلب لم تسبق له من الله الحسنى غلبت عليه شقوته ففرطت انفاسه وهو يقول انه على ملة الاشياخ على ملة عبدالمطلب ووقف نبينا مغموما مهموما محزونا تستطيع ان تقرأ الحزن في عينيه وهو يقول يخاطبه كانه لا يزال على قيد الحياة. والله لاستغفرن لك ما لم انه عن ذلك تعلمون احبتي في هذه اللحظات كان ابو طالب قد نهز خمسة وثمانين عاما وخمسين سنة من العمر المحمدي وابو طالب عاش عمره كله يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم منذ نعومة اظفاره حفظا لوصيتي ابيه عبدالمطلب عندما حضرته الوفاة نظر الى ابي طالب وخاله اوصيك يا عبد مناف بعدي بمفرد بعد ابيه فردي فانت من ارجى بني عندي وحفظ هذه الوصية وصامها ورعى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدرج ويعبر مراحل عمره الميمون المبارك من طفولته الى يافاعي به الى شبابه الى كهولته وابو طالب وفي كل الوفاء حريص كل الحرص لكن لم يشرح صدره للاسلام لم تسبق له من الله الحسنى غلبت عليه شقوته حقا السعيد من سعد في بطن امه والشقي من شقي في بطن امه لاستغفرن لك ما لم انه عن ذلك فانزل الله تعالى هذه الايات ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم ثم انزل الله في ابي طالب خاصة انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء انت لا تملك هداية التوفيق تملك هداية البيان وانك لتهدي الى صراط مستقيم لكن لا تملك هداية التوفيق ان تفتح مغاليق القلوب لتودع فيها الهدى. هذا الامر ليس اليك. ليس يديك لا تملكه ان الله يهدي من يشاء. انك لا تهدي من احببت. احببته لقرابته لنصرته لك او احببت هدايتك له وكلا الامرين محتمل في تفسير هذه. الاية ولكن الله يهدي من ان يشاء سبحانه جل شأنه. النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر امه فبكى وابكى من حوله وقالوا استأذنت ربي في ان استغفر لها فلم يأذن لي واستأذنته في ان ازورها فازن لي فزوروا فانها تذكركم بالموت فانها تذكركم بالموت ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى. طب ماذا عن قوله تعالى قول النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وهو يمسح الدم عن وجهه الشريف ويقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون النهي عن الاستغفار لهم بعد ان ماتوا على الكفر اما الاستغفار في حال الحياة محتمل. والمقصود يا ربي وفقهم للتوبة من الشرك. التي تؤهلهم لمغفرتك ولن يخفى لهم على كفرهم لن يغفلهم على شركهم ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. يبقى تأويل الحديث ومخرجه ان توفقهم للتوبة من الشرك ان يسلموا لك وجوههم. ان تشرح للاسلام صدورهم ليتأهلوا لمغفرتك يا رب العالمين. اما من مات على الكفر والشرك فلا يحل الاستغفار له من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم ومتى يتبين هذا اذا ماتوا على الشرك بالله عز وجل؟ ثم قال تعالى وما كان استغفار ابراهيم لابيه فيه الا عن موعدة وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه. ان ابراهيم لاواه حليم ان ابراهيم لاواه حليم نعم لقد روي ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يستغفر لامه فنهاه الله عز وجل عن ذلك فقال ان ابراهيم قد استغفر لابي فانزل الله تعالى وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو الله تبرأ منه. ان ابراهيم لاواه حليم ابن عباس يقول كانوا يستغفرون له حتى نزلت هذه الاية فامسكوا عن الاستغفار لامواتهم ولم نهوا ان يستغفروا للاحياء حتى يموتوا ثم انزل الله عز وجل هذه الاية اللهم اهدنا سواء السبيل يا رب لقد قال قدادة في هذه الاية لنا ان رجالا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا نبي الله ان من ابائنا من كان يحسن الجوار ويصل الارحام ويفك العاني ويوفي بالذمم. افلا نستغفر لهم؟ فقال بلى والله اني لاستغفر لابي كما استغفر ابراهيم لابيه فانزل الله تعالى ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولا او كانوا اولي قربى الى اخر الاية ثم عذر الله خليله ابراهيم فقال وما كان استغفار ابراهيم لا به الا عن واذا سلام عليك ساستغفر لك ربي انه كان بي حفيا واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا. عسى ان لا اكون بدعائي ربي شقي وكان عطاء ابن ابي رباح يقول ما كنت لادع الصلاة على احد من اهل القبلة حتى ولو كانت حبشية حبلى من بناء لاني لم اسمع الله حجب الصلاة الا عن المشركين ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم ابراهيم عليه السلام يتبرأ من ابيه يوم القيامة. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه. حين يلقى اباه يوم القيامة وعلى في ابيه القطرة والغبرة فيقول له يا ابراهيم اني كنت اعصيك واني اليوم لاعصيك يوم القيامة فيقول اي ربي الم تعدني الا تخزني يوم يبعثون يوم يبعثون فاي خزي اخزى من ابي الابعد. ولا تخزني يوم يبعثون اي خزي اخزى من ابي الابعد فيقال انظر الى ما ورائك فاذا هو بذيخ متلطخ مسخ ضبعا ثم يسحب بقوائمه ويلقى في النار الله جل وعلا لا يدخل الناس الجنة يوم القيامة وفي قلوبهم حسرة تجاه اقربائهم وابائهم واولادهم الذين غلبت عليهم شقوتهم قلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن. الله جل وعلا ينتزع هذا الشعور منها يري الله جل وعلا يري ابراهيم والده وفي هذه الصورة الممسوخة المشوهة ضبع ملطخ بالدماء وبالتراب في صورة كريهة ويسحب بقوائمه ويلقى في النار ان ابراهيم لاواه حليم لاواه حليم يعني انه متضرع الى الله سبحانه وتعالى. وكثير الدعاء له موقن وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين. وقالوا ان من يحافز على صلاة الضحى فهو اواب المحافظ على سبحة الضحى الاواه ان ابراهيم لحليم اواه المنير. فمن يحافظ على هذه الصلاة فانه يكتب منها ممن اولوا هذه المنزلة الكريمة في هذه الاية الكريمة وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه ان ابراهيم من اواه حليم وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. ان الله وبكل شيء عليم. ان الله له ملك السماوات والارض يحيي ويميت. وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. الله جل وعلا ما كان ليحكم بالضلال على احد من عباده حتى يبين له ما يحذره وما كنا معذبين حتى نبعث يعني هؤلاء الذين كانوا يستغفرون لاولادهم ولابائهم ولاقاربهم من المشركين قبل ان يصلهم هذا البلاغ القرآني وهذا البلاغ الرباني الله جل وعلا ما كان ليحكم عليهم بالضلال ولا هم عليهم بالشقاوة ان كانوا قد فعلوا ما فعلوا قبل ان يبلغهم نهي الله جل وعلا عن الاستغفار للمشركين وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وما كان الله ليضل قوما. اي ليحكم عليهم بالضلال بعد ان هداهم للاسلام وشرح صدورهم للايمان واقام عليهم الحجة وازال شبههم ما كان ليضللهم بسبب فعلهم لامن ارتكبوه عن جهالة لم يبلغهم البلاغ القرآني بشأنهم لم يبلغهم البلاغ النبوي بخصوصه سبحانه جل شأنه. وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى وبين لهم ما يتقون. ان الله بكل شيء عليم. هذا بيان الله عز وجل للمؤمنين في ترك الاستغفار المشرفين خاصة وفي بيانه لهم في معصيته وطاعته عامة فافعلوا اوذروا. ام جلي يقول وما كان الله ليقضي عليكم في استغفاركم لموتاكم المشركين بالضلال بعد اذ رزقكم الله هداية وفقكم للايمان به وبرسوله حتى يتقدم اليكم بالنهي عنه فتتركوا فاما قبل ان يبين لكم كراهة ذلك بالنهي عنه فلم تضيعوا نهيه الى ما نهاكم عنه فانه لا يحكم عليكم بالضلال فان ان الطاعة والمعصية. انما يكونان من المأمور والمنهي. اما من لم يؤمر ولم ينهى فغير كائن مطيع او عاصيا فيما لم يؤمر به او لم ينهى عنه فبهي ايات هذه الليلة نكتفي بهذا القدر في التعليق عليها حتى نلتقي ان شاء الله في حلقة تفسير قادمة استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته