بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من تفسير سورة التوبة مع المحاضرة الثالثة والعشرين من تفسير سورة التوبة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو ميلا الا كتب لهم به عمل صالح ان الله لا يضيع اجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون ان يرغبوا عن رسول الله. رغب في الشيء اي اي احبه واثره رغب عنه اي كره رغب في ورغب عني رغب في الشيء احبه رغب عنه كره وقد جمعت الاية بينهما ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه سير الظمأ طبعا كما تعلمون شدة العطش ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه اه النصب الاعياء والتعب المخمصة الجوع عشق الشديد ولا ينالون من عدو ليلا اسر او قتل يعني او هزيمة الوادي كل منفرج بين جبال واكام يكون منفذا للسيل. الله جل جلاله في هذه الاية بعد ان ذكر جل جلاله توبته على المتخلفين عن غزوة تبوك. الذين حسنت نياتهم وعلى الثلاثة الذين خلفوا. وقد قصصنا قصتهم في اللقاء الماضي اكد هنا وجوب متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم والغزو معه لما فيه من الاجر العظيم ومنع من تخلف احد الا باذنه ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه. اهل المدينة اهله حاضرة الاسلام ومقر الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لهم ان يقعدوا عن رسول الله ولا يتخلف عنه في موقف من مواقف الجد ولا يتركوه يعاني ويكابد مشاق الاسفار ولاواءها واهوالها وهم جالسون مسترخون في الدعة والاستقرار ونحوه المدينة كلمة اذا ذكرت آآ يزكر النبي صلى الله عليه وسلم ويذكر المهاجرون والانصار وتذكر ايام الاسلام وتذكر مشاهده وتحرك في القلوب لواعي الشوق والحنين انا المدينة من في الكون يجهلني ومن تراه درى عني وما شغل تتلمذ المجد طفلا عند مدرستي حتى تخرج منها عالما رجلا فتحت قلبي لخير الله قاطبة فلم فارقوا يوما منذ ان دخل وصرت سيدة الدنيا به شرفا واسمي لكل حدود الارض قد وصل ومسجدي كان بل ما زال امنية تحبو اليه قلوب ضلت السبل فكل مغترب داويته غربته مسحت دمعته حولتها جدلا وفي هوايا ملايين تنام على ذكري وتصحو على طيفي اذا ارتحلا تنافسوا في غرامي ارسلوا كتبا وانفقوا عندها الركبان والرسل انا المنورة الفيحاء ذا نسبي. اذا البدور رأتني اطرقت خجلا انا المنورة الفيحاء ذا نسبي. اذا البدور رأتني اطرقت خجلا ما كان لاهل المدينة ولا من حولهم من الاعراب كمزينة وجهينة واشجع وغفار واسلم ان يتخلفوا عن رسول الله في غزو في سبيل الله كما فعل بعض ضعاف الايمان او المنافقين في غزوة في غزوة تبوك ولا في غيره من شئون الامة ومصالح الملة ولا ان يفضلوا انفسهم على نفسه فيرغب في الراحة والسلامة والدعة ولا يبذلوا انفسهم فيما يبذل فيه نفسه الشريفة بل عليهم ان يصحبوه في البأساء والضراء ان يكابدوا معه الاهوال برغبة ونشاط لان نفس رسول الله اعز على الله واكرم على الله عز وجل من نفوسهم فاذا تعرضت نفس رسول الله مع كرامتها للخوض في شدة وهون. وجب على سائر الانفس ان ان تسارع وان تتهافت فيما تعرضت له ولا يكترث لها صاحبها فضلا عن ان يضنوا بها على ما سمح بنفسه عليه. فالمتخلف عن رسول الله يفضل نفسه ويؤثرها على نفس رسول الله الذي لا يكمل ايمان احد من الناس حتى يحبه اكثر من حبه لنفسه نهي شديد عن تخلفهم. توبيخ لهم عليه تهييج لمتابعته صلوات ربي وسلامه عليه والصحابة كانت عندهم نوادر الحب للنبي عليه الصلاة والسلام مشاهد خلدتها الايام والليالي لقد خرجت امرأة من الانصار قتل ابوها واخوها وزوجها يوم احد مع النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت ما فعل رسول الله؟ سيبها من كل ده. ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا خيرا هو بحمد الله كما تحبين. قالت ارونيه حتى انظر اليه. فلما رأته قالت كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله. كل خطب بعدك هين ويسير الصحابي الجليل خبيب لما رفعوه على الخشبة ليقتلوه ثم سألوه اتحب ان محمدا الان مكانك يقتل بدلا منك وانت بين ولدك سليم معافى؟ فقال لا والله العظيم ما احب ان يفديني بشوكة يشاكها في قدمه وانا بين اهلي واولادي كما تقولون فضحكوا منه سخروا منه زيد ابن ثابر يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد اطلب سعد بن الربيع قال لي ان رأيته فاقرئه مني السلام وقل له يقول لك رسول الله كيف تجدك؟ حاسس بايه نعم قال فجعلت اطوف بين القتلى فاتيته وهو باخر رمق وفيه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم. فقلت يا سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك اخبرني كيف تجدك نعم. فقال على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام. قل له يا رسول الله اجد والله ريح الجنة اجد والله ريح الجنة وقل لقومي من الانصار لا عذر لكم عند الله ان خلص الى رسول الله وفيكم عين تطرف لا عذر لكم عند الله ان خلص الى رسول الله وفيكم عين تطرف وفاضت نفسه من وقته ترى ابو دجانة يوم احد على النبي صلى الله عليه وسلم بظهره والنبل يقع فيه وهو لا يتحرك نص مالك الخضري جرحا لان الخدري جرح النبي صلى الله عليه وسلم حتى انقاه. قال له مجة فقال لا والله ما امده ابدا القصص كلها دي ذكرها آآ ابن القيم في زاد المعاد نعم رحمه الله ابن مسعود الثقفي يقول لاصحابه بعد ان رجع من الحديبية اي قومي والله لقد وفدت على الملوك لقد وفدت على كسرى وقيصر والنجاشي والله ما رأيت ملكا يعظمه اصحابه كما يعظم اصحاب محمد محمدا اذا امرهم ابتدروا الى امره اذا توضأ كادوا يقتتلون على ماء وضوءه اذا تكلم خفضوا اصواتهم عنده. وما يحدون اليه النظر تعظيما له صلوات ربي وسلامه عليه ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار الا كتب لهم به عمل صالح لم يكن له الحق التخلف بل يجب عليهم الاتباع. لماذا؟ لان كل ما يصيبهم في جهادهم من اذى. وان كان قليلا الكظمئ لقلة الماء او نصب لبعد الشقة او لقلة الظهر او مجاعة لقلة الزاد ومن ايذاء للعدو وان صغر كوطأ ارضه الذي يعده استهانة به بقوته فيغيظه ان تمسه اقدام المؤمنين اذا اوحى او حوافر خيولهم او النيل منه بجرح او قتل او اسر او هزيمة او غنيمة الا كتب لهم بكل واحد مما ذكر صالح واجري عليهم من الثواب العظيم ما لا يعلم مداه الا الله. والمجاهدون ما اكثر هذه الاعمال الصالحات مثل اسما كل حاجة حركة من بطشة بيد او وطأة قدم او عروض جوع او عطش او نحوه فما اعظم امر الجهاد! ذروة سنام الاسلام جاءه رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم. قال يا رسول الله علمني عملا يعدل الجهاد؟ فقال لا اجده لا اجده ثم قال هل تستطيع اذا خرج المجاهد ان تدخل مسجدا فتقوم فلا تفتر وتصوم فلا تفطر؟ فقال لا استطيع نعم لا استطيع ثم قال ابو هريرة ان فرس المجاهد ليستن في طوله في كتب له حسنات يعني الفرص المجاهدة يذهب ويجيء في مرح ونشاط وهو مربوط في في حبله في كتب له للمجاهد لصاحب الفقه يكتب له له حسنات ده الحاصل ان اجر المجاهد في جميع احواله في اكله ونومه وبيعه وشرابه في كل ما يفعله مأجور مثاب على ذلك عند الله سبحانه وتعالى في هذا ايضا ايماء الى ان كل من قصد خير كل من قصد خير كان سعيه فيه من قيام او قعود او مشي او كلام او نحو ذلك كان سعيا مشكورا مثابا عليه ولا يظلم ربك احدا ولا ولا يتر الله الناس اعمالهم قط. ان الله لا يضيع اجر المحسنين لا يدع محسنا احسن في عمله واطاعه فيما امره وانتهى عما نهاه عنه لا يضيع اجره. يجازيه احسن جزاء. ويثيبه اجزل مثوبة ثم قال تعالى ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم اي نفقة صغرت او كبرت قلت او كثرت. كل واد يقطعونه في سيرهم غادين او رائحين الا كتب لهم اجرهم على ذلك ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون. ليجزيهم بكتابته في صحف اعمالهم كاحسن تم يجزيهم على خير اعمالهم التي كانوا يعملونها وهم مقيمون في منازلهم الصحابي الجليل عثمان بن عفان كان له في هذا ما شاء الله القدح الاعلى والنصيب الاوفى والحظ الاكبر من هذه النفقة في سبيل عز وجل لقد انفق في هذه الغزوة النفقات الجليلة والاموال الجزيلة لقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم فحث على جيش العسرة فقام عثمان فقال علي مائة بعير باحداسها واقطابها ثم حث فقام عثمان للمرة الثانية فقال علي مائة بعير اخرى باحلى سها واقطابها ثم نزل مرقاة من المنبر ثم حث قال عثمان للمرة الثالثة علي مائة بعير اخرى باحلاسها واقتابها فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بيدي هكذا يحركها كالمتعجب ثم يقول ما على عثمان ما عمل بعد هذا. يعني ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم حديث عبدالرحمن بن سمرة جاء عثمان الى النبي صلى الله عليه وسلم بالف دينار في ثوبه اذا جهزوا النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم قال فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها بيده ويقول ما ضر عثمان او ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم ولا يقطعون واديا الا كتب لهم ما ازداد قوم في سبيل الله بعدا من اهليهم الا ازدادوا قربا من الله عز وجل وما كان المؤمنون لينفروا كافة اخوتي واخواتي نقف عند هذه الاية كما وعدنا الا نزيد عن خمستاشر دقيقة اسأل الله جل جلاله باسمائه الحسنى وصفاته العلى وبرحمته التي وسعت كل شيء ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا ان يذكرنا منه ما نسينا وان يعلمنا منه ما جهلنا ان يرزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على النحو الذي يرضيه عنا انه ولي ذلك والقادر عليه وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك