بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من حلقات تفسير سورة التوبة الايات الاخيرة من سورة التوبة والمحاضرة الاخيرة في تفسيرها مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون بعد ان ذكر الله جل جلاله دروبا من مخازي وخطايا وشنائع المنافقين. كتخلفهم عن غزوة عن غزوة تبوك وتترسهم بالايمان الفاجرة التي تذر الديار بلاقع زكر هنا دروبا اخرى من تلك المسالب والفضائع لتهكمهم بالقرآن وتسللهم لواذا حين سماعه فقال تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فالله جل وعلا يبين حال المنافقين وحال المؤمنين عند نزول القرآن وتفاوت ما بين الفريقين اذا انزل السورة فيها الامر والنهي والخبر عن نفسه الكريمة عن الحث عن الجهاد عن الامور الغائبة يقول المنافقون بعضهم لبعض ايكم زادته هذه ايمانا ليثبتوا انفسهم على النفاق والكفر والاعراض عن امر الله. او يقولون للمؤمنين على سبيل التهكم والسخرية والاسلام. ايكم زادت هذه ايمانا ثم بين الله جل جلاله من عنده اثر الايات على المؤمنين واثرها على المنافقين فقال تعالى فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا بالعلم بها فهمها واعتقادها والعمل بموجبها والرغبة في فعل الخير والانكفاف عن فعل الشر وهم يستبشرون. يبشر بعضهم بعضا بما من الله به عليهم من اياته وتوفيقهم لفهمها والعمل بها واما الذين في قلوبهم مرض على النقيض من هزا زادتهم رجسا الى رجسهم الذين في قلوبهم شك ونفاق زادتهم مرضا الى مرضهم وشكا الى شكهم. حيث انهم كفروا بها وعاندوها واعرضوا عنها فازداد لذلك مرضهم. وترامى بهم الى الهلاك والطبع على القلوب. وماتوا وهم كافرون هذه عقوبة لهم لانهم كفروا بايات الله وعصوا رسوله. فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقون يبقى في هذه الاية يبين الله جل جلاله انه اذا انزل على رسوله سورة من سور كتابه الكريم اه فمن المنافقين من يقول لاخوانه على سبيل الاستهزاء هذه المقالة ليثبت بعضهم بعضا على النفاق او يقول لمن يلقاه من المؤمنين مشككا له. ايكم زادته هذه ايمانا اي يقينا بان القرآن حق وان الاسلام حق وان رسول الله حق اي فهم زادته تصديقا جازما مقترنا باذعان وخضوع ثم يقول الله تعالى مجيبا على هذا السؤال فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون يزيد هم نزول القرآن زيادة في اليقين طمأنينة في القلوب وقوة في العمل به. والتقرب بذلك الى ربهم. وهم يستبشرون بنزولها. لما يرجون فمن خير هذه الزيادة بتزكية انفسهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة. على النقيض من هذا الذين في قلوبهم شك وارتياء دعاهم الى النفاق زادتهم كفرا ونفاقا. مضموما الى كفرهم ونفاقهم السابق واستحوذ عليهم ذلك واستحكم فيهم الى ان ماتوا على الكفر ثم عجبنا الله من حالهم فقال او لا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ايغفلون عما يعظ لهم في كل عام من دروب الابتلاء والاختبار التي تظهر استعداد النفوس للايمان والكفر وتكون معقل التفرقة بين الايمان والزندقة. او لا ينظرون الى الايات الدالة على صدق الرسول في كل ما اخبر به او اخبر به من نصر الله لمن اتبعه وخذلان اعدائه ووقوع ما انذرهم به ثم لا يتوبون ومع هذا تمر عليهم الاعوام تلك الاعوام والسنوات وبعد السنوات لا يتوبون من نفاقهم ولا يتعظون بما يحل بهم من العذاب افبعد هذا برهان على امتصاء نور الفطرة ونور البصيرة قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم ثم الله جل جلاله بعد ان بين تأثير الايات التي تنزل في غياب المنافقين بين تأثيرها الايات التي تنزل في حضورهم وهم شهود وحضور. فقال واذا ما انزل السورة نظر بعضهم الى بعض. هل يراكم من احد ثم انصرفوا اذا نزل السورة وهم في المجلس تسارقوا النزر تغامزوا بالعيون وفي المقابل تخشع ابصار المؤمنين وتنحني رؤوسهم فهؤلاء المنافقون يتغامزون بالعيون ويتسارقون النظر ويتشاورون في الانسلال من المجلس خفية لئلا يفتضح بما يظهر عليهم من سخرية وانكار يقول بعضهم لبعض هل يراكم من احد هل يراكم الرسول او المؤمنون اذا قمتم من المجلس ثم انصرفوا عن مجلس الوحي متسللين لواذا كراهة منهم لسماعه وانتظارا لان تسنح فرصة الغفلة عنهم صرف الله قلوبهم عن الايمان الصادق وعن الاسترشاد بايات كتابه وهذه الجملة صرف الله قلوبهم اما اخبار واما دعاء والنتيجة واحدة. المآل واحد الحال النتيجة واحدة في الحالين. ذلك بانهم قوم لا يفقهون فقها ينتفعون به لهم اعين لا يبصرون بها اذان لا يسمعون بها لهم قلوب لا يفقهون بها الالة موجودة الحاسة موجودة لكنها معطلة تشغلها في الدنيا تكتشف الزرة تكتشف اعقد المنجزات والمبتكرات والمكتشفات العلمية توجهها نحو الاخرة ونحو ما ينفعها بين يدي لقائها لربها صم بكم عمي هم لا يعقلون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة واه فمن يهديه من بعد الله السعيد من سعد في بطن امه والشقي من شقي في بطن امه يوم الفاجعة يوم الحسرة يقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون قال اخسوا فيها ولا تكلموني ثم قال تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم. من انفسكم. يعني من جنسكم عزيز يعني شاق يشق عليه العنت ما عنتم العنت المشقة ولقاء المكروه الشديد حريص. الحرص شدة الرغبة في الحصول على مفقود وشدة العناية بالموجود الرأفة الشفقة والرحمة الاحسان لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم يشق عليه ضرركم وتعظم رغبته في ايصال خيري الدنيا والاخرة اليكم فهو كالطبيب المشفق والاب الرحيم عليهم وربما اقدم على علاج ما يصعب تحمله من اجل راحتكم ومن اجل الرفق بكم كما يكون من الاب الرحيم عندما يلجأ الى دروب من التأديب يشق على النفس احتمالها فقسى ليزدجروا ومن يك حازما فليقسوا احيانا على من يرحم رسول من انفسكم الله جل وعلا جعل نبينا من القوم الذين ارسل اليهم ليكون هذا اقرب الى نفوسهم. وادعى الى تألف قلوبهم على الايمان والهدى. فامن العرب بدعوته مباشرة وامن العجم بدعوة العرب وكان فيه ذكر للعرب وذكر لهم يخلد ذكره على مدى الزمان من امن منهم وانه لذكر لك ولقومك وانه لشرف لك ولهم تذكرون به في العالم النبي صلى الله عليه وسلم قال في اول دعوة يا ايها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا كلمة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم وتكونون بها ملوكا في الجنة عزيز عليه ما عنت شديد عليه عنتكم ولقاؤكم المكروه لانه منكم فليس من الهين عليه ولا على قلبه ان تكون في الدنيا امة ذلي ان تكون في الدنيا امة ذليلة اعنتها اعداؤها بالسيطرة عليها والتحكم فيها ولا ان تكونوا بالاخرة من اصحاب الجحيم. النار التي وقودها الناس والحجارة حريص على هدايتكم وعلى صلاح شأنكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فكل ما يدعو اليه من العمل بشرائع الله. دليل على ثبوت هذه الصفات له لقد جاءكم رسول من انفسكم ليس من العرب قبيلا الا وقد ولدت النبي صلى الله عليه وسلم يعني قال ابن عباس ليس من العرب قبيلة الا وقد ولدت النبي صلى الله عليه وسلم مضريها ورميها وربيعيها مالية يريد ان نسبه تشعب في جميع قبائل العرب وبطونها فان تولوا اعرضوا عن الايمان بك والاهتداء بما جئتهم به فقل حسبي الله يعينك الله عليهم يكفيك امرهم وامر من يمعن في عداوتك والصد عن سبيلك وقد بلغت ما قصرت لا اله الا هو لا معبود بحق سواه الجو اليه بالدعاء والاستعاذة وهو الكافي المعين عليه وحده توكلت فلا اكل امري فيما اعجز عنه الى غيره وهو رب العرش العظيم. العرش مركز تدبير امور الخلق كما قال تعالى ثم استوى على العرش يدبر الامر وعظمته بعظمة الرب الذي استوى عليه وعظمة الملك الكبير الذي هو مركز تدبيره الذي هو مركز تدبيره لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليهما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم بالمناسبة نختم هذه الايات فيها دلالة بينة على زيادة الايمان ونقصانه وهذا مما اتفق عليه اهل السنة والجماعة وقد استفاض هذا في كتاب الله تعالى وفي سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم مسلا في القرآن هذه الاية ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون وفي ايات اخرى كثيرات ساقها الله عز وجل في كتابه ليؤكد لنا من خلالها على هذه الحقيقة. انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله. وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما. اول الفتح هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانه ترسل المدثر ليستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين امنوا ايمانا. وايضا كما ان الايمان يزيد فان الكفر ولا يزيد نعم الكفر يزيد. وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل عليكم ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا كفرا فلا تأس سورة الاسراء واذ قلنا لك ان ربك احاط بالناس وما جعلنا الرؤية التي اريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم الا لا طغيانا كبيرا في سورة ال عمران ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا. لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون. سورة ايه؟ النساء ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ثم ازدادوا كفرا فالايمان في علو ولا يزال في علو مع اصحاب اصحاب الهمم العالية والكفر اتباعه لا يزالون في سفول وتسفل وتنزل والمنافقون في الدرك الاسفل من النار. ومن فقه الرجل ان يتعهد ايمانه ان الايمان ليخلق في القلب كما يخلق الثوب الخلق القديم صحابي كان يلتقي باخيه يقول له اجلس بنا نؤمن ساعة اسات جسمك شتى حين تطلبهم فمن لروحك بالنقص المداوينا. ما اكثر اطباء الجسد وما اقل اطباء الروح قساة جسمك شتى حين تطلبهم فمن لروحك بالنقص المداوينا اسأل الله لي ولكم العافية وحسن الخاتمة. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت. استغفرك واتوب اليك