بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثالثة من تفسير سورة الانفال مع قول الله جل جلاله لذلك بانهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب في الايات السابقة اخبرنا الله جل وعلا عما اوحى به الى ملائكته انه معهم وعما امرهم به من تثبيت الذين امنوا وان يضربوا من الذين كفروا فوق الاعناق وان يضربوا منه فوق كل بنان ثم علل ذلك فقال ذلك. اي هذا العذاب المعجل في الدنيا. ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب مأخوذ المشقة من شق العصا وجعلها فرقتين فالمشاقة ان تكون في طرف يقابل الطرف الاخر الذي تحاده وتشاققه ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله. من حاد الله ورسوله. من شاق الله ورسوله. من غلب الله ورسوله فهو مغلوب ومقهور ومخذول وذليل كتب الله لاغلبن انا ورسلي لقد حكم الله جل وعلا وكتب في كتابه الاول وفي قدره الذي لا يخالف ولا يمانع ولا يبدل ان النصرة له ولكتابه ورسله وعباده المؤمنين في الدنيا والاخرة. وان العاقبة للتقوى وللمتقين هذا قدر محكم وامر مبرم واذا قضى ربك فلا راد لقضائه واذا حكم فلا معقب على حكمه لقد روي ان حسان ابن ثابت كان يقول زعمت سخينة ان ستغلب ربها وليغلبن مغالبوا الغلاب هذا البيت نسبة الى حسان بن ثابت ونسب الى كعب بن مالك الانصاري وقد روي في السير ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما نسي ربك لك بيتا قلته زعمت سخينة ان ستغلب ربها وليغلبن مغالبوا الغلاب كانت قريش تعاير باكل السخينة شيء يعمل من دقيق وسمن اغلظ من الحساء وارق من العصيدة وانما كانوا يأكلونه في شدة الدهر وغلاء السعر وعجف الاموال ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب الطالب الغالب لمن خالفه وناواه لا يفوته شيء ولا يقوم لغضبه شيء تبارك وتعالى لا اله غيره ولا رب سواه ذلكم فذوقوه اي ذوقوا هذا العذاب المعجل في الدنيا ولعذاب الاخرة اشق ولا الساعة ادهى وامر ولعذاب الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون ولعذاب الاخرة اخزى وهم لا ينصرون ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون ذلكم فذوقوه وان للكافرين عذاب النار. هذا خطاب للكفار. اي ذوقوا هذا العذاب والنكال في الدنيا واعلموا ايضا ان للكافرين عذاب النار يوم القيامة يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار الله جل وعلا يحرموا الفرار يوم الزحف ويبين النبي صلى الله عليه وسلم انه من الكبائر اذا لقيتم الذين كفروا زحفا اذا تقاربتم منهم وبنوتم اليهم فما تولوهم الادبار اي لا تفروا وتتركوا اصحابكم التولي يوم الزحف من الكبائر وسوف نبين ما هي الاستثناءات التي وردت في الاية التالية ومن يولهم يومئذ دبره الذي يفر يوم الزحف الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير. ما معنى متحرف لقتال اذا كان هذا الفرار لمجرد الخدعة في الحرب اي لوهم عدوه انه انهزم له وانه جبن امامه وانه فر بين يديه ليكر عليه بعد ذلك مرة قاضية فلا بأس في هذه الحالة هذا من فنون الحرب وخدع القتال الضحاك يقول ان يتقدم عن اصحابه ليرى غرة من العدو فيصيبها ادي معنى التحرف القتال. لكن ما معنى التحيز الى فئة عن عبدالله بن عمر لقد روي باسناد ضعيف في مسند الامام احمد عن عبد الله ابن عمر قال كنت في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص الناس حيصة فكنت فيمن حاص فقلنا كيف نصنع؟ وقد فررنا من الزحف وبئنا بالغضب فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم. ثم قلنا لو دخلنا المدينة ثم بتنا ثم قلنا لو عرضنا انفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان كانت لنا توبة والا ذهبنا فاتيناه قبل صلاة الغداة قبل صلاة الفجر فخرج فقال من القوم؟ وقال نحن الفرارون يا رسول الله قال لا بل انتم العكارون وفي رواية بل انتم الكرارون. العكارون انا فئتكم وانا فئة المسلمين. قال حتى قبلنا يده. جعلهم مخرجا صلوات ربي وسلامه عليه. العكارون اي العائدون الى القتال والعاطفون عليه. ومعنى انا فئتكم اي ملجأكم وناصركم. الفئة الجماعة التي تكون وراء الجيش اليها الجيش ان وقعت فيهم فيهم هزيمة فمهد لهم بذلك عذرهم. صلوات ربي وسلامه عليه. وهو تأويل قوله تعالى او متحيزا الى فئة وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في ابي عبيدة لما قتل على الجسر بارض فارس لكثرة الجيش من ناحية المجوس قال عمر لو تحيز الي لكنت له فئة الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة وفي رواية ابي عثمان النهدي عن عمر قال لما قتل ابو عبيدة قال عمر ايها الناس انا فئاتكم. اذا فررتم الي فلا حرج عليكم اذ استحر بكم قتل وخفت ان تستأصل شأفتكم وان تباد خضراؤكم. انا فئتكم انا فئتكم ونافع سأل ابن عمر فقال انا قوم لنثبت عند قتال عدونا ولا ندري من الفئة امامنا عسكرنا قال ان الفئة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت ان الله يقول اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فقال انما انجزت هذه الاية في بدر يوم بدر لا قبلها ولا بعدها ايضا الضحاك يقول في هذه الاية المتحيز الفار الى النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه عندما كان نبينا على قيد الحياة وكذا من فر اليوم الى اميره او اصحابه فهذا التعميم من الضحاك اليق بنص الاية اليق بها لفظا واليق بها قصدا. نصا وروحا اما ان كان الفرار لا عن سبب لمجرد الجبن والدخن والتخاذل فلا شك انه من المحرمات وانه كبيرة من الكبائر لقد روى البخاري ومسلم في الصحيحين حديث ابي هريرة رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع قيل يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ومن يولهم يومئذ دبر فقد باء اي رجع بغضب من الله ومأواه جهنم اي مصيره ومنقلبه يوم ميعاده وبئس المصير وبئس المصير في حديث في اسناده ضعف حديس ابن الخصاصية بشهير ابن ابن الخصاصية يقول اتيت النبي صلى الله عليه وسلم لابايعه فاشتاط علي شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان اقيم الصلاة وان اؤدي الزكاة وان احج حجة الاسلام وان اصوم شهر رمضان وان اجاهد في سبيل الله قلت يا رسول الله اما اثنتان فوالله لا اطيقهما الجهاد طب لمازا قال فانهم زعموا ان من ولى الدبر فقد باء بغضب من الله واخاف ان حضرت ذلك خشعت نفسي وكرهت الموت فافر فيتحقق في الوعيد الوارد في هذه الاية والصدقة فوالله ما لي الا غنيمة وعشر زول هن رسل اهل وحمولته وحمولتهم كمية محدودة يعني غنيمة وزود ويدوب كده على قدنا يعني. طبعا العشر من الابل فيها صدقة ان في كل خمس من الابل شاة والعشرة فيهما شاتان فما بيقدرش يعتبر يقول انا اللي عندي على قدي ومش هاتصدق منهم فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده ثم قال فلا جهاد ولا صدقة فبما تدخل الجنة اذا؟ فقلت يا رسول الله ابايعك فبايعته عليهن كلهن صلوات الله على رسوله ورضي الله عن اصحابه اجمعين لعل مما يتصل بهذه المسألة قضية مهمة قضية الاستئثار ماذا لو احاط العدو بالجيش وكان العدو من الكثرة الكاثرة ثم احاطوا بفرقة من الجيش انفصلت عن بقييتهم طوقوهم فهل لهم ان يستأسروا اي ان يقعوا في الاسر في هذه الحالة ام لا ده سؤال مهم ويحتاج الجواب عنه الى تأمل الاستئثار اي ان تستسلم لعدوك وان تلقي بيدك في الاسر الاصل اذا لقي المسلم عدوه ان يصبر ويثبت يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ان لم يتمكن من المدافعة ورأى انه مقتول لا محالة يخيب في هذه الحالة بين الثبات والمقاتلة حتى الموت او الاستئثار ايه معنى الاستئصال؟ تسليم الجندي نفسه للاسر عندما يجد نفسه مضطرا لذلك والثبات خير له لما يناله به من منازل الشهداء الرفيعة من ناحية ولما يسلم به من تحكم اهل الكفر عليه بالتعذيب والاستخدام والفتنة من ناحية اخرى. ولهذا قال الامام احمد ما يعجبني ان يستأسر فليقاتل احب الي الاسر شديد ويتأكر ذلك في حق من يقتدى به كالقادة والائمة وفي حق المرأة اذا خافت على نفسها من الوقوع في الفاحش هشام على كل حال لقد وقع الاستئثار من بعض المسلمين في زمن النبوة وعلم به النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكروا عليهم لقد روى البخاري في صحيحه حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا وامر عليهم عاصم ابن ثابت الانصاري فانطلقوا. حتى اذا كانوا بالهدأة موضع بين عسفان ومكة ذكروا لبني لحيان فنفعوا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام فاقتصوا اثرهم فلما رآهم عاصم واصحابه لجأوا الى فتفت الى موضع غليظ مرتفع اكما مرتفع؟ واحاط بهم القوم قولهم انزلوا واعطوا بايديكم ولكم العهد والميثاق الا نقتل منكم احدا نعم قال عاصم اما انا فوالله لا انزل اليوم في ذمتك كافر. اللهم خبر عنا نبيك. اللهم بلغ عنا نبيك. نعم فرموهم بالنبل قتلوا عاصما في سبعة فنزلي بثلاثة بالعهد والميثاق. منهم خبيب الانصاري وزيد بن الدفنة ويريل اخر. فلما استمر اطلقوا اوتار قصيهم فاوثقوهم فقال الرجل الثالث هذا اول الغد. ما دام ربطونا وقيدتمونا هذا اول غدر. والله لاصحبكم. ان في ان لي في هؤلاء لا اسوة يريدوا القتل فجروه. وعالجوه على ان يصحبهم فابى فقتلوه وانطلقوا بخبيب وابن الدفن حتى باعوهما بمكة وعلم النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث فلم ينكر على من سبت وقاتل حتى قتل ولم ينكر على من استأسر وقد ترجم البخاري بذلك فقال باب هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر الشوكاني يقول واستدل المصنف رحمه الله بهذا الحديث على انه يجوز لمن لم يقدر على المدافعة ولا امكنه الهرم ان يستأسر وهكذا ترجم البخاري على هذا الحديث باب هل يستأسر الرجل؟ ومن لم يستأسر؟ اي هل يسلم نفسه للاسر بابناء ووجه الاستدلال بذلك. انه لم ينقل ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر ما وقع من الثلاثة المذكورين من الدخول تحت اسر الكفار. ولا انكر ما وقع من السبعة المقتولين من الاصرار على الامتناع من الاسر ولو كان ما وقع من احدى الطائفتين غير جائز لاخبر صلى الله عليه وسلم اصحابه بعدم جوازه وان ترى. فدل ترك الانكار. على انه يجوز لمن لا طاقة له بعدوه ان يمتنع من الاسر وان يستأسر. المسألة فيها فيها تفصيل لكن في هذه القصة آآ ان بعض الصحابة كما ترون اخذ بالعزيمة ولم ينزل على حكم الكافر ولم يستأثر ومنهم من اخذ بالرخصة اسر والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على هؤلاء ولم ينكر على اولئك ثم قال تعالى فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ان الله سميع عليم في هذه الاية امتنان من الله جل وعلا على اه نبيه واصحابه يوم بدر فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى يحدثنا الله جل وعلا عن هذه القبضة من التراب التي حصد بها نبينا صلى الله عليه وسلم وجوه الكافرين يوم بدر حين خرج من العريش بعد دعائه وتضرعه واستكانته فرماهم بها وقال شاهت الوجوه ثم امر اصحابه يصدق الحملة اثرها ففعلوا فاوصل الله تلك الحصباء الى اعين المشركين جميعا فلم احد منهم الا ناله منها ما شغله عن حاله ولهذا قال تعالى وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى اي هو الذي بلغ ذلك وصل هذه الحصباء الى عيونهم. انت القيد نعم رميت لكن تحقيق الهدف واصابة اعين المشركين جميعا لم يكن اليك ولا بيديك لما هو بيد سيدك وخالقك وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وليبلي مؤمنين منه بلاء حسنا. في رواية عن ابن عباس يقول رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه يوم بدر فقال يا ربي ان تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الارض ابدا فقال له جبريل خذ قبضة من التراب فارمي بها في وجوههم. فاخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم. فما من المشركين احد الا اصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة فولوا مدبرين لكن ايضا في هذه الاية دليل على ان الله جل وعلا خالق لافعال العباد. كما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون وهو المحمول على جميع ما يصدر منهم من اعمال الخير فهو الذي وفق لذلك واعان عليه جل جلاله وليس للجبرية حق ولا وجه ولا دليل في الاستدلال بهذه الاية على ان العبد مجبور على افعاله كلها يقولون ان الله نفى عن نبيه الرمي واثبته لنفسه سبحانه. فدل ذلك على انه لا صنع للعبد ولا فعل له فهل هذا بصحيح؟ لا والله ليس بصحيح بل هو دليل عليهم وليس دليلا له. لان الله اثبت لرسوله رميا. قال وما رويت اذ رميت فاثبت لرسوله رميا. فدل هذا على ان الرمي المثبت غير الرمي المنفي ما وجه هذا؟ ان الرمي له ابتداء وله انتهاء. ابتدائه ان تلقي الحذف وانتهاؤه اصابة الهدف وكل منهما يسمى رمية فيصبح المعنى حينئذ وما اصبت اعين القوم عندما القيت بالحصناء في وجوههم ولكن الله جل وعلا هو الذي وفق هذه الرمية فجعلها جعلها تصيب عيونهم جميعا لم تبق منهم احدا الا واصابته واصابه منها ما شغله عن نفسه وعن متابعة القتال نعم والا لو اننا مضينا مع الظاهر الذي يريد ان يجرنا القوم اليه. وان العبد لا عمل له بالكلية وان النبي لم يرم بالكلية. هل يصح ان ان يقال وما صليت اذ صليت ولكن الله صلى. هل يصلح وما صمت اذ صمت ولكن الله صام وما زكيت اذ زكيت ولكن الله زكى. طب تقدر تقول وما نمت اذ نمت ولكن الله نام وان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل. بل افحش من هذا هل يصح ان يقل للسارق وما سرقت اذ سرقت وما زنيت اذ زنيت ويعجز اللسان عن استكمال العبارة. حاشا لله. تعالى الله عن ذلك علوا الكبيرة ان فساد ذلك ظاهر كما لا يخفى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا اي ليعرف المؤمنين نعمته عليهم من اظهارهم على عدوهم ليعرف المؤمنين نعمته عليهم من اظهارهم على عدوهم مع كثرة عدوهم وقلة عددهم. ليعرفوا بذلك حق ربهم ويشكروا بذلك نعمته تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله فالله جل وعلا يعرف عباده المؤمنين بنعمه بما اظفرهم به بما اظفرهم من اعدائهم وبما غنمهم ما كان معهم آآ من غنائم فضلا عما كتبه لهم من اجور اعمالهم وجهادهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال تعالى بشارة اخرى بشارة جديدة ذلكم وان الله موهن كيد الكافرين اي ما حصل من النصر والتوفيق الحمد لله اعلمهم الله ساق اليهم. زف اليهم بشارة جديدة ان الله مضعف كيد الكافرين. فيما تقبلونه من امرهم مصغر شأنهم وان كل ما لهم وان كل عدتهم وكل اعدادهم الى تبار والى دمار وما كيد الكافرين الا في تباب ولله الحمد والمنة جل جلاله. ومرة اخرى زعمت سخينة ان ستا تغلب ربها. وليغلبن مغالب لا انت استفتحوا فقد جاءكم الفتح وان تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وان الله مع المومنين. يقول الله تعالى للكفار ان تستفتحوا اي تستنصروا وتستقض وتستحكموه ان يفصل بينكم وبين اعدائكم فقد جاءكم مسألة. ايه القصة وقف ابو جهل يوم بدر فقال اللهم اينا كان اقطع للرحم واتانا بما بما لا يعرف او بما لا يعرف فاحنه الغداء اي فاهلكه وكان استفتاحا منه. فنزل قوله تعالى ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح فكان المستفتح ابا جهل وكانت النتيجة ما لقوا يوم بدر من قتل واسر وما ينتزرهم يوم القيامة من اغلال ونكال وعذاب السد يقول كان المشركون حين خرجوا من مكة الى بدر تعلقوا باستار الكعبة فاستنصروا بالله فقالوا اللهم انصر اعلى الجندين واكرم الفئتين وخير القبيلتين فقال الله تعالى ان تستفتحوا دعوتم استقضيتم واستحكمتم فقد جاءكم الفتح هذا كقول الله تعالى واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم وان تنتهوا فهو خير لكم ان تنتهوا عما انتم عليه من الكفر بالله وتكاذيب رسوله خير لكم في الدنيا والاخرة. وان تتقوا خير لكم ان تؤمنوا خير لكم ان تتوبوا خيرا لكم وان تعودوا نعد. ان عدتم الى ما كنتم فيه من الكفر والضلالة. نعد لكم بمثل هذه الواقعة. وبمثل هذه الادانة عليكم يا معشر من شاق الله ورسوله وحاد الله ورسوله في تفسير اخر عند السدي وان تعودوا اي الى الاستفتاح اي تطلبوا ان يهلك الله اقطع الفريقين للرحم ونحوه نعود الى الفتح محمد صلى الله عليه وسلم والنصر له وتظفيره على اعدائه ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله نعقل الفلاح والفوز والنجاة في الدنيا والاخرة طاعة الله ورسوله وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون. لا تتركوا طاعته وامتثال اوامره واجتناب نواهيه. وقد سمعتم انتم ما دعاكم اليه من الحق وما نهاكم عنه من الباطل. ما امركم به من الواجبات والفرائض. وما نهاكم عنه من المحارم والمآثم والفواحش ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون. الحديس عن الكفار او المنافقين فانهم يظهرون انه قد سمعوا واستجابوا وليسوا كذلك السمع اذ ليس سمع الالة الجارحة فكل الناس يسمعون المسلمون يسمعون والكفار يسمعون لكن سمع الانتفاع هناك من يسمع وينتفع مما سمع وهناك من يسمع وفي اذانه وكر وعلى عينه غشاوة لا ينتفع مما سمع لا يهتدي بمسموع لا ينتفع بمقروء لا يتطلع الى غاية اقصى من غايات هذه الحياة الدنيا ان شر الدواب عند الله الصم البطن الذين لا يعقلون ان شر ما دب على الارض من خلق الله عند الله الذين يصمون عن الحق الصم عن الحق فلا يستمعون فلا يعتبرون ولا يتعظون واذا نطقوا به ينقصون عما نطقوا به بكم عدم النطق فاذا نطق بالحق اعرض عنه وادبر وتولى وعانده واستكبر الذين لا يعقلون عن الله امره ونهيه فيستعملون ابدانهم في طاعة الله عز وجل. لا شك كما اخبر الله جل جلاله ان هذا الضرب من بني ادم شر الخلق والخليقة شر الخلق والخليقة لان كل دابة مما سواهم مطيعة لله فيما خلقها الله من اجله. وهؤلاء خلقوا للعبادة فكفروا وخرجوا عن الغاية التي خلقوا من اجلها. ولهذا شبههم بالانعام فقال ومثل الذين كفروا كمثل الذي بما لا يسمع الا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون تامة خلقت للحرث خلقت للحلب خلقت للركوب ادت المهمة جللها الله جل وعلا للمهمة التي خلقها من اجلها. اما هؤلاء خلقهم للعبادة وحمل الانسان الامانة لكن هؤلاء نقصوا وخانوا امانة الله عز وجل ولم يفوا بعهده ولا بميثاقه. فقال تعالى اولئك كالانعام بل هم اضل اي وربي انهم اضلوا من الانعام ولو علم الله لان الانعام ادت المهمة وحققت الغاية وهؤلاء نكسوا على رؤوسهم فلا حقه غاية ولا انتفعوا ولا انتفعوا بهداية ثم قال تعالى ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون اي ان هؤلاء الصم البكم شر الدوام لا فهم صحيح ولا قصد صحيح لو افترضنا ان لهم فهما فتقدير الكلام لا خير فيهم فلم يفهمهم لانه يعلم انه لو اسمعهم لو افهمهم لتولوا عن ذلك قصدا وعنادا بعد فهمهم لذلك وهم معرضون فالله يهدي من شاء فضله ويضل من شاء عدلا لانه اختار طريق الغواية والضمالة فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب. لا يحتجن احد بالقدر الله جل وعلا زودك ايها الانسان بادوات التكليف السمع والبصر والفؤاد وخلى بينك وبين القرار وحرية الاختيار فالاحتجاج بالقدر حجة المشركين الاوائل. وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا فهذه حجتهم وحجة داحضة وعليهم غضب من الله جل وعلا. ويوم يرجعون اليه. فينبئهم بما عملوا. والله بكل لشيء عليم اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم يوم في الحلقة القادمة ان شاء الله يوم الاثنين وحتى نلتقي استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبرر بلاده