بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الرابعة من تفسير سورة الانفال مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون يا ايها الذين امنوا هذا النداء القرآني العذب الجميل الذي تكره في القرآن الكريم تسعا وثمانين مرة بدءا من قول الله سبحانه في سورة البقرة يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم وانتهاء بقول الله جل جلاله في سورة التحريم. يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله النبي والذين امنوا معه. نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم. يقولون ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير اذا سمعت هذا النداء القرآني الجميل فارعه سمعك جيدا فانه خير تؤمر به او شر تنهى عنه يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم في الايات السابقات زكر الله جل جلاله وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وحرمة التولي حين الجهاد ثم اردفه في هذه الاية بالامر بالاستجابة له اذا دعاهم لما يحييهم لما يصلحهم في دينهم ودنياهم. وكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاح للدين والدنيا تعود الناس ان يقولوا صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان. والتعبير الادق والاصوب ان الزمان والمكان لا يصلحان الا بالشريعة لا يصلحان الا بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حاجة البشرية لهدايات الانبياء لاشد من حاجة القلب الى نبضه والعين الى ضيائها والجسد الى روحه والبدن الى عافيته وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. وانك لتهدي الى صراط مستقيم فالله جل وعلا يأمر عباده المؤمنين في هذه الاية بما يقتضيه الايمان وهو الاستجابة لله وللرسول. الانقياد لما امر به والانتهاء عما نهى عنه وكلمة لما يحييكم كما قلنا وصف ملازم لكل ما دعا اليه الله ورسوله فان حياة القلب وان حياة الروح بعبودية الله تعالى ولزوم طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والنهي عنه. اذا دعاكم لما يحييكم ثم حذر من عدم الاستجابة فقال واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه اسمعوا اياكم ان تردوا على الله امره اول ما يأتيكم به في حال بينكم وبينه بعد ذلك في الغالب وتختلف قلوبكم فان الله يحول بين المرء وقلبه. كما قال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون فاياكم ان تردوا امر الله اول ما يأتيكم به في حال بينكم وبينه ان اردتموه بعد ذلك. فان الله يحول بين المرء وقلبه. يقلب القلوب كيف يشاء يصرفها ان شاء جل جلاله وعلى العبد ان يكثر من هذا الدعاء يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. يا مصرف القلوب. اصرف قلبي الى طاعتك وانه اليه تحشرون تجمعون ليوم لا ريب فيه. فيجازي المحسن باحسانه والمسيء اساءته زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن الله جل وعلا يجمع الناس ليوم لا ريب فيه ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة جل جلالهم. واقسموا بالله جهد لا يبعث الله من يموت. بلى وعدا عليه حقا. ولكن اكثر الناس لا يعلمون بين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين ويستنبئونك حق هو قل اي وربي انه لحق وما انتم بمعجزين يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك يا الله يا مصرف القلوب اصرف قلوبنا الى طاعتك يا رب العالمين وفي هذا امر الى ان يأخذ الناس ما اتاهم الله بقوة كما قال تعالى عن بني اسرائيل واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ظلة ظنوا انه واقع بهم خذوا ما اتيناكم بقوة في هذه الاية ومثيلاتها رد على من يزعمون الاكتفاء بالقرآن وحده دون السنة النبوية المطهرة. وقد علم القاصي والداني انه لا بديل من السنة لفهم القرآن ولحسن تطبيقه ان في القرآن مجملات لم تفصلها الا السنة المطهرة. مجملات في اصول الفرائض الله جل وعلا امر بالصلاة في كتابه الكريم. من ذا الذي بين لنا ان الصلوات خمس من ذا الذي بيننا منها ما يكون سريا وما يكون جهريا وعدد ركعاتها وهيئاتها قياما وركوعا وسجودا الله جل جلاله الله جل وعلا امرنا في كتابه بالزكاة اوامر مجملة. من ذا الذي فصل القول فيها الاموال التي تجب فيها الزكاة النصاب الذي يجب ان يبلغه المال لتجب فيه الزكاة المقدار الواجب اخراجه في المال اذا بلغ النصاب. مصارف الزكاة كل هذا انما جاء تفصيله في السنة النبوية المطهرة استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم اي لما يصلحكم في الباب حديث سعيد ابن ابي سعيد ابن المعلى قال كنت اصلي فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني فلم اته حتى صليت ثم اتيته فقال ما منعك ان تأتيني الم يقل الله يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ثم قال لاعلمنك اعظم سورة في القرآن قبل ان اخرج فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم من يخرج فذكرت له فعلمه الناهية الحمد لله رب العالمين السبع المثاني واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه هذه الاية من اخوف الايات في كتاب الله. ومن ارجى الايات في كتاب الله من اخوف الايات بالنسبة للصالحين يخافون ان تنتكس قلوبهم يعني تغلب عليهم دسيسة سابقة او تعد لهم شهوة عارضة او شبهة طارئة فينقلب على عقبيه ايضا تفتح ابواب الرجاء امام الظالمين لانفسهم من كسبوا السيئات واحاطت بهم خطيئاتهم الا يقنطوا من روح الله. والا ييأسوا من روحه فان الله يحول بين المرء وقلبه فهي رجاء لفريق وخوف ونذير لفريق اخر وينبغي للعبد في حياته ان يكون ما بين الخوف والرجاء يرجو رحمة الله ويخاف ذنوبه ولا يجتمعان في قلب عبد خاصة في ساعة الاحتضار الا اعطاه الله ما يرجو وامنه الله مما يخاف وما اكثر ما كان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قالت عائشة يا رسول الله انك تكثر تدعو بهذا الدعاء. فقال ان قلب ادمي بين اصبعين من اصابع الله فان شاء ازاغ وان شاء اقامه يبقى يحول بين المرء وقلبه يحول بين المؤمن والكفر او يحول بين بين الكافر والايمان يقول السدي يحول بين الانسان وقلبه فلا يستطيع ان يؤمن ولا ان يكفر الا باذنه اي باذنه الكوني جل جلاله في حديث ام سلمة تقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر في دعائه يقول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله او ان القلوب لتتقلب او لتقلب؟ قال نعم ما خلق الله من بشر من بني ادم الا ان قلبه بين اصبعين من اصابع الله عز وجل. فان شاء اقامه وان شاء ازاغه والحديس في هذا المعنى كثيرة جدا في السنة النبوية المطهرة فقد جرت سنة الله عز وجل ان يحول بين وقلبه القلب اللي هو سلطان الجوارح القلب ملك والاعضاء جنود ان صلح القلب صلحت سائر الاعضاء وان فسد فساد سائر العطاء. الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت طلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله. الا وهي القلب ان الله جل وعلا يعني قد يميت قلوب بعض الناس عدلا منه جل جلاله فلا تنتفع بمسموع ولا ولا تمس شغافها موعظة لانها اعرضت عن الهداية وادبرت واستدبرتها وراء ظهرها والله جل وعلا قد يأتي بقلوب فريق اخر يعلم الله منه رغبتهم في الخير وحرصهم عليه فيشرح له صدورهم فتنيب له قلوبهم فالطائع المجد لا يأمن مكر الله فيغتر بطاعته ويعجب بنفسه والعاصي المسرف على نفسه لا ييأس من روح الله فيسترسل في اتباع هواه حتى تحيط به خطاياه فمن سنن الله تعالى في في البشر ان من يتبع هواه في اعماله تضعف ارادته في مقاومته فلا تؤثر فيه المواعظ القولية ولا المنزورة ولا المعقولة ثم قال تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منهم خاصة بل تصيب فاعل الظلم وتصيب غيره اذا ظهر الظلم فلم يغير فان عقوبته تعم الفاعلة وغيره طيب طب كيف تتقى هذه الفتنة بالاحتساب باحياء فريضة الحسبة الامر بالمعروف متى ظهر تركه والنهي عن المنكر متى ظهر فعله وقمع اهل الشر والفساد والا يمكنوا من المعاصي والظلم قال تعالى الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن للمنكر ونهوا عن المنكر فهذا هو ما تتقى به الفتن احياء ربانية الامر بالمعروف النهي عن المنكر استيقظ نبينا صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فزعا فقال سبحان الله ماذا فتح الليلة من الخزائن؟ وماذا انزل من الفتن؟ ثم قال من يوقظ صواحب الحجرات؟ فيا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة واتقوا فتنة لتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. يقول ابن عباس امر الله المؤمنين الا يقروا المنكر بين اظهرهم فيعمهم الله بالعذاب وفي حديث علي ابن عميرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا يعذب العامة بعذاب بعمل خاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على ان ينكروه. فاذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصين والعامة الذين ارتكبوا المنكر والذين اقروهم عليه. ولم تتمعر وجوههم في الله عز وجل به فابدأ فانه لم يتمعر وجهه في يوما لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. هذا العقاب يكون في الدنيا كما هو مضطرد في الامم كلها عندما تشيع فيها المناكر ومصاخط الرب جل جلاله. وقد اصيبت به امة الاسلام في من اصيبوا به من الامم فان سنة الله جل وعلا لا تجامل احدا من الناس. ولو جاملت احدا لجاملت الصحابة يوم احد. ورسول الله بين اظهره والقرآن ينزل فيهم اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم ان اهذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير. وما اصابكم يوم فباذن الله وليعلم المؤمنين ثم قال تعالى وذكوره اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس مقهورون تحت تحت حكم غيركم تخافون ان يتخطفكم الناس اي ان يأخذكم الناس هذا خطاب للمهاجرين يذكرهم الله فيه جل جلاله بما كان من ضعفهم وقلتهم وقد يكون الخطاب للمؤمنين عامة في عصر التنزيل يذكرهم فيه. بما كان من ضعف امتهم العربية في الجزيرة بين الدول القوية بين الفارس والروم تخافون ان يتخطفكم الناس ان يتخطفكم مشرك العرب من قريش وغيرها ان ينتزعوكم بسرعة فيفتكوا بكم كما كان يتخطف بعضهم بعضا في خارج الحرم. كما قال تعالى او لم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم رجا ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه انه قال في هذه الاية يصف حال العرب كان هذا الحي اذل الناس ذلا واشقاه عيشا واجوعه بطونا واعراه جلودا وابينه ضلالة معكوفين على رأس حجر بين فارس والروم. لا والله ما في بلادهم ما يحسدون عليه من عاش منهم عاش شقيا ومن مات منه ردي في النار يؤكلون ولا يأكلون لا والله ما نعلم قبيلا من حاضر الارض يومئذ كان اشر منهم منزلا حتى جاء الله بالاسلام فمكن به في البلاد ووسع به في الرزق وجعلكم به ملوكا على رقاب الناس وبالاسلام اعطى الله ما رأيتم فاشكروا لله نعمه فان ربكم منعم يحب الشكر واهل الشكر في مزيد من نعم الله عز وجل ايضا كلمة الربعي ابن عامر امام قائد الفرس يصف له امة الاسلام نحن الذين ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة الله وحده من ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة من جور الاديان الى عدل الاسلام وعندما رفع الجيل الاول الراية وعندما حفظ الامانة وعندما حمل دعوة الله وطوف بها في المشارق والمغارب يقفز بها للحق الوية في مشارق الارض ومغاربها دان نصف الارض في نصف قرن لكلمة التوحيد نحن الذين استيقظت باذانهم دنيا الخليقة من تهاويل الكرم نحن الذين اذا دعوا لصلاتهم والارض تسقي الارض جاما احمرا جعلوا الوجوه الى الحجاز وكبروا في مسمع الروح الامين فكبرا. العبد والمولى على قدم التقى سجدا لوجهك خاشعين على الثرى سجدا لوجهك خاشعين على الثرى هذه هي امة الاسلام عندما عاشت بالاسلام وعندما حملت لواءه وعندما حفظت امانته انجز الله لها وعده ووهبها سيفه المنتصر ومكنها من اكتاف خصومها وانها وانها وانها لسنة ماضية. ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين. وما ارسلناك الا رحمة للعالمين يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول السابقة ثم الامتنان بالنعمة في هذه الاية واذكروا اذ انتم قليل المستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون وفي هذه الاية من العبر التي يجب على المؤمنين ان يتذكروها انه اورث من اهتدى بهديه سعادة الدنيا وبسط له السلطان في الارض ومكنه فيها ثم ما ينتظرهم من مواريث الاخرة وللاخرة اكبر اكثر درجات واكبر تفضيلا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم وانتم تعلمون لا تخونوا الله عز وجل قفوا عند اوامره ونواهيه اذكروا امانة التكليف التي تحملتموها انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا فمن ادى الامانة فقد استحق من الله الثواب الجزيل. ومن خانها فقد استحق العقاب الوبيل. وصار خائف لله ولرسوله وهذه الخيانة مفوتا لها يعني تفوت اكمل الصفات واعظمها وهي الامانة يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وخيانة الرسول صلى الله عليه وسلم انما تكونوا بترك سنته وبمعاندتها وبمشاقتها هؤلاء العلمانيون المارقون على الله ورسوله الذين يشاقون الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى الذين يراغمون احكام الشريعة المطهرة الذين يفضلون اهواء البشر على شريعة الله عز وجل. هؤلاء خونة لله ولرسوله وللمؤمنين لانه لا مقابل لا مقابل لما انزل الله على رسوله الا الهوى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون. ايضا من خيانة الرسول افشاء اسرار افشاء اسراري به الى عدوه وقد روي ان هذه الاية نزلت في ابي لبابة وقد كان حليفا لبني قريظة وكان اهله وولده فيهم فلما خرج اليهم النبي صلى الله عليه وسلم وحاصرهم بعد غزوة الاحزاب ارادوا بعد طول الحصار ان ينزلوا من حصونهم على حكم سعد بن معاذ وكان من حلفائهم ايضا قبل غدرهم ونقضيهم لعهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم فاستنصحوا ابا لبابة واستشاروه هل ينزلون على حكم سعد بن معاذ فاشار الى اليهم الا تفعلوا ثم اشار الى حلقه يعني ان فعلت فهو الذبح سيكون حكمه فيكم هو الذبح ثم يقول ابو لبابة فما زالت قدماي عن مكانهما حتى علمت اني خنت الله رسوله ولقد روي انه رضي الله عنه وارضاه شد نفسه على سارية من المسجد سارية اسطوانة عمود يعني ثم قال والله لا اذوق طعاما ولا شرابا حتى اموت او يتوب الله علي ثم مكث اياما لا يذوق طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه. ثم تاب الله عليه. فقيل له قد تيب عليك فقال والله لا احل لا احل نفسي من هذا الرباط حتى يكون رسول الله هو الذي يحلني فجاء صلى الله عليه وسلم فحله بيده يبقى لا تخونوا الله والرسول. لا تعطلوا فرائضه لا تتعدوا حدوده لا تنتهك محارمه. التي بينها لكم في في في كتابه. ولا تخونوا الرسول. فترغبوا عن بيانه لكتابه الى بيان باهوائكم الذين يتركون بيان النبي للسنة ثم يفسر بيان النبي للقرآن ثم يفسرون القرآن باهوائهم ثم يأتون بمشتهرات الاقوال والشلوذاتها ويأتون بما لم يسبقوا اليه في كتاب من كتب المسلمين ولا سطر في ديوان في ديوان من دواوين الاسلام من قبل المشتهرات من المسائل التي يفسر فيها بعض المنتسبين للعلم بعض ايات الله عز وجل من عند انفسهم بغير برهان من الله بذلك من سبق من علماء الامة قاطبة وكأن الامة قد طمس الله بصائرها جميعا وكأن الله جل وعلا قد اغلق عليها فهم بعض كتابه الى ان جاء هؤلاء المستنيرون الجدد فهم وحدهم من دون الامة قاطبة. الذين انار الله بصائرهم وفتح الله عقولهم لما لما به طائرة من سبقهم هذا سوء ظن بالله عز وجل لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله. لا تزال الحق لم ينقطع عبر القرون. لم يغلق فهم واية من كتاب الله على الامة كلها في زمن من آآ لزمنا هذا سوء ظن بالله عز وجل. الله جل وعلا يسر ترى القرآن للذكر واقام به الحجة على الناس ما من نبي من الانبياء الا وقد اوتي من الايات ما على مثله امن الناس وقد كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي واني لارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة نعم وتخونوا امانتكم وانتم تعلمون وانتم تعلمون مغبة الخيانة وسوء مآل اصحابها. او تعلمون ان هذا الفعل خيانة لان امره بديهي ظاهر يعني عندما يقف ابو لبابة نعم رضي الله عنه في لحزة من لحزات الضعف البشري. ويشير لبني قريزة بالا ينزلوا على حكم مساعد ابن معاذ حلقه انه الذبح. طبعا ادرك في اللحظة الاولى وبالبداهة انه قد ارتكب خيانة. فما زالت قدماي حتى ادركت انني خنت الله ورسوله. لكن كانت منه التوبة الخالصة النصوح التي يرفع بها الله يرفع الله بها التائبين ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين حتى يكون العبد بعض الناس يكونون بعض التوبة ارفع فقاما واعلى منزلة ومكانة من حالهم قبل التوبة. حتى قالوا ان انين التائبين المذنبين احب الى الله من زجل المسبحين المدلين اصحاب النفوس المنكسرة بعد المعاصي الذين انكسرت قلوبهم بعدها واحسنوا التوبة واخلصوها لله عز وجل. قد يكون اقرب الى الله واحب اليه من اصحاب الزجل بالتسبيح لكنهم يدلون بتسبيحهم. كانوا عاملين خدمة للنبي ولا خدمة للمسجد ولا خدمة للشيخ يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان المنة لله ولرسوله ان كنت صادقا وان كنت مؤمنا فلتحمد الله سبحانه وتعالى. ولتعلم ان توفيق الله جل وعلا لك لان تحمده وان تشكره. هذه نعمة جديدة. تحتاج الى شكر جديد وهكذا. وان تعدوا نعمة والله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار واعلموا ان ما اموالكم واولادكم فتنة. فتنة الاموال والاولاد عظيمة جدا جدا. المال شقيق الروح المال حمل الناس على التقاتل وعلى التنافس في الدنيا وعلى التكالب عليها. حملهم على اراقة الدماء وعلى قطع الارحام وعلى العقوق وجاء بالكوارث التي يعجز اللسان عن تفصيل القول فيها ولا يسألكم اموالكم. الله جل وعلا يقول لاصحاب النبي ان يسألتموها فيحفكم تبخل ويخرج اضغانكم ها انتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله. فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه. والله الغني وانتم الفقراء فقراء وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم اما الاولاد نعم الاولاد فتنة. مبخلة مجبنة مجهدة. يحملون الجواد على ان يكون بخيلا. والشجاع ان يكون جبانا والحليم على ان يكون جهولا. تلاقي واحد طفل اه يعني يضرب طفله اذ به بوقاره وبطوله وبشيبته ينزل يدخل في معركة مع الطفل يخرجون الحليم عن حلمك انكم لتبخلون وتجبنون وتجهلون مبخلة مجبنة مجهلة ومن هنا كانوا فتنة واعلموا ان ما اموالكم واولادكم فتنة فينبغي على المؤمن ان يتقي الفتنتين يتقي الاولى في فتنة المال بكسبه من الحلال وانفاقه في الحلال. فلن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع من بينها عن ما له. من اين اكتسبه وفي بما انفقه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا زنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم. تزينوا للعرض الاكبر على الله عز وجل ويتقي خطر الثانية فتنة الاولاد اولا بحسن تربيتهم وتعويدهم على الدين والفضائل وتجنيبهم المعاصي والرذائل وان يقوم بحق الله تعالى فيهم وان عنده اجر عظيم. فعليكم ان تؤثروا ما عند ربكم من الاجر العظيم. بمراعاة احكام دينه في الاموال وفي الاولاد على ما عساه قد يفوتكم في الدنيا من التمتع بها واعلموا انما اموالكم واولادكم في الله نعم ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما ودعاؤنا الدائم ربنا اصلح لنا في ذرياتنا. ربنا اوزعنا ان نشكر نعمتك التي انعمت علينا وعلى والدينا وان نعمل صالحا ترضاه وان تصلح لنا في ذرياتنا انا تبنا اليك وانا من المسلمين اللهم امين اخوتي واخواتي اكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم في المحاضرات القادمة ان شاء الله وحتى نلتقي. استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته