بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا. حيثما كنتم. ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة في السابعة من محاضرات تفسير سورة الانفال مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ زين لهم الشيطان اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم. فلما تراءت الفئتان انكص على عقبيه وقال اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون اني اخاف الله والله شديد العقاب واذ زين لهم الشيطان اعمالهم. التزيين اظهار الشيء زينا. اظهاره حسنا نعم كما قال تعالى في سورة الانعام الله جل جلاله يقول وكذلك يعني او قال كذلك زينا لكل امة عملهم في سورة لان عامل اية مية وتمانية يقول الله سبحانه ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم. ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون والله جل وعلا يزين لاهل الباطل باطلهم ويزين لهم الحق حقهم. عدلا وفضلا جل جلاله الله جل جلاله يقول في سورة في سورة الحجرات ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. وفي المقابل زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين امنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة نعم وكذلك ودأب الشيطان انه باغرائه بوسوسته بنفخه بهمزه بلمزه يزين الباطل لاوليائه والله جل جلاله يبين ان الشيطان قد ال على نفسه منذ ان طرد من رحمة الله خرج من ملكوت السماوات ان يأخذ على عاتقه تزيين الكفر والباطل والضلال لبني ادم. يقول الله جل جلاله قال ربي بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين. الا عبادك منهم المخلصين وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون الله جل وعلا في هذه الاية الكريمة يبين ان الشيطان قد غر الكفار وخدعهم وزين لهم اعمالهم وقال لهم لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم تذكر كتب التفسير وتنقل ذلك عن ابن عباس ان الشيطان تمثل لهم في صورة سراقة ابن مالك سيد بني مدلج وقال لهم ما ذكر الله عنه وانه مجيرهم من بني كنانة وكانت بين قريش وبين بني كنانة عداوة وكانت قريش تخاف ان تحركت الى المدينة لقتال المسلمين تخاف بأس بني كنانة في الطريق يعني تراءى لهم الشيطان واخبرهم انه لا تثريب عليكم. اني جار لكم فاعطاهم بذلك الامان وشجعهم بذلك على البغي والعدوان. فلما تراءت الفئتان نقص على عقبي عندما رأى الملائكة. فقال لمن اضلهم واغواهم اني برئ منكم اني ارى ما لا ترون اني اخاف الله وهذه عادة الشيطان مع اوليائه من الانس كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله. وكما قال تعالى وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد حقي ووعدتكم فاخلفتكم. وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. فلا لوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي. اني كفرت بما اشركتموني من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم هذا هو تزيين الشيطان لاولياءه. يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا واني جار لكم يتبدى لهم كما قلنا في صوص سراقة ابن ما لك وكانوا يخافون من بني مدلج لعداوة كانت بينهم فقال لهم اطمئنوا اني جار لكم فاطمئنت نفوسهم واتوا على حرد قادرين. فلما تراءت الفئتان المسلمون والكافرون فرأى الشيطان جبريل عليه السلام يزع الملائكة خاف خوفا شديدا ونقص على عقبيه ولى مدبرا وقال لمن خدعهم وغرهم اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون اني اخاف الله والله شديد العقاب في توجيه اخر للاية ان الشيطان وسوس لسراقة ان يفعل ذلك. وان سراقة هو الذي فعل ذلك وتولى كبره بالفعل في ذلك الوقت. وذلك قبل ان يسلم فهذه الاية انما تشير الى امر عجيب كان من اسباب خذلان المشركين واذ زين لهم الشيطان اعمالهم اي واذكر يا محمد حين حسن ابليس لكفار قريش اعمالهم القبيحة في عيونهم وفي قلوبهم وسوس لسراقة بن ما لك ان يجيء في جيش من قومه بني كنانة لنصر المشركين حين خرجوا للدفاع اي عن عيدهم فالقى الله في روعي سراقة من الخوف ما اوجب ان خذاله وجيشه عن نصر المشركين وافسد الله كيد الشيطان بما قذفه الله في نفس سراقة من الخوف ايش القصة عندما اجمعت قريش امرهم على المسير لانقاذ عيرهم ثم ذكروا ما كان بينه وبين كنانة من الحرب فكاد ذلك ان يثبتهم عن الخروج. فلقيهم في مسيرهم سراقة بن مالك في جند معه راية وقالوا لهم لا غالب لكم اليوم واني مجير لكم من بني كنانة. فقوي عزمهم على المسير فلما امعنوا السير وتقارب المشركون من منازل جيش المسلمين ورأى سراقة الجيشين نقص بمن معه وانطلقوا قاله الحارث ابن هشام اخو ابي جهل الى اين اتخذلنا في هذه الحالة فقال سراقة اني ارى ما لا ترون. فكان ذلك من اسباب عزم قريش على الخروج والمسير حتى لقوا هزيمة لهم التي كتبها الله لهم في بدر وهذا الخاطر الذي القي في روع سراقة كان خاطرا ملكيا ساقه الله اليه ان سراقة لم يزل يتردد في ان يسلم منذ ان لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق الهجرة عندما رأى معجزة بام عينيه كيف ساخت قوائم فرسه في الارض ثم اخذ الامان من رسول الله صلى الله عليه وسلم يومها وروت له كتب السيرة ابيات. نعم قالها يخاطب فيها ابا جهل ابا حكم والله لو كنت شاهدا لامر جوادي اذ تسوخ قوائمه علمت ولم تشكك بان محمدا رسول ببرهان فمن ذا يقاوم عليك بكف القوم عنه فانني ارى امره يوما ستبدو عالمه بامر يود الناس فيه باسرهم بان جميع الناس ضرا يسالمون يبقى يعني قول سراقة اني اخاف الله لقد وسوس له الشيطان اولا ان يغري المشركين بالتقدم لحرب المسلمين وان يعلن لهم انه جار لهم من قومه بني كنانة لكنه كأنه تخوف من الغدر لقد كان بينه وبين النبي صلى الله عليه واله وسلم عهد وميثاق يوم ان اعطاه الامان ليلة الهجرة الا يعين عليه الا ينصر عليه احدا من الناس. فتخوف من الغدر فهذا يعني موقفه كان اعلانا برد جواره اياهم لكي لا يكون خائنا لهم لان العرب كانوا اذا ارادوا نقض جوار اعلنوا ذلك لمن اجاره كما فعل ابن الدغنة عندما رد جوار ابي بكر الصديق القصة ايه القصة تقول امنا عائشة لم اعقل ابوي قط الا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم الا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشيا فلما ابتلي المسلمون خرج ابو بكر مهاجرا قبل الحبشة حتى اذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال اين تريد يا ابا بكر؟ فقال اخرجني قومي فانا اريد ان اسيح في الارض فاعبد ربي فقال ان مثلك لا يخرج ولا يخرج انك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري وتعين على نوائب الحق وانا لك جار فارجع فاعبد ربك فاعبد ربك ببلادك فارتحل ابن الدغنة فرجع مع ابي بكر فطاف في اشراف كفار قريش قال لهم ان ابا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج اتخرجون رجلا يكسب ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فانفذت قريش جوارب وامنوا ابا بكر وقالوا لابن الدغنة مر ابا بكر فليعبدوا ربه في داره فليصلي وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلم به. فانا قد خشينا ان يفتن ابنائنا ونساءنا فقال ذلك ابن الدغنة لابي بكر فطفق ابو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلم بالصلاة ولا القراءة في غير داره ثم بدا له فابتنى مسجدا بفناء داره لا يزال في اطار الدار ايضا نعم وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وابناؤهم يعجبون وينظرون اليه. كان ابو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن. فاذن ذلك اشراف قريش من المشركين فارسلوا الى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له انا كنا اجرنا ابا بكر على ان يعبد ربه في داره. وانه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره. واعلن الصلاة والقراءة فيه قد خشينا ان يفتن ابناءنا ونساءنا فاته فان احب ان يقتصر على ان يعبد ربه في داره فعل. وان ابى الا ان يعلن ذلك فسله ان يرد اليك ذمتك فانا كرهنا ان نغفرك ولسنا مقرين لابي بكر الاستعداد فاتى ابن الدين ابا بكر فقال قد علمت الذي عقدت لك عليه. فاما ان تقتصر على ذلك واما ان تمد اليه ذمتي فاني لا احب ان تسمع العرب اني اخفرت اني اخفرت في رجل عقدت له فقاله ابو بكر اني ارد اليك جوارك وارضى بجوار الله عز وجل منطق عربي يعني قديم وقيمة نبيلة على كل حال. وفي وجه شبه بينها وبين اللجوء السياسي في واقعنا المعاصر اني اخاف الله والله شديد العقاب اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم المنافقون وضعفة الايمان عندما رأوا استبسال المسلمين وثباتهم وجهادهم وتضحيتهم بالنفس والنفيس. قالوا غر هؤلاء دينهم. اوردهم المهالك حملهم ما لا طاقة لهم به اما كان الاولى بهم ان يعرفوا امكاناتهم وان يقفوا في حدود طاقاتهم فعاند من تطيق له عنادا لكن للايمان منطقا اخر كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله. والله مع الصابرين كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. فهذا ليس غرورا بالدين بل هو ثقة بوعد الله عز وجل. وحسن توكل عليه. وحسن يقين في انفاذ موعوده جل جلاله ان الله لا يخلف الميعاد ما دامت العدة قد اتخذت والاسباب قد بذلت والشورى بين اهل للعقد قد تمت على وجهها فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا ثم قال تعالى ولو ترى ولو رأيت ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة. الملائكة الموكلون بقبض ارواحهم وقد اشتد بهم القلق في لحزات النزع وعظم كربهم والملائكة يضربون وجوههم وادبارهم يقولون لهم اخرجوا انفسكم ونفوسهم ممتنعة مستعصية على الخروج لعلمها ما ينتظرها من العذاب الاليم. من الاغلال والنكال لا اله الا انت سبحانك كما قال ربي جل جلاله. ولو ترا اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم. اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون. بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن اياته تستكبرون ولهذا قال وذوقوا عذاب الحريق جزاء وفاقا وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون كما قال تعالى كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق او كما قال تعالى ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريم او كما قال تعالى عن الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. فقال تعالى سنكتب ما قالوا. وقتلهم الانبياء بغير حق. ونقول ذو عذاب الحريق ذلك بما قدمت ايديكم وان الله ليس بظلام للعبيد ما ينزل بكم في الدنيا من من العذاب وما ينتظركم يوم القيامة من العذاب بما كسبت ايديكم ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم ان الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما. يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته فيما بينكم محرما فلا تظالموا او فلا تتظالموا ها هي سنة الله جل وعلا التي هي بسبيل مقيم وهي ماضية لن تجد لسنة الله تبديلا. ولن تجد لسنة الله تحويلا. ثم قال تعالى كدأب ال فرعون والذين من قبلهم كفروا بايات الله فاخذهم الله بذنوبهم ان الله شديد العقاب يعني ان عادة هؤلاء في كفرهم كعادة ال فرعون يقول ابن عباس ان ال فرعون ان ال فرعون ايقنوا ان موسى نبي من عند الله فكذبوه وهؤلاء جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق من عند الله فكذبوه فانزل الله بهم عقوبته كما انزل بال فرعون عقوبته فعلوا كما فعل ال فرعون. فحاق بهم ما حاق بال فرعون فاعتبروا يا اولي الابصار لا تفعلوا مثل فعلهم فتنزل بكم عقوبة الله جل جلاله التي نزلت بمن مضى من الامم نعم كذا بال فرعون. والذين من قبلهم كفروا بايات الله. فاخذهم الله بذنوبهم ان الله قوي شديد العقاب معناه كما قلنا ان عادة هؤلاء في كفرهم كعادة ال فرعون ايقن ال فرعون ان موسى نبي الله فكذبوه وايقنت قريش ان محمدا نبي الله فكذبوه فحاق بقريش ما حاق بال فرعون وانها لسنة ماضية وانها لبسبيل مقيم. ان الله قوي شديد العقاب. ذلك بان الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم وان الله عديم اي ذلك الجزاء السيء الذي حاق بهم لان الله جل جلاله اذا انعم على قوم نعمة لم يسلبها منه حتى يغيروا حالتهم الطيبة الى حالة سيئة هذا هو شأن الله سبحانه وتعالى سنته الماضية لم يك مغيرا نعمة انعمها على حتى يغيروا ما بانفسهم وان الله سميع عليم. اي ان الذي نزل بهؤلاء الكفار من التعذيب والخذلان عدل الهي جرت به سنته جل جلاله في خلقه واقتضت حكمته في حكمه الا يبدل نعمه بنقم الا بسبب ارتكاب الذنوب واجتراح السيئات. فاذا لم استقبل الناس نعم الله بالطاعة والشكر اذا قابلوها بالجحود والكفران والعصيان بدل نعمهم بنقم جزاء وفاقا وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون ازكروا قصة سبأ لقد كان لسبإ في مسكنهم اية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فاعرضوا فارسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمط واكل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي الا الكفور وهل نجازي الا الكفور وكاين من قرية امليت لها وهي ظالمة ثم اخذتها والي المصير فكأين من قرية اهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر وقصر مشين فهذا بيان لسنة من سنن الله جل جلاله في خلقه. تعليل لتعذيب اولئك الكفار. ولسلب نعمه وعن اشباههم من العصاة الجاحدين ان هذا الذي نزل بهؤلاء من التعذيب والخزلان عدل الهي فقد جرت سنته سبحانه واقتضت حكمته كما قلنا الا يبدل نعمه بنقم الا بسبب اجتراح السيئات فاذا لم يستقبل الناس نعمه بالطاعة والشكران قابلوها بالكفر والعصيان بدل نعمه نعمهم بنقم المتر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ان الله سميع عليم يسمع جميع ما ينطق به الناطقون سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار يعلم ما تنطوي عليه الضمائر وما تخفيه السرائر فيجري على عباده من اقداره ما اقتضاه علمه وما جرت به مشيئته جل جلاله. كما قال تعالى ابصر به واسمع هذا كما يقول ابن جرير الطبري في معنى المبالغة في المدح اي ما ابصره وما اسمعه ما ابصر الله لكل موجود. وما اسمع الله لكل مسموع لا يخفى عليه من ذلك شيء لقد روى البخاري في صحيحه عن عبدالله رضي الله عنه قال اجتمع عند عند البيت ثقيفان وقرشي. او قال قرشيان وثقفي كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال احدهم اترون ان الله يسمع ما نقول فقال الاخر يسمع ان جهرنا ولا يسمع ان اخفينا وقال الاخر ان كان يسمع اذا جهرنا فانه يسمع اذا اخفينا فانزل الله تعالى وما كنتم تستترون. ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ان ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون نعم بدأ بال فرعون والذين من قبلهم كذبوا بايات ربهم فاهلكناهم بذنوبهم واغرقنا ال فرعون وكل كانوا ظالمين اي اهلكهم الله بذنوبهم كل بحسب جرمه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من خسف الله به الارض ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من اغرقه الله عز وجل ولا شيء اقتل ولا اهلك للامم والحضارات والشعوب من الغفلة والذنوب واغرقنا ال فرعون وكل كانوا ظالمين. ظالمين لانفسهم ساعين في هلاكها لم يظلمهم الله ولا اخذهم بغير جرم اقترفوه فليحذر المخاطبون ان يشابهوهم في الظلم فيحل بهم من عقوبات الله جل وعلا ما حل باولئك الفسقة ثم قال تعالى ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون اي ان شر ما دب على الارض عند الله الذين كفروا بالله تجحدوا وحدانيته وعبدوا غيره لا يصدقون رسل الله ولا يقرون بوحيه وتنزيله جمعوا بين هذه الخصال الذميمة الثلاث الكفر وعدم الايمان والخيانة. لا يثبتون على عهد عاهدوه ولا على قول قالوه. فكانوا شر الدواب عند الله كانوا شرا من الحمير والكلاب لان هذه الدواب بالعجماوات ادت المهمة التي خلقت من اجلها. اما هؤلاء فتنكروا للغاية التي من اجلها خلقوا. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين فشر ما يدب على وجه الارض في حكم الله وعدله. هؤلاء الكفار اللي اجتمعت فيهم هذه الصفات الاصرار على الكفر والرسوخ فيه بحيث لا يرجى ايمانهم او ايمان جمهورهم ثم بعد هذا اه آآ المقلدة منهم الذين يقولون انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون قال اولو جئتكم باهدى مما وجدتم عليه ابائكم؟ قالوا انا بما ارسلتم به كافرون. فحقت عليهم كلمة ربك وغلبت عليهم شقوتهم. وكانوا قوما ضالين ثم يقول الله لنبيه فاما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون يعني اذا لقيتهم في الحرب اذا وجدتهم في حال المحاربة حيث لا عهد لهم ولا ميثاق يتترسون به نكل بهم غيرهم. اوقع بهم من العقوبة ما يصيرون به عبرة لمن بعدهم. لعلهم يذكرون صنيعهم فلا فيتعظون ويعتبرون فلا يصيبهم ما اصابهم ان هذا من فوائد العقوبات والحدود المترتبة على المعاصي. انها سبب لازدجار من لم يعمل المعاصي بل وزجر لمن عملها الا يعاودها ان الحدود كما يقولون زواجر وجوابر نعم تزجر الناس على ارتكاب مثل هذه المعاصي الحدية حتى لا تحل بهم مثل هذه العقوبات التي حلت بمن ارتكبها. ايضا هي فهي تجبر من تورط في شيء منها فتكون كفارة له. كما قال صاحب الرسالة صلوات ربي وسلامه عليه فمن صاب شيئا من ذلك فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ومن اصاب شيئا من ذلك فستره الله عليه فهو الى الله ان شاء الله عذبه وان شاء الله غفر له ثم قال تعالى واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء ان الله لا يحب الخائنين اي اذا كان بينك وبين قوم عهد وميثاق على ترك القتال. فخفت منهم خيانة ظهر من قرائن احوالهم ما يدل على خيرة من غير تصريح بذلك فانبذ اليهم عهدهم اخبرهم انه لا عهد بينك وبينهم حتى تكون في العلم بذلك على سواء يستوي علمك وعلمهم بذلك. لان الله لا يحب الخائنين بعضهم اشد البغض البغض. في الباب حديث سليم بن عامر يقول كان بين معاوية وبين الروم عهد وكان يسير نحو بلادهم. حتى اذا انقضى العهد غزاهم. فجاء رجل على فرس وهو يقول الله اكبر الله اكبر وفاء لا غدر تقول فنظروا فاذا عمرو بن عبسة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم جاء مسرعا على فرس يهتف الله اكبر الله اكبر فارسل به معاوية يسأله ما خطبه؟ ما شأنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحل لها حتى ينقضي امدها او ينبذ اليهم على سواء فرجع معاوية بجيشه وكان قد تقدم به ليكون متاخما للحدود فرجع به الى مواقعه الاولى الاولى وقد دلت هذه الاية الكريمة على انه ان كانت الخيانة محققة ظاهرة ازا وجدت الخيانة المحققة الظاهرة لا يحتاج ان ينبذ اليهم عهدهم لانه المقام لم يعد مقام خوف بل اصبح مقام علم يقيني بالخيانة ايضا اذا لم يخش من احد منهم خيانة ولم يولد على ذلك دلائل ولا اشارات فلا يجوز ان ينبذ اليهم عهدهم فاتموا اليهم عهدهم امام مدتهم هذا كله من منطوق او مفهوم قول الله سبحانه واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء عند خوف الخيانة وعدم التحقق تستطيع ان تنبذ اليهم عهدهم. ان تعلمهم انه لا عهد بيننا وبينهم اذا تحققت من الخيانة لست في حاجة الى هذا النبذ. وقد صار الامر عيانا اذا لم تبدو بوادر للخيانة فليس لك ان تنبذ اليهم عهدهم بل كما قال ربي جل جلاله فاتموا اليهم عهدهم لا مدتهم ان الله يحب المتقين اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات في هذه المحاضرة على امل اللقاء بكم في المحاضرة القادمة وحتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته