بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا حيثما كنتم مع المحاضرة الثانية من تفسير سورة الرحمن السورة التي تسمت باسم من اسماء الله عز وجل وتفردت بهذه التسمية من بين من بين سور القرآن الكريم كلها مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن الله جل وعلا الصمد يصمد اليه الخلق جميعا ويتشوفون اليه جميعا في قضاء حوائجهم اخبار من الله جل وعلا عن افتقار الخلائق جميعا اليه في جميع الالات والاحوال وهو الغني عما سواه وعمن سواه جل جلاله لن يبلغ احد من الناس نفع الله فينفعه ولن يبلغ احد من الناس ضر الله فيضره والله جل وعلا القادر على كل شيء وبيده مقاليد كل شيء وهو الذي يقصد في كل شيء لا يحلو عطاءه ولا نعمه العامة لا عن بر ولا عن فاجر ولا عن مسلم ولا عن كافر ارضه تقل عباده جميعا فماؤه تظل عباده جميعا شمسه تشرق على عباده جميعا. هواه يستنشقه هواؤه يستنشقه عباده جميعا. رزقه يناله عباده عندما اراد خليل الرحمن ابو الانبياء ابراهيم ان يجعل الرزق للمؤمنين وارزق اهله من الثمرات. من امن فمنهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن اخبار عن غناه عما سواه وعن افتقار عما سواه اليه جل جلاله. وان المخلوقات جميعا يسألونه اما بلسان حالهم او بلسان مقالهم فله الحمد على نعمه العظيمة والاءم جسيمة على نعمه الظاهرة والباطنة التي لا يحصيها غيره ما علم الناس منها وما لم يعلمون فهو الذي اظهر الجميل وستر القبيح لا يؤاخذ بالجريرة ولا يهتك الستر حسن التجاوز سامع كل نجوى منتهى كل شكوى كريم الصفح عظيم المن مبتدأ النعم قبل استحقاقها جل جلاله كل يوم هو في شأن و وقد سئل عبيد بن حمير عن هذه الاية فقال من شأنه ان يجيب داعيا او يعطي سائلا او يفك عاليا او يشفي سقيما وعن مجاهد قال كل يوم هو يجيب داعيا ويكشف كربا ويجيب مضطرا ويغفر ذنبا. وقال قتادة لا يستغني عنه اهل السماوات والارض يحيي حيا ويميت تميتا ويربي صغيرا ويفك اسيرا وهو منتهى حاجات الصالحين وصريخهم ومنتهى شكواهم ونجواهم جل جلاله سويد بن جبل الفزاري يقول ان ربكم كل يوم هو في شأن فيعتق رقابا ويعطي رغابا ويقحم عقابا جل جلاله وقد روي عن منيب بن عبدالله بن ابن منيب الازدي عن ابيه قال تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية كل يوم هو في شأن. فقلنا يا رسول الله وما ذلك الشأن؟ قال ان يغفر ذنب بل ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع اخرين وقد روي عن ام الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل كل يوم هو في شأن من شأنه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع اخرين جل جلاله لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فباي الاء ربكما تكذبان. يا معشر الثقلين من الانس والجن باي نعم ربكما السابغة تكذبان النعم ظاهرة عليكم مغمورون فيها لا تستطيعون انكارها لا تملكون جحودها وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. ان الانسان لظلوم كفار ان الله لغفور رحيم فنحن نقول كما قالت الجنة المؤمنون. اللهم ولا بشيء من الائك ربنا نكذب فلك الحمد اللهم ولا بشيء من الائك ربنا نكذب فلنا. فلك الحمد تنفرغ لكم ايها الثقلان ليس بالله شغل حتى يفرغ منه لحساب عباده. هذا وعيد من الله جل وعلا للعباد. وليس بالله شغل كما قال ابن عباس فالله جل وعلا لا يشغله شأن عن شأن ولا يشغله صوت عن عن صوت الناس يجتمعون في عرفات اتنين تلاتة مليون في صعيد واحد في مكان واحد في لحظة واحدة ترتفع ملايين الدعوات الى الله جل جلاله يسمعها جميعا في ان واحد اجيبها جميعا في ان واحد كما يرزق المليارات من البشر في ان واحد جل جلاله لا يشغله شأن عن شأن لا تختلط عليه الاصوات ولا ولا تختلف عليه اللغات ولا اللهجات ابن جويج يقول معنى سنفرغ لكم اي سنقضي لكم البخاري يقول معناها سنحاسبكم. سنفرغ لكم اي سنحاسبكم. لا يشغله شيء عن شيء وهو معروف في كلام العرب يقال لاتفرغن لك وما به شغل. يقول لاخذنك على افضالك. يعني نوع من انواع الوعيد لا يقصد به ان الله مشغول بامر فاذا فرغ منه توجه الى شأن لشأن اخر انما هو معروف في كلام العرب يقال لاتفرغن لك وما به شغل لاخذنك على غرتك كلمة ايها الثقلان الثقلان الانس والجن وقد جاء في الصحيح يسمعه كل شيء الا الثقلين اي الا الانس والجن. في حديث الصور الثقلان الانس والجن فباي الاء ربكما تكذبان ولا بشيء من الائك ربنا نكذب فلك الحمد ثم قال تعالى يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان لا تستطيعون هربا من امر الله وقدره بل هو محيط بكم لا تقدرون على التخلص من حكمه ولا النفوذ من قضائه وقدره فيكم اينما ذهبتم احيط بكم وهذا يعني حديث عن مقام الحشر يوم القيامة. حيث تحدق الملائكة بالخلائق صفوفا من كل جانب. فلا يقدر احد على الذهاب الا بسلطان الا بامر من الله سبحانه يقول الانسان يومئذ اين المفر؟ كلا لا وزر الى ربك يومئذ المستقر ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر. بل الانسان على نفسه بصيرة. ولو القى معاذيره قال تعالى والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كانما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون فباي الاء ربكما تكذبان؟ ثم قال تعالى يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران اختلف اهل العلم المفسرون في تفسير الشواز قيل انه لهب النار وقيل انه الدخان وكله مروي عن ابن عباس قيل انه اللهب الاخضر المنقطع قيل اللهب الذي فوق النار ودون الدخان. وقيل سيل من نار كل هذه اقوال وردت في تفسير شواز النحاس ورد انه دخان النار وابن جرير يقول والعرب تسمي الدخان نحاسا. بضم النون وبكسرها وان كانت القراءة مجمعة على الضم ومن النحاس بمعنى الدخان قول النابغة يضيئك ضوء سراج السليط لم يجعل الله فيه نحاسا اي الدخان وقد روي عن الضحاك ان نافع بن الازرق سأل ابن عباس عن الشواز فقال هو اللهب الذي لا دخان معه فسأله شاهدا على ذلك من اللغة فانشده بيت امية ابن ابي السلط في حسان الا من مبلغ حسان حسان عني مغلغلة تدب الى عكاظي اليس ابوك فينا كان قيلا لدى القينات فصلا في الحفاظ يمانيا يظل يشد كيرا وينفخ دائما لهبش شواظي هي والعرب في جاهليتهم كانوا يعني كان منهم الحجاؤون كما تعلمون فقال صدقت فمن نحاس؟ فقال هو الدخان الذي لا لها بلاء قال هل تعرف العرب هذا؟ قال نعم قول النابغة يضيئك ضوء سراج السليط لم يجعل الله فيه نحاسا اذا قيل في تفسير النحاس الصفر انه حاسب المعدن النحاس المعروف الصفر المذاب يذاب فيصب على رؤوسهم. على كل حال المعنى عند الجميع لو ذهبتم هاربين يوم القيامة لردتكم الملائكة والزبانية بارسال اللهب من النار والنحاس المذاب عليكم لترجعوا ولهذا قال فلا تنتصروا فبأي الاء ربكما تكذبان ولا بشيء من الائك ربنا نكذب فلك الحمد فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان وانشقاق السماء مستفيض في كتاب الله عز وجل اذا السماء انشقت واذنت لربها وحقت وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا. الملك يومئذ الحق للرحمن. وكان قوما على الكافرين عسيرا وقال تعالى كانت وردة كالدهان اي تذوب كما يذوب الذهب والفضة في السبك وتتلون كما تتلون الاصباغ التي يدهن بها حمراء صفراء زرقاء خضراء. وهذا كان من شدة الامر والهون قل يوم القيامة وفي الباب حديث انس اخرجه الامام احمد النبي صلى الله عليه وسلم قال يبعث الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم الطش المطر الضعيف وروي عن ابن عباس وردة الدهان قال هو الاديم الاحمر الجلد الاحمر ويعني مجاهد يقول كالدهان اي كالوان الدهان. فباي الاء ربكما تكذبان فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان هذا كقول الله سبحانه هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون هذا في حال وفي احوال اخرى يؤذى له فيتكلمون ويجادلون ويقسمون كاذبين ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين انظر كيف كذبوا على انفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون يوم القيامة احوال واطوار وحديث القرآن عن هذه الحالة مرة وعن تلك الحالة مرة اخرى وهذا هو اجمل وابدع ما قيل في الجمع بينما يوهم التعارف في الايات التي التي تتحدث عن احوال يوم القيامة الله جل وعلا يوم القيامة يسأل الخلائق عن اعمالهم جميعا كما قال تعالى فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون فقول الله تعالى فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان قال قد كانت مسألة ثم ختم على افواه القوم وتكلمت ايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون في رواية عن ابن عباس لا يسأل لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا؟ لانه اعلم بذلك منهم لكن يقول لما عملتم كذا؟ لما عملتم كذا؟ هذا توجيه اخر ومجاهد يقول لا تسأل الملائكة عن المجرمين. لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان. الملائكة ليست في حاجة الى ان تسأل عن تسأل عن المجرمين ان لتتعرف عليهم لتوصل العقوبة اليهم بل يعرف المجرمون بسيماهم هذا كانه بعدما يؤمر بهم الى النار ويقضى بين العباد فذلك الوقت لا يسألون عن ذنوبهم فقد سئلوا قبل ذلك بل يقادون الى النار ليلقوا فيها حتفهم ومصيرهم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام بسيماهم بعلامات تظهر عليهم يقول الحسن وقتادة بالسوداد وجوههم وزرقة عيونهم كما يعرف المؤمنون بالغرة والتحجيل من اثار الوضوء فيؤخذ بالنواصي والاقدام زبانية العزاب تجمع نواصيهم مع اقدامهم ويلقونهم في النار. ابن عباس يقول يؤخذ بناصيته وقدمه فيكسر كما يكسر الحطب في التنور ضحاك يقول يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره لا حول ولا قوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون. وقال السدي يجمع بين معصية الكافر وقدميه وتربط ناصيته بقدمه ظهره اللهم يا ربي انا نعوذ بك نعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل فباي الاء ربكما تكذبان؟ هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون هذه النار التي كنتم بها تكذبون. افسحر هذا ام انتم لا تبصرون؟ اصلوها فاصبروا او لا تصبروا. سواء عليكم انما تجزون ما كنتم تعملون الهي لست للفردوس اهلا ولا اقوى على نار الجحيم الهي توبة واغفر ذنوبي. فانك غافر الذنب العظيم هذه النار التي التي كنتم تكذبون بوجودها. ها هي حاضرة امامكم ماثلة امام اعينكم تشاهدونها عيانا او عيالا يلقاو لهم هذا تقريعا وتوبيخا وتصغيرا وتحقيرا. يطوفون بينها وبين حميم اه تارة يعذبون في الجحيم بالنار التي تتلظى نزاعة للشوى تدعو من ادبر وتولى وجمع فاوعى. وتارة يسقون من الحميم وسقوا ماء حميما فقطع امعائهم وهو الشراب الذي هو كالنحاس المذاب يقطع الامعاء والاحشاء. اذ الاغلال في اعناقهم والسلاسل يسحبون بالحبيب ثم في النار يسجرون. والله ان غمسة في النار تذهل اهل النعيم في الدنيا عن كل ما عاشوه من لحظات تنعموا فيها بما تنعموا به. يؤتى بانعم اهل للارض من اهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال له هل رأيت نعيما قط هل مر بك رخاء قط ويقول لها وعزتك ما مر بي رخاء قط ولا رأيت نعيما قط ويؤتى بابئس اهل الارض من اهل الجنة يوم القيامة فيصبغ في الجنة صبغة ثم يقال له هل رأيت شقاء قط هل مرت بك شدة قط؟ فيقول لا وعزتي ما رأيت شقاء قط ولا مرا بي شدة يطوفون بينها وبين حميم الان اذ الاغلال في اعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار والزرع قوله تعالى شديد الحرارة قد بلغ الغاية القصوى في الحرارة لا يستطاع من شدة ذلك ابن عباس يقول اي قد انتهى غليه واشتد حره باثر عن محمد بن كعب القرزي يقول يؤخذ العبد فيحرك بناصيته في ذلك الحميم حتى ذوب اللحم ويبقى العظم والعينان في الرأس وهي كالتي يقول الله تعالى في الحميم ثم في النار يسجرون والحميم الان يعني الحار وفسر بانه الحاضر ولا منافاة بينهما فهو فهو حاضر وهو شديد الحر لا يستطاع لقول الله تعالى غير ناظرين انا اي غير ناظرين استواءه ونضجه. فحميم ال اي حميم عار جدا جدا ولما كانت معاقبة العصاة المجرمين وتنعيم المتقين من عدل الله جل وعلا شفاء لصدور المؤمنين والمظلومين والمقهورين واثابة للمؤمنين الذين صبروا وصابروا ورابطوا مكان هذا كله الفضل لله ورحمته وعدله ولطفه بخلقه وكان انذاره لهم عن عذابه وبأسه. مما يزجرهم عما فيه من الشرك والذنوب والمعاصي وغير هذا قال ممتنا بذلك على عباده. فباي الاء ربكما هذه النار التي اعدها الله للكفار فيها نعمة لان الله سبحانه وتعالى يخوف بها عباده يزجرهم بها عن معصيته. يحملهم بها على على طاعته. يقربهم بها اليه. يدنيهم بها من رحمته جل جلاله لهذا قال فباي الاء ربكما تكذبان ولا بشيء من الائك ربنا نكذب فلك الحمد اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد ابدا ابدا. اللهم امين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ثم اما بعد احبتي في الله في ختام القول توضع الله دينكم واماناتكم وخواتيم اعمالكم وحتى نلتقي بكم في الاسبوع القادم اترككم مع رعاية الله وعنايته وكلاءاته وحفظه ونحبكم في الله جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته